أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - الادب النسائي















المزيد.....

الادب النسائي


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 15:02
المحور: الادب والفن
    



الأدب النسائي

السرد النسوي في الأدب هو نتاج لظاهرة استبعاد المرأة من الحياة العامة، وكرد فعل على هذا الاستبعاد للمرأة نشأت حركات نسوية طالبت بإحداث التغيير، نحو تعزيز مكانة المرأة والى التعامل بجدية مع ما تكتبه وخصوصا من روايات، " فتلك الرواية رسمت هويتها السردية استنادا الى صوغ مكونين رئيسيين، هما الرؤية الأنثوية للعالم، والإحتفاء بالجسد .." (1). كما وأن السرد النسوي يختلف عن الكتابة النسائية، فقد تكون الكتابة النسائية مثلها مثل كتابة الرجال، أما الكتابة الانثوية أو السرد النسوي فهي تسعى الى التمايز في الهوية وتكوين رؤية انثوية للذات وللعالم. وتتم في اطار فكري نسوي،" وتستفيد من فرضياته ،وتصوراته، ومقولاته، وتسعى الى بلورة مفاهيم الأنوثة، ونقد النظام الأبوي".(هناك: 248).
إذن فالمقصود بالسرد النسوي، وخصوصاً في الرواية، هو الكتابة التي تتخذ من الفكر النسوي منطلقاً، وتسعى لأن تقدم وتساهم في تشكل هوية انثوية مساوية لهوية المجتمع الذكوري، الذي همّش واستبعد المرأة من الحيز العام وتعامل معها بدونية، وكأنها كائن آخر في مكانة اجتماعية متدنية. لذا فجوهر الكتابة النسوية أو السرد النسوي، هو ما يقف من فكر ، وراءه، وليس جنس من يكتبه. فقد تكتب النساء أدباً ذكوريا بإمتياز.
ويتم تعريف السرد النسوي على أنه، السرد الصادرُ عن ذات مؤنثة معبرة عن واقع المرأة وقضاياها من خلال ذاتها هي، لا من خلال ذات أخرى..".(2). أي يهتم السرد النسوي بالقضايا حتى العامة منها من منظور الذات الانثوية، ويشمل ذلك طبعا قضايا المرأة في السياق والبنى الإجتماعية السائدة .
ويرى (صفوري،2008)، بأن السرد النسوي، "هو ذلك السرد الذي تكتبه المرأة متحررة من أغلال الأعراف الأدبية الذكورية، معتمدة فيه على تجاربها الذاتية، جاعلة همها الأول قضية المرأة وموضعتها في مركز النص الأدبي ..." (3).فالقضية ألأهم في السرد النسوي هو مكانة المرأة، دون الإلتزام بقواعد الكتابة (أغلال حسب صفوري). فاللغة والبنية الأدبية في السرد النسائي تأتي في المكان اللاحق، وليست على رأس سلم أولويات الكاتبة او الروائية النسوية.
والثقافة الذكورية السائدة في المجتمعات العربية، أوجدت تقسيمات للغة، اللغة الذكورية واللغة الانثوية، حيث، " تعطي الثقافة الأبوية خطاب الرجل صفة القوة ,حيث يتسم بالوضوح والجزم ويركز على الجاد ,ويعنى بقضايا الحياة الهامة كالحرب والفروسية، بينما تركز المرأة على الانفعالات, والأحاديث الهشة عن الزواج والأمومة والأطفال ,والتفاصيل اليومية التافهة".(4).
فاللغة الذكورية في الأدب والرواية، إذن هي لغة فحولية (ذكورية)، ليس بإمكان لغة الاناث أن تُجاريها أو تكتب مثلها. مما حدا بالبعض الى مطالبة المرأة الأديبة الى تأنيث اللغة ، "إن طريق المرأة الى موقع لغوي لن يكون إلا عبر المحاولة الواعية نحو تأسيس قيمة ابداعية للأنوثة تضارع الفحولة وتنافسها، وتكون عبر كتابة تحمل سمات الانثوية وتقدمها في النص اللغوي لا على أنها (استرجال)، وانما بوصفها قيمة ابداعية تجعل الأنوثة مصطلحا ابداعيا مثلما هو مصطلح (الفحولة ). (5).ص.55. إذن والحالة هذه، فالسرد النسوي ،يقف في مواجهة موروثات وتراكمات اجتماعية، ثقافية وحضارية، جعلت من اللغة أداة تعبير عن فحولة الذكر، والذكر هو من يستطيع بواسطة هذه الأداة وأغلالها الكتابة والتعبير بالصورة اللائقة، أما الكتابة النسائية فهي مجرد حكي ، كما يقول الغذامي . لذا فالمطلوب من المرأة أن تُطوع اللغة وتسمها بسمات نسوية وتبدع فيها، لكي تصل الى حالة مساواة ما مع السرد الذكوري .
فالسرد النسوي في جوهره وماهيته، هو خروج على البنى الثقافية الذكورية في كافة مناحي الحياة، بدءا من تهميش المرأة وتحويلها الى تابع للذكر، وصولا الى المطالبة بالمساواة وانتهاء الى خلق لغة انثوية جديدة توازي وتعادل اللغة الذكورية السائدة. والسردية النسائية تركز على الهوية الانثوية كذات قائمة بذاتها، تحكي "معاناتها " في مجتمع القهر الذكوري وتبرز الجوانب الانثوية كموازية للفحولة الذكورية .والسرد النسوي العربي ،ذو نزعة ثائرة على تسلط الرجل . ويعزو صفوري(2008)، هذه النزعة الثورية في السرد النسائي العربي الى تأثر المرأة العربية بالفكر النسوي الغربي، وظهور حركات تحرر نسائية عربية والزيادة في عدد الكاتبات، " فاتخذت زمام المبادرة وتصدت لسلطة الرجل واعرافه، معتمدة على ذاتها في كل شؤونها، معبرة عن همومها ورغباتها وقضاياها باسلوبها الخاص الذي اكتسبته من تجاربها وخبراتها في الحياة" .
وتتميز الكتابة السردية النسائية بأربعة خصائص اساسية ، مقارنة بالكتابة الذكورية :
أولا: التركيز على السردية الذاتية ، فالموضوعات نسائية ، تتناول ادق التفاصيل النسائية المعروضة ، والكتابة النسائية مبنية على المعايشة .
ثانيا: طغيان الميتا سرد (وعند صفوري 2008)، الميتا كتابة ، وهي عكس الكتابة المذكرة ، يغلب على الميتاسرد النسائي ، الخطاب الانشائي. وعادة ما تكون الكتابة أو السردية النسائية متميزة بضمير المتكلم (الأنا)، فالبطلة تروي وقائع حياتها أو الأحداث بضمير الأنا.
ثالثا: كثافة المونولوج في السردية النسائية ، يطغى المونولوج على الكتابة السردية النسائية،
رابعا: طغيان الوظيفة الشعرية : الكتابة السردية النسائية أشبه بالشعر . (6). ص.30. بينما يرى (صفوري 2008) بأن ما يميز الكتابة السردية النسائية، الميتا كتابة، هو ،"يهيمن الحديث عن الكتابة ودورها في حياة المرأة، على السرد النسوي الحديث حتى تغدو الكتابة في نظر الكاتبات بديلا عن اقعهن المعيش، وهي الحياة الحقيقية بنظرهن " .ص.334. ويمكن فهم هذا الادعاء على أن الكتابة السردية النسائية في هذا السياق هي نوع مقاومة الواقع الحياتي بخلق واقع جديد في عالم الكتابة ،أي تحقيق الرغبات التي لم تتحقق في الحياة الواقعية . " لذا خرجت المرأة من صمتها لتتعرق تحت شمس الابداع تحمل معاجم متنوعة لعلها تحسم تناقضا بداخلها أو تخلق تعويضا عن غربتها واغترابها في مجتمع يرفض تاء التأنيث في أبجديات الإبداع ." (7).
وترى (الضمور ،2009)، أن السرد النسائي العربي هو شكل من اشكاله، خروج على سلطة الرقيب، المتمثل بالتابوهات الثلاث ، السياسة ، الجنس والدين ، لذا فالسردية النسائية العربية اتبعت تقنية كسر هذه التابوهات الثلاث .(8)." ورغم الصعوبات والعراقيل التي أحاطت بالمبدعة العربية من تكثيف الرقابة على أعمالها الأدبية ولا سيما السردية، فقد حاولت أن تطرح التابو بأشكال متعددة، تراوغ من خلالها الرقيب وتعبر في ذات الوقت عما تريده دون مواجهة مباشرة معه أحيانا..".(ص:9). والرقيب في هذا السياق هو الرقيب الخارجي عبر مؤسساته المجتمعية والرقيب الداخلي . فوفقا لهذا فإن الكاتبة النسوية العربية وحينما تتصدى للكتابة حول التابوهات المذكورة فإنها لا تترد في المراوغة والتحايل على الرقيب، عبر ايراد نقدها على لسان أحد ابطال الرواية ،مثلا .
يمكن إجمال ما ذُكر سابقا، حول السرد النسوي بانه بمثابة رد فعل على استبداد الرجل وحيازته لكل شيء،" إن أدب المرأة ،هو عبارة عن ردود فعل، ومن حق المرأة أن ترد الفعل، وذلك لأنها في موقع المفعولية، هذا هو الواقع. ومهما بادرت، ومهما فعلت، فإنها لن تتصرف باعتبارها عائشة أو فاطمة أو دلال.. ولكن باعتبارها أولا وقبل كل شيء امرأة، أو أنثى، إنها مضطرة إذن لأن ترد الفعل". (9).
(1).عبدالله ،ابراهيم (2008).موسوعة السرد العربي. ص.247
(2).ناصر العلي ،رشا.(2009). الأبعاد الثقافية للسرديات النسوية المعاصرة في الوطن العربي (1990 -2005 (.
(3). صفوري، محمد قاسم .(2008). شعرية السرد النسوي العربي الحديث.(1980-2007).
(4). العتيبي ، فاطمة.(2008). السرديات النسوية. دراسة تطبيقية على روايات رجاء عالم. جامعة الملك سعود بالرياض.
5. .الغذامي، عبدالله(2006). المرأة واللغة .المركز الثقافي العربي . الطبعة الثانية .
6. بايزيد،فطيمة الزهرة (2012). الكتابة الروائية النسوية العربية بين سلطة المرجع وحرية المتخيل . جامعة العقيد الحاج لخضر. الجزائر.
7. بوضياف،غنية (2011). كتابة الأنثى- انوثة الكتابة أحلام مستغانمي نموذجا. جامعة محمد خيضر –بسكرة .
8. الضمور، رنا(2009). الرقيب وآليات التعبير في الرواية النسوية العربية . رسالة دكتوراة. جامعة مؤتة .
9. جورج طرابيشي: ندوة واقع المرأة العربية، مجلة (الوحدة)، ع. 9، س. 1، 1985، ص.9



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لروح ألفتاة التي -قررت- أن تستريح ..
- دفاعا عن حرية المُعتقد ..
- ترامب واستطلاعات الرأي..
- زوّجتُكَ وأنكحتُك ..
- على غير العادة.
- ليبرمان وعُقدة أم الفحم .
- الكتابة كعلاج ذاتي ..!!!
- زيارة غير متوقعة .. قصة قصيرة
- الهموم بين عامة وخاصة
- فأر في مصيدة ..
- غُدّة الهَبَل.
- ألشعب هو البوصلة ..
- صقر أم حمامة ؟!
- المُسالِم ينقرض؟؟!!
- الديغلوسيا مرة أُخرى ..
- ما في حدا بنام بِهَم عتيق ..!!
- اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..
- عالسريع ..!!
- مسيحيو الشرق ؟؟!!
- تركتها تموت ..


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - الادب النسائي