أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسين يوسف - الدولة المدنية ؛ ما أحوجنا اليها اليوم














المزيد.....

الدولة المدنية ؛ ما أحوجنا اليها اليوم


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 17:18
المحور: المجتمع المدني
    


يمكن القول إن الدولة المدنية تتمثل في شيوع الثقافة الجماهيرية المنشودة قبل ان تتمثل في مؤسسات حاكمة , على الرغم من أن ثقافة المدنية لا يمكن تعميمها إلا عن طريق مؤسسات مختارة بعناية فائقة .
لكن كيف يتم بناء دولة مدنية في مجتمع لا يعرف قيم المدنية ؟ على عاتق من تقع مسؤولية تشكيل المؤسسة النواة ليتم الانطلاق في تحقيق مشروع الدولة المدنية ؟ من أين نبدأ ومتى ؟ هل ننتظر الوقت المناسب ؟ وكيف لنا أن نعرف الوقت والمكان المناسبين لتحقيق مشروع الدولة المدنية ؟
للإجابة عن الاسئلة المتقدمة يمكن القول : أنه لا يمكن بناء مؤسسات مدنية تكفل تحقيق الدولة المدنية دون أن تكون هناك بيئة صالحة , ونقصد بالبيئة الصالحة المجتمع في حالة وعي ممكن معها التفكير في الدولة المدنية , وهنا يأتي دور الحكومة بوصفها النخبة التي تمتلك السلطة المادية والقانونية في تحقيق ذلك عن طريق خطوات مدروسة بعناية وبحسب طبيعة المجتمع , فقبل كل شيء عليها التفكير في القضاء على الأمية بسن تشريعات التعليم الالزامي ومحو الامية ونشر الثقافة المدنية البعيدة عن الانتماءات الأخرى عن طريق وسائل الاعلام , ومن ثم العمل على تحقيق الرفاه الاجتماعي عن طريق القضاء على البطالة بأي شكل من الاشكال والعمل على اقامة مشاريع التكافل الاجتماعي , وبعد أن تضمن الحكومة تحرك الوعي الجماهيري نحو الأحسن تتجه نحو اقامة المؤسسات ذات الصبغة المدنية التي تكفل قيام دولة مدنية .
فالمؤسسة في الدولة المدنية ليست سلطة اجبارية بل وسيلة تربوية ارشادية اقناعية غير منحازة , ومن خلال تلك المؤسسات تكفل الدولة المدنية حماية أعضاء المجتمع جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية , لذلك ومن هذا المنطلق لا بد من توافر اشتراطات ثقافية لإنجاز مشروع الدولة المدنية قبل توافر الاشتراطات المؤسساتية , إذ إن الدولة المدنية دولة مثقفة قبل كل شيء , دولة تعايش مدني واع قبل أن تكون دولة مصانع ومعامل , ومن اهم تلك الاشتراطات القانون المدني الذي يكفل الحقوق والواجبات ويضمن المساواة والعدالة بين افراد المجتمع , فبالقانون المدني وحده وبتطبيقه العادل الواعي يمكن أن يستشعر الناس قيم العدالة ويعم السلام والتسامح ويصبح بعد ذلك قبول الآخر سلوكا معتادا يكفله القانون ويعززه الوعي الجماعي الذي يتبلور شيئا فشيئا , وهناك امر لا يقل خطورة عن القانون المدني نفسه يتمثل في ثقافة تطبيق القانون , فما الفائدة من وجود القوانين إن لم تطبق على أرض الواقع , ولا يمكن تطبيق القانون إلا بقوة القانون اولا وبإشاعة الثقافة المدنية وبيان اهميتها للقائمين على تطبيق القانون ومن ثم لعامة الناس ثانيا , وفي الوقت ذاته نرى ان من اهم سمات الدولة المدنية احترام الانسان وجعله القيمة العليا بوصفه صانع القيم ومؤسس الدول ومشرع القوانين , ولا يتأتى ذلك الا بضمان الحقوق وعدم اخضاع المواطن لأي شيء يتعارض مع تطلعاته أو اجباره على اتخاذ امر بغير قناعته , أو انتهاك حقوقه وسلبها عنوة , ولا بد من جعله ممثلا في اتخاذ القرارات السياسية بأي صورة من الصور , ومن جانب آخر لا يمكن للدولة المدنية أن تتحقق دون أن يكون هناك اعتبار قانوني خالص للأفراد , بمعنى أن المواطن في الدولة المدنية ــ وهكذا يجب ان يكون ــ فرد اجتماعي قانوني قبل كل شيء , ويجب أن لا يحمل أي ميزة غير ذلك تفضله على الآخرين , فيجب أن لا يكون هناك اعتبار لأي انتماء آخر للفرد داخل المجتمع المدني يميزه عن غيره ؛ يجب أن يكون الانتماء للمواطنة فقط وليس للعشيرة أو الدين أو الطائفة أو المدينة أو الحي أو المنصب أو المهنة أو السلطة , فالكل يجب ان يكونوا متساوين من خلال انتمائهم للدولة فقط وليس لأي شيء آخر , فمن واجب الدولة المدنية الاعلاء من ثقافة إلغاء الفوارق والتمايزات الفئوية والعرقية والطائفية والمناطقية والعشائرية والاثنية واشاعة روح الاحترام والتسامح وقبول الآخر وتقديس قيم المواطنة وعدم السماح للثقافة الانانية المتطرفة والمؤدلجة والنوايا المصلحية الضيقة بالتسرب الى وعي الجماهير لأنها تتعارض اساسا مع كل ما ذكرناه .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب ... المفهوم والمهادات
- الدين والفلسفة والعلم والفن .... نحو الجذور
- الطابع الإشكالي للمكان في رواية ( خان الشابندر ) .
- عذراءُ سنجار أو الفجيعةُ روائياً
- قراءة في كتاب ( إشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر )
- النقد الأدبي العراقي ... محاولة تصنيفية
- رواية ( الطلياني ) لشكري المبخوت , واحقية الفوز بالبوكر
- الشعرية ... تحولات المصطلح والتاريخ
- اهم مصادر دراسة الشعر العراقي ... القديم والحديث
- اهم مصادر دراسة الشعر العرقي ... القديم والحديث
- الملامح الاشكالية للمنجز الثقافي العراقي بعد 2003 المنجز ال ...
- قصيدة النثر عند نامق عبد ذيب ... معالم وعتبات
- القراءة والعشق والجنون
- الكتابة عن تجربة المرض
- حينما تنزف التراتيل انفاسه يتجذر الاسى ... قراءة في مجموعة ( ...
- الاختلاف المرْجيء بين الصوت والصمت
- من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر
- الشعرية العراقية المعاصرة وحساسية القراءة المطلوبة
- حينما تبوح ذاكرة البيدق باعترافاتها , قراءة في رواية من اعتر ...
- الذات في خطاب الشكل الشعري المعاصر ... قراءة في النص الشعري ...


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسين يوسف - الدولة المدنية ؛ ما أحوجنا اليها اليوم