أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - خصوصية التفكير الفلسفي















المزيد.....

خصوصية التفكير الفلسفي


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد تعريف الفلسفة مشكلة بحد ذاته ، وذلك لعدم وجود اتفاق بين الفلاسفة على ماهية التفلسف , وفروع الفلسفة , والمواضيع التي تتناولها ، فقد باتت الفلسفة اقرب لأن تكون نزعات شخصية , او افكارا خاصة في رؤوس فلاسفتها ومفكريها على مر العصور , فهي لم تكن في يوم ما مبحثا متفقا عليه من قبل اكبر عدد ممكن من الناس , لا سيما الفلسفة التي سبقت النهضة العلمية المعاصرة التي بدأت في اوروبا واماكن اخرى من العالم .
من هنا نرى ان اصعب مشكلة يواجهها كاتب الفلسفة هي مشكلة التعريف ، فإن الفلاسفة بدءا من سقراط ووصولا الى فلاسفة النصف الثاني من القرن العشرين قد نظروا الى الفلسفة كلا من جهة نظره هو , وقلما اتفق فيلسوفان على تعريف واحد للفلسفة .
فالفيلسوف ينظر الى اصل هذا الوجود بوصفه شخص دائم التفكير في الاشياء البعيدة , لذلك تكون رؤيته اما على اساس ان الوجود مادي في اصله , اي لا يوجد له مبدأ غير المادة , او ينظر له على انه وجود عقلي , واخر ينظر له على انه مؤلف من الطرفين معا اي ان الوجود عقلي ومادي في الوقت ذاته , او ينظر الى الوجود على اساس انه اشياء متكثرة , وعلى اساس طبيعة النظر الى مسألة اصل الوجود يبني الفيلسوف افكاره واضعا مخططاً على وفق ما عنده من رصيد معرفي محاولا تفسير الطبيعة والاشياء تبعاً لذلك النظر .
ان مسألة تعريف الفلسفة تتخذ طابعا متمشيا مع ما يؤمن به كل الفيلسوف من افكار , فتعريف الفلسفة عند الفيلسوف المادي غير تعريفها عند زميله المثالي ولو ان هناك من الفلاسفة من يخالف هذا قليلا.
والامر ذاته نجده فيما يتعلق بنظرية المعرفة ومدى صحتها وشروطها وماهيتها , فهناك من الفلاسفة من يرى بأن منشأ الافكار واصلها يكمن في العقل , ومنهم من يرى انها وليدة التجارب الحسية لا اكثر , ومنهم من قال بأن الافكار تأتي نتيجة لاشتراك العقل والحس معا في عملية ادراكية مشتركة , ومنهم من ادعى بأن اصل الافكار هو الاشراق او الالهام او التصوف , وادعى اخرون بأنها ـ اي الافكارـ وليدة التجارب الاجتماعية , او هي افعال سلوكية منعكسة للواقع الخارجي , وهناك اقوال اخرى ... اما عن صحة هذه الافكار ومدى توافقها مع الواقع فقد ادعى بعضهم بأن ما تأتي به التجربة وحده هو الصحيح , ومنهم من شك في وجود افكارنا اصلا عادا اياها اموراً اعتبارية لا تصل الى درجة اليقين , اما فيما يتعلق بمسألة ماهية هذه المعارف التي نحن على علم بها فقد ذهب قسم من الفلاسفة الى انها اشياء عقلية فقط , ونظر اخرون لها بوصفها اشياءا واقعية فعلية موجودة في الخارج , وقد ينطلق الفيلسوف بحسب ما يراه في نظرية المعرفة واضعا تعريفا للفلسفة .
اما فيما يتعلق بمسألة القيم او مبحث القيم الذي ينقسم بدوره الى: الاخلاق , والخير, والمنطق فقد وضع الفلاسفة فيما يتعلق بالأخلاق اراءا ومذاهب على وفق ما تقتضيه فلسفة كل فيلسوف فقد اجاب البعض عن سؤال اصل الاخلاق : بأن الاصل هو ذات الفرد نفسه , فيما قال آخرون بأنه سلطة خارجية , وعند غيرهم نجد بأن اصل الاخلاق هو العقل , فيما ادعى آخرون بأن التجربة هي اصل الاخلاق , اما فيما يخص مسألة غرض الدوافع الاخلاقية فقد اختلف الفلاسفة حول الغرض او الغاية من الدوافع الاخلاقية فمنهم من رأى بأن جمع القولين هو الاصلح .
ومما تقدم نرى بأنه ما من ميدان فكري خاض به العقل الانساني منذ بداية التفكير الانساني الى الان اشد اختلافا وتنوعا وثراء من الفلسفة ...
وهكذا تبقى الفلسفة ميدان الفكر الذي لا تحده حدود ولا تقف بوجهه مقيدات , وبهذا فأنه من الصعوبة بمكان ان يكون هناك تعريفا عاما للفلسفة يرضي الجميع اويصلح مدخلا لدراسة الفلسفة , فالفلسفة والحالة هذه اشبه ما تكون ببنايه كبيرة تحتوي على ابواب كثيرة كلها تؤدي الى اروقة متداخلة فيما بينها فمن اي باب دخلت فأنك لا شك تدور في البناية ذاتها ولا تستطيع ات تزعم اي الابواب هو الرئيس .
وانطلاقا من كل مسألة من مسائل الفلسفة يمكن ان نعطي تعريفا للفلسفة , وهكذا فان افضل ما يوضح ماهية الفلسفة : استعراض مسائل الفسلفة ذاتها , اذ لا يوجد تعريف محدد للفلسفة انما توجد مسائل لكننا نستطيع من خلالها ان نميز اتجاه عن غيره من انماط التفكير الفلسفي .
وتتميز الفلسفة عامة بأنها : حتمية وضرورية لكل انسان على الرغم من التفاوت في التفكير الفلسفي من انسان لآخر وتميل الى التجريد والوقوف على المبادئ العامة للوجود وتتساءل عما هو عام ونهائي وشامل مثل : اصل الوجود , ومفهوم الحرية , وقدرة العقل البشري . لكن لماذا يتفلسف الانسان ؟
اذا تأملنا في اسباب التفلسف فنستطيع ان نحصرها بما يلي : حب الاستطلاع نتيجة الدهشة والتأمل في الوجود والمسائل المحيرة التي ليس لها تفسيراً واضحاً مثل طبيعة الوجود ونوعه وما يعتري الانسان من موت ومواقف اخرى يعجز عن تفسيرها , فضلا على طبيعة التفكير البشري الذي يميل الى محاولة معرفة المجهول.
ولا بد من التأكيد على ان الانسان قد يسلك اكثر من طريقة في تفسيره للأشياء , اي اكثر من نوع من التفكير , فهناك التفكير الاسطوري او الخرافي الذي يتميز بانخفاض مستوى التفكير وبدائيته , وصبغ الظواهر الطبيعية بصبغة الحياة الطبيعية , والارتباط بالأشياء الطبيعية بعلاقات روحية مقدسة وهو ما يعرف بـ ( الطوطم والتابو ) , وتفسير الظواهر من خلال غاياتها التي تؤدي اليها .
وهناك التفكير الديني الذي يتميز بـالقول بأن مصدر المعرفة هو الايمان ثم العقل ,ويسلم بأمور الغيب بوصفها اعلى من مستوى العقل , ويهدف الى ارضاء النفس واعطاء الطمأنينة من خلال الرضا والتسليم بما تمليه العاليم الدينية .
وثمة نوع آخرمن التفكير , وهو التفكير العلمي الذي يتميز بأنه معرفة متراكمة بنائية وفي الوقت ذاته معرفة نسبية اي انها متطورة ومتغيرة ومعرفة مطلقة اي انها لا تتصل بمشاعر الانسان مثل الفن والفلسفة , ويدعو الى التنظيم , ويبحث عن الاسباب ويتصف بانها شمولية والحياد والدقة والصرامة ,والميل الى الوصفية اي الى الكم لا الكيف , ثم انه معرفة تقع ضمن دائرة قانون السببية والحتمية .
اما التفكير الفلسفي فقد مر انه يهتم بمسائل وجودية عامة , لم يصل العلم الى حلها مثل : اصل الكون وبدايته , ومفهومي الزمان والمكان ومسائل النفس , لذلك يعتمد على العقل ويرفض مقولات الوحي والالهام ولا يقف امامه ممنوعات او محرمات لا تخضع للشك والمساءلة فهو تفكير في الوجود بكل ما فيه , وهو سؤال دائم وعام عن طبيعة الاشياء , وعليه فهو يأتي بعد ان يقف العلم عاجزا عن تفسير الامور ليعمد الى التحليل والنقد ولو كان موضوع النقد العقل نفسه .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الالوهية عند الفلاسفة
- في الادب المقارن ....اثر الإسراء والمعراج في المعري ودانتي
- في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..
- الطبيعة الإنسانية بين الفلسفة والأدب....... صورة الذات الشري ...
- النص ومستويات التحليل الاسلوبي
- مراحل الانتقال الكبرى في التاريخ الحضاري
- فعل المثاقفة بين السلب والايجاب
- في نقد النقد ... محاولة تصنيفية
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي حسين يوسف - خصوصية التفكير الفلسفي