أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - لماذا لا أدلع نفسي؟ لماذا لا أكتب مقالا عني؟














المزيد.....

لماذا لا أدلع نفسي؟ لماذا لا أكتب مقالا عني؟


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


حقا, لماذا لا أدلع نفسي و أكتب مقالا كاملا عني؟ عني أنا بالتحديد بمناسبة العيد الكبير الذي أمر به, فاليوم تصدر أول رواية لي, و عندما يتم نشر هذه المقالة سأكون في دار نشر ميريت أتسلم نسخي من محمد هاشم مديرها. الرواية بعنوان "ليلى أنطون", "سيسألني بعض الشوفينيين: لماذا شخصية مسيحية؟ على هؤلاء لا رد لي إلا لي الشفتين و مطالبتهم بسؤال أكثر ذكاء". ليلى أنطون شخصية نمت كما تنمو الشخصيات العظيمة, أقولها ساخرا, فبطلة قصة قديمة لي كانت بعنوان ليلى أنطون و لما وجدت القصة تلقى استحسانا "لا يأخذنكم الوهم. هذا الاستحسان هو استحسان أصدقائي الذين لا يقرأ غيرهم قصصي, مشكورين على كل حال" قررت الزج ببطلتها في عمل روائي لي.
قبل النشر مباشرة دفعت بمخطوطة روايتي إلى كثير من الكتاب و الأصدقاء, و لم أندهش حينما لم يحبها أحد, فروايتي لا أصعب من حبها إلا الحديث عنها وفق مصطلحات ك "الحساسية", و "الطزاجة" و بالتأكيد "الهم الإنساني" مشتركا كان أم غير ذلك. ها أنت تقرأ ليلى أنطون, هاأنت تصل لمنطقة يصعب العودة عنها, و يصعب أكثر منها التماهي معها, أن تجد نفسك فيها حقا, هاأنت تكرهها بكل قواك. هنيئا يا عزيزي.
تحدثت في روايتي عن فكرة المجاز, و بالأخص عن مجازين مهيمنين, مجاز القلم/ القضيب, و مجاز غشاء البكارة/ غلاف السلعة و من ثم غلاف الرواية, لم أفكك هذان المجازان, و بالتأكيد لم أؤكدهما, بل لعبت بهما, و هو ما يمكن أن يكون عنوانا لعدد كبير من أعمالي من الآن فصاعدا. شيئا فشيئا أتحول إلى هازل كبير, لسوء الحظ أو لسوئه.
بالإضافة إلى هذا كانت لعبتي الأساسية, لعبة الذات و الموضوع, و التي تحظى بحديث مباشر عنها في أكثر من فقرة في الرواية, غير أنها تهيمن كذلك من خلف كواليس الرواية و بشكل غير ملحوظ كذلك. تعرفون؟ ثم إنجاز مهم لهذه الرواية, و هو ينتمي إلى الجيل السابق علي, إلى تنظيرات جيل التسعينيات. عندما سيقرأها أحد ما لن يكون مهتما بمعرفة ما الذي سيحدث بعد ذلك, أو كيف ستتطور الشخصية الفلانية في الاتجاه الفلاني. كل هذا يشكل صفرا في المائة من اهتمامات الرواية "حتى و إن اتخذت عنوانا هو اسم الشخصية المحورية, إن أردتم, لها". اهتمام الرواية الأساسي هو في كيفية الكتابة, التي أتمنى أن تكون جديدة تماما, يعني سيكون السؤال الرئيسي للقارئ, إن وجد: كيف كتب هذا, أي نوع هذا من الأدب؟ و الأهم, لماذا هذا شيء جميل أو قبيح, أو مهم. هي رواية حاولت جعلها قلعة مشيدة, أتحدى بها أي قارئ أن يلم بها من مرات متتالية يدور فيها, محتذيا في ذلك خطى كونديرا في روايته العمدة "الخلود", و التي قرأتها بعد انتهائي الأخير من ليلى أنطون. حاولت في روايتي الابتعاد عن كل مفاهيم الصدق و الحساسية و النقاء التي تميز كتابات ساذجة بعدد أفراد العالم. هي رواية تميزها وحشيتها و تركيبيتها و عنفها المدوي, قبالة القارئ كما هو بين أبطالها و بعضهم البعض. سيقول بعض الرومانسيين: و ماله يا حبيبي؟ الوحشية هي أكثر صدقا من أي شيء. على هؤلاء لا رد لي إلا متابعة ما كنت أفعله قبل سؤالهم. أنا محتال يا إخواني.
لست ساذجا إلى درجة أني لا أدرك مدى الوقاحة في كتابة مقال عني, كما أني لست وقحا لكي أفعل هذا, أنا باختصار إنسان سعيد بصدور روايتي, لذا قررت أن أكتب شيئا, لا هو مقالة و لا قصة و لا تحقيقا و لا أي شيء يتسم بعمق نسبي, إنما هو كما نقول بالمصرية: افتكاسة, و التي هي بلوف بالإنجليزية, و التي تعني الخديعة و المقلب, و العظمة الذي تنكشف عن خواء رهيب. و قد يكون مقالي هذا هو افتكاستي الوحيدة بعد عشرات المواضيع الرصينة و الوقورة التي دفعت بها إلى الحوار المتمدن, و نشرتها لي هيئة الصحيفة مشكورة على صبرها و تسامحها تجاه ما أكتبه, و استغلالا لصبر و تسامح كهذا أدفع بهذا المقال أيضا إليها, بعد تشجيع مؤثر تلقيته من القاص الموهوب أحمد شعبان توفيق "سلام لك يا أحمد", و لا يخلو الأمر من تقدير لتقدير الحوار المتمدن للجنون, ذلك الذي لن يقدره أي مكان آخر, الجنون الذي يدفعني لكتابة مقال عني. و هو جنون بسيط, هين على كل حال, هو ابن الاعتقاد الجازم أن أحدا لن يكتب عن الرواية. هو محاولة لاستباق الملل الشاسع الذي سأقضيه أياما باحثا في جوجول عن اسم "ليلى أنطون", و لا أجد إلا مقالتي اليتيمة تلك في الحوار المتمدن.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورنو في آخر أخبار حالة شارون الصحية
- الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان يمزق الضمادات بين الهولوكست ...
- فيلم الجنة الآن للفلسطيني هاني أبو أسعد.. إزاحة الستار عن ال ...
- أن يصبح الجنود الإسرائيليين جنودنا, أبناءنا الوسيمين
- سؤال في هاآرتس: لماذا لا يكون المطرب محمد منير قد مجد الإرها ...
- حوار مع نائل الطوخي في السفير اللبنانية: كلمة السر عندي إربا ...
- تموت أمي فتحيا الكتابة
- كتاب إسرائيلي يرصد: تقاطع الذكورة و النزعة العسكرية الإسرائي ...
- مجلة ميتاعام الإسرائيلية.. التعاطف مع المعاناة الفلسطينية لم ...
- المسلمون و الأقباط.. من يملك الصوت المصري؟
- الطرف الأقصى للكابوس
- silence
- خفض إضاءة العالم
- سيدة السواد
- بمناسبة عدم حصوله على نوبل! أي حظ! لن نسمع دفاعا عن شارون يل ...
- ما لم يفعله وزير الثقافة المصري فاروق حسني.. سلطات تحتمي ببع ...
- هل هناك -هوية يهودية-؟ .. قراءة في مقالة للأديب الإسرائيلي أ ...
- خطايا فيروز الكبرى... لماذا لا يسمع المصريون فيروز
- سرير الجيش.. السرير المحمول
- إمكانية السرطان


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - لماذا لا أدلع نفسي؟ لماذا لا أكتب مقالا عني؟