أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تعددت المصاحف ؟















المزيد.....

لماذا تعددت المصاحف ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا تعدّدتْ المصاحف؟
طلعت رضوان
أليس تعدد المصاحف يؤكد تدخل البشرفى النص القرآنى؟
أحرق الخليفة عثمان ستة مصاحف، ولكنه لم يستطع تجميع باقى المصاحف التى عثرعليها اللغوى الفارسى الشهير(السجستانى) بعد أكثرمن مائتىْ عام بعد وفاة عثمان، وألــّـف كتابه المُـعنون (المصاحف) الصادرعن دارالكتب العلمية- بيروت- عام1985. ومن بين المصاحف التى عثرعليها مصحف حفصة زوجة الرسول، وأنها أمرتْ مولى لها (أى عبدها) أنْ يكتب لها مصحفـًا وقالت: إذا بلغتَ آية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (البقرة/238) فأذنى (أى استأذن منى) فلما بلغ قالت اكتبوا ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر)) وأنها اتفقتْ فى ذلك مع ابن عباس ومع عائشة. ونقل السجستانى عدة أحاديث تؤكد الخبر. وتأكــّـد فى مصحف أم سلمى زوجة النبى.
وعن الآية رقم1والآية رقم2من سورة الأعلى ((سبح اسم ربك الأعلى الذى خلق) بينما هى فى مصحف عبيد بن عمير(سبح اسم ربك الذى خلقك) وهنا يجب ملاحظة الفرق بين النصيْن، حيث أن عبيد بن عميرحذف من مصحفه (الأعلى) وكتب (خلقك) وليس (خلق) كما هى فى المصحف الحالى. وهذا تأكيد جديد على تدخل البشرفى صياغة النص القرآنى.

وفى مصحف عكرمة مولى (=عبد) ابن عباس كان يقرأ ((وعلى الذين يُطوّقونه)) بينما هى فى المصحف الحالى ((وعلى الذين يُطيقونه)) (البقرة/184) أى أنّ عكرمة غيّرفى كلمة (يُطيقونه) فقرأها (يُطوّقونه) وطبعًا الفرق واضح بين الكلمتيْن فى المعنى، فالأولى (كما هى فى مصحف عثمان) بمعنى يحتمله (أى يحتمل الصيام) بينما فى قراءة عكرمة فالمعنى من (التطويق أوالحصار) وطبعًا (ثانيًا) أنّ من كتبوا مصحف عثمان أدق من عكرمة. وهذه الآية يتحاشى الأصوليون التعرض لها، أوالاعتراف بأنها أباحتْ الإفطارفى رمضان لكل قادرعلى دفع ما نصّتْ عليه الآية حيث خيّرتهم بين (إطعام مسكين) وبين (الصيام) وفى مصحف عكرمة أيضًا أنه كان يقرأ ((قتـْـل فيه)) بينما الجملة فى المصحف الحالى ((قتال فيه)) (البقرة/217) ورغم أنّ الكلمتيْن مُـتشابهتان فى الحروف، ومُـتفقتان على إراقة الدماء، إلاّ أنّ المعنى يختلف فى النصيْن: فالقتال، كما فى المصحف الحالى للتعبيرعن معركة حربية قبائيلة إلخ أما لفظ (القتل) كما فى مصحف عكرمة فيعنى أنّ إنسانـًا يقتل إنسانـًا آخرفى مشاجرة عادية. والمهم هوتدخل البشرفى صياغة النص القرآنى.
وفى مصحف سعيد بن جبيرأنه اتفق مع عكرمة فكان يقرأ (وعلى الذين يـُـطوّقونه) وليس ((وعلى الذين يُـطيقونه)) كما فى المصحف الحالى. وقرأ ((أحِلّ لكم الطيبات وطعام الذين أتـُوا الكتاب من قبلكم)) بينما هى فى المصحف الحالى ((أحِلّ لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حِلٌ لكم)) (المائدة/5) أى أنّ سعيد بن جبير أضاف (من قبلكم) بعد (أوتوا الكتاب) كذلك يجب ملاحظة أنّ ابن جبيركتب كلمة (أوتوا) الواردة فى مصحف عثمان (أتوا) أى أنه حذف حرف الواوبعد حرف الألف، وبالطبع فإنّ من كتبوا مصحف عثمان أدق من ابن جبير. وهذا مايؤكد تدخل العنصرالبشرى فى صياغة النص القرآنى. والشيىء المُدهش– الذى يتجاهله الأصوليون- أنه بينما الآية رقم (5) من سورة المائدة أباحتْ طعام (أهل الكتاب) ل (المسلمين) وجعلتْ طعام (أهل الكتاب) حلالا(للمسلمين) فإنّ الآية رقم17من نفس السورة نصّتْ على ((لقد كفرالذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم... إنْ أراد الله أنْ يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعًا..إلخ) فكيف يكون طعام (أهل الكتاب) حلالا(للمسلمين) مع تكفير(أهل الكتاب)؟ وتكرّرالموقف فى نفس السورة فى الآيتيْن72، 73. والأكثرإثارة للدهشة مانصّتْ عليه الآية رقم (51) من نفس السورة (المائدة) حيث جاء بها ((ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولــّهم منكم فإنه منهم)) فإذا كان الأمركذلك، فكيف يأكل (المسلمون) طعام (اليهود والنصارى)؟ وبعد أنْ ساوى النص القرآنى بين (اليهود والنصارى) فى الآية51 إذا بالآية82 من نفس السورة تـُـفرّق بينهم فنصّتْ على ((لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنـّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانـًا وأنهم لايستكبرون))
وقرأ ابن جبير((فإذا هى تلقم ما يأفكون)) بينما هى فى المصحف الحالى ((فإذا هى تلقف ما يأفكون)) (الأعراف/117) أى أنّ ابن جبيركتب (تلقم) بينما من كتبوا مصحف عثمان كتبوها (تلقف) مما يؤكد– من جديد– تدخل البشرفى النص القرآنى.
وفى مصحف محمد بن أبى موسى شامى كان يقرأ ((ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لايفقهون)) بينما هى فى المصحف الحالى ((لايعقلون)) (المائدة/103)
وفى مصحف حطان بن عبد الله الرقاشى بصرى ((ومامحمد إلاّرسول قد خلتْ من قبله رسل)) بينما هى فى المصحف الحالى ((ومامحمد إلاّرسول قد خلتْ من قبله الرسل)) (آل عمران/ 144) أى أنّ حطان كتب (رسل) بينما من كتبوا مصحف عثمان كتبوها بأداة التعريف (الرسل) وذكرالقرطبى فى تفسيره لهذه الآية أنّ ابن عباس– أيضًا– قرأها بغيرألف ولام. وذكرأنّ سبب نزولها الهزيمة التى وقعتْ لجيش محمد فى غزوة أحد وأنّ كثيرين قالوا إنّ النبى قـُتل. أما الطبرى فقد توسّع فى تفسيره لهذه الآية فذكرأنّ آخرين قالوا ((لوكان محمد نبيًا ماقـُـتل)) والسبب أنّ ابن قميئة الحارثى، أحد بنى حارث بن عبد مناف بن كنانة، رمى الرسول بحجر، فكسرأنفه ورباعيته وشجّه فى وجهه. وكتب الطبرى أيضًا: نادى مُـنادٍ يوم أحد حين هـُزم أصحاب محمد وقال ((ألا إنّ محمدًا قد قـُـتل فارجعوا إلى دينكم الأول)) فأنزل الله ((ومامحمد إلاّرسول..إلخ)) وهذه الآية تؤكد على 1- أنّ القرآن كان يُـتابع مايحدث على أرض الواقع، ثم يُعيد صياغته بما يتلاءم مع التوجه الأيديولوجى لمحمد ودفاعه عنه، ويُخاطب الذين تسرّعوا واعتقدوا أنّ النبى قد مات فقال لهم ((أفإيْن (مكتوبة هكذا) مات أوقـُـتل انقلبتم على أعقابكم)) 2- الاختلاف بين (رسل) و (الرسل) يؤكد الطابع البشرى فى صياغة النص القرآنى. ولعلّ أدق تغييرما كتبه عبدالله بن مسعود فى مصحفه ((إنّ الله لايظلم مثقال نملة)) بينما هى فى المصحف الحالى ((إنّ الله لايظلم مثقال ذرة))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغزى أن يختلف الأزهريون
- مؤسسة الكهنوت العروبى والغيبوبة عن الواقع
- لماذا يحلم الحمساويون بالاستيلاء على سيناء؟
- خالد عبدالمنعم : شاعر ابن موت
- مغزى التحالف السعودى / الإسرائيلى
- كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟
- هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟
- هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟
- لماذا لم يحتج الأصوليون على إلغاء التقويم الهجرى ؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تعددت المصاحف ؟