أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - في نقد النقد ... محاولة تصنيفية















المزيد.....

في نقد النقد ... محاولة تصنيفية


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


لا يخفى ما للحداثة بصورة عامة والحداثة النقدية بصورة خاصة من مشكلات كثيرة , فقد كانت تلك الحداثة افرازا لواقع جدلي تصارع فيه الارث الحضاري مع الوافد الفكري من الغرب .
فبين حداثة زمنية خاصة بالواقع العربي كانت مطلبا لتغير الزمن وحداثة اخرى فكرية وافدة كانت نابعة من واقع مختلف تأرجح النقد العربي بين حالين لا يحسد عليهما .
فقد تحولت مقولات النقد الغربي تارة الى حقائق دون ان تناقش او تحاكم او تساءل او تدحض او تحلل , وتارة اخرى تحولت تلك المقولات الى أفكار معادية تسب وتشتم وترفض وتارة ثالثة تحولت تلك المقولات الى غوامض لا يجرؤ أحد على فك الغازها لغرابتها , وفي الاحوال كلها اجهد الناقد العربي نفسه مفرطا في حاليه مع النقد الغربي بين التبعية والرفض والسكوت او الادعاء بالمعرفة او الخلط المنهجي فلم يبق لنفسه شيئا يرتكز اليه فأصبح كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى .
والمشكلة الكبرى ان النقد العربي لم يلتفت الى نفسه ليسائل مقولاته ويحاكم افكاره ويناقش طروحاته ، فقد ظل في اغلب اشتغالاته يدور بين تنظير عقيم وممارسة هجينه ، متأرجحا بين ارث لم يستطع اعاده قراءته بمنطقية ودخيل لم يقو على الاندماج فيه ، او ظل في احسن احواله مسرفاً في خصومات لم تتولد عنها الا خصومات اخرى او مجاملات لا معنى لها.
وما تقدم صب كله في برجوازية النقد عندنا وجعله مجافيا لفكرة المثقف العضوي وبدا النقد وكأنه يرتمي في احضان التجريد حتى اصبح من غير الممكن ربطه بأي واقع اجتماعي .
والمشكل الذي يواجه النقد العربي المعاصر ليس مشكل الاختيار بين التراث والحداثة بل اصبح اليوم يتمثل في مشكل الازدواجية النقدية التي طبعت مقولاته فقد قبل النقد العربي تلك الازدواجية فظل يدور بين المعاصرة والانتماء الى ارثه الثقافي .
ولذلك يمكن القول بأن النقد العربي المعاصر كان في الاساس ومنذ البداية وليد الصدمة مع قوة خارجية لذلك اتسمت ردود افعاله بالتطرف في الوقت الذي كان النقد الغربي ـ ولا يزال ـ يتجدد من داخل تراثه ويعمل على تجديد هذا التراث بإعادة بناء مواده القديمة واغنائه بمواد جديدة فيما اصبح النقد العربي لا يستطيع التفكير في موضوعه الا من خلال ما ينقله عن الاخر الماضي او الاخر الغربي .
وبناءا على ما تقدم يمكن تشخيص عدد من الاشكاليات التي افرزنها المرحلة الراهنة في النقد العربي
اولا :اشكالية الترجمة
ان اشكالية الترجمة تتضمن امورا كثيرة لا يمكن تجاوزها مثل : مفهوم المثاقفة النقدية التي يمكن ان نستخلص منها ان المثاقفة مع الغرب لم تكن ايجابية بل كانت غير متكافئة من بداية امرها في القرن الخامس عشر الميلادي 1453 . ومفهوم الترجمة ومساراتها ، والاشكاليات العامة في الترجمة العربية ، و غموض المتن النقدي المترجم .
ان الترجمة تمثل حقلاً معرفيا مهماً تداخل مع العلوم المعاصرة الاخرى لا سيما علوم الحاسبات .
اما اهم الاشكاليات العامة في الترجمة العربية فتتمثل في : انحصار الترجمة العربية في اللغة وتغييب عنصر السياقات الثقافية والاجتماعية المتقاطعة لذلك غاب المنهج الترجمي العربي مما ادى الى بروز اشكاليات عامة كثيرة منها على سبيل التمثيل : على مستوى الكم اي قلة ما يترجم من اللغات الحديثة ، وعلى مستوى الكيف اي النسبية في الاختيارات والمعايير والانتقائية في الترجمة ، وتأخر ترجمة ما يصدر في الغرب ، فضلاً على اشكاليات اخرى كالزيادة والتكرار والتطويل والابهام والتقديم والتأخير في النص المترجم .
وفيما يخص غموض المتن النقدي المترجم يمكن للمدقق ان يعقد موازنات بين اعمال مهمة ترجمت اكثر من مرة وذلك في اربعة من تلك الاعمال وهي : كتاب سوسير في اللغة وكتاب ارسطو فن الشعر وكتاب كوهن اللغة الشعرية وكتاب تادييه النقد الادبي في القرن العشرين ليرى الارباك والتضارب الشديدين في الترجمة.
ثانيا : اشكالية المصطلح
اما اشكالية المصطلح فيرى الباحث انها تنضوي على اربع اشكاليات تمثلت في غياب التنسيق واشكاليات ترجمة المصطلح ، وغياب الافادة من التطورات الحاسوبية واشكاليات المعاجم المصطلحية .
ان مفردة المصطلح بهذا الرسم لم ترد عند النقاد العرب قبل الجرجاني الذي ذكر تعريفا لمفهوم الاصطلاح ، ثم ذكر بإن دراسة المصطلح اصبحت حقلا معرفياً قائما بذاته مع جهود العالم السوفياتي لوت والالماني فوستر ، ثم ان المصطلح تربطه بالمفهوم علاقة جدلية .
وفي اشكالية غياب التنسيق العربي لا بد من التأكيد على اليات سن المصطلح العربي وغياب التنسيق العربي بشأنها مما ادى الى ما اطلقنا عليه (الانفجار المصطلحي) ونعني بها الكثرة الهائلة في عدد المصطلحات العربية .
ومن اهم اشكاليات ترجمة المصطلح: تباين ترجمة المصطلح الواحد , وعدم مسايرة النقاد العرب لتطور المصطلح وتغيره في اصله الاجنبي , ومحدودية الاشتقاق في العربية . وفيما يخص غياب الافادة من الحاسوب لا بد من التنويه الى ان الساحة النقدية تفتقد الى معجم حاسوبي يشابه ما موجود في الغرب .
اما اشكاليات معاجم المصطلحات العربية فاهمها : استعمال واضعي تلك المعجمات مقابلات غير مألوفة وغريبة للمصطلحات الاجنبية ، واتسامها بالطابع الفردي وغياب الجهود الجماعية وتم بيان اهم الاشكاليات في عدة معاجم مشهورة منها : معجم جبور عبد النور ، ومعجم محمد التونجي ، والمعجم المشترك لميشال عاصي واميل بديع يعقوب , ومعجم مجدي وهبة وكامل المهندس , ومعجم الدكتور احمد مطلوب , ودليل الناقد الادبي للرويلي والبازعي , ومعجم محمد عناني , وموسوعة نبيل راغب , وغيرها من المعاجم التي لم تسلم من السلبيات التي شابت تأليفها .
ثالثا : اشكالية المنهج النقدي العربي
اما الاشكالية المنهجية وخطورتها فإن من اهم تمثلاتها : القطيعة مع التراث كما نجد ذلك عند ادونيس مثلا , والمراوحة بين التراث والحداثة عند كل من كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند محمد هادي الطرابلسي في كتابه خصائص الاسلوب في الشوقيات وعند محمد عبد المطلب في كتابه البلاغة والاسلوبية وقضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني وعند محمد حماسة في كتابه اللغة وبناء الشعر وعند مصطفى ناصيف في عدد من كتبه .
ولابد من التطرق الى ظاهرة التقويل النقدي كأحدى تمثلات المراوحة بين التراث والحداثة . ومن اشكاليات غياب المنهجية : استعمال الادوات النقدية المستعارة كما نجد ذلك واضحا عند محمد بنيس في كتابه ظاهرة الشعر المعاصر في الغرب وعند حسن البنا في كتابه الكلمات والاشياء وعند كمال ابي ديب في كتابه : في الشعرية وعند الطاهر بو مزبر في كتابه اصول الشعرية العربية .
اما إشكالية الاجتهاد والخلط النقديين فقد كان من اهم تمثلاتها : الاجتهاد النقدي ودعوى التأسيس كما هو الحال عند الياس خوري في كتابيه : الذاكرة المفقودة , ودراسات في نقد الشعر وعند عبد الله الغذامي في كتابه النقد الثقافي وعند الطاهر لبيب في كتابه سوسيولوجية الغزل العذري وعند ابي ديب في كتابه الرؤى المقنعة وعند محمد مفتاح في كتابه مشكاة المفاهيم وعند عادل ظاهر في كتابه الشعر والوجود ويتمثل الخلط المنهجي ايضا عند علي جعفر العلاق في كتابه الشعر والتلقي ، وفي كتب ذات صلة مثل : معرفة الآخر لعبد الله ابراهيم ورفقيه , وكتابي جمرة النص وعلم الشعريات لعز الدين المناصرة . اما التمثل الاخر فهو الخلط والتلفيق عند كل خالده سعيد في كتابها : حركية الابداع وعند علي عشري زايد في كتابه قراءات في شعرنا المعاصر وعند اعتدال عثمان في كتابهما اضاءة النص وعند محمد مفتاح في كتابه سيمياء الشعر القديم وفي دراسات سيميائية اخرى لعبد الرحمن بو علي وموريس ابي ناضر وعبد القادر فيدوح وعند صلاح فضل في كتابه اساليب الشعرية المعاصرة وعند يمنى العيد في كتابها في معرفة النص وعند عبد الكريم حسن في كتابه الموضوعية البنيوية ـ دراسات في شعر السياب ـ وعند فؤاد ابي منصور في كتابه : النقد البنيوي بين لبنان واروبا .
ولا بد من الاشارة الى الحركة النقدية في العراق لا سيما النقد الخارج عن الاكاديمية بوصفه يمثل تمثلا من تمثلات الخلط المنهجي .
اما اشكالية (الحكم النقدي) فإن من اهم تمثلاتها : اشكاليتي التعميم ، والايديولوجيا ، فقد تمثلت اشكالية التعميم عند كل من : كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند حسن مصطفى سحلول في كتابه : نظريات القراءة والتأويل الادبي وقضاياه وعند عدنان بن ذريل في كتابه النص والاسلوبية بين النظرية والتطبيق وتفرعت اشكالية التعميم الى التجزيئية عند كمال ابي ديب في جدلية الخفاء والتجلي وعند صدوق نور الدين في كتابه حدود النص الادبي .
اما اشكالية النزعة الايديولوجية فقد تمثلت عند كل من : محمد برادة في كتابه محمد مندور و النقد العربي وعند محمد بنيس في كتابه ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب وعند محمد نديم خشفة في كتابه تأصيل النص وعند عبد العزيز حمودة في كتبه : المرايا المحدبة والمرايا المقعرة والخروج من التيه ومجموعة من النقاد المناهضين للبنيوية كذلك عند اصحاب النزعة الاسلامية مثل وليد القصاب وعدنان علي رضا النحوي وعوض بن محمد القرني في كتابيهما : تقويم نظرية الحداثة وموقف الادب الاسلامي منها ، والحداثة في ميزان الاسلام ، نظرات اسلامية في ادب الحداثة .
رابعا :اشكالية الاجراء النقدي
اما اشكالية الاجراء فمن اهم ما تنطوي عليه اشكالية سيادة التنظير على الممارسة عند كل من زكريا ابراهيم في كتابه مشكلة البنية وعند صلاح فضل في كتابه نظرية البنائية في النقد الادبي وعند يوسف نور عوض في كتابه نظرية النقد الادبي الحديث وعند نهاد التكرلي في كتابه اتجاهات النقد الفرنسي المعاصر وعند شكري عزيز ماضي في كتابه في نظرية الادب وعند يوسف اسكندر في كتابه اتجاهات الشعرية المعاصرة وعند عز الدين المناصرة في كتابه علم الشعريات وعند محمد رضا المبارك في كتابه استقبال النص عند العرب وعند صلاح فضل في كتابه علم الاسلوب مبادئه و اجراءاته و عند عبد الفتاح كيليطو في كتابه الادب و الغرابة و عند احمد يوسف في كتابه السميائيات الواصفة وعند حسن البنا عز الدين في كتابه قراءة الاخر و عند محمد مفتاح في كتابه التشابه و الاختلاف و عند محمد الماكري في كتابه الشكل و الخطاب , ثم تطرق الباحث الى عدد من المجلات العربية و العراقية التي اهتمت بالجانب النظري و اغفلت الجانب الاجرائي .
اما اشكالية الغموض فقد كانت اهم تمثلاته غموض اللغة النقدية عند كل من احمد المتوكل في كتابه الوظائف التداولية وعند محمد مفتاح في كتابه تحليل الخطاب الشعري وعند كمال ابي ديب في كتبه في الشعرية و الرؤى المقنعة وجدلية الخفاء والتجلي وعند هدى وصفي في دراستها في مجلة فصول و عند يمنى العيد في كتابها في معرفة النص وقد استشهد الباحث في غموض العروض النقدية لكل من يوسف ابو العدوس في كتابه الاستعارة و عند صلاح فضل في كتابه نظرية البنائية و عند فائق مصطفى في كتابه في النقد الادبي الحديث و عند بشير تاوريرت في كتابه الحقيقة الشعرية و عند يوسف ابو العدوس في كتابه الاسلوبية وقد تطرق الباحث الى مسألة غموض التصنيف النقدي في كتاب دليل الناقد الادبي و عند ابراهيم الخليل في كتابه النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك ومن تمثيلات الغموض النقدي غموض المفاهيم النقدية .
ويكفي للقاريء ان يستعرض ما كتب حول عدد من المفاهيم الاساسية التي تحولت الى اشكاليات مفاهيمية وهي : الاسلوبية , التفكيك , النص والتناص , و النقد في ادبيات الحداثة , ومفهوم النسق , و الحداثة , و الخطاب , و التلقي ليرى حجم الغموض النقدي في المتن النقدي العربي .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - في نقد النقد ... محاولة تصنيفية