أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف














المزيد.....

النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


إن الخطاب النقدي العربي في السنوات الأخيرة يمثل استجابة للمتغيرات الجديدة الناشئة من رحم الواقع العربي وإفرازاته الفلسفية، والاجتماعية، واللاهوتية، والمتأثرة بحركية الأنا والآخر بمساريها الإيجابي والسلبي,لذلك افرز ذلك الخطاب مشكلات مرحلية كثيرة اتسم اغلبها بطابع جدلي ملتبس .
وتبعا للطبيعة الجدلية لتلك المشكلات فإنه من الاصوب توصيفها بـ (الإشكاليات)بوصفها مفهوما دالا على القضايا النقدية ذات الطابع الجدلي التي أفرزتها الحركة النقدية العربية المعاصرة ولونتها بصبغتها وميزتها عن المشكلات التقليدية .
وقد حددت أكثر هذه بالثلاثين سنة الأخيرة (1980- إلى الآن) نظر الأهمية الإشكاليات في المدة المذكورة إذ إنها تشير الى بداية حراك نقدي عربي واضح متزامن مع ما يسمى عالميا بمرحلة (ما بعد الحداثة ) في محاولة لتأسيس هوية نقدية عربية حديثة .
والنقد العربي المعاصر بوصفه مجموعة من الأفكار والرؤى والتصورات التي تستند على مبادئ وأسس معرفية وإيديولوجية، والتي تجسدت في النتاج النقدي للمدة المذكورة، فإن وصفه بالخطاب النقدي –بحسب ما يرى الباحث- أدق تعبيرا وأكثر دلالة من وصفه بـ(النقد العربي) الذي لا يتسع لكل هذه المفاهيم وتأتي هذه التسمية تماشيا مع الطرح السائد الذي يؤكد على ان مفهوم الخطاب يتضمن في اهم معانيه ــ كما لاحظ غرايس ــ دلالات غير ملفوظة يدركها السامع دون علامة معلنة او واضحة , فالنقد العربي أهم ما يلاحظ عليه : انه ما زال يبحث عن هويته من خلال المراوحة بين التراث والحداثة , وهذا البحث عن الهوية أمر غير معلن في المتن النقدي العربي , بل يمكن للمتتبع ملاحظته بسهولة .
ثم أن الخطاب النقدي -بوصفه حقلا معرفيا- يمثل مجموعة كبيرة من الممارسات النقدية والأحكام النسبية التي تتمظهر بحسب الزمان والمكان وثقافة المجتمع ورؤى النقاد بات من المستبعد أن يحسم أمره مع المتلقين، ويتخلى عــــــــن واقعه الجدلي، لتواشجه مع الفلسفة في طابعها الحركي مما يجعل عمله هذا ليس بالهين في تحديد مسارات النصوص الأدبية وضبط اشتغالاتها وموضعة مرتكزاتها الفكرية والجمالية على الرغم من توظيفه أكثر من منظومة مفاهيمية وأداة نقدية ، لذلك باتت الحاجة ضرورية لنقد النقد ليصحح مسارات النقد ويقوّم من كبواته ويقلل من هفواته .
وإذا كانت صعوبة النقد الأدبي ومحاذيره متأتية من طابعه الجدلي، وأحكامه القيمية –كما مر- فإن مهمة نقد النقد ستصبح أكثر صعوبة وتعقيدا من النقد ذاته لاسيما إذا أريد لهذا الحقل أن يستشرف مفصليات العمل النقدي بالدقة والموضوعية الممكنتين.
ولابد من التأكيد على أن هذه دراسة إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر من الأفضل لها أن أريد منها الوصول الى كشف ملابسات هذا الخطاب ان تعتمد منهجا تفكيكيا يبتعد ـ قدر الإمكان ـ عن المعالجات التبسيطية ، بغية الكشف عن دلالات النظرية النقدية إذ يعتقد الباحث أن العمل النقدي الجاد لابد ان يواجه الواقع دون مواربة ، ليس في مجال التنظير فقط بل في جوانبه الكلية بهدف مجاوزة الحدود المرسومة سلفا باستثمار أدوات التفكير النقدي المعاصر ، ولابد ان يسير الباحث في هذا المجال على وفق ما تقتضيه تلك الآليات فيكون العمل في مفاصل هكذا دراسات يبدأ بقراءة النصوص النقدية (الخطابات) قراءة مزدوجة تهدف في خطوتها الأولى إلى الكشف عن المعاني الصريحة في تلك النصوص , أما الخطوة الأخرى من القراءة فإنها تسعى إلى تحليل تلك النصوص للوقوف على عيوبها النسقية وتعرية وسائل عملها والكشف عن تناقضاتها الداخلية وعما سكتت عنه , بشرط ان لا يكون الغرض من ذلك إيجاد بديل نقدي فالقراءات الجادة يفترض أن لا تسعى إلى تفنيد طروحات نقدية وتمجيد غيرها بل أن عملها الأساس يتمثل في السعي إلى تفكيك الخطاب النقدي بحيادية ، وبهذا تحاول أن تنأى بنفسها عن الانحياز لطرف دون آخر . وبذلك يمكن القول أن المنهج الناجح يتمثل في مجموعة الخطوات الإجرائية المستندة إلى عدد من المفاهيم والتصورات التي تمليها مادة البحث نفسه ، لا إلى تصورات مسبقة وإن كانت البراءة المنهجية أمرا قد يكون محالاً .
ومن المؤكد ان مثل هذه الدراسات تمثل محاولة للاشتغال في ميدان نقد النقد، والجهد المبذول فيها يمثل قراءة لنصوص نقدية اختصت بدراسة الادب العربي –القديم والحديث- أما اختيار عينات الدراسة فلابد ان ينهض على عاملين اثنين: الأول يتمثل في الرغبة والمعرفة في العمل في ميدان نقد النقد , أما العامل الآخر فيتمثل في الإتيان بشيء جديد في هذا الحقل، و تقديمها رؤية شاملة لإشكاليات النقد العربي وعدم اختصاصها بدراسة إشكالية واحدة من تلك الإشكاليات ، أو اشتغالها على مساحة زمنية واسعة مما يفقدها التركيز والدقة في الأحكام ، لذلك نأمل أن تسعى هذه الجهود إلى الموازنة بين الأمرين؛ أن تكون شاملة لأكثر الإشكاليات حضورا في النقد العربي فضلا عن سعيها في التأكيد على مفصل زمني مهم من مفاصل ذلك النقد , واقتصارها على جنس أدبي واحد.
أن ثمة إشكاليات بارزة كونت بمجموعها ملمحاً بارزاً من ملامح النقد العربي في المرحلة لا يمكن أن تفهم ما لم تدرس مجتمعة ثم إنها لم تحظ إلى الآن بدراسة أكاديمية مستقلة، هذه الإشكاليات تتمثل في: المثاقفة النقدية , والمنهج النقدي , والإجراء , وتتفرع إلى إشكاليات أدق منها : (الترجمة ، والمصطلح ، والانتقائية ، وغياب المنهجية ، والخلط المنهجي ، والتعميم ، والنزعة الإيديولوجية ، وتغليب التنظير ، والغموض ....) , وقد حاولنا في دراساتنا الموسومة ( إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر ) وضع اليد على اغلب تلك الإشكاليات لكننا نرى إن عملا نقديا واحدا لا يمكن أن يعطي ثماره ما لم يرفد بأعمال أخرى تعزز نتائجه وتصحح هفواته .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف