أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟















المزيد.....

هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟
ليس غريبا ان يصادف تقرير الخارجية الامريكية حول المغرب مع ما قدمته القناة الثالثة الفرنسية عن محمد السادس ومحيطه .
وبالرجوع الى تقرير الخارجية الامريكية يتبين انه تقرير مغاير للتقارير التي دأبت الخارجية الامريكية اصدارها بخصوص النظام الملكي المغربي . لأول مرة يتناول التقرير بالواضح ثلاثة محاور .
--- محور النظام الملكي .
--- محور الشعب الصحراوي
--- محور الشعب الامازيغي
1 ) فبالنسبة للمحور الملكي ، اعتبر التقرير في وصف واضح النظام ، بالاستبداد ، والدكتاتورية ، والمتعارض مع الديمقراطية ، حيث يمسك الملك بيده كل ( السلط ) الاسلاك ،من السلك التنفيذي ، الى السلك التشريعي ، الى السلك القضائي ، كما ان المغاربة الرعايا المحرومين من الحقوق الدنيا ، ليس في مستطاعهم تعديل او تغيير الدستور بما يمس ( سلطات ) اسلاك صاحب الجلالة .
ان هذا التوصيف المباشر ، ليس له من معنى وفهم ، غير ان الساسة الامريكان يمتعضون من نظام متخلف ينتمي الى الزمت الميت ، من خلال ما يشاهدونه كل سنة من طقوس الاذلال والإهانة المقصودة بمناسبة الجلوس على كرسي الحكم ( عيد العرش ) بواسطة عقد لاهوتي يسمى بعقد البيعة الذي يجعل من الامير والإمام سلطة حقيقية فوق جميع ( السلط ) الاسلاك . وهنا فان الادارة الامريكية حين توجه هذا الانتقاد اللاذع للنظام الملكي ، فهذا يعني انها ترفضه ، وتوجه دعوة مقصودة الى الاحرار كي يتقدموا خطوات الى الامام لتغيير النظام الفريد من نوعه في العالم . ونظرا للتحول الذي طرأ على العالم منذ العشرية الاولى من الالفية الثالثة ، فالإدارة الامريكية الراعية لمصالحها ، ترى في شخص محمد السادس وفي نظامه ، انهما استنفذا الدور الذي اوكل لمثل هذه الانظمة ، التي اضحت متجاوزة بانتهاء الحرب الباردة ، وبموت الايديولوجية ، ومن ثم فان الدور الاستراتيجي لمكانة النظام اضحت عديمة الجدوى ، لذا فالتغيير اضحى ضرورة حتمية لتطوير النظام المغربي مع شخص آخر ، سيما إذا كان متشبعا بالثقافة الانغلوساكسونية ، وبالليبرالية الغربية ، وبأفكار مونسيكيو ، وجون لوك ، وهوبز ، وبعصر الانوار ، كما انه مستعد للتخلي عن التاريخ القروسطوي المتحجر ، ومستعد للحل الديمقراطي لنزاع الصحراء الغربية . وهنا يبقى الامير هشام المثقف والمتناقض مع محمد السادس ، كجوكير بيد الغرب ، وواشنطن ، للعب دور المرحلة الجديدة ، وتطبيق الديمقراطية بمفهومها الكوني ، لا الديمقراطية بمفهومها المخزني ، البارعة في انتاج وإعادة انتاج مجتمع العبيد لا مجتمع المواطنة والمواطنين . ان العلاقة الخاصة التي تجمع هشام بآل سعود ، وبالأمريكان وبالغربيين ، والتركيز على صورته في الوثائقي الذي قدمته قناة فرانس 3 الفرنسية ، ليس غريبا ، وله مدلول لا يحتاج الى شرح او تأويل .
عندما مات الحسن الثاني ، اعطى الغرب لمحمد السادس ، مهلة لكي يقف على رجليه ، و حتى يتمكن من الاصلاح السياسي للدولة ، وكانت بعد المبادرات المخدومة في ابانها مثل ملك الفقراء ، والمفهوم الجديد للسلطة ، والعهد الجديد ، وإبعاد الوزير ادريس البصري بسبب حزازات شخصية ، وليس بسبب تاريخه الدموي وكجلاد ، ان اعطى كل هذا ارتياحا للعواصم الاوربية بإمكانية اصلاح النظام ، ودخول الديمقراطية من بابها الكوني لا الخصوصي . كل شيء سيتبخر بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وتفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 ، وعوض ان يحصل الانفتاح والانفراج ، ساد ظلام حالك الحريات بالمغرب ، وتحول الملك من ملك الفقراء ، الى الملك الملياردير الذي يملك حوالي ستة مليار دولار ، اضافة الى القصور ، والضيعات ،والحسابات البنكية في سويسرا ، وما فضحته وثائق باناما من تهريب للعملة وتبييضها .
لقد اثرت هذه الوضعية على الوضع العام بالمغرب . ففي الوقت الذي يزداد فيه الملك وعائلته وحاشيته غنى ، يزداد تفقير الشعب المغربي ، سواء بالرفع من الاسعار لتشمل كل الميادين من العيش ، الى السكن ، الى التطبيب ، الى التعليم ... الخ ، مع احتلال المغرب الدرجات المتخلفة في جميع القطاعات ، واحتلاله المراتب الاولى في الفساد ،والدعارة ، وكل اشكال الامراض الاجتماعية المعروفة لدا الغربيين .
بعد ان فشل ، بل افلس نظام محمد السادس الغائب والمغيب ، ولأول مرة في العالم نجد ، رئيس وملك دولة ، كل ايامه عطل في عطل ، بل حول عاصمة مملكته السعيدة الى قرية ( بيتز ) ، حيث اصبح بفرنسا عاصمتين ، عاصمة للفرنسيين ـ وعاصمة لمحمد السادس ، وليس للمغاربة المرتبطين ببلدهم ، و ينتظرون ساعة الحسم التي ستكون مؤيدة ومدعمة من قبل جميع العواصم الاوربية وواشنطن من اجل بناء النظام الديمقراطي الحقيقي . وبعد ان ادرك الاوربيون وواشنطن حقيقة النظام الحالي لمحمد السادس ، وحتى يضعوا العصا في عجلة التغيير الجذري للنظام السياسي ، اصبح رأس محمد السادس الذي يجهل كل ما يجري بالدولة ، وبعد ان سلم المغرب لمافيا على رأسها فؤاد الهمة مستشاره وصديقه الحميم ، ومعه مافيا مكونة من الخسيس الجبان الرديء الوزير المنتدب في الداخلية المدعو الشرقي ضريس ، والجلاد الحقير المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، والمديرية العامة للأمن الوطني ، والجلاد المجرم نور الدين بن ابراهيم الوالي بالمديرية العامة للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية ، مطلوبا لصالح ملكية برلمانية على الطريقة الاوربية .
فهل الشعب وليس الرعايا سيقبل بهذا النوع من الملكيات ، بعد ان كان ممكنا الدخول اليها قبل تفجيرات 16 مايو 2003 ، و تفجيرات 11 مارس 2004 بمدريد ؟
2 ) وبالنسبة لمحور الشعب الصحراوي ، سنجد ان تقرير الخارجية الامريكية يؤكد مشروع سايكس بيكو الذي اعدته ادارة جور بوش الابن باسم الشرق الاوسط الكبير . والإدارة الامريكية هنا تؤكد ، وبالواضح عدم اعترافها بالتواجد المغربي بالأراضي المتنازع عليها ، كما تعتبر ان الحل الوحيد الاوحد ، هو الاستفتاء الذي سيؤدي الى استقلال الصحراء عن المغرب . وهي هنا مستعدة للاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، بمجرد انتهاء التصويت الذي سيحقق 99 في المائة لصالح الانفصال .
3 ) وعندما يركز تقرير الخارجية الامريكية على حقوق الامازيغ ، ويصفهم كشعب مهضوم الحقوق ، فالهدف من هذا المخطط هو تشجيع حركات الامازيغ الانفصالية ، كحركة 18 سبتمبر بالريف ، والأطلس المتوسط ، والأطلس الكبير . فهل مخطط تقسيم المغرب الى جمهوريات ، بعد ان اصبحت الملكية البرلمانية متجاوزة ، هو تكملة لما يحصل اليوم بدول الشرق الاوسط ، من تفتيتها الى دويلات ، باسم الجمهورية ، والاثنية ، والأعراق ؟ .
ان تقرير الخارجية الامريكية حول النظام الملكي ، ومن بعده ما قدمته القناة الفرنسية 3 حول محمد السادس ونظامه حيث الاغتناء غير المشروع ، والعبودية والقمع ، ليس بالشيء البريء .
ان الجو اليوم بالمغرب شبيها بالجو الذي ساد الثورة الايرانية ، وأسباب سقوط الدكتاتور شاه رضى بهلوي ، هي نفسها متوفرة في محمد السادس . والدخول الى هذا التغيير المحضر ، سيكون من باب الصحراء . لقد فشل محمد السادس في كل المحاور ، واهم هذه المحاور قضية الصحراء الغربية . فإذا ذهبت ، وهي ذاهبة سيسقط النظام حتما . الشعب سيتحرك وسينزل الى الشارع ، والرعايا الذين تم تجييشهم ، سينخرطون الى جانب الشعب ، وليس الى جانب نظام فاسد يتهاوى ، والجنود ، وضباط الصف ، والضباط الوطنيين الاحرار المنفيين في الصحراء ، سيلتحقون بالشعب لإعادة البناء الذي سيكون مدعوما من قبل كل العواصم الاوربية وواشنطن ، وحتى السعودية في حالة ما إذا كان البديل في هشام بن عبدالله العلوي .
فهل تهريب الملك للأموال بالعملة الصعبة الى خارج المغرب ، هو دليل على استشعاره بقرب نهايته ؟ وهل حقا سيكون آخر الملوك كما كتب احد الصحافيين الفرنسيين ؟ .
وقبل ان نختم لا بد من التذكير بتورط وكالة المخابرات الامريكية من خلال القاعدة العسكرية بالقنيطرة في انقلاب الصخيرات في سنة 1971 ، وانقلاب الطائرة في سنة 1972 . ان اقلاع الطائرات من القاعدة ، وتحت انظار الجيش الامريكي الذي كان مرابطا هناك ، دليل على ان الامريكيين كانوا على علم بما يحاك ضد نظام الحسن الثاني ، ومع ذلك آثروا الصمت ، لأنهم كانوا يتقززون من فضاعات الملك كدكتاتور ، ضد حقوق الانسان ، وضد الديمقراطية بمفهومها الكوني وليس الحسني . ولا ازال اتذكر في سنة 1987 حين كنت اتابع دراستي بالسلك العالي للمدرسة الوطنية للإدارة ، وكنا نتابع محاضرة لأحد الاساتذة الامريكان ( جون دايمس ) الذي كان يعمل مستشارا بالبانتغون ، وهو يؤكد علم المخابرات الامريكية بالانقلابين ، وبرر عدم تدخل الامريكان لصالح النظام ، بسبب الفساد المستشري بالدولة . ان الجنرال محمد المدبوح حين زار واشنطن في زيارة رسمية ، توصل من شركات امريكية بتقارير خطيرة حول فساد وسرقة مجموعة من الوزراء لأموال الدولة ، ولأموال تلك الشركات . وعندما عاد الى المغرب قدم التقارير الى الحسن الثاني الذي رفض التدخل في الموضوع . وبعد سنة سيبدأ هؤلاء الضباط بالتحضير للانقلاب على الفساد . وللذليل فمباشرة بعد الانقلاب ، اعتقل الحسن الثاني مجموعة من هؤلاء الوزراء . لكن تم وضعهم في ( سجن ) بمثابة فندق . فكانوا يقضون الليل بمنازلهم ، ويعودون في الصباح الى الفندق ( السجن ) .
ان فساد اليوم اكثر من فساد الامس ، وشروط ، وأجواء الثورة الشعبية التي سيدعمها الضباط الوطنيين الاحرار عند ذهاب الصحراء ، موجودة اليوم بقوة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الحرب إذا اندلعت في الصحراء
- حكومة صاحب الجلالة ومعارضة صاحب الجلالة
- قراءة في الرسالة التي بعتها الامين العام للامم المتحدة الى ا ...
- إيجابيات وخطورة القرار 2285 لمجلس الامن
- الجبهة الوطنية التقدمية الديمقراطية بديلا عن خرافة - الاجماع ...
- قدر المغرب الراهن بين نظامين . نظام الملكية المطلقة ، ونظام ...
- تمخض الجبل فولد فأرا
- هل استشعر الملك محمد السادس بشيء يحاك ضده ؟
- بين مغالطة - الاجماع الوطني - الاجماع الفاسد ، واقرار سيادة ...
- - هيئة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية - - ا ...
- ألإقطاعية المخزنية والانتخابات
- إقرار السيادة للشعب
- - كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون - اتق الله يا جلا ...
- قرار مجلس الامن المرتقب حول نزاع الصحراء
- مثقف الطريق الوسط الراكد وراء المنصب الكبير
- هل الصحراء مغربية ؟
- هل سيتم حل قضية الصحراء الغربية بلجوء مجلس الامن الى الفصل ا ...
- التجييش والتهييج
- هل تعترف الامم المتحدة بالجمهورية الصحراوية ؟
- وضع المرأة في المجتمع الراسمالي : الجنس والاستغلال


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟