أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - سوريا على طاولة السلام في جنيف!















المزيد.....

سوريا على طاولة السلام في جنيف!


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل عزمت القوى الكبرى المتورطة بالحرب في سوريا على ضرورة حسم الأزمة؟ هل سنشهد تحريك للمياه الراكدة في المستنقع السوري؟!
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة المصادف 29 كانون الثاني عام 2016 عن بدء مفاوضات الأزمة السورية ، وأضافت المنظمة في بيان لها أن السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالأزمة سيبدأ بلقاء وفد الحكومة السورية ثم يواصل إجتماعاته مع قوى المجتمع المدني والمعارضة السورية ، مشيراً إلى ان المحادثات ستكون غير مباشرة .
قال رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس اللجنة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن روسيا وبشار الأسد "لا يريدان حلاً سياسياً للازمة " . رغم ان الأخير لا يشكل سوى الحلقة الأضعف في صناعة القرار ضمن دائرة واسعة النطاق من القوى الدولية والاقليمية تعتبر مراكز قوى رئيسية في إدارة الحرب والمشهد السوري ، من بينها موسكو التي لا تزال صاحبة قرار في الحرب ، وان موقف الاسد ليس إلا ترجمة حرفية للموقف الروسي .موسكو خاضت بثقلها الدبلوماسي والعسكري الحرب السورية بأعتبارها البوابة الوحيدة للعودة من جديد إلى المكانة العالمية التي فقدتها عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي!.
مثلما الإرهاب يجب أن يدرس من زوايا سياسية ، الحرب السورية يفترض أن توضع في رؤية سياسية واسعة ايضا ، فالاتفاق الامريكي – الايراني بخصوص الملف النووي الذي أفضى عن رفع العقوبات الإقتصادية عن طهران يكون قد مر قبل بلوغه مرحلة الإعلان بمحطات ومراحل ومفاوضات سرية وعلنية ، حتى خلال التصريحات النارية الرسمية المتبادلة بين واشنطن وطهران جانب كبير منها كانت رسائل مشفرة سواء من الاميركيين لحلفاءهم والعرب منهم، الذين تتسرب اليهم بعض تفاصيل المباحثات الامريكية الايرانية ، كذلك للضغط أحدهما على الآخر مع إستمرار المفاوضات التي ربما كانت تستخدم فيها الدبلوماسية السرية و القنوات المباشرة والغير مباشرة والقنوات الخلفية لنقل الرسائل بين الجانبين!. لا ننسى أن جانب مهم من السياسة الخارجية الامريكية لايزال متأثر بأفكار وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عراب العلاقة الأمريكية – الصينية! الذي مزج بين العنف والتهديد من جهة ، وبين الدبلوماسية من جهة اخرى!.
أمريكا رفعت العقوبات الإقتصادية عن طهران وهرول رئيسها حاملاً حقيبته الإقتصادية لأوربا التي أخذته بالأحضان لإسعاف الإقتصاد الإيراني المنهك! ، فماذا ستقدم طهران لأمريكا بالمقابل؟! ، هل القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي كافية لطمأنة الحكام العرب من إيران الخمينية ما بعد رفع العقوبات؟ هل سينسى حكام طهران مشروع تصدير الثورة للدول العربية في خضم بحبوحة إقتصادية قدمتها لهم واشنطن؟؟! أم أنهم ماضون في عدوانيتهم المعهودة ودعم الفوضى بالمنطقة العربية؟!. زار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قبل أيام تركيا التقى خلالها مع أردوغان وأوغلو، رغم المعلن عن اللقاء أنه شابه جواً من التوتر بسبب شعور تركي متزايد بتقارب أمريكي – روسي بشأن سوريا بالتالي تراجع فرص فرض الحل في سوريا على الطريقة التركية!، وكذلك نظرة واشنطن الحذرة نوعا ما حيال ملف حزب العمال الكردستاني ، لكن المؤكد أن بايدن حمل رسالة أمريكية لأنقرة بخصوص سوريا ، غالباً أنها تحث الأتراك على إبداء مرونة حقيقية في حل الملف السوري على الطريقة الأمريكية الدولية! ، خاصة أن المحطة التركية في هذا النزاع لايمكن تجاهلها في حال أريد التوصل لحل حقيقي للأزمة السورية ، دعم الحكومة التركية لجماعات مسلحة سورية وإيواء النازحين والمعارضين السياسيين وتبني القضية دبلوماسيا على الصعيد الدولي يجعل منها رقما صعباً في المعادلة السورية المعقدة!. من المحتمل ان واشنطن ستتغاضى عن أي إجراء قد تتخذه أنقره ضد حزب العمال الكردستاني مقابل تعاونها بالضغط على جماعات المعارضة السورية المرتبطين بها للمشاركة في مؤتمر جنيف وتقديم تنازلات للتوصل لصيغة حل للأزمة على الطريقة الدولية!.
أما روسيا التي تعيش حلم العودة لأمجاد الماضي في عهد بوتين! قد تحظى بشيئ من القيمة والمكانة الدولية الساعية خلفها إذا ساهمت في إنجاح مؤتمر جنيف!! ، رغم ان الأخبار الواردة عن الأزمة الأوكرانية شبه منعدمة في الاعلام العربي! ، لكن أي تحرك روسي سلبي في أوكرانيا قد يفجر أزمة جديدة بين موسكو وواشنطن وربما يخرب التقارب الحذر بينهما في الملف السوري!.
أما إيران التي لا ندري هل خلعت الحجاب! أم أمريكا أسلمت! أم لغة المصالح بينهما أرتفعت!! ، فهي تعيش نشوة الإنفتاح الإقتصادي الأوربي عليها ، بحبوحة إقتصادية ومعنوية تنتشلها من عبئ الإستنزاف المالي الذي عانت منه داخلياً جراء حروبها في العراق وسوريا واليمن ، على أي حال ستتضح طبيعة العلاقة الرسمية! بين طهران وواشنطن أقلها من خلال خطب الجمعة في طهران بعد عدة أشهر من الآن ، إذا أعتبرنا ان المنبر الخميني! سينشغل بالاشادة بالدبلوماسية الإيرانية خلال الاسابيع الاولى من رفع العقوبات! لكن تبقى شعارات " كلا كلا أمريكا ، كلا كلا إسرائيل "!!! المتجذرة في أدبيات الثورة الخمينية! في مأزق! كيف ستجد طريقها نحو التغيير! ، رغم أنها لا تعني الكثير لمن قيل لهم كلا!! لكن من حسن حظ النظام الايراني أن الأمريكيين يحضون بروح دعابة وطول بال!! فيتقبلون الهتاف ضدهم طالما ليست سوى شعارات للإستهلاك المحلي!!!.
لربما ستتضح بنود الصفقة الامريكية – الايرانية من خلال مباحثات السلام في جنيف، إذا أبدى الايرانيون مرونة من خلال الحكومة السورية المحسوبة على طهران ، وكذلك القوى الميليشياوية المسلحة على الأرض لتمرير خارطة الطريق المطروحة دولياً .
كما لو تبين ان للصفقة الامريكية الايرانية بنود إقليمية متعددة ، سيتضح ذلك حتماً على العراق ايضاً ، فقد نشر موقعا إيرانيا مقربا من الحرس الثوري الايراني معلومات قال أنها مسربة ومفادها ان واشنطن أشترطت على بغداد الموافقة على تطبيق الفدرالية اللامركزية في البلاد بتقسيمها لثلاث أقاليم كما في الدستور العراقي ليتم إنهاء ملف داعش بالقضاء عليه كليةً ، وأن تنهي إيران نفوذها الكامل من العراق وتلتزم بوجودها الدبلوماسي فقط!!.
أما على صعيد الموقف السعودي فقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المدعومة من الرياض المشاركة بالمباحثات المنعقدة في جنيف ، وكانت وزارة الخارجية السعودية قد رحبت بموقف الهيئة السورية المعارضة بالمشاركة في محادثات السلام!. فالرياض ستهدأ مخاوفها من إيران إذا توافقت الاطراف السورية وسار الجميع على خارطة الطريق الموضوعه دوليا ، كذلك ستهدأ مخاوفها كثيراً إذا تحققت الرغبة الامريكية في العراق والتي تحجم النفوذ الايراني! ، كما أن خيار الحل المناسب للرياض بخصوص اليمن سيكون قاب قوسين أو أدنى إذا تحققت تلك الرؤية في العراق وسوريا! . يبقى السؤال القائم هو : هل تضمنت الصفقة الامريكية الايرانية بنود بهذا المستوى ؟ هل ستتخذ طهران سياسة أقل عدائية تجاه العرب ؟ هل مارست الإدارة الامريكية سياسة " الأحتواء المناسب " مع إيران وربما روسيا ايضا؟!.



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد المواقف في هيكلة الأحداث ( الأزمة السعودية – الإيرانية ...
- الهوية والسلوك السياسي والوظيفي بين بغداد وكردستان
- الإغتيال الإقتصادي للعراق
- روسيا ...إستثمار للأرهاب أم صناعة لأسباب التدخل؟!
- رأي سياسي – مملكة عربية عراقية-أحوازية ودولة كردية وجدار عاز ...
- بعد الموصل...- مكرمة - المالكي لداعش 9000 سيارة تيوتا رباعية ...
- اللهم أرفع لعنة الغباء عن العرب!!!!
- قراءة تحليلية في حرب عالمية ثالثة
- وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي
- مقارنات بين الأنظمة الملكية والجمهورية... الأردن والعراق وسو ...
- وليام نصار ...الإغتيال المعنوي!!
- دولتا خامنئي والبغدادي ... شذوذ وتطرف وسادية بلا حدود!
- الحرس الثوري الايراني والميليشيات على خطى داعش والقاعدة
- الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للارها ...
- المالكي المطرود يوعظ العبادي المُكلف!!
- رئاسة الحكومة بين التحالف والمالكي وإيران!
- المالكي و الصدر حلفاء الأمس أعداء اليوم
- الفشل الأمني والسياسي في العراق يقضي بضرورة تدخل المجتمع الد ...
- بواسير مؤخرات القادة السياسيين وموسوعة غينيس!
- إغتيال العراق .. طقوس وثنية ظلامية!


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - سوريا على طاولة السلام في جنيف!