أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - فعل المثاقفة بين السلب والايجاب














المزيد.....

فعل المثاقفة بين السلب والايجاب


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


المثاقفة مصدر صناعي جديد على وزن (مفاعلة) من الفعل ثقف الذي يدل على معاني الحذق والفهم وسرعة التعلم, اما المثاقفة Acculturation بوصفها مفهوما حديثا فتعني في الكتابات المعاصرة : ((الاخذ والعطاء الثقافي بين الذات والاخر المتعدد)) , وعرفت ايضا بأنها ((عملية التطور الثقافي الذي يطرأ على مستويات المتون الادبية شعرية او نثرية بعدما تدخل جماعات من الناس او شعوب تنتمي الى ثقافتين مختلفتين ولغتين مختلفتين في اتصال وتفاعل يترتب عليهما حدوث تغيرات في الانماط الثقافية الاصلية السائدة في الجماعات كلها او بعضها)) وبهذا فإن مصطلح المثاقفة يرادف مصطلحات اخرى مثل : التبادل الثقافي والتحول الثقافي وتداخل الحضارات . وقد ظهر هذا المصطلح عام 1885 في حقل العلوم الانسانية في دراسة احد علماء الاجتماع الامريكيين عن الانساق الثقافية للمهاجرين الجدد في امريكا. وبهذا المفهوم فان للمثاقفة وجهين : ايجابي وسلبي, يتمثل الوجه الايجابي في التفاعل المتبادل بين طرفي المثاقفة كما هو الحال في علاقة ثقافتنا العربية إبّان عصور الازدهار الإسلامية حينما تفاعلت تفاعلا ايجابيا مع الثقافات اليونانية والهندية والفارسية فأخذت من تلك الثقافات ما كانت في حاجة اليه وأعطتها الكثير مما عندها ، فيما يتمثل الجانب السلبي للمثاقفة في المثاقفة القسرية التي تنطلق من منطلقات الهيمنة والتبعية ، أي تلك العملية التي تفتقد إلى التفاعل المتكافئ بين طرفي المثاقفة . ونرى ان الثقافة الغربية المعاصرة ارتبطت بالقوة من أول أمرها ، لذلك فهي غير مستعدة في أكثر الأحوال ان تتنازل عن عرشها لتتبادل مع الآخر الضعيف ثقافته , وقد انسحب ذلك على المفكرين الغربيين أنفسهم الذين طالما تجاهلوا الثقافة العربية فربما لا نجد ((كاتبا او مثقفا او مفكرا أجنبيا يحيل على مرجع عربي او مفكر عربي فيما يكتبون الا في اقل القليل ومثال هذا المستعربة الألمانية ريناته ياكوبي مؤلفة كتاب (دراسات في شعرية القصيدة العربية )الذي لم ترجع فيه على أية دراسة عربية حديثه على كثرتها فيه)), وأمام هذه الوضعية المهيمنة وغياب الجانب التفاعلي انصرف النقاد العرب بالمقابل الى التركيز على السياقات الداخلية للنصوص الأجنبية مبتعدين عن السياقات الخارجية التي تتمثل في النسيج الفكري الخاص بالنظرية النقدية الغربية وتلك الاهداف المحددة جعلت النقاد العرب يعالجون النظرية الغربية بكثير من الوجل بخاصة عند شرحها وتقديمها اذ أصبحوا يخشون إضفاء أي تغيير عليها لكيلا تطالهم تهمة الإساءة في الفهم والتعسف في النقل.
إن المثاقفة بين العرب والعالم الغربي بمفهومها المعاصر كانت فيما يبدو منذ أول أمرها أحادية الجانب فلطالما ارتد المؤرخون في تأصيل فكر الحداثة إلى الحراك الثقافي الاوربي الخالص في القرن الخامس عشر الميلادي وبالتحديد الى سنة 1453م عام فتح الأتراك للقسطنطينة وانهيار الإمبراطورية البيزنطينية ، وما تبعها من هجرة العلماء إلى ايطاليا لتصب بعد مسيرة مئات السنين في المذاهب الحداثوية وأولها البنيوية ومن ثم تحولت وجهة البحث الفلسفي من الانهماك في مركزية العقل وبناء الصروح الفلسفية الى صياغة المفاهيم بحسب تعبير جيل ديلوز(ت 1995م) وفيلكس غاتاري (1992م) . ويبدو للمتأمل الخصوصية الأوربية للحداثة مما يؤشر غياب الفاعلية العربية في فكر للحداثة مما ترتب عليه ان تكون المثاقفة عملية تصدير ثقافي غير متكافئ يقوم بها الغرب , الامر الذي يدفع الى القول ان المثاقفة العربية مع الغرب كانت منذ اول امرها تتسم بالطابع السلبي. وما تقدم يدفعنا الى تقييم العلاقة بين طرفي المثاقفة : (الذات ، الانا ، النحن / والاخر ، الهو ، الهم) ففي الثقافة المعاصرة تمثل جدلية (الانا / الاخر) لاسيما علاقة العرب بالغرب إشكالية كبيرة , فلطالما نظر الغرب الى الشرق على انه نقيض الغرب سواء بالمعنى السلبي وهو الغالب او الايجابي كما في تصور الشرق ((جنة أرضية)) , فالشرق يمثل بالنسبة للغرب شبه اختراع أوروبي, والأمر ذاته ينعكس على الشرق الذي طالما نظر للغرب على انه يمثل العدو ، والهيمنة ، والتسلط ، وانه ـ أي الغرب ـ لابد من معرفته ودراسته لكي ((يضيع الخطر الماثل من اعتبار الحضارة الأوربية مصدر كل علم وما سواها من حضارة تعيش عليها وتنتظر منها المذاهب والنظريات)). أمام هذه النظرات المريبة من طرفي المثاقفة العربية مع الآخر (الغرب) قد يبدو من الصعوبة أن تتحقق الصورة الايجابية لعملية التثاقف ، لاسيما وان الواقع يعزز هذا الأمر ، فالثقافة العربية الآن يمكن أن توصف بأنها ثقافة الأخذ من الآخر ، وفي أحسن أحوالها يمكن ان توصف على انها ثقافة لا يمكن ان تعطي الآخر شيئا يذكر ويرى الباحث ان سلبية الثقافة العربية المعاصرة بالنسبة لأوربا يمكن ان تعزى لسببين : يتمثل السبب الأول في استسلام الثقافة العربية المعاصرة أمام النظرة الغربية التي تناست الفضائل التي جاءت بها الحضارة الإسلامية من العلم والرقي الرفيع وأحلت محلها نزعات أصولية واقتتالية حتى أصبحت صورة العرب ساخرة لا تتجاوز الجمل والصحراء ونساء الحريم ! وبذلك فقد تحققت المقولة : لقد اختار الغرب ان ينسى وتقبل ذلك العرب المعاصرون.



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد النقد ... محاولة تصنيفية
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - فعل المثاقفة بين السلب والايجاب