أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت















المزيد.....

النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 17:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (71) .

تحفل الكتب المقدسة بصورعديدة تُشخص الإله وتضعه فى صورة بشرية وإن كانت مميزة , ولم تفلح أى منها فى تحرير فكرة الإله من التشخيص والتحديد مما جلب الكثير من النقد والتناقض والتهافت للفكرة وهذا يرجع أن الفكرة جاءت من النسبى وفى حدود النسبى حيث لا مكان لتصور المطلق .
أجاد الأستاذ رمسيس حنا فى نقد الفكر والإيمان الدينى , فلم ينهج سبيل الإستخفاف بالأديان متصيداً الأخطاء والتناقضات بل بحث فى سبب هذا التخبط والتناقض والتهافت الذى إعترى فكرة الإله لأرى أن تحليله يتوائم مع نفس رؤيتى فى البحث وأن هكذا يجب ان يكون النقد الباحث عن أسرار هذه الرؤية المتناقضة المشوشة لفكرة الإله , ففى مقاله "مقدمة فى النرجسية الدينية" تناول تحليلاً رائعاًعن سبب التناقض فى النص الدينى عن فكرة الإله .
يقول الأستاذ رمسيس حنا : عالم الميتافيزيقا أو عالم الغيب أو عالم المطلقات يظل حبيس خيال الإنسان حسب درجات وعيه وإدراكه وهنا بعض مكامن التناقضات التى تعانى منه النصوص الدينية فعلى أقل التقديرات فإن عالم الميتافيزيقا أو عالم الغيبيات أو عالم المطلقات الذى خلقه العقل بملكة خياله وإبداعه لا يمكن التعامل معه أو فهمه إلا من المنظور النسبى فقط الذى يمثل قمة الحالة الصحية العقلية المنطقية والذى يُمَّكن الإنسان من التعامل مع الموجودات المادية بطريقة صحية وصحيحة , وبهذا المنظور النسبى تعامل الأنسان مع المطلقات فوقع فى حمأة التناقض , فالعقل يتعامل مع الوجود المادى بمنظور نسبى , ولكنه لم يستطع أن يتعامل مع ما أخترعه من مطلقات بمنظور مطلق كما كان يريد لأن العقل يتسم بملكة الإبداع وعليه تتعدد منظوراته كمقاطع يحددها بنقاط بداية ونهاية حتى يستطيع فهمها لأنه لا يستطيع أن يستوعب الـ"لامالانهائية " التى تخيلها بعقله الجامح فى مطلقاته , ونتيجة لذلك كان هناك إحتمالان : إما أن يمطلق الإنسان (النبى أو رجل الدين) نفسه لكى يتمكن من تصور وفهم المطلق الذى إخترعه فلا يقف عند حدود أو منطق حسب إمكانياته فإخترع الأساطير الأدبية التى دعم بها نصوصه الدينية فيما بعد , والإحتمال الثانى أن يجعل هذا المطلق نسبياً و لذلك فإن النصوص الدينية تبدو متناقضة ومرتبكة وغامضة ومثيرة لكثير من الأسئلة لأنها تلبس المطلق ثوب النسبى , وتلبس النسبى ثوب المطلق، مما يجعلها فى حالة تأرجح و تذبذب بين النسبى والمطلق فإتسمت بغموض الرؤية وعدم الوضوح , فكان الحل هو تحريم السؤال "لا تسألوا عن أشياء " فالتابعون حُرِم عليهم أن يسألوا عن أشياء لأن مصدر النص لا يمكنه الأجابة عليها , ومن ثم لم يكن غريباً على مصدر النص أن يلقى بهذا العجز على تابعيه فى صورة تبرير هذا التحريم الذى جاء فوراً بعد النهى والذى يمثل مقدرة النرجسي على مناورة تابعيه لتجعل إنتهاك التابعين لهذا التحريم يرد عليهم بالوبال و سوء الحال " إن تُبدى لكم تسؤكم " .
كل هذا جعل النصوص الدينية فى إحتياج دائم ومُلح إلى شروحات وتفسيرات يقوم بها رجال السلطة الدينية زادت من إرتباك فهم الأنسان العادى ذو التفكير السوى للنصوص الدينية لأن أغلب هذه الشروحات والتفسيرات هى محاولات لتبرير النصوص وإسقاطها على زمكان وأشخاص هم ليسوا نفس زمكان وأشخاص النص , ولم يستطع المتبوعون أن يتعاملوا مع المطلق بما هو مطلق و لا مع النسبى بما هو نسبى بل خلطوا فى تعاملاتهم مع النصوص بين النسبى و المطلق , ومما زاد الحالة سوءاً أن تتحول هذه التفسيرات والشروحات الى مقدس فنتج عن هذا الخلط حالة من التشويش العقلى والفكرى أورثته التخلف والتراجع عن مواكبة عصره و زمانه وجعلته فى حالة إرتباك مستديمة و مستدامة , وكانت النتيجة هى على التابعين أن يتبعوا المتبوع فقط و يريحوا أنفسهم من التفكير وإعمال عقلهم فى النصوص لتصبح الإتكالية هى الثقافة السائدة فى مجتمعاتنا , فالتابعون يطلبون من المتبوع الصلاة من أجلهم ومن الطبيب كتابة قائمة مأكولاتهم المسموح بها أو المحرمة عليهم فى حالات المرض , ومن المدرس إعطائهم المعلومة بدلاً من البحث عنها بأنفسهم فتحولت عقول التابعين إلى مجرد أوعية يصب فيها المتبوع ما يريد من أفكار.
أتفق تماماً مع تحليل الأستاذ رمسيس مع تحفظى على فكرة أن مبدع فكرة الإله كان لديه إدراك بفكرة المطلق , فرؤيته للإله لم تزيد عن كونه كمية محددة مقاسة ذات رحابة أكبر من الإنسان قدرة وعظمة , بينما فكرة المطلق جاءت فى وقت لاحق على يد اللاهوتيين والفلاسفة الذين رأوا أن فكرة الإله لا تستقيم إلا إذا تحلت بالمطلق لخلق حالة وجودية مفارقة للوجود بدلا من أن يكون الإله وحدة وجودية ضمن الوجود .. لذا دعونا نقدم بعض الأمثلة من فيض الكتب المقدسة التى تحمل التصادم بين المطلق والنسبى .

- هو الأول والآخر
مُبدع هذا النص أراد تعظيم الإله وتميزه وتفرده بإعتباره الأول والآخر ولكن هذا يتناقض ويتنافى مع فكرة المطلق فقد جعل الإله كمية محددة مقاسة , فالمطلق يعنى اللانهائى ولا يوجد فى اللانهائية أول وآخر فيستحيل وفق اللانهائى الأزلى الأبدى أن تعثر على أول مُبتدأ أو نهاية فهكذا يتحدد فى الزمن , كحال سؤالنا ماهو الرقم الأولى والنهائى فى سلسلة أعداد لانهائية فلن تستطيع أن تحدد هذا العدد بل الإله المُفترض الكلى القدرة سيعجز عن إبجاد العدد الأولى والنهائى لأن الأمور هكذا تكون تحددت وخرجت عن مفهوم اللانهائية .
الأول والآخر مفهوم طبيعى جاء من النسبى رغبة منه فى تعظيم وتبجيل الإله وفق مفهومه بتصوره للبدايات والنهايات ولكن هذا يتناقض مع مفهوم المطلق المتمثل فى الأزلى الأبدى اللانهائى .

- الله داخل الزمان و المكان .
تطرح الكتب المقدسة فكرة ان الإله خلق الوجود فى ستة أيام ليتفذلك المتفذلكون بالقول أن اليوم الإلهى ليس كيوم البشرية ويعتمدون على آية السجدة/5 ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ولكن فى موضع آخر يكون اليوم الإلهى معادلا خمسين ألف سنه كما سورة المعارج ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .
لن نتوقف هنا عند هذا التناقض فى تقدير اليوم الإلهى بألف سنه أم خمسين ألف سنه فليس هذه هى الإشكالية بل بإعتبار أن هناك يوم مهما كان قياسه سواء بألف سنه أو 50 الف سنه أو بمليون سنه , فاليوم زمن يتحدد بحركة مكان بغض النظر عن طبيعة المكان ولكنه موجود لتدرك من حركته الزمن , وهذا يعنى أن الإله داخل الزمن خاضعاً له محدداً به غير مُستقل عنه لتنتفى قصة وجوده المستقل وقصة الخلق معها .
مُبدع فكرة الخلق واليوم الإلهى تحرك فى إطار مفاهيمه النسبية ليعظم الإله من خلال تفوقه الزمنى وقدرة الخلق فهكذا ظن , بينما فكرة المطلق لا تسمح بوجود الخلق فى الزمن ولا باليوم إلهى لأنها تجعل الإله خاضعاً للزمن وبوجود مادى يسبقه .
الله فى الكتب المقدسة موجود داخل الزمان والمكان و هذا ينزع منه ألوهيته حيث يصبح نسبيا , تجرى عليه القوانين الفيزيائية وبالتالى لا يمكن ان يكون مطلقاً أزلياً على الاطلاق , ولكن هكذا التفكير العفوى النسبى البدئى لم يدرك فكرة المطلق التى جاءت لاحقا .

- وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ .
فى غافر: 7 (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) . وفى الحاقة17( الْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) - وفى الكتاب المقدس ( قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره) الملوك الأول 22 : 19 .وفي حزقيال حز1 :26 (كان الله يجلس فوق العرش الذي كان على المقبب الذي كان على رؤوس الكروبيم محمولاً على أجنحتها ) .
للإله عرش يحمله ثمانية من الملائكة الأشداء فى صورة متخيلة من النسبى الذى إستحضر صورة العبيد الذين يحملون عروش ملوك وسلاطين الأزمنة القديمة فى جولاتهم وتجوالهم أو تلك الصورة للعرش المحمول على أجنحة الكروبيم ولكن هذا المشهد ينال بشدة من المطلق ويبدد الأولوهية , فالإله صار هكذا محدداً محدوداً بمكان يحمله ثمانية من الملائكة لينتفى زعم الغير محدود فقد تحدد الإله , كذلك تنتفى القدرة المطلقة ليخضع الإله لقوانين المادة فالعرش مُعرض للسقوط بفعل قانون الجاذبية لذا إحتاج إلى ملائكة للحمل والرفع والحيلولة دون سقوطه لأسفل .. لم يفكر مُبدع هذه الصورة الإفتراضية الإشكاليات فى فكرة الملائكة التى تحمل العرش مع فكرة المطلق فكل ذهنه تعظيم وتمجيد الإله بمشهد ملوك زمانه ولكن هذا ينسف فكرة المطلق ولا يبقى لها أثراً .

- الله ينزل فى الثلث الاخير من الليل .
من صفات الإله فى القرأن صفة النزول إلى سماء الدنيا وقد ورد الكثير من الذكر بوصف حال النزول بعدة أحوال , فهو ينزل في الثلث الأول من الليل , وينزل في نصف الليل , وينزل في الثلث الأخير من الليل ,وينزل عشية عرفة, ففى قول لمحمد : (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر) . وقوله فى موضع آخر ( ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة . حين يمضي ثلث الليل الأول . فيقول : أنا الملك . أنا الملك . من ذا الذي يدعوني فأستجيب له , من ذا الذي يسألني فأعطيه , من ذا الذي يستغفرني فأغفر له , فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر" .!!
لن نتوقف أمام هذه الصورة الطريفة للإله الذى يعلن عن نرجسيته الباحث عن عظمته فهكذا فكر خيالى لإنسان بسيط أراد تبجيل إلهه وفق تصوره ولكن لنا أن نتوقف أيضا أمام النسبى الذى أراد تعظيم قدرات الإله بالتحكم والمراقبة والهيمنة وفق منظوره , ليتصادم هذا مع المطلق فقد حدد الإله فى كيان يصعد وينزل بينما المُفترض أن الإله لانهائى غير محدد بالمكان علاوة على أن التوقيت لدى الإله صار مثل توقيت البشر , أما القول بأنه يبسط يديه فهذا تشبيه له بأن لديه يدين كالبشر , كذلك ورود أنه بعد الثلث الأخير من الليل يعود ليعتلي كرسيه .. هذه تخبطات كثيرة تصطدم مع فكرة المطلق اللانهائى فالإله له مكان محدد وهو الكرسي , وثانيها أنه يصعد وينزل ويجلس أي أن في ذلك تشبيها له بالبشر , وثالثها أنه بعد الثلث الأخير يعتلي كرسيه وهذا يعنى أنه إذا جاء الثلث الأخير من الليل على أحد المسلمين فى المغرب مثلا , فإن الله يكون جالساً على كرسيه ولن ينزل إليه , فالثلث الأخير من الليل هو على مدار الساعة يجتاز كافة خطوط الطول , أما إذا فرضنا أن الله ينزل فهو سيبقى نازل دوماً. !
هذا المشهد المتخيل يتعامل النسبى وفق طبيعته وخياله ليستعير المقاييس المادية المتعارف بها بغية تعظيم وتمجيد كملك مهيمن مسيطر ولكن هذه الصورة تتناقض وتتصادم مع مفهوم المطلق .

- المطلق يتمشى .!
تحفل الكتب المقدسة بصور عديدة شديدة الفجاجة عن تجسيد وتشخيص الإله يضيق المكان لذكرها لنكتفى بنص من سفر التكوين ( وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات ) .
هذا المشهد شديدالعفوية يعتنى بتعظيم فكرة الإله المراقب الراصد فى إطار رؤية النسبى لمراقبة الإله , ولكنه نسف فكرة المطلق فى الطريق , فالإله محدد ككيان يمشى مفتقداً للمعرفة المطلقة ليسأل آدم عن مكانه وماذا فعل لأرى أنها فكرة عفوية من مُبدع النص لم يخطر على باله فكرة المطلق اللامحدود الكلى المعرفة فهكذا كان خياله وفهمه .

- خالدين فيها أبداً .
يؤمن المؤمنون أن البشر سيخلد فى الجنه أو الجحيم للأبد , وبغض النظر أن هذا التصور يتنافى مع أبسط مفاهيم العدل والمنطق عندما يعاقب الإنسان بعقوبة أبدية على أفعال محددة زمنياً إلا أن هذا المشهد المُغرق فى السادية والإجحاف يفضح المطلق ويبدده , فالنسبى هنا شارك المطلق ماهيته فنحن أمام تعادل النسبى مع المطلق ومشاركته طبيعته بإعتبار أن الخلود تعنى الأبدية وهى صفة المطلق ليشترك الإنسان مع الإله فى اللانهائية وتتلاشى الحدود الفاصلة بين النسبى والمطلق .. فكرة خلود البشر رؤية مُشتهاة من الإنسان ان يبقى ويستمر كاسراً حاجز الموت فأطلق العنان للفكرة ولم يحدها فى تصور خيالى مفرط لم يراعى النسبى والمطلق .

هذه بعض الأمثلة البسيطة وهناك المزيد والمزيد فى الكتب المقدسة التى يضيق المكان لإستيعابها بل يمكن القول بكل ثقة أنه لا يوجد فى النصوص المقدسة نص يفصل المطلق عن النسبى فصور تشخيص الإله وتجسيده بوجه ويد وساق حاضرة , وصفات الإله هى صفات بشرية تم إسقاطها على الإله وإن إتسمت بالقوة والرحابة , بل الإنفعالات الإنسانية نفسها كالغضب والرضى والمحبة والكراهية وجدت سبيلها للإله .

أرى أن مُبدع فكرة الإله والصور التى رسمها له جاءت من فكر بشرى متقيد بنسبيته ليرى الإله المفترض مُحدد وإن كان ذو سعة أكبر من قدرات وحدود الإنسان ولكن لم يخرج الإله عن كونه كمية مقاسة محددة وهذا وفق تفكير طبيعى للنسبى , أما قصة المطلق فلم تورد فى ذهنه لحظة واحدة فخياله ومعارفه وأفكاره لم تصل لآفاق فكرة المطلق ليأتى هذا على يد اللاهوتيون وأهل الكلام والفلاسفة فى وقت لاحق بعد أن تلمسوا فكرة أن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان مطلقاً لا محدوداً لا نهائياً كاسراً حاجز الزمان والمكان والقياس , ومن هنا أطلقوا فكرة المطلق وليتصادم هذا مع النسبى الذى أبدع فكرة الإله ورسمها وحددها لنحظى على التناقض مع هذه الفكرة المختلقة المتهافتة .

المطلق وهم وفكرة متخيلة أُطلق العنان لتخيلها وفرضياتها بدون أى وجود حقيقى لها سعياً لإيجاد فهم للوجود يخرج عن النسبية , ولكن هيهات أن تجد فكرة المطلق وجود فى ظل النسبى وحدوده وأدواته وآفاقه النسبية لتبقى فكرة المطلق فى إطار الرياضيات التى تقدم مفاهيم اللانهائية فقط .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت