أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟














المزيد.....

ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أشيع من خبر تقديم وزراء التيار الصدري استقالتهم الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يثير في نفوس الشارع العراقي جدلاً ونقاشاً مستعراً, استطيع ان ارصده في نقطتين.

الأولى: استقالة وزراء التيار الصدري ربما يقرأه الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي بأنه سيقلب الطاولة على الحكومة ويجعلها في وضع لا يحسد عليه, ناهيك عن حالات الأرباك والأحراج التي ستعصف بالمشهد السياسي الداخلي وما سيترتب على ذلك من نتائج مربكة امنياً واقتصادياً وعسكرياً ربما تلقي بظلالها على مفردات الحياة اليومية وتجعلها اكثر تأزماً, سيما والعراق في حالة حرب مستمر ضد الأرهاب والدواعش, وربما سيثير موضوع استقالة وزراء التيار الصدري في نظر بقية الكتل السياسية المنظوية تحت خيمة التحالف الشيعي زوبعة من المتاعب مأطرة بالمناكفات والمراشقات والأتهامات لحكومة مأزومة كتب على جبينها الفشل منذ لحظات ولادتها القيصرية الأولى, حكومة متشرذمة, مفلسة, معطلة, لم ولن تستطيع ان ترتدي معطفها الشتائي او تخلع قبعتها الصيفية إلا بموافقة ومباركة الأدارة الأمريكية, والدول الأقليمية المهيمنة على صناعة القرار, وما زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبغداد مؤخرا إلا دليلا وشاهدا على أستحالة جمع الأطراف السياسية من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي على مائدة الحوار المشترك, وهذا لعمري يسجل حالة محفوفة بالأنهيار السياسي, ومعقل لتدخلات خارجية, دولية واقليمية, تقود دفة الوضع العراقي الى المجهول المرتقب.


الثانية: استقالة وزراء التيار الصدري يمكن أيضا قراءته على أنها رسالة ارادوا من خلالها ان يبينوا لسماحة السيد مقتدى الصدر بأنهم رهن اشارته وطوع أمره متى ما شاء, وربما من باب ذر الرماد في العيون, بأنهم يتبعون الخط الصدري - بمثالية ومنهجية - فيما يذهب اليه من تحولات براغماتية, وايضاً تعاطفاً مع صفوف المتظاهرين الذين يشكل انصار ومريدي التيار الصدري جزءا كبيراً منهم, وهذا بلا شك سيشكل نقطة ضغط مؤقتة على حكومة العبادي المأزومة حالما يجد السيد حيدر العبادي مخرجاً يسعفه مما فيه من أحراجات لأن طريق الأصلاحات الذي حمله كشعار في تسويق منتجه الأستهلاكي أنتهت مدته, واحترقت ورقته, ولم يبقى منه إلا رمادا ودخان, مجرد شعار أراد به تخدير العراقيين, وتمويه المتظاهرين, وقتل احلامهم بعراق حر ديمقراطي تحكمه المؤسسات وليس المليشيات والمافيات والأحزاب السياسية المهيمنة على البلاد والعباد, والمتخمة بالفساد والسرقات.

وهنا أود ان أتوقف عند نقطة مهمة:

كان يفترض من الكتلة الصدرية المتخندقة في البرلمان الأنسحاب قبل تقديم وزراءها استقالتهم كرجل واحد, وأعلانها مبدأ سياسة الكتلة المعارضة في حكومة العبادي الحالية, لتسجل رصيداً وطنياً يحسب لها أمام جماهيرها من أتباع ومريدي الخط الصدري, وأيضاً لتثبت تضامنها مع الشارع العراقي المحبط الذي يغلي منذ سنوات نتيجة سياسة الفساد والمحاصصة والسرقات العلنية والتدهور الخدمي وتفشي ظاهرة البطالة.

ما يؤسف له, أن وزراء التيار الصدري, اثبتوا بأنهم لا يمثلون الخط الصدري نهجاً وسلوكاً, بل يمثلون انفسهم ومصالحهم الشخصية, ولو افترضنا جدلا بأن سماحة السيد مقتدى الصدر لم يحذر حكومة العبادي مما وصلت اليه الأمور من تأزم وانهيار تجاوز حدود اللا معقول, ولم يشترك مع المتظاهرين, ولم يلجأ الى الأعتصام السلمي داخل أسوار المنطقة الخضراء الذي لم نرى ثماره على أرض الواقع, ترى هل سيقدم وزراء التيار الصدري استقالتهم او حتى مجرد التلويح بالأستقالة؟

السؤال الذي نطرحه بحيادية ومهنية تامة: أين كانوا وزراء التيار الصدري مما يجري في العراق من فساد وسرقات وشبهات وأنهيار في المنظومة السياسية والأجتماعية والأخلاقية وضياع لثروات العراق على مدى الثلاثة عشر عاما المنصرمة, هل كانوا خارج أسوار الوطن أم خارج مدارات الكرة الأرضية؟ الم يكونوا جزءا من المنظومة السياسية في الحكومات السابقة والحالية . . ؟

ألم تثبت التقارير والوقائع بأن بعض (وليس الكل) من وزراء التيار الصدري كانوا جزءا من منظومة الفساد وجزءا من مافيات السرقات التي انتهجت سياسة تبادل الأدوار مع جميع الأحزاب السياسية بلا استثناء, وهذا ما جعل من سماحة السيد مقتدى الصدر الظهور على شاشات التلفزة والتبرأ منهم ومطالبة القضاء والنزاهة التصدي لهم بحزم؟

اذن جميع الكتل السياسية كانوا في زورق واحد, ارتكبوا أخطاء فادحة وشنيعة, أفسدوا, سرقوا, تمادوا, عاثوا في ارض العراق فساداً, ومما يؤسف اليه, ان جميع الكتل البرلمانية تمثل الحواجز الكونكريتية الصلبة التي تسند وزراءها وتدافع عن فسادهم, وهذا هو سبب أنهيار المنظومة السياسية, وتفشي ظاهرة الفساد في بلاد ما زال الدواعش يبتلعون ثلث من أراضيه, والبقية الباقية يلفها خمار الفساد والسرقات وشبهات العقود النفطية.





#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!
- أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
- كامل سواري . . . وصلاة الفقراء. . .!
- جمهورية المنطقة الخضراء في العراق الفيدرالي الجديد. . . نقطة ...
- السياسة ليست كما الحب . . .!
- عبد الفتاح السيسي وسياسي العراق وغدر ابن ملجم . . .!
- أيباااااااه . . . -مفوضية الأنتخابات العليا ومشعان الجبوري و ...
- الفنان سعدي الحلي ونواب البرلمان العراقي . .!
- الدنيا بالمقلوب . . . تتشابه الحروف وتختلف المعاني والقيم . ...
- فقراء الوطن تبتلعهم افاعي الفقر . . (سهى عبد الأمير مثالاً)
- تأشيرة فيزا الوطن في عراق ما بعد 30 نيسان 2014
- الأنتخابات البرلمانية . . . من سيضحك على من . .؟!
- أيهما أكثر انسانية دول الثلوج أم دول البترول . .؟
- قل لي من انت ... حدثني عن تاريخك ... حتى انتخبك..!
- هل سنبقى مثل الأسماك الصغيرة . . . ؟
- -كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-
- ديمقرا. . طية علي عبد الله الصالح . .العب يا بط
- نارُ الحريق تجاوزَ المتوقع . . !
- من دفاتر الذكريات . . . امرأة تشعل الف شمعة حب للفقراء
- رأيتُ العصافيرَ تبكي عليه حزناً . . .


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟