أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية















المزيد.....

المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


يعاني النقد العربي كثيرا من قصور المعجم المصطلحي , فلا يمكن للعمل النقدي ان يكون فاعلا بغياب المعاجم التي ترفده بالمصطلحات الدقيقة , ومن أهم عيوب التأليف المعجمي في علم المصطلح عند العرب : إن تلك المعاجم كثيرا ما تكتفي بذكر المصطلح الأجنبي ومقابله العربي ، دون تعرضها لشرح المصطلح وتحديد مفهومه ، كما يعيبها إنها قاصرة غير مستوعبة , وإنها تمثل اجتهادات شخصية لأصحابها , ولا تخضع لمنهجية مضبوطة ، وينقصها التجديد من آن لآخر . وقد يحاول أصحاب تلك المعاجم ابتكار مصطلحات غير مألوفة في اللغة العربية نحو : مصطلح التأسيم في مقابل nominalization والسيمية مقابل علم الدلالة ، والنفساني مقابل النفسي ، وقد يستعمل المصطلح الأجنبي نفسه لكن بحروف عربية مثل المصطلحات : ابستمولوجيا ، جراما طيقا ، برادجماتي , واتسامها بالفردية فهي جهود أفراد أو فرد واحد وتفتقر إلى الروح الجماعية , وعدم اتفاقها في منهجية معينة في الوضع المصطلحي , ثم انها ليست مستوعبة للمصطلحات كلها , وتفتقد الى الشرح الذي يحدد مفهوم المصطلح على غرار المعاجم المعروفة (أكسفورد للسانيات) , وكثيرا ما تضم مصطلحات واشتقاقات غير متسقة مع اللغة نحو (ميتامتغيرnatauaraable) و (التبئير facabryation) وغيرها , وعجزها عن التخلص من الترادف الذي كثيرا ما يفضي إلى اللبس .والتداخل المصطلحيين كاستعمال مصطلحي (حرف وصامت) للتعبير عن مفهوم واحد , والاستخدام الملتبس للمصطلح بين التراث والجدة كاستعمال مصطلح الإدغام مقابلا للفظة Assimilation . وقد لا يلتزم صاحب المعجم بتعامل واحد للمصطلح الاجنبي ، فمصطلح accent يترجم إلى النبر والضغط ومصطلح phoneme يترجم بالصوتيم مرة وبالفونيم مرة أخرى , واعتماد اغلب المعاجم على أساس الجذر وما يرافق ذلك من سلبيات كثيرة منها : عدم ملائمتها غير المختصين ، وصعوبة معرفة مصدر الاشتقاق في حال تعدد المصطلح .
وفضلا على ما تقدم فان الملاحظ في المتن المعجمي العربي يجده بعيدا عن روح الجدة والعصرية ، فالمادة في عمومها في تلك المعاجم قديمة ولا فصل فعليا بين تاريخ الكلمة وحاضرها , فمثلا يجعل المنجد في اللغة العربية المعاصرة مادتي (بَلوَرَ وَبلّر) من اصل واحد على الرغم من عدم توضيحه على أي مصدر كان اعتماده في تلك ، ولاسيما ان مادة (بلّرَ) لا توجد أصلا في المعجم الوسيط , كذلك فان هذه المعاجم تفتقد الى الدقة في التعريفات فتلجأ إلى التعريف بالمرادف او بالضد مما لايفيد في توضيح المعنى فنجد مثلا (الرفق) ضد (العنف) وهذا ليس صحيحا دائما فالرفق بالأسير ليس ضده العنف ضد الأسير.
وبإستعراض عدد من المعاجم العربية المعروفة تتضح للقارئ كثير من السلبيات فيها , ومن امثلة ذلك ما نجده في المعجم الأدبي لجبورعبد النور , فعلى الرغم من أن المؤلف لم يطلق تسمية المصطلح في عنوان كتابه إلا أنه جعل القسم الأول منه خاصاً بالمصطلحات الأدبية والنقدية في حين جعل القسم الثاني لاستعراض الآداب والمؤلفات في العالم , فقد أورد المؤلف في القسم الأول الذي سماه بالمصطلحات سبعمائة وستا وخمسين مصطلحاً لكنه لم يتطرق إلى مصطلـــــــحات النقد الحديث ( الأسلوبية – البنيوية ... ) فضلاً على أن المؤلف أورد مصطلحات قديمة غير مستعملة , ومن المآخذ على هذا المعجم تضمينه مفردات ذات دلالية لغوية محضة بعيدة عن الدلالات الاصطلاحية مثل : انطمس ، انفتح ، أوجز ، أوغل ... .وقد خلا هذا المعجم في قسمه الأول من الفهارس على عكس القسم الثاني .
ونجد الإشكاليات ذاتها في المعجم المفصل في الأدب لمؤلفه محمد التونجي الذي لم يذكر هو الآخر لفظة – مصطلح – في عنوان معجمه ، على الرغم من أن معجمه ضم حوالي أربعة آلاف مصطلح في الأدب والنقد والبلاغة والعروض والمدارس والأعلام , والحال ذاته نجده في المعجم المفصل في اللغة والأدب لميشال عاصي واميل بديع يعقوب ، فلم يوردا لفظة المصطلح في معجمها الذي جمع بين مصطلحات علوم الأدب واللغة والتراجم مما أفقده الخصوصية.
وقد اتفقت المعاجم الثلاثة السابقة على عدم ذكر المصادر أسفل المادة المعروضة ، بل أن المصادر المذكورة في نهاية كل واحد منها أقل بكثير من حجم المادة المعروضة .
وانفرد المعجم الذي ألفه مجدي وهبه وكامل المهندس بإيراد لفظة (المصطلحات) في عنوان كتابهما إذ أطلقا عليه : معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب إلا أن هذا المعجم تميز بالاختصار لكثرة المصطلحات التي ذكرت فيه لكنها لاعلاقة لها بالأدب أو النقد , فقد ذكرت مصطلحات اللهجات والتوحيد والفرق والتفسير والحديث فضلاً على مصطلحات البلاغة والنحو والصرف والعروض.
اما معجم مصطلحات النقد العربي القديم للدكتور أحمد مطلوب فعلى الرغم من أهميته الا انه اتبع منهجاً في إيراد المواد المعروضة يعتمد على تفريق المواد ذات الفكرة الواحدة لاختلاف ألفاظها كما في مصطلحات الأحاجي والأحجية والإبداع والابتداع والتأول والتأويل والصناعة الشعرية والصنعة وصنعة الشاعر والنسج ، والنسيج على المنوال ، والنسيج , وكان يمكن للمؤلف أن يعتمد على طريقة الإحالة في المصطلحات التي ترد بعد المصطلح الأول للمصطلح المذكور أولاً قياساً على ما هو سائد في الموسوعات .
وفضلا على ما تقدم فقد اتسمت كثير من المعاجم بالانتقائية اي : قيام صاحب المعجم باختيارعدد محدود من المصطلحات لعرضها ، ومن أمثلة ذلك دليل الناقد الأدبي الذي اشترك في تأليفه سعد البازعي وميجان الرويلي ، فقد كان في طبعته الأولى عرضاً لثلاثين مصطلحا ( وتياراً ) ثم زيد عليه ليصبح في الطبعات التالية عرضاً لأكثر من سبعين مصطلحاً وتياراً , وعلى الرغم من الأهمية البالغة لهذا الدليل للقارئ العربي إلا أن اقتصاره على هذا العدد يجعل القارئ يتساءل عن سبب هذا الإحجام عن عرض أكبر عدد من المصطلحات ولاسيما أن مؤلفا الكتاب أرادا له أن يكون دليلاً للناقد الأدبي ، ثم أنهما أظهرا معرفة دقيقة في عرضهما لمواد الكتاب .
وزيادة على ماتقدم يمكن ملاحظة ظاهرة الاختصار واضحة في المعاجــم العربية , وقد يصل الحال الى الاختصار المخل لاسيما في المعاجم الملحقة في نهايات الكتب كما هو الحال في المعجم الذي صنعه جابر عصفور وألحقه في كتاب عصر البنيوية , وإذا كان الاختصار في مثل هذه الحالات مبرراً فإنه لا يعد كذلك في كتب الفت خصيصاً لأن تكون معاجم في المصطلحات الأدبية كما هو الحال في معجم المصطلحات الأدبية الحديثة الذي ألفه محمد عناني إذ جعله على قسمين الأول دراسة لأهم المدارس النقدية الحديثة والثاني معجماً للمصطلحات على الرغم من صغر حجم الكتاب , ويعد هذا المعجم من المعاجم المهمة لخبرة صاحبه في علمي الترجمة والمصطلح لولا أنه اختصر في عرض الشروح للمصطلحات التي أوردها في معجمه الأمر الذي جعله يدمج عدة مصطلحات متباينة تحت عنوان واحد كما هو الحال في مصطلح (البنيوية ، البنائية، البناء التركيب ) الذي جمع معه في الشرح مصطلحي (البناء العميق والبناء السطحي) .
ومن السلبيات التي شابت المعجم العربي الخلط بين ما هو نقدي وما هو غير ذلك , وأوضح مثال على ذلك موسوعة النظريات الأدبية للدكتور نبيل راغب , وعلى الرغم من أهمية هذه الموسوعة في التعريف بأهم النظريات والمفاهيم إلا انها لم تسلم من الخلط , فعنوان موسوعة يوحي بان المؤلف يحاول التعريف بالنظريات الأدبية (اسماها نظريات وليس مذاهب !!) , لكن المؤلف ذكر العديد من المناهج النقدية (وهي عنده نظريات أيضا) إلى جانب المذاهب الأدبية , فقد سوغ المؤلف لنفسه ان يجمع تحت مفهوم النظرية سبعين مصطلحا من المناهج والمذاهب والمفاهيم والمدارس الخاصة بالأدب والنقد والفن , وهو صنيع لا مبرر له ولا يؤيده منطق البحث العلمي , لا سيما وأن المؤلف الزم نفسه بعنوان لا يوحي مطلقا بهذا الجمع فوقع في ما حذّر منه في مقدمة كتابه من ان هناك ((ما يشبه الفوضى النقدية والأدبية التي تدخل الإبداع الأدبي العربي في متاهات جانبية وطرق مسدودة وحلقات مفرغة)) , ثم إن المؤلف قد ذكر مناهج نقدية مثل : الأسلوبية والبنيوية والتاريخية والتفكيكية والسيميوطيقية والشكليه والنسوية والنقد الجديد إلى جانب المذاهب الأدبية مثل الرومانسية والكلاسيكية والنيوكلاسيكيه (الواقعية الجديدة) والواقعية وذكر كذلك مدارس فنية كالبدائية والبارناسية والتصويرية والتعبيرية والعدمية والدادائية والسيريالية وذكر مصطلحات اخرى مثل : السياقية والنصية , ومن المدارس النقدية ذكر مدرسة براغ ومدرسة موسكو ومدرسة ييل , وذكر اشياء اقرب الى الفلسفة والفكر مثل : الأخلاقية والاستشراقية والانثربولوجية والحداثية والصوفية والعقلانية والقومية والمثالية والميتافيزيقية والوجودية , ثم إن المؤلف لم يوثق المصادر والمراجع التي اعتمد عليها أثناء استعراضه لتك النظريات مما يجعل القارئ يتسائل عن صحة المعلومات الواردة ومدى الرصانة العلمية والبحثية لهذه الموسوعة ، ولكن المؤلف اكتفى بسرد قائمة المصادر والمراجع في نهاية الكتاب ، واللافت أن مصادر الكتاب ومراجعه باللغة الانكليزية فقط , مما يجعلها عسيرة المنال على القارئ الذي لا يجيد هذه اللغة .
ونتيجة لما تقدم اصبحت الحاجة ملحّة للعمل من اجل إعادة تنظيم معجم يخلو من السلبيات المتقدمة بإضافة بيانات عن معدلات استخدام الجذور والصيغ الصرفية ، وإعطاء تصنيف لأدق أنواع المشتقات لمنع اللبس ، فضلا على ذلك فمن الضروري بناء قاعدة نصوص لغوية ترتكز إلى الوثائق والصحف والوثائق والكتب والمسرحيات والإعلانات وعدم الاقتصار على الموروث الكتابي وبذلك تتحقق عدم عزلة المعجم العربي , وقد أوصى احد الأساتذة بعمل ثلاثة معاجم مصطلحية الأول أحادي اللغة يتضمن المصطلحات العربية والتعريف بها ، والثاني معجم ثنائي او ثلاثي يتضمن المصطلح العربي ، ومقابله الأجنبي ، والمعجم الثالث أيضا ثنائي اللغة أو ثلاثي لكنه يتضمن المصطلح الأجنبي وأمامه كل ما ورد في اللغة العربية من مصطلحات مقابلا له .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم ... (قصة قصيرة )
- جدل التراث والحداثة في النقد العربي ... ادونيس نموذجا
- في نقد العقل العربي التنظيري
- استقبال البنيوية عند المفكرين العرب ... قراءة في كتاب مشكلة ...
- الحداثة وما بعد الحداثة والتداخل المفاهيمي بينهما .
- الممارسة النقدية العربية ومشكلة التنظير
- من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية
- النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر
- قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي
- في مصطلح الاجراء النقدي
- على حافة الحرف (نص)
- ادعاء (نص)
- فوكو بوصفه قارئا
- الحقيقة بين المنطق واللغة
- خصوصية التفكير الفلسفي
- فكرة الالوهية عند الفلاسفة
- في الادب المقارن ....اثر الإسراء والمعراج في المعري ودانتي
- في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..
- الطبيعة الإنسانية بين الفلسفة والأدب....... صورة الذات الشري ...
- النص ومستويات التحليل الاسلوبي


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية