أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - وداعا ... بغداد الحبيبه














المزيد.....

وداعا ... بغداد الحبيبه


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وداعا ... بغداد الحبيبه

محمد علي مزهر شعبان

بغداد ما اشتبكت عليك الأعصرُ.......... إلاّ ذوت ووريق عمرك أخضرُ
مرّت بك الدنيا وصبحك مشمس ........ ودجت عليك ووجه ليلك مقمر
وقست عليك الحادثات فراعها ......... أن احتمالك في أذاها أكبــر

لملمت ذكراي، منذ أربعين عاما، وأنا اجوب شوارعك مكاتبك مشاربك، سجونك، مقاهيك، رفقة احبة ما انفكوا يسكنوا القلب، فيلتهب شوقا لمجالسهم، كم كان لشرخ الشباب فيك تمختر، وليال غناء، نجوب ميادينك، وفي زواياها، جمع يذوب الزمن في انغماس، وتنساب الطروحات، رفوف كتب تركن تتراكم في حافظة الفكر، لينمو ليثمر ليسمو على ايقاع سمفوني، وكانك مع بجعات " جايكوفسكي"
هل الرحيل عنك فرض واجب؟ هل الخوف من الطواريء؟ هل الافلاس من ان تجد لك مكان في قلب حبيبتك؟ هل ضاقت السبل وأحكمت الحلقات ؟ هل ازدحمت الطرقات بالدخلاء والغرباء والقتلة ولصوص الارواح والاموال ؟ هل الرعب من بانوروما الاشلاء والاعضاء ؟ هل اجترحتك سكاكين الاعداءوتناحر الاشقاء ؟ هل سطو عليك وتمكنوا الغرباء ؟ هل تحولت جداراتك الى لافتات سوداء يا فيحاء ؟

وداعا ..عروس المدن ، وحاضرة الدنيا ، وعاصمة امبراطورية يتساوق مجدها الممتد جغرافيا في ارض الله ، مع ذياك التقدم الفكري والعلمي المتشعب والمتواصل مع الامم، حتى وكأن التكامل في انضاج حضارة منتجه هي العلامة التي ميزة هذا العصر في إطلاق الفكر والعلوم الى الدنيا . تواصلوا مع المنتج الحضاري، تبصروا فيه جليا ولم يماحكوه بل حاكموه في معمل الفكر الذي اخذ الفرضية واعطى النتائج .
علام يحدث فيك كل هذا، أهو الحقد يا عاصمة المجد التليد ؟ لم ينتج عصر ما فردا يكون فيلسوفا واديبا وموسيقيا، واخر طبيا وفيلسوفا وشاعرا وجراحا وواضع للاسس العلمية في الطب والجراحة، واخر رياضيا تجاوز فيثاغروس مكملا واختصاصيا في خمسة علوم اخرى. كم من عشرات المئات يسع الاعلان عن أعلام، الفارابي ابن سينا الخوارزمي ابن النفيس جابر بن حيان ابن الهيثم ابن ابن.... خلايا نحل تئز تحت تلك الفوانيس لتؤسس للبشرية قواعد متينه، في العلوم والاداب، لامة ردت اليك بالموت والمفخخات .
بغداد عصمة العقيده وعاصمة الافكار، مجد تليد وتصد عنيد، وريق عمرها اخضر، ووجها مقمر، واحتمالها اكبر، رغم كل ما اشتبكت عليها الاعصر . هي تلك المدن التي تستحق ان تكون الحاضرة والخاصرة، وليس مدنا اينعها البترو دولار، إنبثقة من الرمال، وما ال اليه المأل .
رجالك فعالية عقل وكأني بهم يقولون للاخرين : لازال الجاحظ حيا، وابو نؤاس على ضفاف دجلة يتلو قصيدته، ولازال حارسها عبد الامير الحصيري في نشوة ان يغفو على ضفافك . المتنبي ولهان طربان وهو يستمع الى انشودة الروعة ليشنف سمعه ويعبق رئته على ضفاف دجلة ، عشيقة الجواهري ،
حيّيتُ سفحَكِ عن بُعــــدٍ فحيـِّيني.................... يا دجلةَ الخيرِ يا امَّ البســــــاتينِ
وهاهو نزارقباني يتدفأ بشمسها:
عيناك يا بغداد منذ طفولتي ........ شمسان نائمتان في اهدابي
حتى رأيتك قطعة من جوهر ....... ترتاح بين النخل والاعناب

وداعا ايتها الحبيبه، لم اتركك وحيدة يوم نفر الناس ، لم افارقك يوم اراد "الرجاج" صنو الحجاج ان يقتل ويطرد اهلوك، وقفت حتى لا اخل بالموازنة الديمغرافية، التي ارادوها عنوة، بالتشريد والتهديد، لان رئتي تعشق هواك . وانا اشد الرحال، خاوي الوفاض، منهك الجسد، اخذ مني العمر، فرض لازم السنين، الى مدينتي حيث يزدحم فيها التقافز العشوائي ؟ اذ تحولت الى كاتدرائية، بل مجلس عزاء، رغم انها موئل العلماء والادباء والشعراء، فهي الاخرى، تعرضت لقبضات الاقوياء الاشقياء .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية .. في انتظار فرصة الانقضاض
- أفيقوا .... أصحاب ( خردة المشاريع )
- حواراتنا كثيره ... أشدها النفاق...وأخطرها التظاهر
- في عيدك... أجراس نصر... وتيجان فخر
- وثيقة التسوية ... أكلتها أرضة المفخخات
- إعلام مأجور .... لخزائن موتور
- حلب .. اسقطت رهان الاقوياء
- البصرة ... ستقطع ضروعها .. ايها المتخمون
- الصناعات الثقافية
- السليمانية على صفيح ساخن
- بين سيوف أل امية ...... ودماء أصحاب القضية
- فوز ترامب ... المفاجأة ... ام الاسباب الموجبه ؟
- الجنة ليست مرتعا ... لمن يبتاعها مجانا
- الحشد .. على ابواب تلعفر .. رغم انف تركيا
- اقتلوا ..... زينب
- أل سعود .... هل ادركتم سوء العواقب
- الموصل .... في المزاد
- موقع المسلة ..... كم تضع في ( السلة )
- قيل للحرامي إحلف ... قال جاء الفرج
- لصوص .. يدخلون من ثقوب غباءنا ... ابطالا


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - وداعا ... بغداد الحبيبه