أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المحروسة















المزيد.....

الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المحروسة


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الأحداث و التطورات السياسية التي مرت بها مصر خلال السته أشهر الماضية لا شك أنها أيقظت إلي حد ما الروح السياسية التي كانت نائمة عند معظم المصريين بسبب عصر الإحباط الطويل الذي مرت به مصر و خاصة بعد الانتكاسة السياسية التي أعقبت انقلاب يوليو 52 العسكري الذي عقد المصريون عليه آمالا كبارا في إصلاح أحوال البلد إلا أنه إنقلب إلي نظام دكتاتوري بوليسي و مجرّد بديل و وجه آخر للحكومات الفاسدة و الطغيان السياسي و للإحتلال العسكري الذي تحوّل من احتلال بالجيش الإنجليزي إلي احتلال بالجيش المصري
و لقد عاشت البلاد خلال الخمسة عقود الماضية في تدهور مستمر بسبب استبدادية الحكم العسكري و تأليه الفرد و انتشار الفساد الإداري في مرافق الدولة سواء عن جهل أو عن عمد فظهرت أعراض و نتائج هذا الفساد في الإنهيار الإقتصادي المتمثل في الغلاء الفاحش و تدهور الخَدمات و المرافق العامة . كُل هذا ظاهر في الإحصائيات و الميزانيات المنشورة بمعرفة الحكومةالمصرية و لا يحتاج إلي مناقشة أو إثبات
وحتي لا أكون متحاملا و أنا أتقدم أكثر في هذا المجال فأنا أقول إن عدم خبرة الحاكم العسكري بأساليب الحُكم السياسية المدنية هي من أهم أسباب فشل حُكمه و أيضا فإن مفهوم و نظام الحُكم الموجود و المتوارث و هيكل تركيب الدولة و الحكومة قد أدي إلي قلب موازين الأمور فبدلا من أن يكون الشعب سيدا علي الحكومة أصبحت أو قل استمرت الحكومة تُمارس سيادتها علي الشعب بنفس الإسلوب المتوارث فإذا أضيفت إلي ذلك طبيعة الحاكم العسكري الذي أتي إلي الحكم علي ظهر دبابة فإن النتيجة التي نعيشها جميعا إنما هي مسألة كانت حتمية
و الرؤية التي أريد أن أوضحها للقارئ هي أن مفهوم الحكم في عقلية الحاكم المصري حتي الآن هي أن الحُكم هو التّحكم و التسيّد و ليس الخدمة و الإدارة و هي ثقافة متوارثة في عقلية الحاكم من عصور سابقة و المتمثلة في دكتاتوريته التلقائية . و من جانب آخر فالحكم أيضا في عقلية الشعب متمثل في خضوعه أو خنوعه و استكانته و استسلامه لعقلية القدرية فإن الخوف من فشل الحاكم كان و ما زال يعبّر عنه باللغة الدارجة "مش ها يعرف يمسك البلد أو مش ها يعرف يحكمها" أو عند نجاح الحاكم كان يشار اليه بانه "دا حاكم البلد و ما سكها تمام"
و الفرق بين أن تكون الحكومة إدارة أو أن تكون الحكومة حاكمة كبير جدا فالحُكم يجب أن يكون أولا و أخيرا في يد السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس الشعب أما الحكومة بمختلف مستوياتها فهي تؤدي دور الإداري التنفيذي الذي يطبق و ينفذ القوانين التي يُصدرها و يسنّها مجلس الشعب و يعمل مجلس الشعب علي مراقبة أداء الحكومة بمختلف مستوياتها لهذه المهمة . و أنا ساناقش هنا عمليتين أساسيتين جرتا عقب انتهاء الإنتخابات الأخيرة و هما تشكيل الوزارة الجديدة ثم تعينات المحافظين
فقد تم تشكيل الوزارة الجديدة بعيدا عن مجلس الشعب و قبلها كان قد تم أيضا دمج وزارات و استحداث أخري بجرّة قلم في غياب تام لأعضاء مجلس الشعب و بالتالي فقد أتت الوزارة الجديدة و معها انتقادات عديدة علي تشكيلها أهمها إعادة تعيين السيد حبيب العادلي في منصب وزير الداخلية و هو الوزير الذي وصفته العديد من الصحف انه في عهده قد صارت الشرطة لقهر الشعب بدلا من أن تكون في خدمته و أوّل ما أهداه السيد حبيب العادلي إلي المجتمع المصري و الدولي هو مذبحة اللاجئين السودانيين مرسِلا بهذا رسالة إلي المعارضة المصرية في إسلوبه في التعامل مع المظاهرات و التجمعات و هو يعمل بالمثل الشعبي المصري القائل "اضرب المربوط يخاف السايب"
و المعمول به في الدول الديموقراطية إن أي تغيير في نظام الحكومة لابد أن يكون بموافقة مجلس الشعب أي اللجنة المختصة بهيكلة الإدارة الحكومية و بروتوكولات عملها ثم كل وزارة لابد أن يكون لها مجموعة أو لجنة في المجلس تراقب عملها مثل وزارة الدفاع ووزارة الشؤن الخارجية و وزارة الصحة و وزارة التعليم و ما إليه... كل هذه لها لجان في مجلس الشعب فلا بد أن يعرض رئيس الجمهورية أسماء مَن يختارهم علي المجلس بما فيهم اسم رئيس الوزراء نفسه و يتم مقابلة كل مرشح لأي وزارة و مناقشته في برنامج عمله و خلفيته السياسية لتقرير عمّا إذا كانت اللجنة توافق عليه من عدمه و بعد الموافقة يصدر قرار جمهوري بتعينه أو إذا رفضته اللجنة فيرشّح رئيس الجمهورية اسما بدلا منه و هكذا يكون للشعب سلطة حقيقية في اختيار إدارييه و كل وزير يحاسَب عن عمله في جلسات استماع دورية
أما تعيين المحافظين بواسطة رئيس الجمهورية فذلك امتداد للإسلوب الدكتاتوري لأن المحافظين المعينين سيمثلون سلطة رئيس الجمهورية لا سلطة الشعب فهم مجـرّد ولاة علي غرار النظام التركي القديم يمثلون سُلطة الباشا الخديوي و ليسوا خُدّاما إداريين منتخبين ليمارسوا إدارة مصالح الشعب في منطقة محافظاتهم فهذه صورة صارخة للدكتاتورية و عدم السماح للشعب بممارسة حكم نفسه بنفسة و هي تثبيت لسيادة دكتاتورية رئيس الجمهورية علي الشعب الأمر الذي يجب أن يتغير فورا لذلك أنا أطالب بأن يتم اختيار المحافظين بالإنتخاب المباشر كُل في محافظته و أن يكون مجلس المحافظة بالإنتخاب المباشر صورة مصغرة لمجلس الشعب و هكذا مجالس المدن و مجالس القري . و عدد أعضاء هذه المجالس يحدده احتياج كل وحدة محلية بالمحافظة
وهذا ليس كل شئ لكن هذين الأمرين إذا تم تطبيقهما سيمثلان نقطة تحول كبيرة في إدارة الدولة و الحكومة المصر ية ثم يأتي بعد ذلك تسليم السلطة و المرافق و الميزانية و الضرائب المحلية في كل محافظة إلي شعبها و هي الخطوة الواسعة في طريق الديموقراطية الحقيقية
ثم نأتي إلي رؤية كيفية تنفيذ هذا الحلم في الظروف الحالية فالمحور الأوّل هو الأحزاب السياسية التي يجب أن تتوحد جهودها لإرساء النظام الإنتخابي و الإداري المتقدم و ذلك بالإتصال و الإجتماع مع أعضاء مجلس الشعب الحالي المنتَخبين و وضع ذلك الاقتراح في صورة قانونية دستورية يجري الإقتراع عليها ثم إصدارها قانونا تشريعيا للتطبيق العملي
إن إجتهاد الأحزاب في العمل لأجل الإصلاح الإداري و تغيير مفهوم الحكومة و مدي نجاحها في هذا الأمر سيكون هو السّند الذي علي أساسه يُمكن أن تتقدم الأحزاب في الإنتخابات القادمة مسنودة في برامجها بمنجزات فعلية حققت بها مكاسب للشعب في مجال إعادة هيكلة و تنظيم الدولة حتي يستطيع الناخبون علي أساسها أن يتوجهوا إلي مراكز الإنتخاب و أن يدلوا باصواتهم في جدية لأن الشعب سيحس و يدرك بأنه فعلا صانع القرار و ستكون فُرَص فوز الأحزاب بمختلف خلفياتها السياسية أكبر كثيرا من مجرد التقدم ببرنامج نظري مع الكثير من الوعود الجوفاء بمحاولة تطبيقه
كما أن الأمانة الوطنية تستدعي كل المصريين المهاجرين الذين أصبحت لديهم فكرة واضحة عن نجاح المجتمعات المتقدمة و خاصة في أمريكا و كل المصريين الذين يعملون بالسياسة من الخارج لمصلحة بلدهم الأم مصر أن يكوّنوا و ينظموا أنفسهم في وحدة سياسية للإتصالات بجميع أعضاء مجلس الشعب الحاليين و يمدونهم باقتراحات منظمة و مدروسة عن تطوير الدولة و الحكومة مستشهدين بنجاح النظام الذي يعيشونه فعليا و عمليا و أن يشجعوا أقرباءهم و أصدقاءهم الموجودين في مصر و الأحزاب المصرية و النقابات و الجمعيات السياسية بأن يقوموا بالإتصال بممثليهم في مجلس الشعب لدعم برنامجين محددين كأساس لخطوات إصلاح الحكومة و الدولة و هما كما ذكرت :
البرنامج الأوّل: ألاّ يتم تعيين أي وزير أو مسؤل بدرجة وزير دون عرض ترشيحه علي مجلس الشعب لإقرار أو رفض الترشيح بعد جلسات استماع و مناقشة المرشح لهذا المنصب في برنامجه و تاريخه السياسي و الإداري للتحقق من أدائه و قدرته علي شغل المنصب و إدارة مصالح الشعب في مجال اختصاصه
البرنامج الثاني: جميع المحافظين يختارهم شعب كل محافظة بالإنتخاب المباشر علي أن تُرشّح الأحزاب ممثليها و المستقلون أيضا يرشحون أنفسهم بحسب قواعد الترشيح التي يقرها مجلس الشعب
فإذا نجح تبنّي هذين الاقتراحين و تطبيقهما نكون بذلك قد خطونا أوّل الخطوات العملية في الطريق نحو إصلاح الدولة و ديموقراطية الحكم في مصر المحروسة



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المصرية من الواقع الي المستقبل
- اقباط المهجر لم يستفيدوا شيئا من المهجر ...... لماذا ؟
- الاقباط المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و عقيدتهم اسلامية ...
- رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر
- الحقيقة المرّة التي كشفتها انتخابات مصر الحرة
- ابراهيم الجندي.... المحتار ....بين من سيدخلونه الجنة ....و م ...
- الرئيس مبارك .... الف مبروك ..... ست سنوات مع الشغل و النفاذ ...
- الحل المسيحي لمشكلة الحجاب الاسلامي
- المباراة مملة و سخيفة و النتيجة حتي الان 3 لصالح مبارك و الت ...
- مصر هي دائي الذي لا اريد ان اشفي منه
- الي الدكتور أحمد صبحي منصور و الي دعاة السلام في الاسلام ... ...
- امريكا الشيطان الاعظم ... حتي لا نقع فريسة للصهيونية العالمي ...
- رد علي مقال : حوار لاهوتي ـ الصلب .. للاستاذ لطفي حداد
- مصر بين ثقافة الاحتقار و عقلية الانبهار .. المرّه الجايه إحم ...
- استطلاع الراي عمليات لازمة لتحريك الركود السياسي عند المصريي ...
- عندما يحاول المسلمون الجدد أن يغيروا معالم الإسلام
- اقتراحات موجهة الي المعارضة و طالبي التغيير في مصر
- الماركسية الشيوعية التقدمية الاشتراكية النظرية الفلسفية الفك ...
- اللي بني مصر كان في الأصل حلواني
- النكسة القادمة علي مصر


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أسعد أسعد - الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المحروسة