أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب زامل الربيعي - قراءة في كتاب...















المزيد.....

قراءة في كتاب...


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة جادة لكتاب، بمستوى ما طُرحه في كتابه المفكر والسياسي العراقي (عبد الفتاح ابراهيم )، الموسوم ( منابع الفكر الديمقراطي بين النظرية والتطبيق)، لابد أن يوطن في ذهن القارئ أهمية استثنائية، ليس بسبب ما هو خارق للعادة في الكتاب، لكن بقدر استطاعته على مواءمة ما قدمه الكاتب من معضلات ومن حلول مع واقع التجربة العراقية ومشكلاتها التفصيلية في الوقت الحاضر.
كثيرة هي الموحيات الفكرية والسياسية التي تداخلت في وعورة ما بعد احداث التاسع من نيسان عام 2003 وعن نشاطها الاجتماعي والسياسي التي حاول الكاتب تلمس الطريق الأصوب ليستدل من خلالها لإغناء أثر المعلوم والمجهول المستخلصين من تغيرات المرحلة في مستقبل النتائج العامة على العراق وما يجاوره من بلدان المنطقة. على أن هذه الموحيات التي حاول الكثير من الكتاب والسياسيين في يومنا هذا، أن يؤشروا بها الواقع الجديد، لم تكن من الأثرة، رغم جديتها، ونشاط الموضوعات والاهداف والمنطلقات فيها، مثلما استطاعت أفكار عبد الفتاح، من تكوين أثر واضح لمستقبل التجربة العراقية، لكون أن ما سبقته من محاولات كانت تتسرب في الغالب بعيداً داخل شقوق وزحمة ما يعرض من مناهج وآراء وطموحات، تلك التي حاولت لكن دون أن تستخلص زبدة المجهود، أو ربما من غير أن تثني عليها محاولات أكثر جدية ليكتمل معها مشروع كامل للعمل الوطني وفق روح المسؤولية الوطنية والاخلاص والتضامن.
نؤكد قولنا هذا، إن كثرة هذه المحاولات لم تحظ بالنجاح كما حظيت طروحات التجربة العراقية التي رسم عبد الفتاح ابعادها خلال النصف الاخير من القرن الماضي مستقاة من أبعاد تجربة الحدث السياسي

والاجتماعي آنذاك. هذه الألمعية التي اكتسبت أهميتها في العملية الاستشراقية الفكرية والتعبوية التنظيمية من وحدة اضداد العملية السياسية العراقية لتكوّن بالتالي شرطها المتغير الخاص وفق متغيرات الشروط العربية والعالمية على محك التجربة والتطبيق مفهوماً وسلوكاً ومشروع عمل سياسي واجتماعي تنموي متكامل يرتبط بمتغيرات الحياة والحال ومناهجهما الجديدة بأكثر من صلة ثقافية في القيادة والتربية والادارة، بل واعتبارها مشروع عمل تطبيقي لنظرية حضارية متكاملة جدليا وواقعيا بين المؤسسة ككيان وبين الانسان كهاجس منفعل ومتفاعل. هذه الحالات هي من دفعت عبد الفتاح ابراهيم من قبل صياغة إلى صياغة محددات تجربة عراقية فريدة في الممارسة الديمقراطية لإغناء المشروع السياسي والاجتماعي والثقافي التحديثي في العراق.
هذه الاضاءات التي استحق عبد الفتاح من خلالها، تقدير الديمقراطيين والوطنيين المعنيين في الشؤون التحولات المستحقة، وهي من دفعتني هنا لحصر موضوع قراءتي لهذا الجانب في الكتاب بشكل خاص، مع ما تستحقه الموضوعات الأخرى من قراءات مستفيضة. على أنه وقبل الخوض في سلاسة مجرى الموضوع المختار في طرفيه ، كاتبا وكتابا، كما لابد من الاشارة إلى طرفه الثالث الذي أجده اساسياً أيضا في هذا النشاط التكاملي لنشر أفكار عبد الفتاح ابراهيم وتسويقها من جديد، عبر مجهود مثابر واكب مسيرة الابداع الشخصي لهذا الكاتب وخلال أكثر من عقدين من الزمن قضاهما معه وبعده. وأقصد به الاستاذ (شهاب أحمد الحميد) الذي أسهم بجمع واعداد وكتابة مقدمات العديد من كتب إبراهيم وكما تكفل بتحقيق وطباعة العديد من دراسات المفكر والباحث عبد الفتاح الشخصية التي لم ترى النور في حياته. إلى جانب ما اقامه من معارض ومنافحات فكرية وسياسية تم نشرها في العديد من الصحف والمجلات، وكأنه أختص دون غيره بتوثيق هذه الشخصية الديمقراطية الألمعية التي أغنت ولعقود عديدة، الساحة العراقية بمنارات الفكر والثقافة والسياسة والاعلام في العراق وخارجه.
يقع الكتاب الذي تكفل الحميد طبعه على نفقته الخاصة مشكوراً، في 209 صفحة من الحجم المتوسط، جاعلا منه وبتواضع ، من اصدارات ما اصطلح عليه وسماه ( مركز الرابطة للدراسات والبحوث والتوثيق ) والذي أسسه حديثا ( شاركت فيه أنا شخصياً ) . إلى جانب ما أصدره المركز من كتب أخرى للمفكر ابراهيم، والذي يتطلب منا شرحه تخصص هذا المركز في موضوع خاص سنفرد له تعريفا في وقت قريب.
بمرونة وشفافية يوجز لنا الاستاذ شهاب الحميد في مقدمته للكتاب فكرة عامة عن مسؤولية وموقف عبد الفتاح ابراهيم إزاء الثقافة في العراق عبر ايجاز مقبول لتاريخ المؤلف الشخصي ولمؤلفاته العديدة المتنوعة على مدى عقدين من الزمن قبل أن يشرع لتعريف القارئ على متون فصول الكتاب الاربعة وعلى ما فيه من مداخلات ومعلومات ومقالات توثيقية جاءت استكمالا للفائدة المرجوة، وما قدمت من نتائج. فاذا كان الفصل الأول قد حفل بدراسة مستفيضة لجملة من " المبادئ الاساسية للديمقراطية " التي عكسها بصورتها التاريخية وكيف آلت إليه بعد زوال آثار الحكم الديمقراطي القديم نتيجة تحطم الامبراطورية الرومانية وسيطرة الحكم المستبد إلى الاغريق الذين عَرَفوا الديمقراطية على أنها مفهوم يعرف السلطة العليا في الدولة التي كانت على مدى قرون أوليغاركية تحكم من قبل طبقة صغيرة ممتازة كيف يمكن أن تحولها إلى الشعب كله من خلال تصويت السكان البالغين، وحتى مجيء عصر النهضة الاوروبية والاصلاح الديني قبل أن تحث انكلترا الخطى خلف سويسرا نحو الديمقراطية الحديثة. أما الفصل الثاني من الكتاب والموسوم بـ " الدعوة إلى وحدة الحركة الوطنية " فقد أعتمد الكاتب فيه على أولويات منهج العلاقة بين النظرية والتطبيق في الواقع لمبدأ الديمقراطية، حيث وبعد مناقشة لافتراضات نظرية على واقع شعوب معينة من مناهج وشخصيات معلومة ، أدت بإنضاج العملية الديمقراطية وذلك برسم خارطة معلومة لتجربة عراقية جديدة، يحتم الكاتب فيها اتحاد الديمقراطيين العراقيين في حزب واحد استناداً للهمم والعزائم على خلفية واقع النتائج الخطيرة المترتبة على الواقع السياسي في العراق . إذ أن لقيام الحركة الديمقراطية في مستهل حياتها، وفي وسط يعمه جهل سياسي وثقافي وتغلب عليه سياسة التجهيل الاستعماري ونظم الحكومات الرجعية، لابد أن يفرض على العملية الديمقراطية بعدها، تركة ثقيلة لا يمكن للقوى الوطنية الصاعدة تحملها ما لم تجتمع في حزب واحد يتمتع بالانضباط الديمقراطي على اساس رصين، وعبر انشاء قيادة ديمقراطية حكيمة ورصينة واعية لمهماتها، تدير شؤون الحركة وفق الظروف الدقيقة التي يمر بها عراق ما بعد 2003، وهو ما يعرف اليوم ــ ضمن توازنات القوى السياسية العراقية ــ بالتيار الديمقراطي.
يدعم الاستاذ إبراهيم عبد الفتاح فكرة التوحيد بإيضاح جملة من الأسس والمواقف لتجارب الحركة الوطنية شرطا لتحصنها، يلخصها في ثلاثة أسس :
أولاً : وحدة الحركة في نشأتها .. نموءً وتطوراً.
ثانياً : وحدة المبادئ التي تقوم عليها.
ثالثاً : اشراك العناصر المنضوية في الحزب الواحد، لتحقيق الاهداف ومطابقة النشاطات في حدودها الدنيا من الانسجام والعمل المشترك.
في الفصل الثالث، تشكل مجموعة المقالات المنشورة للكاتب في مجلة الرابطة للفترة من 1944ــ 1946أساساً في تعميمه لمفهوم التجربة العراقية على أنه وفي نشدانه لعالم الحرية بعد الحرب العالمية الثانية وتداعياتها الكارثية المحزنة، يؤكد : " أن الحرية الشاملة والسلام المستقر يتمخض اليوم عن انقلاب عظيم في نظام الحياة ووجهتها. وسيكون نصيب كل أمة ومقامها، متوقفاً على ما يتهيأ للشعب فيها من اسباب اليقظة والتنظيم الواعي الموجه ". فاشتراط الوعي هو وجود كتلة منظمة واعية قادرة على توسيع دائرة نشاطها لتشمل عموم الجماهير، معطياً مثلها في "جمعية الرابطة الثقافية" بما وفرته من وسائل اليقظة في شتى موضوعات الثقافة الاجتماعية وتهيئة اسباب التعارف وتآلف الآراء، مستجلياً أهدافها على حقيقتين:
الأولى ــ عدم اقتصار الديمقراطية على ما ترميه من تحقيق على ناحية اجتماعية واحدة، إنما تتناول النظام الاجتماعي بكل نواحيه، الاقتصادية والسياسية والثقافية والتربية كافة.
ثانياً ــ أن الديمقراطية وهي مظهر من مظاهر الحضارة الإنسانية، تخضع من جهة لناموس النمو والارتقاء. في ضوء هاتين الحقيقتين، نجد أن مقتضيات الديمقراطية في كل عصر، ولكل مجتمع، هي بمقياس ما بلغته الحضارة الانسانية في العصر، وبالحالة الراهنة التي تكون فيها الأمة. واعترافاً للحقيقة، نجد أن ما طرحه الكاتب في الفصل الثالث من الكتاب، يحتاج إلى دراسة منصفة إلى جانب أهمية عموميات الفصول الثلاثة.
أما في الفصل الرابع الذي جعل فيه ( التجمع الديمقراطي حجر الزاوية في الجبهة الوطنية ) وهو آخر مقالة نشرها عبد الفتاح ابراهيم في 25/ 8/1968. فقد طلب توفرها مبدئياً على بلورة كل التيارات في كيان ذو معالم واضحة، وليس اقتصاراً لكل تيار سياسي على عنصر معين من العناصر الاساسية المتفاعلة في الحياة العامة، أو احتكاراً لذاته. بل لكل وجهة نظر خاصة في كل شأن من شؤون الحياة وتخطيطه الخاص ، على أن يتوجه الجميع بتوحيد جهودهم لتحقيق التجمع الديمقراطي.
.....................
المقال نشرته جريدة (الصباح ) العراقية في العدد 419 بتاريخ 28/ تشرين الثاني/ 2004.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان أسمه - أنا - !..
- ديرم أسمر...
- على وشك...
- تصلب الحب قصة قصيرة
- حكاية الشعبة (د) سيناريو قصة قصيرة
- لعمق جهاتكِ وجهي...
- موشح.. لما يعتري!..
- عليلا شفيتَ..
- بُنية القص في ( الغائب )..
- الغريبان والعنكبوت قصة قصيرة
- كن أول من يحطم الارض كأسه!..
- هكذا .. حدث هذا ببطء!.
- لمحاولة أبعد !..
- سوق الجمعة ....
- إلتماس...
- الفرص، غير مؤاتية دائماً..
- لا شيء أكثر من ذاك !..
- ما يُحلقُ صدفة...
- هناك، حيث ولدتُ تباعاً !...
- لمن أنّاه أنا !..


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب زامل الربيعي - قراءة في كتاب...