أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض















المزيد.....

سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان بناء سد النهضه الذي سيكتمل في يونيو المقبل , وقطع مياه النيل الازرق عن النيل المصري يعتبر اخطر تحقق لوثيقة العار التي وقعها السيسي في اثيوبيا , حيث يتحول التوقيع الي عصف فعلي باتفاقية 1929 التي تنص صراحة علي حق مصر في حصه مائيه لا تقل عن 55 مليارمتر مكعب , كما تنص علي ضرورة الاخطار المسبق من جانب اي دوله من دول الحوض تشرع في بناء منشآت مائيه علي النهر , وضرورة الاجماع فيما يخص بناء اي منشآت علي النيل.
الامر الذي يفتح الابواب امام حكم البشير لاستكمال الكارثه عبر نهب المياه التي تأتي من النيل الابيض والتي تقدر ب 30 % من مياه النيل , وذلك عبر النهب غير المراقب من خلال الري بالضخ للدرجه التي لا توفر لمصر ولا حتي متر مكعب واحد .
فاتفاقية 1929 التي حددت حصة مصر التاريخيه , لم يفرضها توتر العلاقه مع اثيوبيا التي كانت اتفاقية 1906 قد فرضت عليها تأمين وصول مياه نهر النيل الازرق الي النيل المصري , فالذي استدعي اتفاقية 1929 هو اطماع كبار ملاك الارض السودانيين في التوسع في زراعة القطن باراضي منطقة الجزيره من خلال استخدام مياه فيضان نهر النيل , حيث لم يكن هناك أي اتفاقيات رسميه قبل هذا التاريخ تحدد كمية المياه المسموح بسحبها من مياه النيل , ولقد عمل الانجليز كسلطة احتلال , من خلال هذه الاتفاقيه علي التوفيق بين طبقتي كبار الملاك في مصر والسودان , بما يوقف الغضب المصري العارم الذي انتاب وزارة محمد محمود , فجري التأكيد علي الحقوق المصريه التاريخيه المكتسبه من مياه النيل , والتي حددتها الاتفاقيه ب 48 مليارمترمكعب من المياه كما حددت نصيب السودان ب 4 مليارمتر مكعب , وقننت بالتالي المسموح به للسودان من سحب من زاوية حجمه , وتاريخ سحبه الذي اقتصر فقط علي شهور الفيضان العاليه , والتي يجتمع فيها التقاء مياه النهرين الابيض والازرق وهي الفتره من16 يوليوحتي 31 ديسمبر , علي ان يتوقف أي سحب من اول يناير وحتي15 يوليو , باعتبارها الشهور المنخفضة التصريف للنيل الابيض , والتي يكون الازرق خلالها قد توقف عن الجريان ما عدا السحب بالمضخات بعد ان حددت حجمه ومواعيده , وحددت بدقه شروط التخزين في خزان سنار , ومواعيده , واحجامه , ولقد اشتملت الاتفاقيه بالاضافه الي مصر والسودان تنزانيا واوغندا وكينيا , ولم تكن اثيوبيا الا عضواُ مراقباً.
فالاطماع الاصليه في مياه نهر النيل بدأت سودانيه , وها هي تنتهي سودانيه في المتبقي من مياه النيل.
واذا كانت اتفاقيه 1959 قد وفرت رفع حصة السودان من 4 مليار الي 18 ونصف مليار بعد ان اكتفت مصر ب 7 ونصف مليار من ال 22 ونصف مليار متر مكعب التي شكلتها الفائده المائيه التي وفرها السد العالي للبلدين.
فان المنطقي ان يترتب علي حجز اثيوبيا لمياه نهر النيل الازرق , تخفيض حصة السودان بنفس نسبة ما يلحقه الاجراء الاثيوبي العدواني من تخفيض لن يقل عن نسبة الثلثين بمياه النيل.
ورغم ان احدا لم يطرح ذلك بالمره لا علي صعيد شعبي او رسمي من المصريين الا ان حكم البشير سادر في اطماعه التي بدأت من الموافقه علي بناء سد النهضه مرورا بتوقيع اتفاقية دفاع عسكري مشترك مع اديس ابابا , وصولا الي امتداد الاطماع في مياه نهر النيل الابيض حتي يتمكن من بيع السعوديه لمياه النيل عبر البحر الاحمر.
وايضا حتي يتمكن علي ما يبدو من معالجة ما ترتب علي موقفه من بناء سد النهضه ودعم استراتيجيات زراعة الوقود الحيوي , حيث تؤثر الزراعات الاثيوبيه علي مناسيب الانهار الاثيوبيه بما لم يتوقف عند مياه النيل الازرق الذي يؤثر انخفاضه الان في جزئه السوداني علي مخزون سد الروصيرص وسد سنار لدرجة توقف الكهرباء , وامتداد ذلك الي سد مروي شمال الخرطوم , والذي توقفت كهربائه ايضا وتهديد امتداده الي كهرباء سد وخزان خشم القربه المقام علي نهر عطبره الذي تناقص منسوبه في الاسابيع الاخيره.
واذا كان حدوث ذلك التوقف متوقعا لدي حكم البشيربعد استكمال سد النهضه وحجزه لكامل المياه , فان الصدمه والمفاجئه في حدوث ذلك الانخفاض في مياه الازرق قبل هذا الاستكمال.
وخطورة هذه المفاجئه لا تتوقف علي ذلك فاخطر ما تثيره , هو ما يتعلق بمنسوب نهر عطبره علي وجه التحديد والذي يمد النيل ب 12 مليار والرهد والدندر الذين يمداه بنحو 5 مليار , الذين يعول البشير علي مياههم البالغه 17 مليارمتر مكعب للحصول علي قرابة حصة السودان في مياه النيل والبالغه 18 ونصف المليار , باعتبار ان الانهار الثلاثه تصب مياهها في نهر النيل الازرق بعد ان يكون قد غادر الاراضي الاثيوبيه , اي ان مياه هذه الانهار لن يوقفها بناء سد النهضه.
ان زراعات الوقود الحيوي والمحاصيل المستنزفه للمياه وشروع اثيوبيا في بيع مياه الي جيبوتي والسعوديه ضربت احلام البشير في مقتل , بعد ان هبطت بمناسيب جميع الانهار الاثيوبيه لدرجة تأثر ما جاء من الازرق هذا العام , وخصوصا انهار شمال الهضبه الاثيوبيه باعتبار قربها من جيبوتي التي باعوها المياه.
ان هذه المفاجئه الصاعقه لحكم البشير تقف باطماعه الان امام مياه نهر النيل الابيض بصوره لم تحدث من قبل , ورغم اننا توقعناها في مقالنا : حكم البشير يستكمل الكارثه المائيه , الا اننا كنا نتوقع لها تحقق تدريجي يتصاعد مع زيادة عقود بيع وايجار الاراضي للشركات العالميه , فالصدمه المروعه هنا في الحاح حدوث ذلك في نفس اللحظه التي سيجري فيها استكمال بناء سد الموت في بني شنقول.
وهي اطماع ستجد في المبالغه الاثيوبيه في حديث الجفاف , وكأنها هديه هبطت من السماء , حيث تتيح لحكم البشير تبرير تهاونه مع الاثيوبيين للشعب السوداني كما تتيح له مبررله وجاهته لالتهام مياه نهر النيل الابيض , كما تقدم له خطته البطيئه السابقه لحجزه عبر 3سدود يجري التنسيق مع السعوديه لبنائها وتمويلها شمال الخرطوم , ضمان وقوف السعوديه الي جانبه في مواجهة حكم السيسي الذي ستصعقه هذه التطورات المفاجئه وتعري موقفه الخياني المفرط في نهر البلاد الوحيد.
ان تصريحات المسئولين السودانيين مؤخرا , يجب ان تثير اشد الغضب لدي كل المصريين ضد حكم البشير الذي يشكو من توسع المصريين في الزراعه , ومن توصيل مياه الي ترعة السلام بسيناء , لان ذلك الخطاب لا يمهد الا لتحويل النيل الي قاعا صفصفاحيث لن ترد اى مياه اعتبارا من الآن مع التوقف الفعلي للمياه القادمه من اثيوبيا , ان سودان البشير يتوجه لاستكمال الكارثه الاثيوبيه علي الفور ويدفع بالمصريين للفناء بصوره اوسع واسرع مما لو اقتصرت الكارثه علي فقدان مياه نهر النيل الازرق , مترجما توقيع السيسي علي اتفاقية العار الي توقيع مشئوم علي فناء المصريين.
ان مهمة هدم سد العار الاثيوبي تنتصب امام الشعب المصري الان كمهمة حياه وموت لا تقبل اي تأجيل.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية
- قانون الخدمة المدنية فى جملة مفيدة
- 3000 جنية حد ادنى للاجور
- حقوق الانسان بين الثورة والاخوان
- ثورة مضادة مرتبكة
- لم تفشل ثورة يناير بالتأكيد
- حرب اهلية مصرية واحتمالان


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض