|
دار السيد مأمونة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 5253 - 2016 / 8 / 13 - 17:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دار السيد مأمونة ادهم ابراهيم خلال الحرب العالمية الثانية ، استدعي رئيس الوزراء البريطاني السيد ونستون تشيرشل الى البرلمان لاستجوابه بسبب الخراب الذي عم بريطانيا جراء الحرب ، ونقد البرلمان لسياسته المتبعة انذاك . . ولم يدافع تشرشل عن نفسه ، ولكنه سالهم بكلمة تاريخية . هل القضاء عندنا بحالة جيدة ؟ . فاجابوه نعم . فرد عليهم اذن كل شئ سيكون على مايرام ولا تبالوا بالفوضى الان . ان القضاء في كل الدول مثل الملح . لكونه يمثل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها . فاذا فسد الملح ، فسد الطعام وفسدت الحياة . . يقول السيد المسيح اذا فسد الملح فبماذا نملح . وعندنا مع الاسف فسد القضاء فسادا لا مثيل له على يد مجلس القضاء الاعلى ورئيسه مدحت المحمود . . واننا عندما نتحدث عن فساد القضاء نقصد به المؤسسة القضائية وليس القضاة كاشخاص . فهناك بالتاكيد قضاة اكفاء ونزيهين وهذا القول عن الفساد لا يشملهم مطلقا . ولكننا نتحدث عن مؤسسة القضاء التي نلجأ اليها في الازمات وعند الخصومة ، سواء كانت خصومة فردية او خصومة سياسية . وكلنا نعرف كيف ان مجلس القضاء عندنا قد حرف كثيرا من احكام الدستور بناءا على اوامر رئيس الوزراء السابق ،. الذي حاول ان يكون القائد الاوحد . فخربت الدولة بعد ان الحقت الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء ،. خلافا لما جاء به الدستور . كما تم تعطيل المجلس النيابي بقرارات قضائية برئاسة مدحت المحمود عراب الفساد في القضاء العراقي . ولا زال القضاء عندنا يتخذ قرارات اهوائية او توفيقية . وقد توج هذا القضاء قراراته بفضيحة اطلاق سراح رئيس البرلمان لعدم كفاية الادلة ، خلال فترة زمنية لا معقولة حيث ان هناك كثيرا من الاضابير والاقراص المدمجة قد عرضت عليه . كما ان هيئة النزاهة لديها ملفات اخرى حول نفس الموضوع ، وكذلك لجنة النزاهة البرلمانية لم يتم الاطلاع عليها خلال هذه الفترة الزمنية المحدودة . وكانت فضيحة القضاء العراقي هذه اكبر من الفضيحة البرلمانية التي فجرها وزير الدفاع . . ان عرض هذه القضية على القضاء كان بمثابة فرصة ذهبية للقضاء العراقي ليغسل كل البقع التي شابت عمله خلال السنوات الماضية ، نتيجة تدخل السلطة التنفيذية بقراراته . اذ كان باستطاعته فتح ملفات فساد جديدة ، فهذه الملفات مثل احجار الدومينو اذا سقطت واحدة تداعت لها الاحجار الاخرى . . ولكن القضاء قد فوت هذه الفرصة التاريخية ، التي يمكن ان تعيد التقدير والاحترام له . كما انه تلقى ضربة قاسية من السيد رئيس الوزراء الذي اتفق مع جهات خارجية لاجراء التحقيق في ملفات الفساد في العراق . . فهل هناك اهانة اكثر من هذه الاهانة لمجلس القضاء الاعلى الذي عجز عن مزاولة اختصاصه بحيث نذهب الى جهة خارجية لاحقاق حق االمواطنين بالاموال المسلوبة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية . كما ان القائمين على راس السلطة الان ومن يساندهم يعتقدون بانهم سوف يفلتون من سطوة الشعب ومن العقاب القادم . وهم لا زالوا يتمادون في فسادهم وعينهم على القروض الجديدة بعد ان استنفدوا اموال الدولة والنفط واموال البنك المركزي . وهذه كلها اموال الشعب واموال الاجيال القادمة ايضا . اننا نحذرهم هنا بان كل الذين سبقوهم كانوا يعتقدون بانهم ناجون من العقاب والمحاسبة . . ولكن الشعب قد اطاح بهم بطريقة او باخرى . وهذا رئيس وزراء العراق القوي في العهد الملكي نوري السعيد ،. الذي كان يردد مقولة دار السيد مأمونة ، قد اطاح به الشعب ، وبكل القائمين على راس السلطة انذاك . وقد كان فسادهم اقل كثيرا من فساد هؤلاء الذين جاءوا باوامر المندوب السامي الامريكي بريمر . والذين اصبحوا اسوأ مثال للانحطاط الاخلاقي والسياسي والديني . وان عقابهم سيكون اكبر من كل اولائك الذين سقطوا قبلهم . فان اساءاتهم للشعب قد فاقت كثيرا الاولين ، لانهم استهتروا كثيرا بالشعب ومقدراته ودمائه وكرامته وانسانيته . ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكاذيب كيربي
-
قراءة اولية للفضيحة البرلمانية
-
من سلم المدن لداعش لا يحق له ادارتها ثانية
-
في تركيا . .فشل الانقلاب وسقط النظام
-
بوادر الانفراج . .والعد التنازلي
-
لماذا يخبؤون اجهزة كشف المتفجرات ؟
-
تداعيات اجتثاث البعث
-
قرار المحكمة الاتحادية . . يكشف الكذب والنفاق
-
لا تسلني من اكون . . انا سني الابوين شيعي الفكر والهوى
-
العراق بين التقسيم وتقبل الآخر
-
هل سيكون العبادي غورباتشوف العراق
-
اعادة تنظيم الحشد الشعبي
-
من الاصلاح والفلوجة الى الموصل . . مهمات غير منجزة
-
تعذيب النازحين . . اعظم هدية لداعش ولدعاة التقسيم
-
هل فقدنا الهوية الوطنية
-
مؤتمر باريس . . . ما اشبه اليوم بالبارحة
-
ديموقراطية البنادق والتضليل
-
الطريق المسدود . . والسيناريوهات المحتملة
-
الدراسات الحديثة للتاريخ
-
الدين . . بين العقل والقلب
المزيد.....
-
زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
-
دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما
...
-
الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
-
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
-
اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا
...
-
بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس
...
-
إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
-
دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با
...
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|