أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!















المزيد.....

النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملوك والأمراء.. أيضاً ... يموتون!
هذه الحقيقة البديهية تغيب عن بال الكثيرين منا نتيجة بريق الجاه وسحر السلطان وأبهة الحكم وتاريخ طويل من الحواديت التي تختلط فيها الحقيقة بالخيال عن الأسر المالكة وحياة الملوك والأمراء. وهي حياة تبدو من خلال هذا »الفولكلور« مختلفة اختلافاً جذرياً عن حياتنا نحن »العامة« الذين لا تجري في عروقنا »دماء زرقاء » ملكية!
لكننا نصحو فجأة من هذا الوهم الملكي لنكتشف أن هؤلاء الملوك والأمراء.. هم بشر مثلنا، من لحم ودم، يأكلون ويشربون، ويحبون ويكرهون، ويفرحون ويحزنون ويتعرضون لحوادث ومصائب، ويمرضون .. ويموتون!
وها هو أمير دولة الكويت، الشيخ جابر الاحمد الصباح، يودع الحياة بعد عشرة أيام من وفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، وبعد أيام معدودات من وفاة ابن ملك البحرين في حادث سيارة!
كما انه غادر الحياة بينما يقترب ارييل شارون »ملك إسرائيل« ــ كما يسمونه في الإعلام الإسرائيلي ــ من حافة النهاية في غرفة الرعاية المركزة بعيداً عن أزرار ترسانته العسكرية النووية والتقليدية التي قامت بالإبادة الجماعية للفلسطينيين وغيرهم من العرب ومازالت تهدد المنطقة من المحيط إلي الخليج!
وبطبيعة الحال فانه لا وجه للمقارنة بين »أمير الكويت« و »ملك إسرائيل«، ولا وجه للشبه أيضاً، باستثناء وجه واحد هو العجز أمام الموت.. بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو الأصل أو الفصل.
وقد توفي الشيخ جابر الاحمد الصباح عن 78 عاماً بعد صراع طويل مع المرض استمر ما يقرب من خمس سنوات اثر إصابته بنزيف في المخ في سبتمبر 2001.
وقد كان الرجل هو الأمير الثالث عشر للكويت منذ بايع أهل البلاد عائلة الصباح علي تولي مقاليد الحكم وفق القاعدة الشهيرة »لكم الإمارة ولنا التجارة« .
كان هذا هو »العقد الاجتماعي« الذي تم إبرامه بين العائلات التي قطنت هذه البلاد، ومنها عائلة الصباح التي لا يزيد تاريخ وجودها في الكويت عن 245 عاماً منذ هاجرت قبيلة »عنيزة«، التي تنتمي إليها، من قلب الجزيرة العربية.
كما انه يعتبر الأمير الثالث للكويت منذ استقلالها عام 1960.
وقد وصل إلي إمارة البلاد بعد رحلة طويلة من ارتقاء المناصب المتدرجة. فبعد ان التحق بالمدرسة المباركية والمدرسة الاحمدية، وتلقي تعليما خاصا علي أيدي »مدرسين خصوصيين« في الدين واللغتين العربية والإنجليزية عين عام 1949 رئيساً للأمن العام في »الاحمدي«. وهذا الميناء هو الشاهد علي انتقال الكويت من اقتصاد الغوص بحثاً عن اللآئي في قاع الخليج إلي اقتصاد النفط، حيث تمتلك الكويت عشر احتياطيات النفط الخام في العالم، اي نحو 95 مليار برميل. وهي ثروة هائلة كانت سبب »نعمة« تلك البلاد كما كانت »نقمة« عليها وسبباً في جعلها موضع حسد وطمع الكثيرين ليس في المنطقة فقط وانما في بلاد بعيدة تفصلها عن الكويت بحار ومحيطات.
وبعدها بعشر سنوات تولي رئاسة الدائرة المالية التي تحولت في يناير 1962 إلي وزارة المالية، ليصبح أول وزير للمالية والاقتصاد في الكويت في أول حكومة شكلت عقب الاستقلال، ثم وزيراً للمالية والصناعة عام 1963، ثم وزيراً للمالية والصناعة والتجارة عام 1965، ثم رئيساً لمجلس الوزراء في 27 نوفمبر 1965.
وتم تنصيبه ولياً للعهد ورئيساً للوزراء عام 1967، ثم عام 1971، ثم عام 1975.
واصبح أميراً للبلاد في 31 ديسمبر 1977 اثر وفاة عمه الشيخ صباح السالم الصباح.
ومنذ هذا التاريخ الأخير حتي وفاته بالأمس شهدت الكويت تطورات دراماتيكية بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبي .
والي الفئة الأولي من التطورات يمكن ذكر ان الكويت تمتعت في عهد أميرها الثالث عشر، الشيخ جابر الاحمد الصباح بواحد من أعلي مستويات المعيشة في العالم ( بسبب نعمة النفط).
كما تميزت الكويت عن سائر أقطار محيطها الخليجي بتجربة ديموقراطية متميزة، حتي لو كانت تشبه ديموقراطية إسبرطه من بعض الوجوه. لكن لا يجب أن ننسي ان الكويت شهدت أقدم برلمان (مجلس الأمة) وأن هذا البرلمان مارس دوراً مهماً ومؤثراً.
وفي السنوات والأشهر الأخيرة طرأ تحسن كبير علي وضع المرأة التي حصلت ــ أخيراً ــ علي حق التصويت والانتخاب بموجب مرسوم أميري صادق عليه مجلس الأمة في 16 مايو 2005 بعد تلكؤ وممانعة.
وفي عهد الأمير جابر أيضاً تم تعيين أول امرأة في منصب الوزيرة (معصومة المبارك وزيرة التخطيط).
وفي عهده أيضاً شاركت الكويت في دعم القضايا القومية، وقدمت مساعدات تنموية لا يمكن إنكارها للعديد من البلدان العربية.
وعموماً كانت الكويت في سنوات من حكمه المنارة المضيئة وسط ظلام منطقة الخليج.
وإلي الفئة الثانية من التطورات يمكن ذكر أزمة سوق المناخ التي خسرت فيها الكويت أكثر من عشرين مليار دولار.
وتراجع الدور التنويري بعد سيطرة التيارات السلفية والأصولية علي مجلس الأمة، فبدأت البلاد تعرف مصادرة الكتب والوصاية علي الأفكار والعداء للفن والثقافة والإبداع، حتي بدأ الكثير من الكويتيين المستنيرين يعربون عن خشيتهم من أن تقع بلادهم تحت حكم شبيه بحكم »طالبان«.
كما تعرضت الكويت إلي الاحتلال العراقي عام 1990، الذي كان زلزالاً حقيقياً قلب الحياة في الكويت رأسا علي عقب وأدي إلي تحولات عميقة في قناعات الكويتيين وفي نظرتهم إلي أنفسهم وعلاقتهم بمحيطهم العربي.
وانتهي هذا كله إلي أن أصبحت الكويت إحدي منصات انطلاق القوات الأمريكية لاحتلال العراق، فضلاً عن استضافتها لما يزيد علي 30 ألف جندي أمريكي بموجب اتفاقية رسمية، بعد أن كانت السياسة الكويتية الرسمية ترفض أي وجود عسكري أمريكي في منطقة الخليج بأسرها، ودارت عجلة الزمن لتتحول نفس البلاد إلي قاعد عسكرية أمريكية بناء علي »رغبة« معظم أهلها!
وبهذين الوجهين من أوجه الميراث الذي خلفه الشيخ جابر الأحمد الصباح تدخل الكويت عصراً جديداً، تحت قيادة أميرها الرابع عشر الشيخ سعد العبد الله الصباح، البالغ من العمر 76 عاماً. لكن المشكلة أن الأمير الجديد للبلاد يعاني من أوضاع صحية خطيرة، مما يشير إلي أن هناك أزمة في تراتبية الحكم سيتوجب علي الكويتيين البحث عن طريقة للتعامل معها.
وهي ليست مشكلة هينة، كما أنها لا تخص الكويت فقط، بل إنها تشمل معظم النخب الحاكمة العربية، »ملكية« كانت أو »جمهورية«. وتلك بدورها جزئية صغيرة من مسألة أشمل هي معضلة الديوقراطية في العالم العربي، وقدرة النخب العربية علي التعامل مع قضايا الحداثة وتحديات عصر العولمة والثورة المعلوماتية.
وملابسات وفاة الأمير الثالث عشر للكويت جرس إنذار جديد للعرب جميعاً.. المتخلفين بعدد من السنوات الضوئية عن مسيرة الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية الحديثة.
فليرحم الله الأمير جابر الأحمد الصباح.. وليرحمنا جميعاً.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذمة الوزراء علي العين والرأس.. لكن المطلوب آلية قانونية لمنع ...
- كليمنصو!
- هل نكتفي بالتباهى ب -شعر- أختنا اللاتينية؟!
- .. لكن هل يجوز أن تكون الرئيسة مطّلقة .. وعلمانية؟!
- النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء
- رئيس تحرير تحت الطلب
- أربع ساعات مع رئيس الحكومة !
- شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية
- حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - النخب العربية في مواجهة تحديات تجديد الدماء!