أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - موت اللغة.. ولغة المستقبل (2)














المزيد.....

موت اللغة.. ولغة المستقبل (2)


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 02:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


موت اللغة.. ولغة المستقبل (2)
توجد في العالم 6000 لغة (وفي بعض المصادر3000 و 7000 لغة)، ولكن، للأسف، عددها يتناقص باطراد. ووفقا لتوقعات بعض العلماء، فبحلول نهاية هذا القرن لن يبقى هناك أكثر من ستمائة لغة – إنها العَولَمة! وفي الوقت نفسه، فإن معظم اللغات الكبيرة، أو ما يسمى بـ "لغات العالم"، لن تموت، ولكن ستكون على شكل متواضع من اللهجات. كذلك، فإن العالم كله سيتحدث (كما بناة برج بابل)، على أكثر تقدير بلغتين.
كبيرة الباحثين في معهد اللغة الروسية باسم فينوغرادوف، إيرينا ليفونتينا، تقدم للتفكر بها الأسئلة التالية:
- يُقال "موت اللغة"، "إندثار اللغة"، وما إلى ذلك. ماذا يمكننا أن نفهم من هذا؟ مالذي يحدث مع اللغات عموما؟ إن اللغة ظهرت، ثم عاشت لفترة طويلة، والآن تتفسّخ إلى أشياء ما، أو بالعكس تندمج مع لغات أخرى. وماذا بعد ذلك؟ هنا، فإنها تختفي في مكان ما. كيف ذلك؟ هل يموت الناس الذين تحدثوا بها، أو أن نفس الأشخاص يبدأون بالتحدث بلغة أخرى، بدلا من لغتهم؟ أو أن اللغة تفسد؟ أو أنها تتطور بقوة لتلك الدرجة التي لم يعد بالمقدور متابعتها، أو أنها تفقد هيبتها؟ ماذا يعني التلفّظ بكل تلك الأشياء القاتمة؟
نورد هنا رأي أستاذ اللغويات بجامعة موسكو الحكومية، البروفيسور فلاديمير بلونغيان، الذي يقول:
- اندثرت وتندثر اللغات دائما. تموت لغة أولئك الناس الذين تكلموا بلغة ما ثم توقفوا التكلم بها، وببسيط العبارة عندما يتوقفون عن التحدث بها. وهم جسديا باقون. وإذا انحرفنا عن الحديث بعض الشيء، يقولون في الماضي كانت هناك حالات أبادة أصحاب اللغة. أما الآن، ربما، مثل هذا التهديد للبشرية في حده الأقل.
وشيء عادي، وخصوصا، ذلك الوضع المأساوي، عند تخلي الناس طوعا عن لغتهم. على سبيل المثال، هم لا يتكلمون مع أطفالهم بلغتهم، أو أنهم يشجعون ثنائية اللغة، علما بأن تعدد اللغات عند الأطفال أمر ممكن، إلا أنه يشكل حالة استثنائية. وكل جيل قادم تقل لديه المعرفة بلغته، و هلم جرا.. وهكذا، اللغة نفسها لا يعود لها استخدام.
ولكن، لماذا يتوقف الناس عن التحدث بلغتهم؟ تطرق إلى هذا الموضوع العديد من الباحثين. وكُتِبت حوله كتبا كثيرة جدا. والجواب واحد، وبسيط جدا: يُقلِع الناس عن التكلم بلغتهم لأنهم لا يريدون التحدث بها. يبدو أن العِلم لم يكتشف شيئا جديدا بهذا الخصوص. يمكننا البكاء والنحيب بقدر ما نستطيع، ودعوة العالم لضمان الحفاظ على التنوع اللغوي. بيد أن الناس يرفضون التحدث بلغاتهم. و يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أنه أفضل بالنسبة إليهم. يجب علينا أن نفكر في هذا الجانب من المشكلة.
إذا كنا نريد إنقاذ التعدد اللغوي، علينا أن نغير العالَم بطريقة أو بأخرى في الاتجاه الذي لا يُرغب الناس في التخلى عن لغاتهم. والشخص يتخلى عن لغته، لأنه يتجه صوب لغة أكثر قوة وسُمعة، وتمنحه المزيد من الفرص. حصل ذلك دائما في تاريخ البشرية، عندما بدّل الناس لغاتهم بأخرى. ولكن دائما ما كان يزداد عدد اللغات، لأن اللغة كان يمكن أن تعطي بداية لنشوء العديد من اللغات، أي يمكنها أن تتفرّق (تتشعب).
الشعب الذي يشكل مجموعة عرقية واحدة، لم يعد يعيش متماسكا، و توقف عن أن يكون على أرض واحدة. فالناس توزعوا في أماكن متباعدة. وتغيرت لغتهم الأصلية الواحدة. وهكذا، نشأت لغات قريبة ذات صلة، مجموعات، عائلات لغوية. وهذا هو ما يسميه علماء اللغة بـ تشعب اللغات.
حدث هذا التشعب دائما، لأن اللغة متكونة بشكل يمكنها معه أن تتغير. إذا كان الناس لم يعودوا يتواصلون مع بعضهم البعض، سوف تتغير لغتهم في اتجاهات مختلفة. و بعد 200-300 سنة ستنشأ لغات مختلفة. وبهذه الطريقة نشأت اللغات الحديثة كالأوكرانية، والبيلاروسية والروسية من أساس لغة واحدة هي لغة الشرق-السلافية.. وغيرها الكثير الكثير. ولكن العالم الحديث منظَّم بحيث أننا الآن لا نستطيع التفرُّق أو النأي بعيدا، والتوقف عن التواصل، حتى لو أردنا ذلك.
لا وجود لجزيرة غير مأهولة، وغابات تايغا أو تندرا، التي لا تنتمي إلى أي دولة، حيث يمكنك أن تذهب إليها بأمان لتعيش 200 عام. إن العالم الآن صغير جدا. وهذا يعني أن النزعة التي عملت على خفض عدد اللغات، مستمرة في عملها، وبشكل أقوى بمرات كثيرة. غير أن النزعات المؤدية إلى التشعب، توقفت عن العمل.
ووفقا لـ فلاديمير بلونغيان، اللغة المشتركة الوحيدة لجميع اللغات البشرية في المستقبل - هي اللغة الإنجليزية، وربما بالمشاركة مع اللغة الصينية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار واقع اليوم، على ما يبدو، يصير الأمر على هذا النحو. ولكن، من يدري، ما هي البلاد، وبالتالي، ما هي اللغات التي سوف تصبح قيادية في العالم بعد مائة عام؟

Lilya Palveleva
http://www.svoboda.org/content/article/3544993.html
يتبع/ تطورالكمبيوتر ولغة توارد الأفكار (3)
---------------------------------------------------



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة المستقبل: الانجليزية أم المندرينيّة (1)
- أهمية قديروف والنموذج الشيشاني في سياسة روسيا الاقليمية
- اللغة الشيشانية وتطورها كتابة وأدبا
- اعتراف الأمريكان بانتصار الروس في سوريا
- في إحياء الذكرى ال 72 -يوم نفي الشعب الشيشاني-!
- الشيشان كعنصر فاعل في السياسة العالمية*
- حول مسألة العلاقات الإثنوجينية (المنشئية) للناخيين مع شعوب آ ...
- الشيشان – تاريخ قديم ومعاصر
- من مفتي.. إلى رجل سياسة.. إلى قائد دولة
- البيت القوقازي
- حركة الجبليين القوقاز بقيادة شامل حسب رأي المؤرخين الإنجليز ...
- جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية في الأراضي التي احتلت ...
- الشيشان/ بين الحاضر والمستقبل
- في علم الأخلاقيات الشيشانية
- في علم الأخلاقيات عند الشيشان
- ضيف في البيت- سعادة
- إنها حرب عالمية ثالثة تجري*
- قراءات في كتاب -إبنة الغيم- لمؤلفه رمزي الغزوي
- الإنذار الموجه إلى النائب في دوما الدولة الروسي، جيرينوفسكي، ...
- رمضان قديروف: نحن نحمي روسيا الاتحادية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - موت اللغة.. ولغة المستقبل (2)