أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فواد الكنجي - مستقبل العرب في الشرق الأوسط واشتراكية جمال عبد الناصر نموذجنا لإنقاذه















المزيد.....

مستقبل العرب في الشرق الأوسط واشتراكية جمال عبد الناصر نموذجنا لإنقاذه


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 07:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إلى أين يسير العالم العربي والفوضى تعصف بالجسد العربي بكل تعقيدات المشهد السياسي مع أطرافه المتعددة، حيث تتشابك الصراعات وتشابكات المصالح مع إيديولوجيات المطروحة في وقت الذي كل هذه الإطراف المتنافسة والمتصارعة للهيمنة على السلطة يلجئون ويحتمون بالغرب لحل مشاكلهم، والغرب ذاته يقف موقف ازدواجيا قذرا مع كل الإطراف دون تميز، فهو من يمول الدول العربية ويسلح ويدرب أجهزتها الأمنية في وقت ذاته يمول ميلشياتها و الجماعات المسلحة المتقاتلة معها، والتي يسمونها تارة بـ( الإرهابيين) وتارة أخرى بـ(المعارضة) ويشكل معهم تحالفات ليتم خلط الأوراق بشكل علني، فيضيع الحابل بالنابل، فيتم بهذه الطريقة او تلك بتشكيل أحلافا عسكرية يدفعون بدول إقليمية لتمرير أهدافهم لنصرة طرف على حساب طرف أخر ولهدف غير معلن بقدر ما يفهم على انه استنزاف للمنطقة لخدمة استراتجيات أمنية لواشنطن والكيان الصهيوني ليس إلا، وإلا كيف يفهم مغزى هذه الفوضى التي تضرب عموم المنطقة وهم حلفاء مع كل الإطراف المتشابكة والمتصارعة .....؟
هل من اجل التغير- كما يعلن في إعلامهم - أي تغير يريدونه للمنطقة ...! و وفق أي قياس ....؟
هل من اجل نظام عربي ديمقراطي ...؟
عن اي ديمقراطية يتحدثون والتي يريدونها للمنطقة .....؟
فهل الدعم إلا محدود والاتفاقات والتحالفات الإستراتيجية مع دول الخليج وعلى رئسهم السعودية هي دول تؤمن بالحرية والديمقراطية ...؟ وهل دعم تنظيم داعش الذي يتم بعلمهم دعمه من قبل حلفائه من النظام تركيا وقطر والسعودية، هم يؤمنون بالديمقراطية ....؟
وهل دعم (الإسلام السياسي) لقيادة السلطة في البلدان العربية يؤمنون بالديمقراطية والحرية ....؟
فهل التغير الديمقراطي للمنطقة يأتي عبر هذه الأسس.. وهذه الازدواجية.. وهذا الخلط في أوراق اللعبة ......؟
وهل الديمقراطية والحرية في بلدان الغرب قائمه وفق هذه القاعدة وهذا المفهوم .....؟
على ذقن من يضحكون هؤلاء .......!
لقد باتت اللعبة مكشوفة على مصراعيه وما على الجماهير العربية إلا الوعي والعمل الثوري المناهض لكل إشكال التطرف والتدخل الخارجي، لان التغير لا يأتي بدون تغير فكري اجتماعي ثوري قائم على أسس العدالة الاجتماعية بكونه هو المناص الذي يفجر النهضة الشاملة لازمة بلداننا الشرقية.
لان واقع العنف السائد والتطرف ومد التنظيمات الإسلام السياسي و السلفية الإرهابية وانتشار الفساد، لا يمكن صدها واجتثاث جذورها من المنطقة ما لم تنتفض الجماهير العربية ضد هذه التيارات الفكرية الهدامة بعمل ثوري اجتماعي متقن لسد الثغرات التي يعم من خلالها حالة الفوضى في بلداننا العربية والقضاء على بئر الفساد وحالة التطرف وتصاعد الإسلام السياسي بمده الطائفي والمذهبي المقيت على حساب العلمانية ولاشتراكية الاجتماعية والديمقراطية الواعدة بطموحات الشعوب المنطقة وليس عبر استراتيجيات الغرب وفرضها من خارج المنطقة ووفق قياسات لا وجود لها على ارض الواقع في بلدانهم .
وليس ما يزيل هذه الغمة السوداء سوى الحراك الجماهير الثورية بعد إن يكون مهيأ بمفاهيم الفكر والعقلانية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية والحرية تجعل من المصلحة العامة للمجتمع مفهوما محوريا قادرا على استيعاب معانات ومشاكل المنطقة بعيدا عن إيديولوجيات أسلمه المجتمع، لان المنطقة العربية لا يمكن لها ان تستقر ويستبد الأمن والسلام الا من خلال تطبيق المفهوم الاشتراكي والعدالة الاجتماعية على غرار ما ذهب إليه (جمال عبد الناصر) لإقامة نظام عربي علماني جمع التضامن وخلق تآخي بين كل مكوناته وشرائح المجتمع العربي واحتضن الجميع في مكانة مرموقة تضمن لهم حقوقهم وحرياتهم وهي أسس التي أشرقت بالحضارة العربية وتعايشت بسلام مع شعوب العالم اجمع فهذه هي سمات المشهد السياسي العربي الذي يضمن علاقات عربية - عربية وعربية – أجنبية، بعيدا عن أي تدخلات واملاءات خارجية ليتم مواجه مشاكل المنطقة و حلها عربيا- عربيا وعلى قاعدة تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي وتشجيع التوجه نحو بناء بيئة ديمقراطية عربية حرة تعمل في رسم سياسة الأمن والسلام في المنطقة بما يحقق التوازن والسلم الدولي والقدرة على تجاوز مخاطر انتشار الفوضى للحد من دخول الأقطار العربية في مسارات التفتت والحروب الأهلية التي بات تهدد جميع بلداننا العربية .
فإعادة النظر بما ألت إلية أوضاع المنطقة مطلب ثوري لكل العرب، ليتم صياغة علاقات تضامنية متكاملة مع كل المنظومة العربية ليتم سحق أي تأمر يخطط ضد دولة عربية الشقيقة، ولنسعى لحل مشاكل المنطقة ضمن المنطقة ذاتها، بروح عالية من المسؤولية لان أية فوضى في بقعة ما من ارض عربية، فان من شان ذلك إن يمتد ليجرف المنطقة برمتها، كما يحدث ألان، فلا استقرار لأية دولة عربية ما لم يكن هناك استقرار شامل في كل المناطق العربية، ووفق هذا المنظور، علينا كأمة عربية ان نبتعد عن التعصب الديني والمذهبي والتطرف وان نبني سياسة ثورية اشتراكية علمانية تشجع التوجه في بناء بيئة ديمقراطية في عموم المنطقة العربية تسهم في حل المشاكل الداخلية بما يمنحها المصداقية لكي لا تفقد الأمة أملها بالمستقبل وبما يؤمن إعادة المشروع العربي الوحدوي الذي سار عليه (جمال عبد الناصر) وزعماء العرب الآخرون في بداية القرن الماضي بما خلق في المنطقة العربية أفق لحضارة ازدهر فيه الفكر والثقافة والفن والآداب والعلوم وازدهرت البلاد بنمو اقتصادي ووفرة الإنتاج الزراعي والحيواني وإنتاج النفط و ببناء مؤسسات صناعية وبتروكيمياوية لدرجة التي أصبحت منطقتنا العربية محطة إعجاب واستقطاب الأيدي العاملة والاستثمارات الأجنبية وأصبح العربي يجول بلدان الغرب وهو مرفوع الرأس شامخا محترما من قبل الجميع وأصبح للبلدان العربية حضورا مشرقا بما تركوه من بصمات في أفق الحضارة البشري وليس في منطقتنا فحسب.
ولم تكن أفاق النهضة العربية إلا وليد لثورة الاشتراكية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي فجرها الزعيم جمال عبد الناصر في مصر وأسس برؤيته ألمشرقه وبروح ثورية عالية النظام العربي القومي الاشتراكي العلماني ضمن رؤية إستراتيجية علمية كانت بمثابة ثورة حقيقية لبداية صحيحة لنهضة العرب بعيدا عن التطرف الديني وصراعات سنية شيعية من جهة ومن جهة أخرى إسلامية مسيحية كما الآن تلتهب المنطقة بهذه الصراعات والشعارات التي تمزق جسد الأمة العربية، والتي يحاول الغرب الاستعماري ترويج لها وتوظيفها وزرع خلايا إرهابية مثوبة بثوب (إلا سلام) ليوقدوا الفتن المذهبية والدينية في الشرق ليظهروه للعالم بكون (الإسلام) هو منتج الإرهاب ليتم ازدراء بالعربي في بلدان العالم بعد إن كان محطة احترام وقبول الآخرين له، وليتم لهم تمرير استراتجياتهم في تمزيق المنطقة وإلهائها بالحروب والفتن المذهبية وبصراعات دينية لخدمة المصالح الصهيونية - الأمريكية .
فبعد ان أوقدوا المنطقة بفتن وحروب مذهبة تحت ستار ربيع عربي .. وصحوة عربية، ولا نعرف عن إي ربيع .. وعن أي صحوة يتحدثون، وعواصم العربية واحدة تلوى الأخرى تحتل وتنتهك سيادتها وتغزو من قبل الغرب وميلشيات وفصائل الإرهاب للإسلامي السياسي المدعومة من قبلهم، وتتعالى فيها أصوات أطلاقات النار على صوت الحرية والديمقراطية حيث المذهبية تطغوا على قيم العروبة، وفوبيا الإسلام السياسي فوق العلمانية، فالسنة يقاتلون ضد الشيعة، والإسلاميون المتطرفون يستهدفون الوجود المسيحي العربي، مشروع سني وأخر شيعي، مشروع تركي ، و مشروع إيراني ، وهكذا ليتم تخندق الأمة في خنادق مذهبية و طائفية، فأي نظام سيحكم المنطقة وبأي هوية سيخرج العالم العربي ...؟
هل يردون الأمريكان وأذيالهم من الصهاينة والرجعية العربية أقامت حكم إسلامي في عراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين المحتلة والأردن على غرار حكم طلبان أفغان بزعامة تنظيم داعش والقاعدة وأذيالها فيتم تطبيق الشريعة الإسلامية فيها ...؟
هل تطبيق التشريع الإسلامي وفق قاعدة داعش وأذيالها في عموم المنطقة العربية معناه اكتمال مبتغى واشنطن وحلفائها بان المنطقة تسير وفق قيم ومبادئ الديمقراطية والحرية التي يتشدقون لتطبيقها في المنطقة.......؟
أم أنهم يريدون أسلمتها بطريقة خليجية .......؟
فهل دول الخليج تطبق حكم الدين والشريعة وتقر بمبادئ الحرية والديمقراطية التي تريدها أمريكا لنا.......؟
وهل وقوف ودعم أمريكا ودول الخليج مع المعارضين الإسلاميين المتطرفين داعش وأذيالها والإخوان هم النموذج المطلوب لتغير هوية المنطقة واسلمة المجتمعات على حساب قيم العروبة .....! هي الديمقراطية التي يريدونها لمنطقتنا العربية ....؟
وهل ذبح المسيحيين بأيدي هؤلاء الإسلاميين السلفيين المتطرفين الذين يسمونها المعارضة، في سوريا والعراق ومصر وليبيا وباقي بلدان العربية، يتفق مع قيم العدالة والحرية والقانون الدولي والديمقراطية ........؟
فأي ازدواجية وأي تغبط هذا الذي نشاهده على واقع السياسة في منطقتنا العربية .....؟
لقد أشرقت الحضارة العربية في منطقتنا الشرقية وأعطت للإنسانية علومها وفنونها وثقافتها جيل بعد جيل، وتعايش الإسلام والمسيحيين شيعة وسنة معا مشاركين معانات المنطقة بالسراء والضراء وتماثلوا إمام القضاء دون تميز ليأخذ العدل مجراه والاقتصاص من المذنب أكان مسيحيا أو مسلما سنيا أم شيعيا، وكل ذلك كان ينظم وفق نظام عربي علماني ديمقراطي، فهل تعويم أنظمة الحكم في المنطقة العربية و تجريفها بأسلمه وبتطبيق الدين والشريعة تستطيع إن ترفع مقام المنطقة العربية إلى ما كان مقام النظام العربي القائم في عهد الزعيم الخالد ( جمال عبد الناصر) ورفاقه في الحكم المنطقة في أربعينيات وخمسينات القرن الماضي ........؟
لقد فشلت الحركات الإسلامية في إدارة ملفاتها من المشهد سياسي العربي، وكشفت أوراقها السياسية للعالم اجمع بعدم قدرتهم على الاستجابة واستيعاب ظروف المنطقة والعالم لصياغة مشروع سياسي يطرح نفسه كبديل لـ(نظام عربي)، بما تركت هذه الحركات من خراب ودمار و قتل وفساد وتدمير للبنى التحتية والفوقية للمنطقة، ولم تستطع مناصرة قضايا الحق والحرية والعدالة والمساواة واحتضان المكونات الغير المسلمة والعربية الهوية في المنطقة ، فظهر جليا في خطاباتها إرهاصات فكرية وسياسية لا لبس فيها، وهذا ما أدى إلى تجاذبات فكرية فيما بين فصائلها وأدى إلى اشتباك فيما بينهما ليزيدوا من حدة الأحدث في المنطقة والتي دخلت في أتون حرب مدمرة وصلت حد الحروب الأهلية لحدة التناحر الذي افرزه خطاباتهم الدينية المتطرفة، وتفاقم الصراع المذهبية والدينية على الساحة العربية لتصبح ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وهو الأمر الذي ساهم في تطور الأحداث واستقطاب القوى الغربية للهيمنة على قدرات ومصير المنطقة برمتها، وبما لا يمكن تكهن بمستقبل المنطقة أو ما ستؤول إليه تطور الإحداث وتداخل الدول الإقليمية والغربية على خط الإحداث ودوافع و مصالح التي تحكم المواقف لكل منها، مع ما يرتبط هؤلاء بمصالح المنفذين المحلين أكانت شخصية أم حزبية أم طائفية، وهم جلهم زمر انتهازيون عرضة للابتزاز والتطويع لأنهم ضعفاء أمام شهوة السلطة والجاه والأضواء و المال، ولكن يقينا لن تكون لأي منهم مصالح وطنية شريفة لان الوطنية الصادقة هي الثورية، التي لا ترغب بلدان الغرب الاستعماري استثمارها في المنطقة العربية لتبقى تحت هيمنتهم ....!
لان الوطنية هي أقوى سلاح تمتلكه الجماهير العربية في وجه الابتزاز والعمالة والغرب الاستعماري وضد الانزلاق إلى أتون الاستبداد والتبعية والفساد، هو نكران الذات والزهد في المال والحرص على تنفيذ مطالب الشعب والوضوح معهم، وتحكيم الضمير والمصلحة الوطنية في كل موقف، واحترامها حتى لا يتم خدع الأحرار والوطنيين فيسئ لأنفسهم ويضروا بشعبهم.
فالجهد الثوري للأمة يجب إن يتسلح بالوعي والتحري الدقيق لكل ما يطرح وما يستجد من قضايا على الساحة العربية، للوصول إلى قناعات مطلقه لا تعرضهم للتظليل والاستغلال ، فالوعي الجماهير مطلوب لتجنب أي تظليل إخباري او إعلامي ويجب الأقدم نحو الإمام بفعل يفهم دوافعه ومدى تأثيره لتغير الواقع.
إن معيار نجاح الثورات، هي أن تضع الوطن والشعب على طريق التحرر والنهوض واستعادة السيادة الوطنية الكاملة واستقلال القرار، وإقامة دولة المواطنة والقانون والمؤسسات، والتوجه الفكري و الوعي و العدل والأمن والرخاء- أي بمعنى أوضح - ثورة على كل الأصعدة، في العقول والنفوس والوعي والسلوك، وتلك هي الثورة الحقيقية التي لا يكون فيها إصلاح النظام أو إسقاطه سوى خطوة ومحطة ولا يمثل فيها الحكم إلا وسيلة لبناء عالم عربي يرفل بالاستقلال وبالاستقرار الذي يؤمن لتطور كل مناحي الحياة الصناعية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية بوعي يحرره الفكر الإنسانية علميا وثقافيا وفنيا وأدبيا وأخلاقيا .
ان حركة التحرر الثورية التي نريدها للمجتمع العربي بعيدا ان الإسلام السياسي المتطرف، إن يتمحور فيه مفهوم الاشتراكية والعدالة الاجتماعية ونظام علماني عروبي من خلال وعي الجماهير بحقيقة ما يجري من تسييس الإسلام لأنظمة الحكم على حساب العروبة، لإدخاله في متاهات لا يعرف مخارجه، وكل ما يحدث اليوم ما هي إلا لأعاقه وتميع واحتواء الاشتراكية والعدالة الاجتماعية لنهضة العروبة باستحكام منظومة الاستبداد والتبعية والإذلال وطمس النهضة والحضارة ومواكبة شعوب العالم بالتقدم والازدهار والرقي، وما تجارب المرحلة التي نعيش مخاضها، إلا فرصة لكي نعي ونستخلص منها دروس ولنمعن في المقارنة بين تطرف الإسلام السياسي وما خلفه على الساحة العربية من اقتتال وتشريد وتهجير الملايين من أبناء ومكونات شعبنا العربي ومن دمار وخراب في كل مفاصل الحياة، وبين الاشتراكية الاجتماعية والعلمانية العروبية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ليتجلى لنا دفاع عن قيمنا ونهضتنا التي كنا نسير عليها قبل اشتعال المنطقة وتكالب قوى الشر والظلام لتمزيق عروبتنا، ولأكن يقيننا أنها لن تتمزق ولن يسدل الستار عنها، لأنها هي الحقيقة لأي نهضة نريدها لامتنا العربية .
لان الجماهير العربية ما زالت تذكر وبوعي ما فعلته اشتراكية (جمال عبد الناصر) في تغير المجتمع وتطويره باعتبارها حلا حتميا للإرهاصات المنطقة لإنقاذها من واقعها المرير والمأساوي وما ترتب عنه من اثأر مدمرة في البني التحية والفوقية لكل بلدان المنطقة حيث التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وهذا التخلف هو من يمهد الأرضية الخصبة لنمو التطرف الديني والتي استغلها (الإسلام السياسي) لنشر أفكاره للهيمنة والاستيلاء على السلطة في بلدان العربية فعاثوا الخراب والدمار فيها، وهم من مهدوا الطريق لقدوم جيوش الاستعمار الغربي إلى منطقتنا العربية ليتم احتلال عواصمها والعبث بخيراتها فتتكالب قو الشر والعدوان في منطقتنا من كل حدب وصوب ليعيش المواطن في مذلة الاستهداف والتهجير والإذلال بما لا يوصف .
ولحجم الكارثة الاجتماعية التي حلت بشعوب المنطقة والتي جاوزت اليوم عن ثلاثة عشر عام، وفي وقت الذي لا يوجد أفق لوضع نهاية للعنف السائد والتطرف المذهبي والديني والقتل المجان، إلا إن تتبنى جماهير المنطقة قرارها الثوري بالثورة ضد هؤلاء المتطرفون الذين اخذ من الإسلام ثوب لهم لتمرير جرائمهم وأفعالهم الإجرامية القذرة ضد شعوب المنطقة المسالمين، ولتتبني المسار الاشتراكي لثورة العدالة الاجتماعية، كحل ثوري وصولا إلى النهضة والتقدم يفرضها الواقع وآمال الجماهير العربية وطبيعة المتغيرات في العالم، فليس لنا خيار لتحرر والتقدم والنمو والازدهار بتبني النظم الرأسمالية، لأننا لا محال سنرتبط بالاحتكارات والهيمنة الاقتصادية التي تجر بلداننا إلى حظيرة التبعية والإذلال وما آل ويؤول اليوم في منطقتنا الشرقية قد أتى بسبب هيمنة و تدخل الدول الرأسمالية واشنطن والصهيونية وحلفائهم، ولا يمكن فض هيمنه التبعية القذرة لهؤلاء إلا بالاشتراكية الديمقراطية الاجتماعية التي كان قد فجرها (جمال عبد الناصر) في وجه هؤلاء الامبرياليين والشوفينيين بمنطقتنا العربية لان "التقدم بالطريقة الاشتراكية والعدالة الاجتماعية هو تعميق للقوائم التي تستند إليها الديمقراطية السليمة و هي ديمقراطيه كل الشعب وهي لا تتحقق إلا بنقل السلطة إلى تحالف الشعب العامل، فالسلطة السياسية هي أداة الشعب في إحداث التغيير الاجتماعي والارتباط عضوي بين الديمقراطية والاشتراكية حتى ليصدق القول بأن الاشتراكية هي ديمقراطية الاقتصاد، وأن الديمقراطية هي اشتراكية السياسة".
فالاشتراكية هي طريق الحرية الاجتماعية وهي بوابة لتحرير بلداننا العربية من الاحتلال الغربي ومن التبعية وهيمنة الطغاة والعابثين بالأمن واستقرار مجتمعنا العربي بالة الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين لقضاء على النظام العربي بالنظام إسلامي دموي متطرف .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ في عنوان القلب
- هل استيقظ وعي الغرب بقضية اضطهاد مسيحيي الشرق ...؟
- التحرش .. وجنوح الشباب .. وأزمة الأخلاق في المجتمع
- لا لتكميم الأفواه .. الحرية لفاطمة ناعوت
- ستبقى رؤوسنا فوق مشانقكم حتى تسقط رؤوسكم تحت أقدامنا
- العراق معادلة لا يقبل التقسيم
- داعش وملف أسرى أشوريي سوريا وجهود كنيسة المشرق الأشورية لإنق ...
- حر التفكير كالعصفور والبحر
- سنقرع أجراسنا في هذا الشرق
- استهدف مسيحيي سوريا ليلة العام الجديد
- وقفة لاستقبال العام الجديد
- الإرادة العراقية لتحرير الانبار وباقي المدن من الإرهاب
- ليواجه العراق العدوان التركي بقطع وتحويل مسار النفط إلى سوري ...
- البرلمان العراقي وشجرة الميلاد
- الأشوريون بين متطلبات الواقع والعمل القومي
- الغزو التركي للأراضي العراقية عدوان صارخ ضد سيادة العراق
- الاغتراب
- الرأسمالية و فلسفة التشيؤ
- باريس تحت صدمة الإرهاب الدواعش
- زلزال حب يرقصني و اراقصه


المزيد.....




- موسكو: أوروبا تحرض كييف على الإرهاب
- ماكرون يضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول
- عاصفة ثلجية في نهاية الربيع.. الثلوج الكثيفة تغطي موسكو
- شاهد.. المقاتلة الوحيدة من الحرب العالمية الثانية تنفذ تحليق ...
- بعد تعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل.. الخارجية الأمريكي ...
- شاهد.. غرق سفينة معادية خلال التدريبات الأمريكية والفلبينية ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لوحدات مدرعة تتوغل في رفح
- زوجة زيلينسكي تتعرض لحملة انتقادات واسعة بعد منشور لها عن ال ...
- زاخاروفا: روسيا لم توجه دعوة إلى سفراء ومسؤولي الدول غير الص ...
- مشاهد مروعة لرجل يسقط من الطابق الـ20 أثناء محاولته اليائسة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فواد الكنجي - مستقبل العرب في الشرق الأوسط واشتراكية جمال عبد الناصر نموذجنا لإنقاذه