أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - بناء المدارس أفضل من الجوامع في البلاد المتزمتة















المزيد.....

بناء المدارس أفضل من الجوامع في البلاد المتزمتة


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأسست الحدود الحالية لدولة بنغلادش بعد تقسيم البنغال والهند سنة 1947، وأصبحت الإقليم الشرقي لدولة باكستان حديثة التأسيس، وكان يُعرف باسم باكستان الشرقية. كانت الهند تفصل هذا الإقليم عن الشطر الغربي لباكستان الذي كان يُعرف باسم باكستان الغربية. وقد دفع المهاتما غاندي حياته ثمنا لتأسيس باكستان ودعمها من اموال الهند حقنا للدماء بين الهندوس والمسلمين. إغتاله هندوسي رأي في سياسته وتصرفه بأموال الخزينة الهندية عملا خيانيا.
أدى الإهمال الاقتصادي والتمييز السياسي واللغوي إلى ثورة شعبية شرقي باكستان ضد غربها، رغم ان غالبية السكان مسلمين، ما أدى إلى الحرب الأهلية سنة 1971 وانفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلادش المستقلة. ورغم ذلك استمرت بها الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية، ناهيك عن المجاعات والفقر، ثم شهدت البلاد استقرارا نسبيا وتقدما اقتصاديا منذ سنة 1991 عقب عودة النظام الديموقراطي في البلاد.
ورغم الاضطرابات العرقية والمذهبية التي بدأت تستشري في بنغلادش، بين غوغاء مسلمين لم يقرأ واحد منهم تاريخ دينه، وسمعوا فقط شيوخهم يقولون كذا وكذا، وافقت الدولة على مشروع لبناء مئات المساجد بتمويل سعودى تبلغ قيمته نحو مليار دولار، ما أثار قلق الأثنيات المختلفة التى تخشى أن يؤدى ذلك إلى انتشار الاسلام الوهابي المتشدد، وما يتبعه من مدارس مثل "القاعدة" و"داعش". وهي حقيقة ثابتة رغم محاربة المملكة للإرهاب الذي تخشى خطره على نظام حكمها ليس إلاّ.
سيكولوجية التزمت
مرض إنفصام الشخصية يصاب المتطرفون به دائما، وتزداد شراسته بين الفئة الدينية منهم، لأن المتزمت يخالف قاعدة طبيعية وإنسانية هي وجود الاختلاف، الذي يرفضه المتزمت الديني تماما لأن الله إختاره هو تحديدا ليؤمن به ويدخل الجنة ويقتل الكافرين لإعلاء كلمة الله على الارض الخراب وأشلاء الضحايا الجاهلين بحكمة الله الخالق الرحيم العليم غير المُدركَة من هذه الأهوال.
المرض واضح في بنغلادش التي أعلن احد المسؤولين فيها أن الحكومة تخطط لبناء 560 مسجدا بمعدل واحد فى كل بلدة، فى ظل مساعى تودد "الإدارة العلمانية" في البلاد إلى "الجماعات الإسلامية" قبل الانتخابات، وأن رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد حصلت على التمويل السعودى خلال زيارتها إلى المملكة العام الماضى. المساجد ستجهز بمرافق للبحث في علوم القرآن ومكتبات ومراكز دينية، وستكون "نموذجا" للمساجد الاخرى فى البلد، الذى تدين غالبية سكانه بالاسلام، لتعريف الناس بالاسلام.
هذه المساجد ستُبنى ليتعرف المسلمون على الاسلام، و"نشر المعرفة الحقيقية بالإسلام". نشر "الحقيقة" لم تهضمه الأثنيات التي تخشى من تحوّل المساجد الممولة سعودياً إلى مراكز لنشر الكراهية والتنديد بالدولة التي تأوي الجميع، تماما كما يحدث في دول كثيرة علمانية وغير علمانية في العالم، بينما تشهد بنغلادش تزايدا فى التطرف فى السنوات الاخيرة والميل نحو السلفية الإسلامية بعد أن كانت الوسطية تسود فى البلاد لعقود.
السلفية والتزمت التي تحارب التيارات الاسلامية الاخرى وقتلت فرهاد حسين تشودري، أحد زعماء التيارات الصوفية ومرافقه حين أطلق متزمتون عليهما الرصاص وتشفوا من كفرهما بتمزيق جسديهما بالرصاص في منزل تشودري بمنطقة ديناجبور الشمالية .
نهجان مختلفان
تولت مصر منذ عصر محمد علي حتى سنة 1967 نشر تعاليم الدين الاسلامي في دول آسيا ببعثات أزهرية كانت تُعلم في المدارس المحلية. لم تبن مدارس خاصة بها، ولم يُلاحظ في تلك الفترة صعود أي تيارات عنيفة، لكن في السبعينات بدات الامور تتغير ونشطت السعودية في المجال نفسه وبدأت التيارات العنيفة في الظهور، خصوصا بعد دخول الاتحاد السوفياتي إلى أفغانستان وتولي استخبارات الغرب قتاله بتدريب وتفعيل وحماية وتنمية السكان المتشددين الذين أطلقوا عليهم "المقاتلون من أجل الحرية"، الذين إنقلبوا على حلفائهم "الكفار" في نهاية المطاف، وإنتشرت منهم خلايا سرطانية بدأت تنهش دول العالم.
تُعد دولة بنغلاديش الدولة السابعة في العالم من حيث التعداد السكاني، وتدخل أيضًا ضمن الدول شديدة الكثافة السكانية التي ترتفع بها معدلات الفقر والامية ونسبة العاطلين عن العمل، إضافة إلى التيارات السلفية غير المنتجة، والعنيفة التي تنشر سموم أفكارها في مستنقع الجهلة وتجند الصعاليك والموتورين والعاطلين عن العمل، وكان الاجدى لمستقبل بنغلادش في عالم يتطور كل يوم الاتفاق مع المملكة لبناء 560 مدرسة حديثة مجهزة بأفضل الوسائل لنشر "المعرفة الحقيقية بالعصر" وكيفية التفاعل مع الآخر. هذه المدارس لن يتخرج فيها أيمن ظواهري آخر أو خليفة مثل أبو بكر بغدادي.
التلقين المُرعب
تحولت معظم مساجد العالم من نشر الايمان إلى حشد الشارع ضد الانظمة، بالتخويف من بطش الله لمن لا يطيعه (يطيع صاحب السلطة في الواقع) والترهيب بناره. تلقين مرعب جعل الناس بعد عقود من إنتشاره يميلون إلى الخضوع التام للمستفيدين من الاسلام سياسيا بدون أدنى تفكير في ما يقال، ما جعل على سبيل المثال داعشيا يقول لإيزيدية مسكينة قتلوا زوجها واولادها امام عينيها ووهبوها له ليغتصبها، إنه يفعل بها ما يفعله تقربا إلى الله، وجعل جيهان صفوت زوجة الرئيس السادات تقبل من محمد مرسي المتخرج في المدرسة التي إغتالت زوجها امام عينيها شهادة تقدير للسادات. والأدهى ان السيدة التي كانت عناصر المدرسة نفسها تقول عنها في بيوت الله على منابر الجمعة انها "سيئة مصر الاولى"، صرحت بعد ذلك ان السادات لم يُكرم في عهد حسني مبارك كما كُرم في عهد محمد مرسي.
بشكل عام لم يخرج من المتطرفين في الادبيات الابراهيمية كافة أي مخترع أو مصلح اجتماعي أو قائد أعاد بناء امته على اسس علمية لا غيبية، وكل المتنورين الذين خرجوا من هذه الادبيات كانوا دائما بعيدين عن تأثير غيبياتها غير المقبولة لأي صاحب عقل غير مُغيّب. كانوا علمانيين غير مبالين بما وراء القبر ومشاريع الله لنشر الايمان به بالدم والموت واستباحة ما يملكه الآخر واغتصاب نساءه والتهديد بنار لا تُطفىء، بل بالحياة والبشر بدون تمييز وتحسين وسائل العيش.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليفة الحالم بعضوية الاتحاد الصليبي
- إذا كان الدين تنمّرا فالمجد للعلمانية
- المفعول السادس الذي أضافه المتزمتون للنحو
- عقائد الدول وطقوس الغيبيات
- الظلامية أخطر من يافطة الخلافة
- الحب قيمة غربية والعلم نورن
- ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين
- سجود الشكر في الملاعب استفزاز وجهل
- ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟
- في ذكرى اعدام شعباني الذي شنّ حربا ضد الله
- الحشاشون يظهرون مرة اخرى في التاريخ الاسلامي
- نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان
- الجن حقيقة دينية ومشكلة قانونية
- السرقة والاقتباس الادبي والفني
- -الجمهور- بين عصر انفتاح وزمن توَّحد
- من الذي يسيء للذات الإلهية والانسانية؟
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - بناء المدارس أفضل من الجوامع في البلاد المتزمتة