أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد














المزيد.....

اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما يفقد المنتصر لذة الفوز عندما يبتسم المهزوم بوجهه حسب تعبير أدولف هتلر، كذلك يبدو الحال نفسه مع بعض حاملي شعارات الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن تفاخر المستبد بالديمقراطية لا يجعل التائق للحرية والديمقراطية يشعر بالخيبة فقط، إنما تراه يضيق ذرعاً حتى بكلمة الديمقراطية وكل المفردات المتعلقة بها وكذلك مَن يتداولها كلازمة غنائية ليل نهار.
إذ يبدو أن مَن كان تاريخه حافلاً بالتجارب الاستبدادية والممارسات التعسفية، لا يجد وسيلة مقنعة لتبييض صفحته وتسويق مشروعه الخاص إلا من خلال تقمص القيم الأوربية، ومحاكاة المصطلحات المتداولة في الدول الغربية بشكل عام، ومن ثم التعويل على الكليشيهات المستجلبة من تلك المرابع، بهدف التشبه بهم وليس طبعاً السير على خطاهم، حيث يرى ذلك النموذج البشري من السياسيين في بلادنا بأنه ليس بمقدوره أن يستمد أسباب وجوده إلّا من خلال تلحفه بثوبٍ زاهٍ يُعيد له نضارة الذات بعد اهتزاز صورته بفعل الرجات الثورية التي طالت تربة الدول التي شملها الربيع العربي، والأمثلة بدون شك لا تحصى في منطقتنا، إلا أننا سنحذف أسماء الأفراد والمنظمات كلها اختصاراً للوقت، لنقف على التصريح الأخير لأحد نماذج الفكر الاستبدادي في المجتمع الكردي، وهو يتحدث بكل صفاقة عن الديمقراطية المزعومة التي لا تزال التأثيرات الشعاراتية لها مماثل للتأثير السلبي لنظام البعث في تلك البلاد.
ومنهم السيد آلدر خليل أحد المسؤولين في حزب صالح مسلم، الذي تشدق مؤخراً بقيم الحرية والديمقراطية من خلال تلفزيون حزبه، أي قناة(روناهي) وقوله: بأن الذين كتبوا لافتات تخوِّن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني وتتهمه بالخيانه أنها تأتِ ضمن سياق حق التظاهر وحرية التعبير، والتبجح كعادته بأنهم لا يقمعون الحريات.
إذ أن الديمقراطية الجوفاء لـ: آلدار خليل تعيد إلى أذهاننا الممارسات المماثلة في لبنان طويلاً، ألا وهي تجربة (حزب الرب اللبناني)، حيث كانت الديمقراطية الكسيحة في لبنان تسمح يوماً لمعظم وسائل إعلامها بإهانة شخص رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وكذلك رئيس الجمهورية إلياس الهراوي، ولكنها لم تكن لتتجرأ نفس تلك الوسائل التقرب من أسوار حزب الله وزعيمه حسن نصرالله، باعتباره من المقدسات لدى تنظيمه ولدى كل من كان يصفق له، بما أنه فوق النقد أو حتى الملاحظة أو الاشارة إليه من خلال مقالة أو نقدٍ كاريكاتوري ساخر.
وها هي التجربة نفسها تتكرر لدى حزب شمولي مماثل له في العجرفة والممارسات الاستبدادية، أي عند أبواق الديمقراطية العرجاء في كانتونات صالح مسلم في المناطق الكردية بسوريا، إذ مسموح في ديمقراطية آلدار ومن هو على شاكلته، بأن يهينوا عبدالحكم بشار أو فؤاد عليكو أو أي سياسي آخر لا ينتمي إلى جوقتهم العقائدية، وإمعاناً في السير قدماً بديمقراطيتهم الكسيحة فلا بأس بتخوين مسعود البارزاني، ولكن مقدساتهم العقائدية فممنوع التقرب منها، وكذلك ممنوع منعاً باتاً التشهير بالخاقان الأعظم لديهم، وكذلك ممنوع التطاول على شخص صالح مسلم أو جوان ابراهيم أو حتى محاولة رمي السيد آلدار الديمقراطي جداً بالبيض الفاسد.
ففي دولة الامة السريالية مسموح شتم المجلس الوطني الكردي، ومسموح تناول أعراض كل المعارضين لخطهم السياسي، ومسموح إهانة البارزاني وحتى شتمه، ولكن قيام مظاهرة ضد طاغية دمشق من المحرمات، كما أن ديمقراطية تلك الامة الدونكيشوتية تعتبر السيد عبدالله أوجلان من المقدسات ولا يجوز تناوله بالنقد أو التجريح، لأن المجمع الإلهي يعتبر الكون كله في كفة والسيد أوجلان في كفة أخرى، باعتباره بمقام زيوس لدى مجمع الآلهة في قنديل.
ولكن باعتبار أن السيد خليل وبقدرة قادر صار من أنصار حرية الرأي والتعبير في تصريحه الأخير لتلفزيون حزبه، وبناءً على قوله بأن ما حصل في شوارع مدينة الدرباسية وقبلها في كركي لكي بخصوص اللافتات المسيئة وشعارات الخيانة الموجهة لرئيس اقليم كردستان بأنها تأتي ضمن سياسية حرية تعبير الجماهير، ومن مبدأ ترسيخ قيم الديمقراطية التي يتبجح بها المدعو آلدار خليل وطاقمه العقائدي، نقترح بضرورة قيام مظاهرات مماثلة في عموم شوارع كانتونات الاتحاد الديمقراطي، حيث يتم فيها رفع لافتات تدين ليس فقط خنوع وإذعان الاتحاد الديمقراطي لإملاءات كل من حاخامات (قم) وجلاوزة الفرعون السوري، إنما أن تضمن اللافتات أيضاً صور كاريكاتورية لقادة الحزب وكلمات تدين أوجلان لما اقترفه لأكثر من مرة وفي أكثر من موقع ومناسبة في تصريحاته المجحفة بحق الكرد السوريين كشعب يعيش على أرضه قبل ولادة أوجلان وحزبه، وإنكاره المتكرر لوجود شيء اسمه قضية كردية في سوريا إرضاءً لرغبات وسلطة المقبور حافظ الأسد.
وطالما أن الديمقراطية لا تصح ولا تُبنى ولا تترسح إلّا إذا ما تخلصت من العرج الغليظ في مسارها، كما هي الحالة لدى هذا الفصيل الاستفرادي المسمى مجازاً بالاتحاد الديمقراطي، وطالما أن الديمقراطية لا تستقيم إلّا إذا ساوت بين جميع الأفراد والقادة في تناولهم أو الموقف منهم، وبالتالي انتقادهم بدون استثناء قيلٍ من قادتهم، أو تفضيل قطبٍ على قطب، أو فصيلٍ على فصيل، أو زعيمٍ على زعيمٍ آخر، لذا فما على الناس إلا الاقتداء بحرية التعبير لدى آلدار خليل ومحاكاة التجربة الديمقراطية لحزبه، والبدء بحملة لافتاتٍ تشمل رموز هذا التنظيم بدأّ بألدار خليل مروراً بالغافي في إمرالي وإنتهاءً بالمُقتدى بهم مِن أساطين التنظيم الأم في (قنديل).



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حساسية وتزاحم الهويات في سوريا
- حول ملف 1 أيار
- الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً
- المثقف عندما لا يقرأ
- المُعارضة وتشبهها بالسلطة
- عبدالحكيم بشار: القضايا المصيرية للبلاد ليس من الجائز تداوله ...
- قرابين الاتفاق التركي الاوروبي
- (حوبو) و(مونشهاوزن) وأنصار أوجلان
- عندما يكون القذافي أنموذجاً للاحتذاء به
- الأسد ونظامه البعثي لا يعترفان أصلاً بوجود شعب وقضية كردية ف ...
- جناية حامل الأوزار
- تركيا وأبوابها المفتوحة/ المغلقة أمام النازحين
- صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء
- الجعفري و ماخوس و البانادول
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد