أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود















المزيد.....

حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 22:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- حقيقة الأشياء – جزء أول .
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان (54) .
- تأملات وخواطر إلحادية – جزء ثالث عشر .

هى مجموعة من التأملات التى تفتش فى عمق وحقيقة المشاهد ومكنوناتها الداخلية التى قد تغيب عنا فى بعض الأحيان لنختلق لها معانى مغايرة مغلوطة أو قل نتشبث بجانب سطحى من الرؤية بينما عمق المشهد ينبأ عن معانى أخرى قد نواريها عمداً أو جهلاً .

- الوجود هو الجزء البارز أو المتشكل من الكون بالنسبة لوعينا أي الجزء القابل للرصد وفق زاوية رؤية خاصة مُتاح إدراكها ووعيها ليمثل حالة متفردة وخاصة من الوجود , فهى رؤية لا يمكن إعتبارها حقيقة متفردة ولا ذات شذوذ وجودي , بمعنى أنها ليست شذوذاً عن قاعدة كونية إنما شذوذ كيفي قياساً إلى إحتمالات الوجود المتحققة .
الوعي عند أغلب البشر أعطى للمشهد الطبيعي المنطقي البسيط بعداً مأساويًا زائفًا , زائف لأنه لاشيء يشذ عن قاعدة الوجود العام رغم ما يبدو من تلازم بين الوعي والواقع المأساوى , فبدون الوعي لا يوجد إحساس بالمأساة وبالوعي يمكن إجتناب المأساة , ومن هنا أعتقد أن من ينظر إلى الواقع مدركاً هذه الحقائق التى تتصدرها النسبية والتقييم الذاتى واستطاع استيعابها أدرك كيف أن حياته عبارة عن معادلة وجودية بسيطة متناغمة مع قوانين الطبيعة , أما من أَحس بهذه الحقائق ولم يستطع استيعابها ليتصور حضور المطلق والمتفرد الفاعل صار وجوده مأساة زائفة وأمضى حياته واهمًا عاجزًا عن النظر إلى الواقع منتظراً تغير قوانين الطبيعة لصالحه ليتمكن من تحويل وهمه إلى حقيقة .
من لم يفهم حقيقة نسبية الحياة وأن الوجود مادى ينتج نفسه من ظرفه الموضوعى سيمضى حياته مقلداً متقولباً باحثاً عن لاشيء لا يعرفه غير مُدرِك الفرق بين الوهم والحقيقة .

فلنبدأ ببعض الإنطباعات الخاصة .
- تقوم بإعطاء شخص ما عدة أوراق ملونة مقابل أن يُعد لك وجبة غذائية , وبنفس تلك الأوراق يمكنك استئجار مهبل إحداهن لبضع ساعات , وإذا كنت تفكر بشكل إقتصادي فيمكن إستئجار مهبل إحداهن العمر كله فيما يعرف بالزواج , إنها الأوراق الملونة التى يعيش بها ومن أجلها البشر ومن هنا ستجد المجتمع يستغلكَ ليمنحكَ مقابل عملك وأفكارك ووقتك وموهبتك مجرد أوراق ملونة .
فكرة الأوراق الملونة ليست لتنظيم العلاقات بين البشر فى الأساس بل لخلق حالة طبقية تمايزية تُسعد من يمتلك المزيد من الاوراق الملونة .. لتصل البشاعة بالإنسان أن يحرص على الإستحواذ على المزيد من الأوارق الملونة وحرمان الآخرين فى نفس الوقت منها تحقيقاً لمتعة الفوقية .. أتصور أن المقايضة أقل حدة وبشاعة .

- أكره فكرة البيع والشراء وأراها فيروس قبح البشرية عندما تمتد صورها لتصير نهج تعامل على مستوى بيع وشراء المشاعر والاحاسيس والافكار .. ما أقبح الإنسان عندما يبيع أو يشترى المشاعر والأحاسيس لمن يدفع ويُثمن , كذلك من يبيع ويشترى الأفكار والقناعات , فالأمور لا تقل فجاجة عن العهر .. للأسف إعتاد البشر على العهر من بيع وشراء مشاعرهم وافكارهم ومواقفهم لدرجة الإدمان لتصل الأمور أن البائع والمشترى لم يعد يدركا البيع والشراء .!

- كذلك أكره فكرة الدائن والمدين كونها تصبغ العلاقات الإنسانية بالذل والقهر والتسيد , فالمديون ذليل مقهور لدينه , والدائن متغطرس وسيد بما يمنحه من دين , ولتعلم ان كلمة "دين" جاءت كون الإنسان مديون افتراضاً وعليه ان يفى دينه لتكون المصيبة الكبرى هو توهم انك مديون وملزم بدفع الأقساط والفواتير على أشياء لم تتعهد بالإلتزام بها .

- أكره الذهب فهو رؤية إنسانية مشبعة بالرغبة فى التمايز .. الذهب ليس له أى قيمة ومعنى إلا من خلال ما منحناه نحن له من معنى وقيمة , لقد إخترنا معدن نادر الوجود وبذلنا الكثير من الجهد لإستخراجه من باطن الأرض فداء خلق حالة فوقية تمايزية بإمتلاكه لنحصل على لذة بشعة بتلك الفوقية .. عندما وجدنا أن هناك من يقدر على إقتناء الذهب بجوارنا بحثنا عن الماس لنكون أكثر فوقية وتمايزا .. الطريف أن إحدى الميثولوجيات توعد مريديها بالذهب فى العالم الآخر , فما معناه ومغزاه إذا كان الكل سيحوذونه ؟!

- لماذا ترفض الأديان زواج إناثها من رجال خارجها بينما تسمح للرجال بذلك .. فلا هى شرف وعزة ولا يحزنون , إنها رؤية قبلية برجماتية فى الأساس , فالأنثى التى تتزوج من رجل خارج القبيلة ستعطى إنتاجها من الأطفال للقبيلة المغايرة لتزيدهم قوة ودعم مع خصم هذا من رصيد قبيلتها .

- لماذا تنتفض الأديان من الممارسة الجنسية الحرة بالرغم أنها نفس الفعل والأداء والشهوة الممارسة فى ظل مؤسسة الزواج .. إنها رغبة الملاك بإمتلاك المرأة كوعاء جنسى خالص لهم لضمان عدم إختلاط الأنساب وتبدد ثرواتهم للغرباء فإستدعوا فكرة الإله الغاضب من الزنا وأدلجوا الدين على هذه الدعاية , لنسأل ماذا لو إستطعنا تحديد الأنساب فهل يزول الغضب من الممارسات الجنسية الحرة .

- لماذا القتل مُستهجن فى الأديان والمعتقدات والشعوب وغير مستهجن بل مثار زهو وبطولة عندما يوجه تجاه الآخر (العدو والمغاير) بالرغم أنه نفس الفعل .. الأديان والمجتمعات إستهجنت قتل الفرد داخل الجماعة كإنتقاص من قوتها وتبديد رصيدها وحلول الضعف والتشتت والشرذمة فى نسيجها لهذا حرمته وجرمته , بينما تأتى إباحة القتل تجاه الآخر سواء عدو أو مغاير فى الدين والإعتقاد للتنقيس عن طاقة العنف والوحشية الكامنة تحت جلد الإنسان بإيجاد لها مخرج ولذة فى التحقق مع منحها مظلة من الترحيب والتقدير ليتم القتل بلذة وبدون وخز الضمير .

- لماذا تعيش الشعوب المتشبثة بإرثها الدينى فى الإستبداد والقمع بينما يتلاشى هذا قى الشعوب العلمانية واللادينية .. الفكرة تكمن فى الثقافة التى تتغلغل فى جينات المجتمع , فعندما تسرى فكرة الإله المستبد الجبار المُذل المتفرد ويتم قبولها والإحتفاء بها وتعظيمها فستعلم لماذا يتأصل الإستبداد ويتأدلج ليجد حضورا ليس على مستوى الحكام والنخب بل فى داخل كل فرد بسيط ليمارس إستبداده ووصايته فيمن يقع تحت سطوته .

- هل فكرت ذات مرة عن معنى الحركات التى تؤديها والتمتمات التى تصدرها أثناء الصلاة وممارسة الطقوس من سجود وركوع وأداء حركى وألفاظ تطلقها .. إنه الترويض والتدجين يا عزيزى لتمارس فعل مادى بلا وعى ولا فهم فيسهل حينئذ قيادتك وتمرير جبال الخرافة , فأنت صرت مُبرمجاً مقولبا مَسلوب الإرداة والوعى.

- ما هى عاطفة الحب والإنتماء ؟ ولماذا نحزن عند فقد أحبائنا ؟ ولماذا يهتم الإنسان بالإعتناء ببعض الحيوانات والنباتات والطيور؟ بل مامعنى التعلق بالوطن والأرض والدار ؟.
نحن نتعلق بالآخرين وبالحيوان والنبات والجماد من منطلق أنهم مرايا نتحسس ونثبت منهم وجودنا وكلما كانت المرايا كبيرة قريبة منا كالإبن والأم والاخ والزوجة كان الخوف والحرص والإهتمام أكبر .
الوجود من خارجنا يشكل مرايا نرى فيها وجودنا .. نحزن ونغضب من الذى يقترب من مرايانا محاولاً خدشها أو كسرها فهو ينال من وجودنا .
هذا هوالحب والمشاعر وإن كنا لا ننفى جماله وعذوبته وتلطفه فلا يجب أن ننسى ذاتيته .

- نتصور وهماً أننا أحرار قادرون على تحقيق مخططاتنا التى نريدها .. بالفعل نحن قادرون على التخطيط وفعل أشياء وتنفيذ مخططات , ولكن ليست حرية عبثية فنحن أسرى الواقع المادى وحريتنا هى الحركة وفق ما تمليه قوانينه الصارمة , فلا تستطيع القول انك تستطيع ان تجمد الماء بدون أن تخفض درجة حرارته أو تقول أنك حر فى إنشاء سد بدون أن تنساق وتتقيد بمعادلات قوى الماء الهيدروليكية .. الحرية هى الوعى بالواقع المادى الموضوعى والتحرك وسط آلياته وما تفرضه آلياته وعلاقاته ومعادلاته .

- كل ما يمكن فعله يمكن تبريره لذلك لا فرق بين وصف سلوك ما بأنه لا ينبغي فعله وبين وصفه بأنه لا يمكن فعله .. الحق والصواب مفهومان إفتراضيان لا وجود فعلي لهما , ورغم ذلك أو لذلك هما سر كل مآسي البشروخلافاتهم .
عدم وجود الحق والصواب سببه الإعتقاد بوجودهما , فالإعتقاد بوجود الحق والصواب جعل البشر بانتظار ظهورهما بالرغم أنهما تقديرات وزوايا رؤية إنسانية خاصة ترتبط بالزمان والمكان .. فكرة الحق والصواب عبارة عن سراب فكري يعكس مخاوف وأحلام وقصور الإدراك البشري .
أى إنسان يعتقد بوجود مرجعية للحق والصواب هو لمجرد تأجيل الخروج من موقف المهزوم والمفعول به حتى يستطيع التحديق والتوازن في وجه الواقع البشع .
الإقرار بعدم وجود أصل لمفهومي الحق والصواب لا يعني الفوضى والاحتكام للقوة , بل يعني إدراك الحاجة لخلق مرجعيات منطقية واقعية متجددة لتحقيق التوافق والتكامل .
الحق والصواب ليسا هدفاً لذاتهما بل الهدف تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي والكريم للبشر , لذا فإعتماد البشر على مرجعيات وهمية جعل قناعاتهم ومبادئهم وهمية مثل أحلامهم .

- أخطائنا وتصرفاتنا ليست نتاج سلوك حر بل هى فعل الطبيعة والبيئة فينا لذا من غير المعقول محاسبة الانسان على طوله ولونه وجنسه ودينه وبيئته ..أتصور أن ردع الانسان على أخطاءه ليس لكونه أقدم على الخطأ بل ليكون الردع عامل ضاغط مؤثر فى محصلة فعل الآخرين وكبح جماحهم .

- الحياة صراع .. حالة من الصيد والإصطياد .. القنص والإقتناص .. مرات تكون صياد ومرات تكون فريسة .. نصطاد الفرائس ونتكالب عليها وننزع اللقمة من أفواه الآخرين أما عنوة أو بالبورصة أو بعلاقات عمل إنتاجية .. مرات نكون فريسة فتُنزع اللقمة من أفواهنا أو يفترسنا المرض والفيروس .. الطريف أننا لا ندرك أننا فريسة ومفترسون .

- ونحن صغار كنا نحاول إثبات رقينا بسؤال هل نحن نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل ؟ لنجاوب بأننا نأكل لنعيش حتى نعطى إنطباع أننا لسنا حيوانات تسعد بالأكل فقط فلدينا ما نهتم به من الفنون والثقافة والرياضة .
لو تأملنا جيدا هذه العبارة سنجد أن الإنسان البدئى كان يعيش ليأكل فكل ما يعنيه فى الحياة أن يأكل أما بالنسبة لنا فقد حدث أمان غذائى وعدم قلق على الوجبة التالية , فبعد شبعنا وجدنا الوقت لنلعب ونلهو بين الوجبات مثل القطط .. لو وصلنا للدرجة التى كان فيها الإنسان البدئى لا يأمن وجبته التالية فهنا من الهراء أن نتكلم عن ثقافة وفنون ورياضة فسنعيش وكل همنا ان نأكل . نحن نأكل لنعيش ونعيش لكى نأكل , ولكن بؤس من يصل به الحال ليعيش ليأكل .

- لماذا نمارس الجنس ؟ يقول العلم والفلسفة من أجل الحفاظ على النوع ؟
أرى هذه رؤية مثالية مزيفة للحقيقة , فنحن نمارس الجنس للجنس فى حد ذاته كرغبة فى الإيفاء وإشباع حاجة الجسد وكون هذا الفعل ينتج نسل وتكاثر فلا مانع فهو يأتى فى الطريق ولكن ليس هو الغاية والإحتياج البدئى , ودليلى على ذلك أننا نمارس الجنس حال فقدنا القدرة على الإنجاب سواء لظروف أجسادنا أو عدم الرغبة فى النسل .

- الشهوة هى شهوة وشبق عقل وليس جسد , فالعين ترى لترسل صورها إلى الدماغ ليضعها فى الدولاب الخاص بها .. لا تكمن الشهوة فى الجسد , فالجسد جلد ولحم وعظام , نحن من نخلق الشهوة فى داخلنا وفقا لحاجاتنا المكبوتة فنجعل من صور معينة مثار لتأجيج الشهوة .. قد نحول الشهوة فى حد ذاتها إلى متعة تداعب احتياجاتنا الطبيعية .!

- تغطية المرأة لم تأتى لعفة وفضيلة مُبتغاة كما يسوقون بل لتأجيج الشهوة وحضورها الدائم وذلك بحجب الجسد ليرتفع الهوس والفضول فيما وراء الغطاء .. لن يثيرك جسد إمرأة عارى لو إعتدته فسيصير جسد من جلد ولحم وعظام وشعر لذا يحرص أصحاب الموضة على تغطية جزء وكشف جزء , وتحرص الثقافات المشبعة بالهوس الجنسى على الحجب التام ليزداد منسوب الهوس والفضول ويسيل لعابك على كعب قدمها .

- الحياة مجرد شهوة كبيرة مُختلقة أنتجها البشر لتبرير شهوات صغيرة ..كل ما يحبه الإنسان في الحياة بما في ذلك الحياة ذاتها هي مجرد شهوات غرائزية , لا يوجد تبرير منطقي ولاغائي لأي منها ..كل ما فعله البشر أنهم إعتبروا بعض الشهوات مُبررة لذاتها مثل الحياة , ثم استعملوا شهوة الحياة لتبرير بعض الشهوات الأخرى كالأكل والشرب ثم استعملوا شهوة الحياة لتبرير وتقنين بعض الشهوات مثل ممارسة الجنس , ومنعوا شهوات أخرى بحجة أنها مجرد شهوات كتعاطي المخدرات .. من حيث المنطق والغاية لا يوجد ما يبرر أي شيء ولا يوجد ما يمنع أي شيء فكل شيء عبارة عن شهوات غرائزية .

- سيبقى الصراع حتمياً وجودياً لأنه فى طبيعة وجدلية الحياة .. تتباين الحياة مابين من يؤجج الصراع ويتركه وفقا لآلياته طالبا التصعيد ومن يحاول أن يقلل من منسوبه ومن يحاول أن يواريه بقضية صراع ثانوية .. الحمقى فقط من يظنون أنه لا يوجد صراع .. فناموس الحياة الصراع حتى الموت فمن الموت نبنى الحياة , فنحن نبنى حياتنا ونحافظ عليها بنزع الحياة من كيانات وجودية أخرى فنذبح الحيوانات والطيور لنأكلها ونقتل الفيروس لنحافظ على وجودنا كما أن الحيوانات والفيروسات تفترسنا لتبنى حياتها وتحافظ على وجودها .. لماذا نعتقد ان هناك عناية وإحتفاء خاص بنا فنحن نعيش الصراع بين أقطاب الحياة والموت شأن أى كائن حى آخر .

- لا يوجد ولن يوجد شئ إلا ويحمل نقيضه فى داخلة فى وحدة وصراع لا تنفصم ولا تنفصل , فالشئ إذا كان خاضغاً لفعل واحد بلا نقيض فرضاً فهذا يعنى حركته وتضخمه إلى مالانهاية .. المثاليون لا يعترفون بهذه الحقيقة فهم لا ينظرون إلا للفعل الفاعل , ولكن الطبيعة ستصفعهم لتنال من غباءهم وغرورهم فتنال من ذكوريتهم , فلا توجد ذكورة خالصة ولا أنوثة خالصة فكل انثى تحتوى على نسبة من الذكورة " تستوستيرون " وكل ذكر يحتوى على نسبة من الأنوثة وليفهم المثاليون .

- أرى إشكالية الإشتراكية أنها لم تخلق أرض جديدة للصراع .. لم تُحيىّ قطب صراعى آخر لتتم به الجدلية , فعملية النفى الإجبارى أفقد الإشتراكية حيويتها .
الرأسمالية تجد الحضور ليست لأنها منظومة فكرية واقتصادية جيدة بقدر أنها تلعب على تأجيج الصراع لتخاطب الجانب العنيف والشرس فى الإنسان وتصعد فى داخله الرغبة فى الهيمنة والسطوة والتمايز وتفريغ العنف المتجدد .

- الحياة والطبيعة تعلمنا فى كل مشهد إستحالة تطابق مشهد وجودى مع مشهد آخر فالماء لا يجرى فى النهر مرتين , وهذا يعنى ان الوجود فى حركة وعدم تكرار وكذلك الأفكار والرؤى فى حالة حركة وتفاعل وعدم تطابق .. الأيدلوجيات المثالية تعلن عن تطابق المشاهد , فما رآه إنسان الأمس صالح لرؤية إنسان اليوم .. هذه الأيدلوجيات والأنساق الفكرية تخاصم قانون الحياة والتطور الإنسانى لذا حتما ستتصادم مع الواقع وتنكسر .

- مشكلة الإنسان فى فهم الوجود أنه تعود على رؤية المنتج النهائى , فهو يحرق ويجهل كل المراحل التى سبقت التعقيد ليقف مبهوراً أمام روعة المنتج النهائى ناسيا أنه كان فى البدء عناصر شديدة البساطة والسذاجة .

- لفهم الوجود فهماً صحيحاً لابد من إدراك أنه لا يوجد فصل بين السبب والنتيجة , فالسبب سيكون نتيجة والنتيجة ستكون سبباً فى جدلية لا تنفصم ولا تنكسر دائرتها .. الأمطار نتيجة للسحب التى ما تلبث أن تتكاثف ثانية مكونة إياها ثانية , يبقى من الاهمية بمكان إيعاز السبب للمُسبب بدون إقحام مُسببات غير موجودة أو القفز على المُسبب أو تهمييشه .

- للأسف تعيش شعوبنا حاضرها بزخم ومنطق ماضيها وهيمنته وحضوره لذا لا مستقبل لها . ومن هنا نحن أحوج إلي نهضة فكرية شاملة لنرقى إلى مصاف بقية الأمم المتحضرة , ولا سبيل إلا بالبدأ بالإنسان كمحور الحضارة وغايتها،
, فلا يميز الإنسان غير فكره، ولا يستقيم الفكر بدون أسس تفكير واضحة المعالم تضع النقاط على الحروف وتضع الحياة فوق الموت , والحاضر كفاعل عن الماضى .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان
- تناقضات قرآنية – جزء ثالث
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها
- قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود