أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا؟















المزيد.....

من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا؟


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا؟

تقرير صادر عن مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية

ترجمة: د. عبدالله جاسم ريكاني- برلمان كوردستان

في الاشهر الاخيرة، اصبحت الاصوات الداعية للاصلاح في حكومة العبادي اقوى و أعلى من اي وقت مضى و ذلك لعدة اسباب. الاول، المرجعية الشيعية متمثلةً بشخص السيد السيستاني الذي لعب دوراً محورياً في ايصاله للسلطة، هددت بسحب تأييدها له فعلياً بسبب تلكؤ حكومتة في اجراء الاصلاحات التي كان قد وعد بها الشعب. ثانياً، طلب السيد مقتدى الصدر، رجل الدين الشاب و صاحب النفوذ بين فئة الشباب من الشيعة، من أتباعه المسير نحو المنطقة الخضراء مهدداً بإسقاط الحكومة، و فعلاً توجه الالاف منهم في الرابع من نيسان الجاري نحو المنطقة الخضراء هاتفين بصوت واحد" لتسقط الحكومة الفاسدة نحو نريد حكومة تكنوقراط نظيفة، فعالة و كفورة". كما اعلن الصدر انه قد سحب تأييده لحكومة التحالف التي شكلها العبادي في عام 2014، و هدد بتصعيد الاحتجاجات الى ان تستقيل هذه الحكومة. و للايفاء بوعده، عمد الصدر الى تكثيف تواجد انصاره في المنطقة الخضراء و الى محاصرة الوزارات و منع موظفيها من الدوام الى ان بدأ النواب المعتصمون بسحب الثقة من هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي و اقالتها بالكامل.
الوضع الحالي خطير و هناك اشاعات في بغداد حول بسيناريوهات و احتمالات متعددة منها انفجار الوضع الشيعي من الداخل و بدأ الاقتتال الشيعي- الشيعي من قبل المجموعات المسلحة بكثافة او محاولة القيام بانقلاب عسكري من قبل الضباط الموالين لنوري المالكي.
في الحقيقة، هدد انصار المالكي ان في حال عدم قيام الصدر بسحب اتباعه من بغداد، فإنهم سيضطرون الى اصدار الاوامر الى قواتهم للتصدي لاتباع الصدر و اجلائهم بالقوة.

و لقد اجبرت هذه التهديدات، السيد العبادي الى اعلان كابينة جديدة لم يتم التصويت عليها من قبل الكتل السياسية و الحزبية الفاعلة في البرلمان و المشهد السياسي العراقي.
و قبل ان يصعِد السيد الصدر موقفه المعارض للحكومة، كانت هناك بالفعل مسيرات سلمية كل يوم جمعة من قبل ما يسمى بالحراك المدني الداعي الى انهاء الحكومة الطائفية و الفاسدة و الدينية و استبدالها بحكومة مدنية. و من ثم، ركب الصدر الموجة و اعلن وقوفه الى جانب هذه المسيرات و دعا العراقيين للتظاهر ضد الحكومة.

يواجه العبادي تحديات من معظم المجاميع السياسية و يعتقد العديد من العراقيين انه لم يكن أهلاً لمهمة قيادتهم و اخراجهم من هذه الازمة الخطيرة و المتعددة الاسباب. و لقد اعلن التحالف السني و اتحاد القوى العراقية و التحالف الكوردستاني انها لن تقبل بأية تغييرات حكومية بدون التشاور معها. و جميع هذه القوى تعتقد ان التحالف الشيعي يحاول إقصاءها من السلطة بدعوى تشكيل حكومة لا تستند على الطائفية و العرقية. و لهذا فإن العبادي في موقف لا يحسد عليه.
و السؤال الذي يحتاج الى جواب الان هو اي من القوى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية تحاول سحب البساط من تحت قدمي العبادي، الايرانيون ام الامريكان و لماذا؟.

مع بدأ إنحسار نفوذ الدواعش تدريجياً في الاونة الاخيرة، اشتد الصراع و التنافس بين الايرانيين و الامريكان حول ملأ فراغ ما بعد حقبة داعش في العراق. و لقد ظهر هذا التنافس جلياً في ما نشهده من صراع على السلطة و القوة بين الاطياف الشيعية السياسية: اتباع نوري المالكي المدعومين من قبل ايران، و اتباع العبادي المدعومين امريكياً. كما يبدوا ان الصراع بين المعسكرين كان قد بدأ منذ زمن و لكن التهديد الداعشي في العراق منع هذا الصراع من الظهور على السطح و يصبح علنياً. ان كلاً من العبادي و المالكي ينتميان الى نفس حزب الدعوة الشيعي الذي تأسَس في اواخر الستينيات من القرن الماضي. و على الرغم من ان كليهما قد جاءا من نفس الحركة الاسلامية، إلاً انهما من خلفيات اجتماعية مختلفة. فالسيد المالكي قد ولد و ترعرع في مجتمع ريفي في جنوب العراق، ثم قضى جل عمره في المنفى في كل من سوريا و ايران، لا يتكلم اي لغة اجنبية، و شديد الريبة و الشك و معادي لكل ما هو غربي. بينما السيد العبادي يعتبر اكثر مدنية و ثقافة. كما ان الدبلوماسيين الامريكان الذي عملوا معه، لهم ملاحظات ايجابية عليه ايضاً. و لكن مع هذا، فانه يواحه العديد من التحديات في حكم العراق. و التحدي الاول و الاهم هو شخصية العبادي نفسه التي تتسم بالتردد في اخذ القرار و التركة الدكتاتورية و الطائفية الكبيرة لحزب الدعوة الذي ينتمي اليه.

العبادي من وجهتي النظر الامريكية و الايرانية:
لقد كان العبادي دوماً من المنادين بالعمل عن قرب مع الادارة الامريكية، بالعكس من المالكي الذي حاول القضاء على اي وجود امريكي مباشر في العراق خلال فترة التفاوض و التوقيع على اتفاقية "وضع القوات" مع الامريكان في عام 2008.
يعتقد العبادي ان تجديد الوجود الامريكي في العراق، سيجعل الحكومة العراقية أقل إعتماداً عسكرياً على ايران. كما ان الايرانيين عارضوا في الاول على ان يخلف العبادي المالكي. ثم وافقوا اخيراً عندما أصرً السيد السيستاني ان المالكي لم يعد يصلح لحكم العراق. العبادي مستاء من الوصاية الايرانية على العراق. كما انه لا يبدوا على وفاق تام مع الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني. ان دعم المرجعية للعبادي هي الثروة الوحدية التي يمتلكها في صراعه مع خصمه اللدود المالكي المدعوم من قبل 70000 من قوات الحشد الشعبي المدعومة ايرانياً. السيستاني في حالة خلاف ايضاً مع النظام الايراني و رجال الدين في قم المنادين بنظام ولاية الفقيه التي يدعوا اليها السيد على خامنئي. كما ان اليد الطولى الايرانية في العراق قد حيًدت العديد من المجاميع الشيعية الاخرى. على سبيل المثال، كل من حزب الدعوة، المجلس الاسلامي الاعلى في العراق و حركة الصدريين قد عانوا من خلافات داخلية بسبب التدخلات الايرانية في شؤونها. و حديثاً، اصبحت ايران قلقة من تنامي العلاقات بين العبادي و امريكا. العبادي و بتشجيع من الامريكان يحاول تشكيل حكومة تكنوقراط تستطيع القيام باصلاحات جذرية في نظام الحكم في العراق. و لكن الدوائر المرتبطة بإيران ترى في هذه الخطوة محاولة من العبادي لتهميش هذه الدوائر. العبادي حاول ابعاد قوات الحشد الشعبي من المعارك في الدائرة السنية في الرمادي و تكرار نفس السيناريو في الموصل. و لكن و المقابل، فان الايرانيين يعملون مع المالكي و هادي العامري"قائد الحشد الشعبي" ، على اجهاض برنامج الاصلاحات الحكومي. و في مرات عديدة، خرجت تصريحات من مكتب السيد السيستاني فسرت على انها معارضة للدعم الايراني للمالكي و لقائد الحشد الشعبي الذين يقفون بالضد من اصلاحات العبادي.

ما لم تقم الحكومة الامريكية بإتخاذ موقف حازم في العراق و ايقاف محاولات المالكي الرامية الى تعطيل عجلة الاصلاحات في بغداد، فان العبادي سيواجه العديد من الصعوبات في تسيير امور الدولة. ان التحديات التي ظهرت منذ اعلان الكابينة الحكومية الجديدة هي الاخرى شاهد على الصعوبات الكبيرة التي ستواجه اي محاولة اصلاحية في النظام السياسي المعقد للغاية في العراق.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد
- في تركيا- السعيد من كان تركياً و التعيس من كان كوردياً
- فانتازی-;-ا العثمانيە-;- الجدی-;-دة و تاثي ...
- اليمنيون لا بواكي عليهم رغم آلاف الضحايا و المشردين
- هل ستلعب امريكا دور القابلة المأذونة لتوليد دولة كوردية؟
- هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟
- عندما يصبح السيد أوغلو سمساراً لبيع و شراء اللاجئين مع اوروب ...
- دول منظمة التعاون الاسلامي و تحديات المياه الحالية و المستقب ...
- مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط
- لماذا تسعى المنظمات الارهابية الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل
- هل فقدت انقرة بوصلتها السياسية؟
- التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان
- تركيا لم تعد أمة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان
- هل يتجه اقليم كوردستان نحو الافلاس؟
- جناية اردوغان على التعليم في تركيا
- بناء الدولة في اقليم كوردستان-العراق
- حرب المدن، مرحلة جديدة في الصراع التركي-الكوردي
- كيف نجح اقليم كوردستان في سياسته الخارجية
- تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية
- تركيا و المعضلة اليمنية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا؟