أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - نشأت البروليتاريا .















المزيد.....

نشأت البروليتاريا .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت البروليتاريا .
ماهي البروليتاريا ؟.. البروليتاريا (من اللاتينية proletarius) هو مصطلح ظهر في القرن التاسع عشر ضمن كتاب بيان الحزب الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك أنجلز يشير فيه إلى الطبقة التي ستولد بعد تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي إلى اقتصاد احتكاري، ويقصد كارل ماركس بالبروليتاريا الطبقة التي لا تملك أي وسائل إنتاج وتعيش من بيع مجهودها العضلي أو الفكري، ويرى ماركس أن الصراع التنافسي في ظل الرأسمالية، سيتولد عنه سقوط للعديد من الشركات واندماج شركات أخرى، حيث انها في النهاية تتحول إلى شركات كوسموبوليتية أي لاقومية وتصبح شركات احتكارية و يصبح نضال شعوب الأرض موحدا لعدو واحد وتسمى هذه الطبقة الناشئة عن الاحتكارات العالمية بطبقة البروليتاريا، وهي تبيع عملها الفكري والثقافي والعضلي ولا تملك أي وسائل إنتاج، ويعتبر ماركس البروليتاريا هي الطبقة التي ستحرر المجتمع وتبني الاشتراكية بشكل أممي.
نشأت البروليتاريا في أنجلترا خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، أثر الثورة الصناعية التي قامت منذ ذلك الحين في البلدان المتحضرة في العالم .
أي بعد أختراع الألة البخارية والألات الأخرى مثل ألات الغزل والنول الألية .
وكما نعلم فأن العمل هو سلعة كغيرها من السلع يتحدد سعرها على أساس قانون العرض والطلب ، حالها حال باقي السلع ، وسعرها أي أجرها ما يعادل كلفة أنتاحها ، وبالتالي يكون سعر العمل هو أيضا مساوي لكلفة انتاج العمل .
لكن كلفة أنتاج العمل تتمثل في كمية وسائل العيش الضرورية لجعل العامل قادرا على أداء عمله والأبقاء على البروليتاريا على قيد الحياة .
والعامل لا يتقاضى مقابل عمله سوى الحد الأدنى والضروري لتأمين حياته وتمكينه من الأستمرار في عمله .
الطبقات الكادحة التي وجدت قبل الثورة الصناعية قديما ، كان الكادحون عبيدا للمالكين ( الأسياد ) ومن ثم ( الأقطاع .. في عصر الأقطاع ) .
وفي القرون الوسطى كان الكادحون هم الأقنان ( عبيد الأرض للأقطاع والمالكين ) الأرستقراطيين مالكين العقارات ، ونشأت فئة تسمى الصناع ، وهؤلاء يعملون بأمرة حرفيين برجوازيين صغار .
ومع تطور المانفكتورة ( والتي تعني .. المهن والمشاغل والحرف ) برز ظهور العمال مع تطور العمل ، وأصبح الشغيلة يعملون لدى الرأسماليين .
بماذا تتميز البروليتاريا عن العبد ؟ : كان العبد يباع ويشترى ويتبع مالكه هو وعائلته واطفاله ، وهي سمة ممييزة عن كل أشكال الملكية الخاصة ، أما البروليتاريا فهو يبيع قوة عمله كل يوم ، العبد ملك سيده والتي تقتضي مصلحة السيد المالك أن تكون معيشة عبده مضمونه مهما كانت بائسة وحقيرة لكي يكون قادر على القيام بالأعمال التي توكل أليه ، أما البروليتاري فهو بمفرده تحت تصرف الطبقة البرجوازية بأسرها ، فمعيشته ليست مؤمنة !.. لأن عمله لا يتم شرائه ألا عندما تكون ثمة حاجة اليه ، وهكذا لا يكون وجود الطبقة العاملة مضمونا ومؤمنا ألا بصفتها طبقة بمجملها .
في حين لا يعرف النظام العبودي المنافسة ، أما البروليتاريا فهي تعاني من كل تقلبات عملية الأنتاج وقانون العرض والطلب ، ينظر الى العبد كبقية الأشياء ، لا كونه عضو في المجتمع المدني ، عكس البروليتاري كونه كائن بشري وعضو في المجتمع .
قد يكون العبد عيشته أفضل من العامل لكنه ينتمي الى مرحلة أرقى من مراحل تطور المجتمع ، وفي منزلة أرقى بكثير من منزلة العبد .
بماذا يتميز البروليتاري عن القن ؟ : يمتلك القن أو يتمتع بادوات أنتاج وقطعة أرض صغيرة ، مقابل تسليم سيده حصة من محصوله أو القيام ببعض الأعمال المعينة !... بينما االبروليتاري بأدوات أنتاج يملكها شخص أخر ولحساب نفس ذلك الشخص مقابل حصة معينة من الأنتاج ( فالقن يعطي .. والبروليتاري يأخذ ) ، معيشة القن مؤمنة !.. في حين أن البروليتاري لا يوجد أي ضمان في معيشته ، القن يوجد خارج نطاق المنافسة !... أما البروليتاري فهو في صميمها .. ويمكن للقن أن يتحرر .
بماذا يتميز العامل عن عامل المانيفاكتورة ؟ : عامل المانيفاكتورة ومنذ القرن الثامن عشر لا يزال يملك أدوات عمله ( نول الحياكة ومغزله العائلي وحقل صغير يزرعه في أوقات فراغه ) أما العامل فلم يكن يملك شئ ، عامل المانيفاكتورة يعيش في الريف ويرتبط بعلاقات أبوية مع الملاك الأقطاعي وصاحب العمل ، بينما يعيش العامل في المدن الكبرى ولا تربطه مع الرأسمالي سوى علاقة مالية صرفة .
ونعيد تعريف المانيفاكتورة : وهي الشكل الكلاسيكي للتعاون القائم على اساس تقسيم العمل ، وقد كانت سائدة من عام 1550 م --- 1770 م ، وهي تنشأ بتجميع حرف مختلفة يؤدي كل منها جزءا من العمل ، وهكذا تنقسم كامل العملية الى مكوناتها الجزئية .
أو القيام بنفس العمل على شكل جماعة موحدة في المعمل نفسه ، ولكن عوضا عن انجاز الأعمال الفردية واحدة تلو الأخرى ومن قبل شغيل واحد ، يتم تجزئتها بشكل تدريجي الى ان يجري تنفيذها من قبل عمال متعددين في وقت واحد ، وبدلا من أن يكون المنتوج نتاج حرفي واحد ، يصبح الأن نتاج عمل مجموعة من الحرفيين الذين لا يؤدي أحد منهم سوى جزء تفصيلي من العملية .
ولكلتا الحالتين نتيجة واحدة قوامها جسم أنتاجي ، أعضائه كائنات بشرية ، ألا أن العمل يظل ذا طبيعة حرفية ، لأن كل جزء من العمل الذي يمر به المنتوج ينبغي أن يكون أنجازه بواسطة اليد .
أن العقبات المعيقة لنمو المانوفاكتورة حتى في عهدها الكلاسيكي !... هي قلة عدد العمال غير الماهرين بسبب غلبة الماهرين ، وقلة النساء والأطفال بسبب مقاومة الرجال .
أن الأسس التكنيكية للمانوفاكتورة الضيقة أضحت تناقض متطلبات الأنتاج التي خلقتها هي نفسها ، وأصبحت الأن ضرورية .
لقد نشأت العلاقات الرأسمالية في رحم النظام الأقطاعي ، ولكن المرحلة الحاسمة في نشوء الرأسمالية جاءت عندما سيطر رأس المال ( أي الثروة المتراكمة في أيدي البرجوازية على عملية الأنتاج ) وأضحت قدرت الرأسمالييين على الجمع بين عنصري الأنتاج الأساسيين ( وسائل الأنتاج --من ناحية وجماهير العمال من ناحية أخرى ) .
وتطلب توفير عنصر العمل .. تحرير العمال من سيطرة الطبقات الأقطاعية المالكة للأرض
ويجب أن يكون العمال أحرارا !.. في بيع قوة عملهم لمن يدفع أكثر ، وأحرارا من ملكية وسائل الأنتاج ، أي لا يملكون الأرض أو المواد الخام والألات التي لو أمتلكها العمال لكان بأمكانهم أن يعملوا لحسابهم . .
وقد عرف كارل ماركس [ بأنه نظام الأنتاج السلعي المعمم ، ويتضمن هذا التعريف أثنين من أهم خصائص الرأسمالية -- بيع قوة العمل كسلعة ، والمنافسة بين رؤوس الأموال ، والتي تهيمن على عملية الأنتاج وتطورها بأستمرار .
لا يستطيع الناس العيش من دون الطعام والسكن والكساء ومختلف الحاجات .
وهذه لا يمكن الحصول عليها من دون النشاط الأنتاجي ، ولأنتاج الخيرات المادية مستحيل أن يتم أنتاجها من دون العمل ووسائل العمل .
أن العمل ووسائل العمل تشكل معا وسائل الأنتاج ، ونستنتج من ذلك ان قوى الأنتاج =أدوات العمل + الناس المنتجون .
كتب ماركس [ يدخل الناس لكي ينتجوا في علاقات وصلات محددة فيما بينهم وفي أطار هذه الصلات والعلاقات الأجتماعية ، فقط يتواجد موقفهم أزاء الطبيعة ويتحقق الأنتاج ]
ماركس أنجلس المجلد السادس ص441 .
أن أساس علاقات الأنتاج هو أشكال الملكية ، أي علاقة الناس بوسائل الأنتاج التي هي ( الأرض -- الثروات المعدنية -- الغابات -- المياه -- المواد الخام -- المباني الأنتاجية -- أدوات العمل .) .
علاقات الأنتاج تتشكل بصورة موضوعية ، مستقلة عن أرادة الناس ورغباتهم ، وعلى أساس تطور القوى المنتجة .
وتأريخ المجتمع الأنساني ما هو ألا تطور الأنتاج الأجتماعي المحكوم بقوانين ، وما هو ألا العملية الضرورية ، عملية أحلال أسلوب أنتاج أرقى محل أسلوب أدنى.
فتطور الأنتاج ضرورة موضوعية وقانون للحياة الأجتماعية .
وتطور الأنتاج يبدأبتغيير في القوى المنتجة .
وبما أن القوى المنتجة عبارة عن [ أدوات الأنتاج +الناس الذين يستخدمون هذه الأدوات ] .
السؤال هنا ؟... أي من عنصري القوى المنتجة يتطور أولا ؟ .. الجواب أن خبرة التأريخ الأنساني توضح بأنه في أطار القوى المنتجة نفسها تتطور أدوات الأنتاج أولا .
فالناس يعملون دائما على تسهيل العمل والحصول على اكبر كمية من الخيرات المادية بأقل جهد من خلال تحسين أدوات الأنتاج الموجودة وصنع أدوات جديدة لها مردود أكثر .
ومن هنا تطوير وتحسين أدوات الأنتاج ، أي التقدم التكنيكي ، والعلمي والمعلوماتي والمحوسب هما حصيلة للنشاط الأنتاجي ، العملي للناس المشغولين في الأنتاج .
وفي هذا السياق يتغيير الناس أيضا ، فتنمو خبرتهم الأنتاجية وتأهيلهم وتظهر مهن جديدة .
المصدر : أسس الأقتصاد الماركسي / نمط الأنتاج .
المصدر : ماركس أنجلس ، المجلد السادس ، صفحة 441 .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
25/4/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
- الذكرى 146لميلاد لينين .
- الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
- قراءات فكرية ثانيا ..
- أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
- تأملات معشوق .. قبل الغروب !
- قراءات فكرية ..
- لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
- المتناقضات .. والحكمة منها والدروس المتوخات !..
- ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..
- وجهات نظر فلسفية ..
- مقتطفات خالدة ...
- لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
- الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
- الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
- سجدت لربي سجدتين ..!
- لمن حملوا الأمانة
- تفقهوا أيها العرب ..
- سألتني .. ماذا تحب في المرأة ؟
- أطلقوا سراح الأديب أبراهيم البهرزي .. من وراء القضبان !..


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - نشأت البروليتاريا .