أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 19














المزيد.....

حوار صامت 19


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 00:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ أذا كيف يمكن للمجتمع الإسلامي أن ينتظم وفق نظرية سياسية أخذين بنظر الأعتبار العامل الديني ودوره في تسير أمور المجتمع؟
أنا _ أولا في كل المجتمعات الإنسانية ومنذ فجر الخليقة كان الدين ودوره محور رئيسي ومهم في حياة الشعوب والمجتمعات، وكل هذه الشعوب والمجتمعات متفقة بشكل أو بأخر بأن النظام الأجتماعي والسياسي ضروري لديمومية الحياة، وأيضا كل هذه الشعوب والمجتمعات أستطاعت أن تحكم نفسها بطريقة أو بأخرى وهي تعرف أنها محكومة بالدين، فم أختار الملكية ومن أختار نظم أخرى بالإرادة أو بالتغلب لكنها جميعا عاشت ومضت وأنشأت حضارات وبنت قيم وتركت رسالات ومنها ما هو متواصل، الدين كما قلت لا يتدخل أكثر في توضيح معنى الحق ويسعى للخير، فمتى ما أكتشف الإنسان طريق الحق وسعى من خلال هذا الطريق لخير الإنسانية لا يهم بعد ذلك أن يكون شكل النظام ولا دستوريته ولا حتى طريقة إنشاءه، هذا هدف الدين ومنهجه ولا حجة للدين على الناس أكثر من منع الفساد والإفساد والضلال والظلم.
سؤال _ لماذا دائما تحاول عزل الدين عن الحياة وهو الذي جاء ليجعل الحياة أكثر عطاء وأشد نفعا؟ هل هذا تحامل على الدين ورفضا لوجوده؟ أم هناك تفسير أخر؟
أنا _ بالطبع هذا ليس رفضا للدين بكل تأكيد ولا عزلا له عن الحياة، عندما تكون قنوات بناء الحياة الحقيقية الإيجابية تمر عبر قناة وحيدة ومأمونة علينا أن نوجه الدين للأعتناء بهذه القناة والمحافظة عليها وتغذيتها بالأفكار الإيجابية، العقل الإنساني هو من يبني الحياة مسترشدا بالعلم والمعرفة والأخلاق ومن ضمنها وفي مقدمتها الدين، إذا الواجب العقلي أن نوجه كل أهتمام الدين ونشاطه للعقل، وبالعقل تبنى الأمم وبمناهج بعيدة عن الخلط والتشابك بين ما هو ضروري وما بين هو واقعي، بمعنى أنه واقع مفروض وليس مفترض، هنا تضيع الحقيقة الكبرى وهي أن الدين ليس فرضا على البشر، بل هو هداية وأمنيات من الرب للناس أن يكونوا على أعلى درجة من الأستواء النفسي والفكري القادر على خلق وصنع وإبداع حياة تليق بالإنسان.
سؤال _ طالما أن الإنسان عاقل وقادر على تنظيم نفسه في مجتمع وهذه المهمة ليست بالسهلة لماذا يصر الرب على إرسال أنبياء ورسالات؟ هذا أولا وطالما أن العقل الإنساني قادر كذلك على إدراك الضروريات فما قيمة الدين أذن؟ الجواب لا بد أن يكون مقنعا وليس تبريريا.
أنا _ في البدء كان الإنسان يملك عقل مطبوع وقليل من التجربة وليست لديه الخبرة الكافية للبدء برحلة الحياة، هنا أنا أجيب وفقا للنظرية الدينية التي يؤمن بها السائل، فكان لزاما وحتما أن يتدخل الرب ببعض الإشكاليات الضرورية والتي تشكل أعلى نسبة من الأهمية أولا ليراكم معرفة الإنسان وثانيا ليفتح له أبواب تؤدي إلى طرق غير مدركة بالقوة الطبيعية، هذا قبل أن يصبح الإنسان متدينا وعنده رسالة، فلما أمتلكها وتدبرها وعمل بها أنجز بعض الأفكار وأخطأ في تطبيق البعض وحيث أن الخطأ في تطبيق نظرية كلية يقود إلى بناء خطأ وخطيئة كلية، صار واجبا على الرب أن يبعث برسالة أخرى لتصحيح بعض المفاهيم وتقديمها بقالب أكثر وضوحا وأبعد رؤية مع بعض الأضافات التي تستجد أو بعض التدابير التي تمنع حصول أخطاء.
ونظر لكون الإنسان كائن لا تتوارث لديه الخبرات الفنية والفكرية والعلمية عبر الشفرات الوراثية فقد ضاعت بعض النتائج وفقدت بعض النصائح وأهملت بعض الوصايا وهكذا في كل مرة يتدخل الرب لتصيح سيرورة، صحيح أن عقل الإنسان قادر أن يعالج ولكن هنا نحسب الثمن والزمن المتطلبان للتصحيح، وكلما أستغرق الإنسان في الخطأ كان واجب الرب رده للسبيل ليس أنتقاصا من العقل ولكن لوجود بعض العقول التي تعمل بالشكل الإنتكاسي المنحرف والذي قد يهدم كل التجربة الإنسانية بسوء تقدير، حتى بلغ الحال أنه لا بد من وضع خطوط نهائية وأفكار كمالية بمعنى التكامل والتمامية وأدرك الإنسان من خلال خطاب الرب أن لا تدخل بعد ذلك وعليه أن يتحمل مصيره وقراره أعلن الرب عن تخليه عن المنهج السابق وعلى الإنسان أن يكون وفقا للقدر.
سؤال _ هنا تشير لحقيقة تؤمن بها أن الدين ليس كليا في حياة الإنسان بل هو تدبيريا بالقدر الذي يحتاجه الإنسان؟ أليس كذلك؟
أنا _ نعم من الممكن أن نصف الدين كذلك، تعال إلى النص الديني {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، نحن نعرف أن الرحمة واحدة من صفات أو دلالات أسماء الله، وبهذا المعنى أن الرحمة جزء من هوية الرب ومن ضمن تدخلاته في حياة الإنسان، بهذا المعنى أن الله أراد من خلال الرسل والرسالات أن يجعل من الرحمة جزء من حياة الإنسان كهدف وكسلوك وكمقدمة، ولكن كيف تنال الرحمة، هل هي صكوك توزع أو هدايا تمنح مع كل ولادة، بالتأكيد الرحمة لها أسباب ولها مظاهر، فمن أرادها سعى لها وعمل لأجل تحصيلها، وهذا لا يتقاطع مع سعي الإنسان وعمله ليعيش وليستمر بالحياة ويتطور، فجزء من وجوده مرهون بالرحمة وهناك أجزاء أخرى مرهونة بأشياء ثانية وثالثة والخ، هذا الوضع يؤكد لنا أن الدين في الحقية هو جزء من أشتغالات الإنسان في الوجود وليس كل وجوده وإن حاول البعض إدخال الدين في كل الزوايا ، ولكن هذا أفراط في أمر غير عادي وتفريط في حق وواجبه كبشر مسئول عن صنع وجوده وخلق عالمه الخاص.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 19