أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟















المزيد.....

لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اقصي ناهض من قلب المعضلة، الظاهر انها لم تعد تطيقه وهو في غمرتها، عند تقاطعات واحتدامات موضوعاتها الكبرى، هو المولود معها، هاهي تقصيه مقررة قانونا مستجدا، ربما لتقصير منه في تلمس مواطنها الخطرة، او لعجز يلفنا جميعا عن استيعاب غوامضها، ربما لعمق ازمة قاتليه واختناقهم، وربما لثقل ماتحمله وحيدا منذ ان وعى ماحوله، منغمسا وسط زوابع تتهدد بلاده، وتقف على تخومها: فلسطين ، لبنان، العراق، وصولا الى، وانتهاء بسوريا التي ستقتله، فتنهي قلقه المتقطع الموجع مثل إيقاع أيامه.
كان مايزال غير "معرف"، مطرود مثل افراد قلة، صادفت حساسيتهم وهمهم، انقلابا في الزمن غيرمدرك بعد، جمع نادرمن السابحين بين مرحلتين عندما ـ وكما يقول هيرمان هسه ـ :" يتداخل عصران وثقافتان، وديانتان، تتحول الحياة البشرية الى معاناة حقيقية.. الى جحيم، وهناك أوقات يحشر فيها جيل في ذلك الطريق الواقع بين عصرين واسلوبين للحياة، فيكون من نتيجة ذلك ان يفقد كل قدرته على فهم نفسه، فيفتقد المعايير والأمان والبساطة"، وحلول مثل هذا العالم لايستثني قاتل ناهض، ولا يخرجه من الجحيم، فمنذ السبعينات كان عالمنا العربي قد بدا يعيش طبعته من "الجحيم" بدء انهيار "الحداثة" المستعارة، وتكشفها عن كذبة، وانتعاش قوى السلفية، واعتقادها بان "الله" قد بر لها بوعده، فاطفأ نور اعدائها "الكفرة" من الشيوعيين، ومن لف لفهم، في الوقت الذي كان فيه ناهض واشباهه، يعلنون القطيعة مع "مدونة" اليسار المتكلس، الذي يستبدل واقعا معاشا، بواقع متخيل مستورد، ليطبق عليه نظرياته "الصائبة" دائما.
كلنا خرجنا على يسار"جمعيات المحاربين القدماء المتقاعدين" خروجا "كافرا" حسب محرمات "عقيدة اليسار المنظم"، لنقذف بانفسنا الى المجهول، الى اللامعرف، الى المشكوك فيه، و"المشبوه" حسب ترسانة أحزاب "اغتيال السمعه"، حيث ظلت الحرب مشتعلة بين متمردين بلا تعريف، وراسخين ليس لديهم سوى التعريف الموروث، يمنحهم سلطة الكلام، وشرعيات الحكم، بينما هم يتهافتون، وتذهب ريحهم، على وقع تعثرات عالم صار ينقلب منذ ظهرت أواخر الستينات، أحزاب الانشقاقات على "الأصل" الشيوعي في العراق وسوريا، لتنطفيء هي الاخرى، تحت وطاة كونها اعتراض على نفس قواعد وبنية الأصل. كان اليسار "الجديد" في العالم العربي لوحده، مكتوبا عليه ان ينبت بعيدا عن "اليسار الجديد" الأوربي، هو افراد، منغمسون في المكان، قلقون على مصيره، معنيون بسحنته وتقاطيعه، غير الملونه باحمر الطبقات، والصراع والحتميات، والمعامل، وحديدية "الحزب"، وصرامة "مالعمل".
سوف يجد ناهض نفسه وحيدا "مفردا"، لانه مسيحي، تتناقص نسبه المسيحيين في بلاده الى 2%، لهذا سيكون "اردنيا متعصبا" بفجاجة، ضد الفلسطينيين، ففي العصبية الأردنية، يصبح هو "وطنيا اردنيا" مدافعا عن الكيان، وهو يواجه محمد حسنين هيكل، لان الأخير يقول بان الأردن مثله مثل لبنان، كيانان مفتعلان، وهو هنا ومن دون ان يدري، انما يتبارز أحيانا مع مثيله، فناهض من بعض الوجوه هو "هيكل الأردن"، لايوجد في الأردن كاتب له اطلالة عربية، وراي يؤخذ منه ويرد عليه، مثل ناهض الذي يمتاز على هيكل بكونه ابن كيان صغير جدا و"مصطنع"، ولا تقف في ظهره مصرالكبيرة، او "قامة عبدالناصر"، بل نماذج شخصيات مذمومة، مثل الملك الهاشمي "الحسين"، الذي كتب عنه كتيبا من قبيل راي "يساري اردني" وهو في بيروت بعد اعتقاله وتعذيبه، وقص أجزاء من امعائه في المستشفى الذي نقل اليه، من المعتقل، او إصراره على "وطنية وصفي التل"، أيام عز الثورة الفلسطينية، وكل هذا وهو يصر على كونه"يساريا" ـ وهو كذلك حقا ـ مايعادل نفي "المسيحية" كمسيحية دون انكارها المفتعل، بجانب الارتقاء لمزيد من "الأردنية" والعروبية.
لقد اصبح ناهض ناهضا: "على قاعدة خالف تعرف"، ذلك مايردده البعض محاولا "تعريف" وتصنيف، ونفي او "قتل" ظاهرة، سوف تقتل يوما بالرصاص امام "قصر العدل"، تحقيقا لعدالة الرب والحاكمين المزدوجة، او المثلثة، من يدري؟، من يرددون تلك الجملة، يعلمون في الأعماق، ان ثمن المخالفة التي تتجرا على "المقدس"، التحرري الفلسطيني وقتها، باهض جدا، وانها تراكم سيرة وموقفا، يلغي من يصرون على الغائه، فهل "المقدس الفلسطيني" بديل الأرض الذي ارسيت فوقه "الدولة بلا ارض" العرفاتية الأبو عمارية، مايزال اليوم يحتفظ بنفس المفعول؟ وهل ترداد مايسمونه الماضي الجميل من قبل بعض المفوتين سياسيا وفكريا، مايزال له الالق نفسه باثر رجعي، ام انه تحول لتكرارات مثيرة للشفقه، تحاول تغطية الحاحية المطلوب فلسطينيا، من انقلاب شامل في المفاهيم والوسائل، بالضبط كما هو الحال في المنطقة برمتها.
ليس الصعود بغض النظر عن حجم الأوهام التي رافقته، وحده الذي يصنع نماذج مثل هيكل تحت ظلال، وعلى وقع ثورة 23 يوليو، وعبدالناصر، وثورات الجزائر والعراق، واجمالي حالة نهوض حركة التحرر العربية وفي العالم، فالإنهيار والكارثة قد تكون ولدت رموزها المضاعفة القيمة والمعنى، في قلب تاريخ الأمة الحديث، غير انها رموز محكوم عليها بمنظومة تقييم ماقبلها، فهي "خائنة" ومدعية، وتنطق عن لاشيء، أي انها بلا جماهير ولا أحزاب، ولامرجعية نظرية او وطنية من نوع تلك المستعارة تمنحها وجاهة، يعني ذلك ببساطة، انك تعيش تاريخك محكوما عليه من قبل غيرك الذي ماتزال قيمه ومفاهيمه، هي المتداولة بحكم العادة وليس الفعالية، من يوم بدأ ارساؤها واستقرت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات العشرين.
ثمة تاريخ رافق انهيار الحداثة الراهن المتواصل حروبا أهلية، وغزوا أمريكيا، وتدميرا للمتوفر من دول " حديثة"، مع حضور وتسيد مفاهيم الجزئيات والمكونات المجتمعية الصغرى، لقد عشنا حياتنا وتجربتنا محكوم علينا لبس ثياب اعدائنا، فنتحول حسب اعتقادهم الى مهرجين، بينما تكلس الواقع ولا ديناميته، تتركاننا بعيدين عن بلوغ لحظة الانفصال والفرز، أي امتلاك رؤينا وتبريرنا الشامل لممارستنا غير المقننة، والمؤيدة واقعيا بالتجربة، ماقد جعل زيادة وتيرة الاحتدامات منذ "الربيع العربي"، تفضي لخيارات متوترة وصعبة التبرير، وقاتلة أخيرا كما هي حالة ناهض، الذي لم يعش الى الستين من عمره، بعكس هيكل الذي عبر التسعين، هوونجيب محفوظ، وادونيس، الذي لم يتعب من مطاردة نوبل، ناهيك عن رهط "المفكرين المغاربة" ناسخي الغرب المستريحين بين اروقة الجامعات، وعالم المقبول، من دون اية "حماقات"، وصولا لمبتذلي الفكر، و"معهريه" على اعتاب سلاطين النفط.
لايخيب ظن أي مدقق يريد ان يقيس درجه ابتذال وتهاوي مايعرف بالتفكير، او "الفكر العربي"، بالأخص بدليل اطلاق هذه الكلمة، او الصفة على بعض المتعلمين مدبجي الكتب، التي لالزوم لها ولامكان، لابل التي ماتزال تقدم الاثبات على ان هذا المدى من المعمورة، مايزال قابلا لان يعود الى زمن الجزيرة العربية، بالضبط كما كانت يوم هبطت الرسالة على النبي محمد، او هو ممنوع عليه ان يخرج منها. فكأن ايحاء السيد قطب في كتيبه "معالم على الطريق"، قد ايقظ اكثر مما فعل محمد بن عبدالوهاب في الخيال العربي، لافكرة، او تطلب، بل امكان مسح كل شيء،ونقل العالم المعاش اليوم الى القرن السابع الميلادي بالقوة، فهناك فقط يعثر العرب على الأمان والعزة، وهو ما كان من مصلحة محمد بن عبدالوهاب ان يخفيه، لابل وينكره، باعتباره هدفا استراتيجيا يكرر " الفتح" ضمن سياقات كونية لاوجود لها اليوم، مع توفر ساحته الأصل ( الجزيرة العربية) كمقوم رمزي، ظن انه أداة سحرية ماحية لمفعول الزمن الذي هو "الله وتجلي قدرته"، بينما افصح "قطب" عن غرضه مشبها وموسعا، فقال "كأننا اليوم في زمن الرسول" يحيط بنا عالم "كافر" ـ عالم القرن العشرين ـ ، ليحول المهمة لهدف "قومي" وليس جزيريا بحتا... مع "قطب" يصبح الفتح "عربيا" ميدانه عروبة اليوم، ومع محمد بن عبدالوهاب، تكرارا جزيريا، والاثنان يغلقان العقل على غرض وحيد ممكن، هو العودة الى جزيرة العرب والعرب قبيل نزول الرسالة على آخر الأنبياء.
ليس للعقل العربي حصة في الفكرغير "اصطناع الوهم"، لهذا كان ناهض قد ذهل مع قراءته كتابي "ارضو توبيا العراق وانقلاب التاريخ" الصادر عن "دار الانتشار العربي" البيروتية، فقد وجد فيه منفذا ابراهيميا، وقراءة كبرى، من داخل بنية العقل التوحيدي، فبادر من فوره ليكتب في احدى المجلات البيروتية مقالا تحت عنوان: "نبي من هذا الزمان"، أعاد قراءته بنصه في ندوة في عمان كنت احضرها، كان مغتبطا بفكرة واحتمال ان نكون قد شرعنا في التأسيس ل "منظورنا"، واننا سوف ننفصل، نستقل بعالمنا الجديد، عن شبهة وظلال ذلك الذي غادرناه سلوكا وتفكيرا وصيرورة، ومازال يهيمن على حياتنا "تصنيفا"، لهذا كان يعتبر ماكتبته عن "الوطنية الأردنية" إرثا يكرس المزيد من الانفصال عن الوهم " الحداثي"، المناظر ل" الوهم السلفي"، فاصدر في عمان كتيبي "ان تكون اردنيا : رؤية عربية" مع انه كان يفضل ابراز عنوان احد مقالات الكتيب عن الروائي غالب هلسا :"غالب هلسا تأسيس لرؤية وطنية مفقودة، واشارات لعصر اليسار الثاني"مفضلا الاحتفاء بايحاء"عصر اليسار الثاني".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟