أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة














المزيد.....

تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


تجاوز المألوف في ديوان
"أحلام السنونوة"
علاء الدين كاتبة
لم أكن قد قرأت للشاعر أي شيء، لكن بعد أن قرأت قصيدة لأحد الشعراء يرثي فها "علاء الدين كاتبة" تقدمت لأعرف من كتب عنه الرثاء، وبكل تجرد وجدت شاعر متألق يكتب بطريقته الخاصة، متميز في لغته، الأفكار التي يطرحها تصل لمستوى الحكم، كتابته مكثفة ومختزلة، يقدم شكل جديد للقصيدة، بكل شيء، كان ديوان " أحلام السنونوة" ديوان متميز، ممتع، وهذه احدى أهم عناصر الكتابة الجيدة.
ثلاثة أفعال يقوم بها الشاعر لتحقيق المتعة، أو للخروج من الأزمة، أو الهروب من الواقع المر إلى عالم الخيال والتأمل، وهذا الأفعال، استحضار المرأة أو الطبيعة أو الكتابة، وكلها تقلب مزاج الشاعر رأسا على عقب، شاعرنا يحدثنا عن أهمية وحيوية الكتابة فيقول:
"أن تراقص الكلمات
في ساحة اللغة الرقيقة
أن نتماوج ظلالا للجسد
ونعيد التشكيل لانبجاسات الروح
تفتح فينا حدائق النجوم" ص9، العلاقة بين اللغة/الألفاظ والمضمون متناسقة تماما، فلا نجد أي لفظ شاذ، يجرح الأذن أو يؤذي العين أو يسبب الاضطراب للمتلقي.
ونجد أن الشاعر يفضل مراقصة الكلمات، والتلاعب بها على مراقصة المرأة ومشاهدة جسدها الفتان، أو أن الشاعر يميل إلى الكتابة الشعرية ومرقصة الكلمات كتعويض عن الحرمان من المرأة أو لعدم استطاعته الحديث بصراحة عما يحمله من مشاعر لها، فاتخذ من الكتابة وسيلة لكي يخرج من المحسوس إلى التخيل.
لكن كل الافتراضات التي ذكرناها تخرج من والواقع، بعد أن نستمر في قرأت بقية القصائد، فنجد العديد من القصائد كتبت عن دور الكتابة وما تسببه للشاعر من متعة وشعور بتحقيق الذات فيقول:
" أول الشعر
نسمة هواء غير الهواء
ربيع يندفع نحو الربيع" ص10
فعمليا الكتابة بالنسبة للشاعر هي الهواء الذي يتنفس من خلاله، ولا يمكنه البقاء بدون هذا الهواء الشعري.
ويتقدم الشاعر أكثر في تفصيل رؤيته للكتابة، فيماثلها بالمرأة:
"ظل يضاجع القصيدة
لأنه لا يعرف
كيف يبدأ !" ص12، بهذا الشكل يتأكد لنا بأن الشاعر يتخذ من الكتابة وسيلة للتنفس، للحياة، وبدونها لن يكون له وجود/حضور.
وفي مقطع منفصل يقول:
"أنام معها كل ليلة
وتبقى دائما عذراء" ص18، وبالتأكيد يقصد القصيدة، وهذا الجمع بين تناوله للكتابة والمرأة يعطي مدلول على اهميتهما معا.
ويتقدم الشاعر أكثر من مفهوم الكتابة، ويقدم لنا نصائح تمثل فلسفته عن الكتابة وكيف تكون فيقول:
"لا تلق بأحلامك التافهة والغبية
بل اغمسها بمرق الحواس المتفتحة على الشقاوة
فوق نار رغبات هادئة مكبوتة (ج)
ولا تنسى ملح الفانتازيا ... (د)" ص25، بدون شك نحن أمام نص عميق يجعلنا نهتم بكل ما يصدر عنا، بحيث يمكننا الاستفادة ـ حتى من المسائل العادية ــ وتقديمها بشكل فني متألق، وبهذا تكون حياتها دائما في حيوية وتجديد. وما يحسب على هذه المقاطع أن الشاعر قدمها لنا بشكل جديد، فير مألوف في القصائد، فجعل هناك حاشية (ج) والتي جاءت توضح لنا ما يريده الشاعر أكثر، فكتب في الحاشية:
"(ج) القاعدة الذهبية:
"إذا اشعلت الرغبات عاليا .. شاطت الحواس..
وإذا خبت الأولى .. أصيبت الثانية بالعطن.."
(د) ... لك أن تختار أي نسب تجدها ملائمة ..
احتمالات كثيرة واردة .. ف "لا ضرر ولا ضرار" ص25، بهذا الشكل التجديدي يمكننا أن نقول بأن الشاعر يتجاوز الشكل المألوف للقصيدة ويقدمها بشكل مميز ينفرد به "علاء الدين كاتبة" عن سواه من الشعراء.
يضم الديوان مجموعة من الحكم، قدمت بشكل شعري رائع، فبالإضافة إلى مضمونها السامي، يبقى شكل تقديمها، طريقة صياغتها، بحد ذاته عملا حكيما.
"لا تطعم جدلا بائنا
في علاقة المثقف بالسياسي
سيباغتك التقيؤ
والرغبة بقذف كل الأسئلة" ص23، يحسم الشاعر رؤيته عن علاقة المثقف بالسياسي، وعلى ضرورة ترك الابداع والفن بعيد عن هيمنة السياسي الذي يستخدم الثقافة كوسيلة لتحقيق غاية في نفسه.
"يقهر الموت أن تعتبره صديقا" ص44، بهذا الشكل يتعامل المبدع مع الحياة، فلا يهاب/يخاف ممن هو طبيعي، وبما أن الموت حالة طبيعية ستكون ملازمة لكل إنسان فما الضرر من التعامل معه بشكل عادي.
ويقول عن "الحرب" التي أكلت غزة وابناء غزة:
"توزع القبلات والنياشين
على جثث تحلم بالسلام" ص47، عندما كتب قسطنطين سيمانوف ثلاثية عن الحرب" والأحياء والأموات، رحى الحرب ج1 وج2، والصيف الأخير" والتي يتجاوز عدد صفحاتها الفي صفحة أراد ايصال هذه الفكرة (عبثية الحرب على الإنسان)، لكن شاعرنا قدمها لنا بهذه الفقرة، وهنا تكمن عبقرية الشاعر.
علاقة الشاعر بالطبيعة علاقة حمية من هنا استطاع أن يوظف هذه العلاقة بهذا الرسم المدهش:
"..يسقط المطر
فتذبل البداوة
وينبت الشعر" ص49، فكرة حضارة وبلغة متألقة وبتكثيف غير عادي.
وهناك تأكيد على العلاقة الحميمة بين الشاعر والوطن والذي جاء من خلال طرح هذا السؤال:
" ـ أخائف مثلي يا وطني!؟" بهذا السؤال يجعلنا الشاعر نتحسس حجم الخراب الحاصل في الوطن.
نذكر بأن الديوان من منشورات دار الزهرة، بيت الشعر، رام الله، فلسطين، بدون سنة طباعة.







#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبث الفعل في ديوان -مقفى بالرماة- محمد لافي
- لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تجاوز المألوف في ديوان -أحلام السنونوة- علاء الدين كاتبة