أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - ليس من الديمقراطية وضع الرقاب تحت قبضة السياف----















المزيد.....

ليس من الديمقراطية وضع الرقاب تحت قبضة السياف----


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معادلة : إذا كان لدينا ذرتين من الهيدروجين وقمنا بدمجهما مع ذرة من الأوكسجين فالحاصل من ذلك سيكون الماء(الحياة) . بينما دمج ذرتين من الديمقراطية، مع ذرة أمريكية لا يمكن أن يصنع الاستقرار والحياة الهانئة في بلد ما.



أمريكا تريد الديمقراطية، وتقاتل من اجل حصول الشعوب المقموعة، عليها، بشتى الأساليب والوسائل، فهي كما تقول عن نفسها، أم الديمقراطية وأبيها أم الحضارة وأبيها أم البشارة الحسنة للشعوب التعيسة.

كل ذلك هو أمريكا/ وأكثر.

ماالذي سيحصل في مصر مع الخيار الديمقراطي والدعم الأمريكي لهذا الخيار؟ لو حصل الأخوان المسلمين على 100 مقعد في البرلمان. وهذا هو المتوقع حدوثه حتى الآن.

وإذا كان الأقباط لا يستطيعون إصلاح حائط، أو بناء غرفة، في العهد السابق. فماذا هم فاعلون اليوم؟؟؟ وللعلم فقط، فان فكرة ما يعرف بالخط الهمايوني تعني، منع المسيحيين من إصلاح دور عبادتهم، على أمل أن تتهدم في يوم ما، ويدخلون في دين الإسلام يوما آخر. ومعلومة أخرى، فان النظام الديمقراطي المصري والذي تدعمه أمريكا وبقوة هو الوحيد في العالم الذي يطبق هذه السياسة القمعية في حق (أخوتنا المسيحيين).

ثلث البرلمان في طريقه إلى يد الأخوان المسلمين، والتجارب السابقة من الأردن إلى السودان تثبت كيف استطاع بعض الأخوان إعادة الأردن عشرات السنين إلى الوراء. وكيف يحصد اهل الأردن اليوم ما زرعه الأخوان في السابق. معلومة أخرى، في إحصاء جرى قبل التفجيرات الأخيرة، تبين أن 60% من الشعب الأردني الطيب المتسامح يؤيدون القاعدة وزعيمها ابن لادن، ولا يجدون غضاضة في أفعال ابن جلدتهم ألزرقاوي رضي الله عنه(ولكن خارج الأردن). كما إن اتحاد المحامين الأردنيين، ورمز العدالة المقهورة في هذا الوطن، مستعد وبقضه وقضيضه، وشعره وبعره، للدفاع عن رمز الإنسانية في القرن العشرين، واقصد المقبور صدام، والذي تم لطمه من قبل الكتاب الشيعة لشتمه الحسين والعباس منذ أسبوع لا أكثر، تلك اللطمة التي أثلجت قلوب كثيرة، وجعلت ذلك المجرم يتذكر من لطمهم وقتلهم.

وزراء الأخوان في الأردن قلبوها إلى مشروع طالبان، ولا زال المجتمع الأردني حتى اليوم يحاول معالجة آثار الإرهاب الذي زرعه الفكر الاخواني في المدارس والجامعات. يوم استلمت تلك العصابة وزارة التربية.





نتيجة لانقلاب شيوعي فاشل قام به الحلفاء اليساريون السابقون سنة 1971، انقلب النميري إلى عدو لدود للشيوعية وحليف قريب للولايات المتحدة.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



في السودان يعلن جعفر النميري ((ثورة إسلامية)) في جمهورية أسلامية تحكمها شريعة أسلامية.

أصدر النميري قوانينه الا سلامية علامة على التأسيس الرسمي للسودان الإسلامي وبمباركة أمريكية ديمقراطية، رغم وصوله إلى الحكم بانقلاب عسكري.



بدأت المسالخ الإسلامية عملها بعد طول توقف. قطع يد السارق، جز رقبة المرتد عن الإسلام. عادت الحياة إلى معامل الجلود. الجلد جزاء شرب الخمر.

صار قطع الأيدي جزاء السرقة أمرا شائعا في السودان . برنامج الأسلمة يسير على قدم وساق. القوانين الإسلامية تُعلن أسبوعيا، لكي تتناسب مع حاجة ونزوات الأخوان هناك.. الترتيبات والسياسات الإسلامية تُصاغ في سرعة بطريقة القطعة قطعة ولتلبية نزوات معينة. بدون استشارة المحامي العام أو قاضي القضاة. القوانين تصدر بمرسوم جمهوري رئاسي، وليس عن طريق التشريع. (أمير المؤمنين) النميري يقوم بالتحايل على القضاء السوداني بإنشاء (محاكم ناجزة) تلبي عطش الأخوان المسلمون إلى البطش والقمع وإرهاب الجميع. القبض على الآلاف، ليمثلوا أمام قضاة عينتهم الحكومة الإسلامية. وغالبا ما كانت محاكمهم أفظع من المحاكم العسكرية، مستخدمين العقوبات (الإسلامية) مثل الجلد بحرية تامة في جرائم متنوعة. الطلب من موظفي الحكومة والقادة العسكريين أن يُقسموا يمين الولاء ل(أمير المؤمنين المعظم) باعتباره حاكما مسلما. وهي البيعة ما غيرها التي فرضها الخلفاء الأوائل في الإسلام. تباشير الإسلام تهل وتضيء وجه السودان الكالح السواد.

أطلق أمير المؤمنين سراح ثلاثة عشر ألف مجرم، من اجل إعطائهم فرصة جديدة في ظل الشريعة الإسلامية؛ وصب خمورا بملايين الدولارات في نهر النيل. ثم حرم الرقص الغربي، وجلد أحد ملاك النوادي الليلية خمسا وعشرين جلدة لأنه سمح بالرقص المختلط بين الجنسين.

ثم أحل مرسوم الزكاة محل معظم النظام الضريبي.

أدى برنامج النميري للأسلمة إلى تمزيق السودان بدلا من توحيده، وولد المعارضة بين العديد من القطاعات التي اعتبرته أكثر قليلا من دكتاتور إسلامي.



استخدام النميري الإسلام وتطبيق تعاليمه الحرفية على الشعب السوداني، لكي يبرر نظاما إسلاميا تتزايد نزعته القمعية باستمرار، ولكي يبرر القرارات الطائشة التي تتخذها (محاكم العدالة الناجزة) واستخدام الجلد بلا تمييز وفرض الشريعة الإسلامية على غير المسلمين. كل هذا أظهر أن الأخوان المسلمين لا يملكون أي برنامج سياسي واضح، فهم في رفعهم شعار، الإسلام هو الحل، والقرآن والسنة، هي القانون، ضاعوا في متاهة الحياة ومتطلباتها المختلفة.

عمليات جلد، بتر الأيدي، قتل المرتد. انتهاك حقوق الإنسان بشكل فاضح، كل هذه الجرائم، حركت أخيرا الكونغرس الأمريكي وهدد بقطع المعونة. ولكنها اكتفت في ديسمبر 1984 بتجميد مبلغ 114 مليون دولار من المعونة الاقتصادية.

في عام 1985 قبض النميري على رجل في العقد السابع من عمره (رحمة الله على عمر المختار)، وحاكمه وأعدمه بتهمة الردة.( مخفيا تخلفه الأصولي تحت قناع حماية الإسلام الصحيح ). وهو محمود طه مؤسس وزعيم الأخوان الجمهوريين.

من اجل أمريكا:

في تصريح لأمير المؤمنين في آذار 1985. زعم النميري أنه أحبط انقلابا دبره الأخوان المسلمون الذين اتهمهم بأن إيران سلحتهم لكي يطيحوا بحكومته الموالية للأمريكيين.

جورج بوش نائب الرئيس الأمريكي يزور السودان؟ وينهي زيارته بإعلان استئناف مساعدة الولايات المتحدة، وفي اليوم التالي يتوجه فريق من البنك الدولي إلى السودان.

كانت الانتقادات الموجهة ضد السياسة الأمريكية تتهم الولايات الأمريكية بالنفاق في اهتمامها بحقوق الإنسان في السودان. وكان كثيرون يعتقدون إن الولايات المتحدة، على الرغم من مبادئها الديمقراطية (المزعومة) كانت على استعداد للتسامح إزاء الحكام المستبدين والدكتاتوريين في السودان وغيره من بلدان العالم الثالث.جاعلة دعمها مشروطا فقط بموقف الحاكم القوي ضد الشيوعية في ذلك الوقت، واليوم أمن إسرائيل.



هؤلاء من تدعم ديمقراطيتهم أمريكا اليوم.

في ديسمبر سنة 1985، وفي سيناء قام أحد رجال الشرطة على الحدود بقتل عدد من السياح، وصف زعماء الأخوان المسلمين -القتل بأنه عمل ضد (أعداء الوطن).

في ديسمبر 1986، تم القبض على ثلاثة وثلاثين من النشطين - بينهم أربعة من ضباط الجيش المنتمين إلى منظمة الجهاد التي اغتالت السادات-بتهمة التخطيط لشن حرب مقدسة للإطاحة بالحكومة.

ثم أخذ المتطرفون أصحاب الاتجاه العنيف، يتحدون النظام بقدر اكبر من الجسارة والمباشرة في أسيوط والمنيا والقاهرة والإسكندرية ( هؤلاء من يصوتون اليوم لصالح الديمقراطية التي تدعمها أمريكا ) مطالبين بالتطبيق الفوري للشريعة الإسلامية، والفصل بين الجنسين، ومنع الموسيقى والأغاني الغربية، وبدأوا بالعمل على زعزعة الدولة والاقتصاد المصري، ومن ثم تحولوا إلى زعزعة النظام، حيث قامت عصابات الأخوان المسلمين بمهاجمة وقتل الأقباط المسيحيين، وموظفو الدولة، والسياح الأجانب، الذين يمثلون أهم مصدر للدخل من العملة الأجنبية.كما ألقوا بالقنابل وأحرقوا عددا من البنوك والبنايات الحكومية . وتزايدت حوادث إلقاء القنابل - على كنائس ومنازل ودكاكين (أخوتنا المسيحيين) - والضرب والقتل في المدن الكبيرة ومدن الأقاليم (ببا وسنورس وقنا) .

أدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الجماعات الإسلامية ومن ورائها الأخوان (( إدانة الجماعة المعروفة بالجماعة الإسلامية التي أصرت على اللجوء إلى العنف، وتحريضها على كراهية المواطنين المسيحيين، وتحريضها على أشكال متنوعة من التمييز ضدهم ومشاركتها النشطة في مثل هذه الأفعال للتفرقة الدينية))

((المسؤولية الكاملة عن مجمل انتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك موت المسيحيين والشرطة والسياح الأجانب في مصر العليا.



إنها معادلة صعبة الحل، أمريكا تريد لمصر الديمقراطية، والديمقراطية لمصر ستكون مصحوبة بالإرهاب الإسلامي، وأمريكا ضد الإرهاب الإسلامي............



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الحزب الشيوعي الاحمر---2
- تاريخ الحزب الأحمر السوري ---1
- قانون جديد يسمح بفحص جينات كل بعثي.والعمل على الحد من تكاثره ...
- معارض وطني --موديل 2005
- فلم سوري طويل---رسائل من تحت وفوق
- من يصدق الادارة الأمريكية بعد هذه الكذبة؟
- برزان التكسوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- افكار تقدمت بها (عدل) لمناقشتها ضمن التحالف المرتقب
- الدولاب الألماني---والكمبيوتر الأمريكي--وشنق كل وزراء الاعلا ...
- يبدو أن السلطات السورية لا تريد أن تتعظ من تجارب التاريخ،
- أسميته: (إعلان دمشق) ---فانتشوا طربا
- عار على سوريا ان تنتظر التقرير
- بعد اصلاح القضاء--الفساد في الجامعات-2-3
- بعد القضاء اصلاح الفساد في الجامعات 1-3
- قبل السريان لم يكن للعلوم العربية وجود--
- تعالوا ايها السنة نتقاسم !!!!!!!!!!!!!!!
- لماذا لم يتم دعوة ام عمري؟؟؟
- في يوم السلام العالمي =عدل=-التجمع العلماني الديمقراطي الليب ...
- من العهدة العمرية ----الى العهدة البعثية
- من الذي سيدخل الامريكان---وحقوق المواطن السوري المهدورة


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - ليس من الديمقراطية وضع الرقاب تحت قبضة السياف----