أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - العراق و ازمة العلاقات الدبلوماسية














المزيد.....

العراق و ازمة العلاقات الدبلوماسية


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق و ازمة العلاقات الدبلوماسية

مهما كانت قوة الدولة و حجم نفوذها في العالم إلا ان الدبلوماسية كانت و لا تزال سلاحا لا يمكن الاستغناء عنه و لا يمكن استبدالها بأي حال من الاحوال بالقوة العسكرية فحتى اوقات الحروب الطاحنة تستمر المفاوضات و يكثف الدبلوماسيون جهودهم للخروج من ازمة الحرب التي لا يمكن ان تخرج منها بلدانهم منتصرة حتى لو خسر العدو الحرب -;- و رغم قدم الدبلوماسية إلا انها في تطورا مستمر و ازدادت اساليبها التي يعتمد عليها في كسب الود و التعاطف الدولي لقضايا الدول المختلفة و اصبحت قوة الدولة تقاس بما تملكه من دبلوماسيين و مدى براعتهم و خلفياتهم الاكاديمية و العملية اضافة لما لديها من اصدقاء و حلفاء ثم معرفة قدراتها العسكرية و حجم سلاحها الذي يملئ ترسانتها العسكرية.

و العراق كدولة لها تأريخا سياسيا طويلا تخلله احداثا سياسية ما كانت لتحدث لو تم التعامل معها على اساسا دبلوماسيا متقن فالعمل السياسي و الدبلوماسي بشكلاٍ خاص اساسه المرونة و القدرة على المراوغة للحصول على ما يطمح اليه المفاوض و ربما تكون اخطاء الانظمة التي حكمت العراق في الماضي سببها ايدلوجية النظام نفسه و طبيعة الفكر الذي يحمله قادته الذي يدفعهم الى استخدام الوسائل التي تؤمن بقائهم و انظمتهم و احزابهم على رأس السلطة و اعتبار الحصول على حلفاء و اصدقاء من دول المنطقة و العالم امرا ثانويا طالما انظمتهم ليست في خطر بل ربما يكون سبب عزلة بعض الانظمة التي حكمت العراق هو الاعتقاد ان دول العالم تحاول اسقاطها.

و لم يختلف الامر مع من حكموا العراق بعد العام 2003 فعلى الرغم من مباركة الولايات المتحدة الامريكية لهم و على الرغم من مقتهم الشديد للنظام السابق لارتكابه حروبا عبثية مع دول المنطقة و افتعاله الازمات إلا انهم اعادوا استنساخ تجربته في سوء العلاقات الدوليه على عكس ما كان متوقع من انفتاح لاسيما بعد تغير العقليه التي باتت تحكم العراق اضافة الى التطور العالمي في العلاقات الدولية دون ان نغفل حاجة العراق الملحة للحصول على حلفاء يعتمد عليهم لضمان عودة العراق الى الحياة الدولية.

فالعراق و على المستوى الاقليمي فشل في بناء علاقات دبلوماسية مع الدول العربية و مواقفه الدولية كانت في اغلب الاحيان تبنى على اسسا لا علاقة لها بالدولة العراقية و موقفه من الازمة السورية واضحا رغم انتفاء مصلحة العراق من هذا الموقف اضافة الى عدم استفادة العراق من الخلافات التي حدثت بين الدول العربية نفسها فعلى سبيل المثال اتهامات العراق لقطر بدعم و تمويل الارهاب لم يرافقها تقارب سياسي قوي مع مصر التي تشاركه في اتهاماته لقطر و لم يستغل ايضا حجم العداء المصري لتركيا التي احتلت جزءا من الاراضي العراقية في الفترة الماضية.

اما على المستوى الدولي فعلاقات العراق الدبلوماسية لم تكن مخيبة للامال فقط بل صادمة و ازمة داعش كفيلة بإثبات ذلك فحكومة العراق تستجدي التعاطف الدولي سواء لكسب التأييد او للحصول على السلاح فعلى الرغم من موقفها المؤيد للنظام السوري إلا انها لم تتخذ منه مثالا فصمود النظام السوري لما يقارب الخمسة الاعوام كان بفضل حلفائه اللذين استخدموا شتى الوسائل للحفاظ عليه الامر الذي لم تفعله حكومة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية التي لها مصالح مع العراق تفوق مصالحه معها بل لم يستغل الصراع الروسي الامريكي في المنطقة للحصول على ما يريده و اكتفى بموقف حيادي لا نفع فيه رغم ان العراق يمر اضافة الى داعش بأزمة اقتصادية خانقة.

ان استمرار جمود العلاقات الدبلوماسية العراقية تعني استمرار ازماته سواء على الصعيد الدولي او حتى الداخلي فدول المنطقة و القوى العظمى تتلاعب بالشؤون السياسية الداخلية للتأثير على من يحكم العراق بما يتناسب مع مصالحها فالنفوذ هو ما يسير دول العالم و رحلة البحث عنه تتطلب الدخول في تحالفات قوية تبنى على اساس التعاون لا الخضوع و الاهم هو المصلحة العليا للدولة لا الطائفة او النظام الذي يحكم الامر الذي لم يستطع سياسي العراق الجدد فهمه .



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق و العراقيين و وهم الدولة
- حيدر العبادي رُدها ان استطعت !
- اعلان ... وظيفة شاغرة !
- روسيا و الفخ الاميركي
- غضب الشعب و تحدي العبادي
- حيدر العبادي و الخيارات الثلاث
- تظاهرات العراقيين مدفوعة الثمن
- العراق على اعتاب الثورة
- العبادي و سياسة المهادنة
- هل ستطرد داعش وحدها ؟
- حصتي من النفط
- الصحفي و السياسي و العداء الدائم
- الوقت المناسب لتقييم الحكومة
- داعش كادت ان تنجح !
- عندما يتكلم الرئيس
- الادخار الوطني ام العقوبة الوطنية ؟
- الجيش العراقي .. بين فساد القيادة و صفقات الضباط
- محاكمة الفاسدين ضمان نجاح العبادي
- ضحايا الارهاب و الفساد كوارث منسية
- ثلاث وزارات ستحدد مستقبل العراق


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - العراق و ازمة العلاقات الدبلوماسية