أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي حسين يوسف - الخطاب ... المفهوم والمهادات














المزيد.....

الخطاب ... المفهوم والمهادات


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 02:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في الحقيقة لا يوجد للخطاب معنى محدد ، فهو ــ أولا ــ المقابل الحرفي للمصطلح الإنكليزي discourse الذي يترجم أحيانا إلى : الكلام أو الحديث ويشير إلى معان أخرى تدل على عملية تبادل الأفكار، أو هو مجموعة كبيرة من الأقوال أو العبارات .
ومن جهة أخرى يبدو من استقراء استعمالات مفهوم الخطاب في الثقافة المعاصرة أن هذا المفهوم أخذ بالاتساع إلى الحد الذي صار معه يشتمل على التوجهات والرؤى والأفكار الفردية والجمعية التي تتجسد بالتعبير الشفاهي أو الكتابي أو السلوك العملي بدليل قولهم – مثلا-الخطاب السياسي العربي أو الخطاب الفلسفي ، أو الخطاب الأدبي ، أو الخطاب النقدي، والمقصود منه شيئا أعم من قولهم : السياسة العربية أو الفلسفة أو الأدب أو النقد العربي .
فالمفهوم الضيق يدل على حوار بين متحدثين ، أو هو الطريقة التي يتم بها التأليف بين العناصر اللغوية لكي تشكل نظاما للمعنى أكبر من مجموع أجزائه ، ومرة أخرى فإن الخطاب قد يكون وسيلة لإنتاج المعاني ، وعند ليوتار فإن الخطاب أمر جوهري في تنظيم المعنى ، وهو يشترك بهذا مع فوكو في أن اللغة ضرورية بوصفها خطابا نحاول من خلالها فهم قضايا الثقافة والمجتمع .
والخطاب بوصفه مفهوما معرفيا أعم من الكلام وأغزر منه في المضامين الفكرية التي يحملها ، ويتميز الخطاب بعدم تجانسه وتعارضه مع الخطابات الأخرى ، بل اختلافه من موضع لآخر، ومن سياق لآخر ومن طبقة اجتماعية لأخرى ، لذلك انطلق البحث في هذه الإشكاليات في فرنسا في سبعينات القرن المنصرم مما ترتب عليه رفض النظام الثابت للغة ؛ فالكلمات والعبارات والأقوال جميعا تغيّر معناها على وفق أوضاع المتكلمين وبهذا المعنى فإن دراسة الخطاب تجاوزت المقولات البنيوية القائلة بالبنى الثابتة.
ويمكن أن نعود بمصطلح الخطاب إلى النقد الجديد الذي استعمل مصطلحات مثل الخطاب الروائي مقابل الخطاب الشعري ، وبهذا فالخطاب على وفق النقد الجديد يشير إلى الفروق النوعية بين الأجناس الأدبية ويؤسس للهويات ، فكل خطاب له هوية تميزه عن غيره.
ومع الاهتمام بالدراسات الألسنية ركز الاهتمام على النظر في مقومات الأداء اللغوي في الخطابات المتنوعة، إذ أصبحت دراسة الخطاب تتركز حول حجم الخطاب، هل هو الجملة أم انه يتجاوز ذلك؟ بمعنى آخر دراسة الصلة بين الخطاب بوصفه نشاطا فاعلا والإيديولوجيا بوصفها تمثل وعي المستخدمين للخطاب.
ولم يتم تحديد مفهوم الخطاب وفلسفته بشكل دقيق إلا مؤخرا على يد ميشال فوكو (ت1981) ، وهو أمر طبيعي إذ أن تعريف الأشياء وتحديدها منطقيا مسألة تالية لاستعمالها وتداولها ، والخطاب عند فوكو ((شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تبرز فيها الكيفية التي ينتج فيها الكلام كخطاب ينطوي على الهيمنة والمخاطرة في الوقت نفسه)).
ويتصف الخطاب عند فوكو بمراوغته وعدم وضوحه وضوحا تاما ، فهو – أي الخطاب - ((ما يتبدى في الأشياء بوصفه قانونها الداخلي، والشبكة السرية التي ينظر من خلالها، بمعنى ما – بعض هذه الأشياء والبعض الآخر، وما لا يوجد إلا عبر شبكة أو انتباه أو لغة، وفي الخانات البيضاء من هذه المربعات فقط يظهر النظام في الصمت كأمر كان هناك أصلا، منتظرا بصمت لحظة الإعلان عنه)) ، ومعنى هذا أن الخطاب يرتكز على نسبية الأفكار بوصف تلك الأفكار مجموعة من الرموز يمكن من خلالها فهم العالم وإنتاجه لسانيا وثقافيا ، أي ان الخطاب يمثل نظاما رمزيا لتمثيل العالم دلاليا.
وتكمن أهمية دراسة الخطاب عند فوكو في أنها وسيلة لتجريد الحقيقة التي تمارسها الأفعال الخطابية الجدية بل أن دراسة الخطاب تحاول تجريد ادعاء المعنى للممارسة الخطابية بغية الحفر (اصطلاح فوكوي) عن المعاني المسكوت عنها أو المتوارية خلف تلك الأفعال والمعاني الظاهرة والمعلنة.
وبحسب مفهوم فوكو للخطاب فإن لكل مجموعة من النقاد خطابهم الخاص المتمثل في منظومة المفاهيم والأفكار التي تمارس هيمنتها في حقلهم الإنتاجي.
والأمر ذاته ينسحب على كافة حقول المعرفة في كل الأزمنة ، ومن هنا يمكن تفسير إفادة إدوارد سيعد من مفهوم الخطاب في دراسته المهمة (الاستشراق)، الذي من خلاله أكد على أن الغرب قد تعامل مع الشرق على وفق منظومة مفاهيمية شكلت خطابا خاصا أنتج صورة للشرق تتسم بأنها صورة غربية بحتة.
والواقع أن الاهتمام بالخطاب تحول إلى حقل معرفي مستقل يطلق عليه (تحليل الخطاب) وأهم منظريه : هاريس صاحب مصطلح تحليل الخطاب، وايستهوب الذي أكد على التمييز بين الخطاب واللغة، وفوكو الذي أكد على أن ذيوع النظريات وشهرتها لا يحصل ما لم تجمع عليها مؤسسات العلم وأجهزته ، وضرب مثلا لذلك: التعامل مع المجانين في أوروبا في العصور الوسطى .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والفلسفة والعلم والفن .... نحو الجذور
- الطابع الإشكالي للمكان في رواية ( خان الشابندر ) .
- عذراءُ سنجار أو الفجيعةُ روائياً
- قراءة في كتاب ( إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر )
- النقد الأدبي العراقي ... محاولة تصنيفية
- رواية ( الطلياني ) لشكري المبخوت , واحقية الفوز بالبوكر
- الشعرية ... تحولات المصطلح والتاريخ
- اهم مصادر دراسة الشعر العراقي ... القديم والحديث
- اهم مصادر دراسة الشعر العرقي ... القديم والحديث
- الملامح الاشكالية للمنجز الثقافي العراقي بعد 2003 المنجز ال ...
- قصيدة النثر عند نامق عبد ذيب ... معالم وعتبات
- القراءة والعشق والجنون
- الكتابة عن تجربة المرض
- حينما تنزف التراتيل انفاسه يتجذر الاسى ... قراءة في مجموعة ( ...
- الاختلاف المرْجيء بين الصوت والصمت
- من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر
- الشعرية العراقية المعاصرة وحساسية القراءة المطلوبة
- حينما تبوح ذاكرة البيدق باعترافاتها , قراءة في رواية من اعتر ...
- الذات في خطاب الشكل الشعري المعاصر ... قراءة في النص الشعري ...
- الكشف الشعري والنفاذ الى حقائق الاشياء ..... قراءة في نصوص ع ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي حسين يوسف - الخطاب ... المفهوم والمهادات