أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير















المزيد.....

تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان الطبقات الراسماليه لابد وان تتعرض لازمه عامه حاده جدا علي مستويات حيويه اساسيه , تتيح بيئه دائمه نسبيا لفتره معقوله , حتي تتطور تحركات الطبقه العامله والجماهير الشعبيه
فلقد تعلمت الطبقات المستغله علي مدار القرن الماضي الكثير والكثير من الاشياء والعلوم والمعارف التي تمكنها من استيعاب غضب الكادحين , بل يمكن القول ان كل اضراب عمالي باعتباره سم لا يميت , كانت تجد فيه كل طبقه راسماليه زياده في قوتها , علي اساس ان كل هجمه عماليه او شعبيه كانت تتعرض لاستخلاص خبرتها ودروسها من جانب طبقات في الحكم , وتسيطر علي نواصي الاشياء
هذا الواقع التاريخي كان وما زال مستندا الي واقع اجتماعي محدد , متمثل في استحالة نشأة نمط الانتاج الاشتراكي في ظل سيطرة نمط الانتاج الراسمالي , باعتباره نمط غير استغلالي
فما لا ينتبه له البعض , ان اساس الراسماليه المتجسد في الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج , بالاضافه للعمل المأجور , هي ظواهر ظهرت بداياتها المبكره في ظل سيطرة الاقطاع لا الراسماليه , التي عرفت كيف تنتقل بها الي المستويات الاحتكاريه الجسيمه الراهنه.
الازمه الحاده جدا والدائمه نسبيا , هي من ستوفر الشرط الموضوعي الذي يسمح بانطلاق الشرط الذاتي حتي يتطابق مع هذا الموضوعي , فتتخلق فرصة الاطاحه الثوريه الجماهيريه بسلطة وسيطرة رأس المال.
ويظل هذا الاحتياج ناقصا ما لم يتوفر له حد اني من الشمول لعدة بلدان , والا تعرض الانتصار الجزئي في بلد من البلدان للعدوان الخارجي , وبالتالي التخريب.
اعتقد ان الازمه الراهنه تعبر عن مستوي من تضافر عدة ازمات , لا تقتصرعلي الازمه الاقتصاديه الدوريه المعتاده , حيث الازمه الماليه وازمة الموارد , وان هذا التضافر لاول مره يتحقق في تاريخ الراسماليه علي هذا المستوي المعقد.
ويبدو ان نصيب ثوراتنا العربيه ان تكون اول ثورات شعبيه ضد هذا النمط علي هذا المستوي الحاد الشامل المعروف, مهما يكن مستوي تعثرها الراهن
ومن هنا لجأت الراسماليه العالميه الي غمر هذه الثورات باقصي سرعه بالعسكره , ومحاولات فرض الاخوان وتيارهم الديني , لمحاصرة الحريق الثوري وعزله عن محيطه الدولي الشعبي الواسع واعاقة اي تأثير له علي اوروبا , والايحاء انه شأن اسلامي عربي, والمفارقه ان تبدأ هذه الراسماليه في استخدام الدواعش انفسهم , لتشويه الصراع الطبقي حتي في اوروبا , كما تشهد العمليات الارهابيه الاخيره في عدة عواصم اوروبيه.
الثوره المصريه عليها عبء كبير في صنع المعادله التي صارت ملحه , وعاجله لمواجهة راس المال
تجفيف نهر النيل يمكن ان يكون له هنا شأن كبير في دفع الثوره للامام بصوره استثنائيه ان لم يتراجعوا بسرعه, ويتركوا المياه تعود الي مجاريها في النهر المصري
ومهما يكن من شئ , فان يناير ستظل بالمرصاد
رغم ان عدم القراءه السليمه للطبيعة الطبقيه والتاريخيه لثورتنا قد ترتب عليها عدة قراءات لسيرورتها ومستقبلها وطبيعة اهدافها, تحاول ما يمكن ان نسميها القراءه المدنيه والتي تعتبر اشهرها اختصار زخم الثوره في مجرد الاحتياج للديموقراطيه , وبالتالي فان الحل في قيادة الثوره نحو حكم مدني , وكآن انتفاضة عمال اليونان التي ترتب عليها اكثر من 35 اضراب عام موازي للثوره المصريه كانت تدور في مجتمع استبدادي , وكذا الامر فيما يخص الانتفاضه الفرنسيه الاخيره والتي لم تتم فصولا بعد , والتي استمرت طوال 3 شهور حتي الان , وشارك فيها اكثر من نصف مليون عامل وطالب , وكان فرنسا مثلا مجتمع استبدادي مغلق
ان هذه القراءه المغرضه للثوره , تشكل تعبيرا عن موقف الغرب واخوانه المسلمين المطروحين من جانبه لاحتواء الثوره وصرفها عبر المسار الشرعي التقليدي , انها اقرب للاماني منها الي قراءه علميه , رغم ان حكم السيسي بعد 30-6 منحها بعض القوه , مهما تكن الموجه الثوريه قد انتزعت منها قوة الاخوان باعتبارهم اخطر اطرافها.
القراءه الاخري التي بدت لها وجاهتها ورصانتها وتبريرها الماركسي , والتي لم تري في الثوره اكثر من مناسبه غير مضمونه الاستمرار , وقوي انتصارها ما زالت بعيده عن التحقق , وبالتالي علينا ان نتخلي عن اي طموحات تتعلق بالثوره من اعلي , ونختصر اهتمامنا بها في الديموقراطيه من اسفل , وكأننا من يقول للموجه الثوريه هيا الي العمل فتخرج الجماهير صاخبه , او نقول لها العكس فنحصل علي زمن اهدأ يسمح لنا بهذه الديموقراطيه من اسفل .
وفي الحقيقه فان هذا التصور او القراءه يعتبر من الناحيه الموضوعيه علي الاقل بن عم القراءه الاولي , حيث توفر دعوه صريحه باقل اهتمام بلحظات صعود الثوره , الامر الذي يمكن آلية المسار الشرعي من صرف الثوره, وتمكين النظام من رقبتها
ماهو مشترك بينهما ايضا يكمن في عزل الثوره عن شقيقاتها العربيه وعزل كل الثورات العربيه عن الازمه الاقتصاديه الملتهبه , وفي اهون الاحوال التقليل من شان تأثيرها في انطلاق الثورات العربيه
وما مشترك بينهما ايضا التعاطف بدرجات مختلفه مع معارك الثوره , باعتبار ارهاب الثوره المضاده يتعارض بل يعرقل الدفع في سكة الطريق المدني بما يرتفع به لدي الجماهير والثوار من غضب, هذا بالنسبه للقراءه الاولي اما للثانيه فانها علي ما يمكن ان تستنتج , تقوي الثوره وتمكنها بالتالي من شق طريق الديموقراطيه من اسفل من مواقع اشد حسما
ما اختلفت القراءتين فيه بوضوح , هو الموقف من اجراءات المسار الشرعي بانتخاباتها واستفتاءاتها , فهي اعياد للرؤيه الاولي , اما بالنسبه للرؤيه الثانيه فقد كانت تشطب عليها باعتبارها ممارسه لصرف الثوره في طريق لا يمكن الا من اخضاعها من جديد لنفس الأليات القديمه , دون الحصول علي اي شئ لا من اعلي ولا من اسفل
الرؤيه الاولي التي مثلتها المنظمات الحقوقيه والمدنيه والاحزاب السياسيه القديمه والجديده و6 ابريل والاشتراكبون الثوريون , لم تكن ترفض بصوره حازمه الديموقراطيه من اسفل , ولكنها لا تعول عليها كثيرا ومع اخضاعها لتصوراتها وخطتها السياسيه الانتخابويه
القراءه الثالثه
يمكن ان نقول انها قراءه ثوريه , بمعني احتفالها التام والمطلق بتحركات الثوره والانخراط فيها بكل امل وهمه , والثقه المطلقه في ضرورة وصولها الي منتهاها والتوصل الي سلطتها الثوريه
وهنا يمكن ان نقول ان هذه القراءه كانت تتوزع بين اتجاهين :
اولاهما : اتجاه اوتيار عفوي واسع الطيف جدا من العديد من الحلقات والمجموعات وحتي الشلل الثوريه , من منابع اجتماعيه متعدده ومستويات طبقيه متفاوته , تدور معظمها في دوائر البرجوازيه الصغيره والعمال غير المنتظمين والمهمشين من فقراء المدن
من شباب حديث عهد بالسياسه وبالثوره طبعا , وعيه رغم انفه اصلاحي من الناحيه الاساسيه , الامر الذي جعله عرضه للميل يمينا ويسارا تبعا لقوة المطروح سياسيا ومدي تغلب اصحابه مدعومين بقوة الوضع الموضوعي , وهو الشباب الذي شارك بكل عنفوان في معارك الثوره ووجه لطمات قويه علي وجه الثوره المضاده , وهونفسه من كانت اقسام هامه منه تخضع لاليات المسار الشرعي او لافكار تافهه مخابراتيه الاصل من نوع مجلس رئاسي مدني , وهو من صوتت اقسام هامه منه للاخوان , وساروا عكس ذلك في 30-6.
ويمكن ان نضيف الي هذا القوام الواسع , عدة حلقات ثوريه ماركسيه تراوحت مواقفها وتذبذبت بين كل الرؤي دون القدره علي توفير طرح منسجم ومتماسك ومختلف لا علي صعيد النظريه او صعيد الممارسه العمليه , اللهم الا في اضيق نطاق
والاتجاه الثاني :
كان واعيا بموقفه ومدركا لنواقصه , ولكنه منطلق من تأسيس نظري وسياسي محسوم
فالثوره المصريه وشقيقاتها وثيقة العلاقه بمستوي احتدام الازمه الماليه والاقتصاديه العالميه , ومرتبطه بمستويات من التجريف الاجتماعي الحاد من جانب التحاق متأخر ومأزوم بالعولمه الراسماليه بسبب من حدة وتداعيات خيانة القضيه الوطنيه , في علاقة ذلك بضعف اصلي لدي البرجوازيه البيروقراطيه الحاكمه , والمتزاوجه مع اخوتها الاعداء منذ اواسط السبعينيات الماضيه الخ
ورغم معاناة الفكره الاشتراكيه بعد انهيار راسمالية الدوله الروسيه , ومعاناة المشروع الاشتراكي في ظل اطول انتعاش شهدته الراسماليه العالميه , ارتبط بالنفط الرخيص واعادة الاعمار والكينزيه , فان الثورات العربيه وخصوصا الثوره المصريه ليس امامها الا التوجه اشتراكيا
وضعف الطبقه العامله لا حل له الا اللجؤ لنفس الفكره الثوريه القديمه " سلطه ديموقراطيه شعبيه , مع تخلصها التام من اي اوهام عن اي طاقات ثوريه لدي البرجوازيه المحليه فقد اطاح زمن العولمه من هذه الزاويه باي ترهات
اما ضعف الشرط الذاتي فلا مناص من تجاوزه في زمن الثوره, علي صعوبة ذلك مهما تكن الاعباء والتضحيات والتأخير
ولقد اهتمت حركة الاشتراكيون المصريون دون غيرهم علي الاطلاق بقضية اغتصاب نهر النيل , وطرحوا وجهة نظر حاسمه في تشخيصها المختلف عن تشخيص اصلاحي او حكومي , وتنبأوا بتعرض النيل للتجفيف والشعب للفناء في سياق هذا التحليل
كما كانوا من اكثر القوي المهتمه بالانتفاضه الفلسطينيه والثوره الفلسطينيه علي وجه العموم
وكانوا تقريبا منفردين في اهتمامهم النظري والعملي بالثورات العربيه الجاريه
كما كانوا اول من طرح بوضوح اسقاط حكم الاخوان المسلمين
وطرحت هذه القراءه التي عبرت عنها حركة الاشتراكيون المصريون , شعار حكومه ثوريه من الميادين في سياق هذا الاطار الفكري والسياسي الناظم
وكان اهم ما يميزهم الربط الوثيق بين النظريه والممارسه الجماهيريه
لم يهتم التقرير برؤية الاخوان ولفيفهم وطابورهم الخامس علي وجه العموم , باعتبارهم قوي ثوره مضاده



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل
- النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور
- اوهام فى اوهام
- كارثة مائية وكارثة وطنية
- السعوديه تقود عملية اغتصاب نهر النيل
- جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل
- سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير