أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - المُعارضة وتشبهها بالسلطة














المزيد.....

المُعارضة وتشبهها بالسلطة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تكون معارضاً لجهةٍ أو لسلطةٍ ما، يعني بأنك على الأقل تتميز عن تلك الجهة ببعض الخصال الحميدة التي يفتقدها مَن توجه انتقاداتك ليل نهار إليهم، وأن تعارض يعني بأنك تنتقد تلك الجهة على ما تقترفه من موبقات، وأن عليك الاستفادة مِن عثرات مَن تعارضه، وبالتالي لا تكون أقبح منهُ أو نسخة معدَّلة عنه في القول والفعل، وإلّا فلماذا تعارضه؟ وما الذي يُميزك عنه إن كنتَ مثله أو دونه؟
فمعلوم أن كلمة المعارض عادة ما توحي للمتابع بأن ثمة شيء قبيح جداً لدى النظام القائم في بلد ما، لذا تأتي المعارضة بما لديها من مشروع إنساني أو حضاري تناهض ما كان قائماً، وتحاول إيجاد ما هو أفضل منه، وهذا لا ينطبق على الشق السياسي أو الأمني فحسب، إنما ينسحب على كل جوانب الحياة في هذه الدولة أو تلك، وعلى مستوى كل المؤسسات بما فيها وسائل الاعلام التي عادةً ما تأتي بخطاب مخالف للخطاب السائد ومتطور عنه إلى حدٍ ما، ولكي تتميز الوسيلة أو الجهة عن الخطاب السابق تميل على الأقل الى الإنصاف والعدل والشفافية أكثر من الخطاب الاعلامي السابق للجهة المنتقَدة، كما أن عليها أن تكون أرقى منها وأنبل.
ولكن يبدو أن الوضع في سوريا لا يزال يراوح مكانه رغم مرور أربع سنوات على الثورة، والإعلام البديل في الكثير من جوانبه لا يزال يحذو حذو الاعلام السابق للسلطة، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر، فبعد التذمر الشديد من قِبل الشارع الكردي على ما نشرته مؤسسة غسان عبود: "أورينت" ونتيجة لردود الأفعال السلبية على أدائها وما صدر عنها عقب تسريب حلقات مقيتة من إحدى برامجها التحريضية، والساعية إلى إحداث الشرخ والنفور بين فئات المجتمع بدلاً من جذب الناس ولملمتهم بعد أن مزقتهم السلطة ومن معها طوال الاعوام السابقة، وبدلاً من التأسف على ما بدر من مؤسستها راح طاقم المؤسسة تلك يروِّج ويقول بأن المخابرات السورية هي التي تقف وراء نشر تلك الحلقة، وهي على أساس أنها بذلك التصرف تحاول تجميل الحالة ولكنها من المؤكد تساهم في تقبيحها، وذلك من خلال اتهام الجهة التي قامت بنشر الحلقة بدلاً من معاقبة المسيء، إذ أنها خلال إيرادها العذر القبيح ذاك تذكرنا بالمثل الكردي القائل:( ê kirî berdan e bi dû ê gotî ketin e )، بمعنى أنهم أطلقوا سراح الفاعل وراحوا يلاحقون القائل، فالجماعة تركوا أصحاب التصريحات وما سببه كلامهم من الاساءة بحق ملة بأكملها، وربما لم يشعروا بالخجل عندما كانت تلك التصريحات المسيئة بحق شريحة من شرائح المجتمع السوري تلقى أمامهم ومن خلال وسيلتهم، يوم تم وصف الكرد بنعوت تحط من قدر البشر في حلقتهم، منها أن: "الشعب الكردي همجي، مرتزقة عبر التاريخ، ثلة من المجرمين وقطاعي الطرق، والكردي بليد بالوراثة، كما وأطلقوا من خلال الحلقة دعواتهم إلى تطهير سوريا من الأكراد، لأنهم حسب قولهم يحتلون شمال وشمال شرق سوريا، ويجب طردهم وتطهير المنطقة منهم بالكامل"، ولكن بدلاً من إيقاف الحلقة والاعتذار من المشاركين والقول بأنهم كانوا في الحلقة دون المستوى المطلوب، راحوا متهمين هذه الجهة أو تلك بأنها كانت وراء تسريب الحلقة النتنة تلك، حيث اتهم مالِك المحطة مَن أعاد نشر حلقات برامج قناته بأنهم "أبواق شوفينية تابعة لاستخبارات الاسد".
فالغريب أنهم هذه المرة لم يتهموا الغرب الكافر بالتواطؤ والمؤامرة عليهم كالعادة، إنما خففوا الاتهام واختصروه بالاستخباراتية البعثية، علماً ان المحطة هي التي أعدت اللقاءات ونشرتها على الهواء وفي موقعها، وليست أجهزة المخابرات البعثية مَن قامت بإعداد الحلقة وتقديمها وبثها، كما وتجاهلت المحطة المُعارِضة صدى الشارع من خلف الاساءات التي تسببت بها المحطة بحق ذلك المكوَن.
عموماً فإن كانت المخابرات الامريكية نشرت الحلقة أم المخابرات البعثية مَن قامت بذلك الفعل، فما الذي يتغير في نهاية المطاف من مضمونه، طالما أن إعادة نشر التسجيلات توضح حقيقة موقف الضيف والقناة من تلك الشريحة، متناسين أنه ليس ثمة تسريب، إنما كانت حلقة منشورة منذ أشهر وفقط تم تسليط الأضواء عليها عند مراجعة أرشيف الحلقات.
وبناءً على ما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان أن حقوق الانسان هي: «حقوق متأصلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيتهم، أو مكان إقامتهم، أو نوع جنسهم، أو أصلهم الوطني أو العرقي، أو لونهم، أو دينهم، أو لغتهم، أو أيّ وضع آخر»، لذلك أعلنت مجموعة من الإعلاميين والمثقفيين والحقوقيين مِن مختلف انتماءاتهم القومية والمناطقية والفكرية، استنكارهم لتصرفات تللك المؤسسات المحسوبة على المعارضة ودورها في بث السموم التي ربما تزيد خطورة عن تلك التي تبثها قنوات النظام البعثي في سوريا، واعتبروها انتهاكاً لمواثيق الشرف الصحفي كافة، وتحريضاً على العنف والكراهية؛ والحقد؛ والمذهبية.
ولكن عوضاً عن التأسف على ما بدر من بعض كوادرها بالتوازي مع مَن أدلوا بما يكنونه عبر ذلك البرنامج، راحت القناة تشكك بالموقعين على البيان وتتهم معظم من وقعوا عليه بأنهم يرفضون الاعتراف بسوريتهم، وبأنهم جزء من الثورة المضادة على ثورة الشعب السوري وعلى المكون الرئيسي الاكبر في البلاد أي (العرب السنة) وفوقها سمّت الموقعين على البيان بالحثالات.
هذه إذاً إحدى أبرز القنوات السورية المعارضة والتي تدعي بأنها تعارض النظام القائم بكل مافيه وتشهر مقابحه، وتدّعي بأنها ساعية لنشر ثقافة التسامح والديمقراطية في البلاد، ولكنها من فرط ديمقراطيتها لا تقر بالذي اقترفته في إحدى برامجها! فكيف إذن سيعترف بشار الأسد بالجرائم التي ارتكبتها قواته المسلحة؟ وكيف سيقر الطاغية بأنه كان مخطئاً في يومٍ ما؟ فإذا صفاقة مثل عين الشمس ولا تقدر إحدى محطات المعارضة على الاعتذار عنها، فكيف سيكون حال باقي مؤسسات المعارضة التي لا علاقة لها بقصة الديمقراطية ومرادفاتها؟ وأين ستصل بتجاوزاتها هذه المؤسسات إن توصل أصحابها إلى سدة السلطة في سوريا المستقبل؟ وجثموا يوماً ما على الكرسي الذي يقبع عليه الآن ذلك القابع على ظهر قاسيون.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالحكيم بشار: القضايا المصيرية للبلاد ليس من الجائز تداوله ...
- قرابين الاتفاق التركي الاوروبي
- (حوبو) و(مونشهاوزن) وأنصار أوجلان
- عندما يكون القذافي أنموذجاً للاحتذاء به
- الأسد ونظامه البعثي لا يعترفان أصلاً بوجود شعب وقضية كردية ف ...
- جناية حامل الأوزار
- تركيا وأبوابها المفتوحة/ المغلقة أمام النازحين
- صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء
- الجعفري و ماخوس و البانادول
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...
- الطعنة
- بوادر تفكيك الأسَر
- الحدث الانساني ما بين التغاضي والاحتفاء
- لوثة الغريزة
- يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - المُعارضة وتشبهها بالسلطة