أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟















المزيد.....

ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 19:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البابا فرنسيس لم يزل يبحث عن دور قيادي خارج مسألة الايمان لكنه يفشل حتى الان. الدور الذي يبحث عنه لابد ان يكون اليوم داخل اطار البحث عن ايديولوجية ايمانية جديدة تساعد اوروبا الكاثوليكية على الصمود امام خطر الارهاب حاليا، وفقدان هوياتها لاحقا تحت وطأة نشر مذهب متزمت يحاربه معظم المسلمين أنفسهم، ويتهم المسيحيون بعضهم بعضا، عندما يحاربه احدهم، بدعاوى معاداة الإنسانية والرحمة وحرية الرأي وتنوع الايمان!
الايديولوجية التي يمكن ان يتبناها البابا قد تكون دعوة الكاثوليكيين الاوروبيين للرجوع الى مبادىء المسيح الانسانية واحياء مؤسسة الزواج التي يتجنبون تحمّل مسؤولياتها وعدم التنكر لجذور ثقافتهم، لأن الهجوم الذي حدث على الكنيسة بعد عصرالتنوير كان في واقع الامر على دور الكنيسة السياسي وفسادها الاخلاقي وليس على انسانية مبادىء المسيح.
مسائل شائكة
كاد البابا في البحث عن دور قيادي له ان يتورط في مسألة شائكة عندما حاول ان يضع المثلية ضمن اجندة مشاكل "العائلة الكاثوليكية" لكنه تراجع تحت وطأة ضغوط كثيرة اتهمته بعضا بخيانة مبادىء الانجيل. واليوم يكاد ان يتورط في مسألة سياسية سيادية شائكة هي احترام حدود الدول وأصول الهجرة، وهو بذلك واهمٌ يشارك وسائل اعلام كثيرة (اسيرة فقاعات تصديق معلومات مُلفقة غذت بها الكمبيوتر فخرج بنتائج وهمية من اختراعها، ما يعني انها تقبل واقعها الافتراضي ولا تعترف بالواقع الحقيقي) في الهجوم على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
مسألة الهجوم على الرئيس ترامب تحديدا تفقد البابا لقبه معنويا فالبابا "اب" للجميع ويقف على مسافة متساوية بينهم. صحيح ان البابا اصاب عندما حذر من صعود نزعة شعبوية، لكنه أخطأ عندما حذر من خطر أن تفرز الأزمات السياسية ديكتاتور جديد مثل أدولف هتلر. قصد البابا فرنسيس مورابة احزاب اليمين المتطرف في أوروبا، لكنه تجاهل تماما سبب ارتفاع شعبيتهم! تجاهل صراحة الارهاب الذي يهدد اوروبا ودولته جزء منها. كما قصد مواربة ايضا الرئيس ترامب، لكنه تجاهل ايضا شعار "اميركا اولا" الذي رفعه الرئيس ترامب، لدرجة ان الصين أعلنت ان لا مفر من قيادتها للعالم إذا تقوقعت اميركا داخل حدودها.
اخطأ البابا في تحيلاته السياسية عندما أعلن عن قلقه حيال انتشار النزعة الشعبوية في الولايات المتحدة، لأنه قال إن "الأزمات تثير المخاوف والقلق، وأرى أن أوضح صور النزعة الشعبوية في أوروبا كانت في ألمانيا عام 1933، لأن "ألمانيا كانت تعاني الانكسار، وكان عليها أن تنهض وتعثر على هوية، وزعيم قادر على استعادة شخصيتها. وبرز في ذلك الوقت شاب يُدعى أدولف هتلر قال: أستطيع .. أستطيع، وكل الألمان صوتوا لصالح هتلر. هتلر لم يسرق السلطة، بل صوّت له شعبه، ثم دمر شعبه".
اميركا ليست منكسرة بل سارت في سياسات خاطئة لمواجهة الارهاب منذ احداث سبتمبر 2001، والرئيس ترامب يواجه عواصف تلك السياسات ومنها الديون الداخلية والخارجية وفقدان العملة لقيمتها وارهاب الذئاب المنفردة الذي يهدد اميركا، ناهيك عن تورط اميركا مجانا في مشاكل دولية هي في غنى عنها، ومساعدة دول أغنى من الحكومة الفيدرالية الاميركية نفسها.
انتقد البابا استخدام الأسوار والأسلاك الشائكة لمنع الأجانب من دخول دول غير دولهم، لكنه أكد أنه لا يفضل استباق الأحداث أو أن يصدر أحكاما مسبقة، مرجحا أن من الأفضل أن ينتظر الجميع ليروا ماذا يفعل "ترامب"، و"حينها نكوّن رأيا".
مسألة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك شأن سياسي سيادي بين بلدين لا يحق للبابا الحديث عنه ولا رأي له فيه الان أو مستقبلا، ويؤدي إلى اربعة اسئلة : لماذا دولة الفاتيكان محاطة بسور عال؟ لماذا يطلب الحرس البابوي من الداخلين إلى الفاتيكان رؤية التصاريح التي يحملوها لمقابلة احد المسؤولين، ويمنعوا المتطفلين من الدخول بينما يرفض البابا الامر نفسه بالنسبة للولايات المتحدة؟ ما العلاقة بين عدم اتساق دعوة ترامب إلى بناء جدار عازل على الحدود المكسيكية مع مبادىء المسيحية؟ ما هي الكلمات التي قالها المسيح أو الرسل عن حدود الدول ليقحم البابا مبادىء المسيحية مع بناء سور يمنع المهاجرين غير الشرعيين من التسلل إلى الولايات المتحدة؟
السور وسؤال الحرس البابوي على مدخل الفاتيكان امران طبيعيان لأن الفاتيكان دولة مستقلة حتى عن إيطاليا وإن كانت على اراضيها، وما يحق للفاتيكان كدولة مستقلة يحق بداهة لكل الدول.
مسألة الحدود من ثمة شأن سياسي يرى الرئيس ترامب، وهو على حق، انه يؤدي الى انتفاع مهاجرين غير شرعيين من منافع صحية واجتماعية المواطن الاميركي أولى بها، ناهيك عن انخراط بعضهم في نشاطات اجرامية تسبب مشاكل عديدة أخطرها عدم معرفة الشرطة واجهزة الامن وإدارة الهجرة عناوينهم ومن ثمة القبض عليهم لترحيلهم أو محاكمتهم في الولايات المتحدة.
هل سأل البابا نفسه قبل إقحام نفسه في مسألة سيادية شائكة: لماذا يدفع المهاجرون الشرعيون ألوف الدولارات للحصول على الجنسية الاميركية بشكل شرعي، ويحصل عليها المواطن المكسيكي مجانا بعد عفو رئاسي تقليدي يحدث كل عدة سنوات للمقيمين بشكل غير شرعي في الولايات المتحدة؟
لاهوت التحرير
إذا كان البابا غير قادر على العثور على دور خارج نطاق الايمان، فمن الأفضل له عدم التورط في مسائل شائكة، في عالم ينوء فعلا تحت وطأة ضغوط لم يعد أي مواطن في أي بلد قادرا على تحملها، أو تحمّل تصاريح مبنية على نفاق دولي يناقض الوقائع.
البابا فرنسيس القادم من الارجنتين حتى اليوم ورغم محاولاته البحث عن دور قيادي، لم يزل قامة قصيرة لا تضاهي قامات كهنة "لاهوت التحرير" في اميركا الجنوبية، ومنهم اوسكار روميرو رئيس أساقفة سان سلفادور الذي اغتالته "كتائب الموت" داخل كنيسة اثناء إقامته لقداس، لدوره الانساني الفاعل في صراع مع السلطة والجيش والطبقة البرجوازية، مُدافعا عن حقوق الفقراء ومستنكرا مجازر واغتيالات وتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان كانت ترتكب بحق الشعب السلفادوري، تحت نظر وسمع دولة الفاتيكان ودول العالم المستعدين لمشاهدة الفضائح وتجاهلها أو شجبها في مؤسسة لا حول أو قوة لها هي الامم المتحدة، وقد أطلق الجيش خلال جنازته، التي حضرها أكثر من خمسين ألف شخص، الرصاص على المشيعين تحت سمع ونظر دول العالم ومنها دولة الفاتيكان، ما تسبب بسقوط الكثير من الضحايا، وكان لحادثة اغتيال ذلك الاسقف العظيم دوراً أساسياً في نشوب حرب أهلية في السلفادور، تحت سمع ونظر دول العالم ومنها دولة الفاتيكان، استمرت 12 عاماً تحت سمع ونظر دول العالم ومنها دولة الفاتيكان، وراح ضحيتها أكثر من 70000 شخص.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى اعدام شعباني الذي شنّ حربا ضد الله
- الحشاشون يظهرون مرة اخرى في التاريخ الاسلامي
- نوعية الحجاب الذي خلعته راضية سليمان
- الجن حقيقة دينية ومشكلة قانونية
- السرقة والاقتباس الادبي والفني
- -الجمهور- بين عصر انفتاح وزمن توَّحد
- من الذي يسيء للذات الإلهية والانسانية؟
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!
- في معضلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
- يعيش يعيش حكم المرشد


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - ما العلاقة بين المهاجرين غير الشرعيين والمسيحية؟