أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - مزاج، رجال وفشة خلق















المزيد.....

مزاج، رجال وفشة خلق


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


(خواطر عن المزاج والرجال وفشّة الخلق)

خلال سنوات مراهقتي كنتُ أكتب يومياتي كثيرا. كنتُ أحبّ كتابة كل ما يخطر ببالي من أفكار وما يعتمل في صدري من مشاعر. منذ ذلك الحين، مرّت سنواتٌ طويلة، لم أشعر خلالها بحاجة ملحّة لكتابة يومياتي أو خواطري، كنتُ أحثّ نفسي أحيانا لفعل ذلك لمعرفتي أن ذلك مفيدٌ لي ككاتبة، ولكنني كنتُ دائما أنقطع عن فعل ذلك بعد وقت قصير. أهي مشاغلُ الحياة التي تسرقنا؟ أم أنه مجرد تغيّر الظروف؟
في السّنوات الأخيرة، وجدتُ نفسي أكتبُ ما يشبه الخواطر القصيرة على صفحاتي في الفيسبوك، أشاركها مع أصدقائي فيتفاعلون معها وأتفاعل معهم، والحقيقة، كنتُ مسرورة أن الفيسبوك يشجعّني على الكتابة التي من هذا النوع، ورأيتُ أن بعض خواطري مهمّة جدا، على الأقل بالنسبة لي شخصيا، فقرّرتُ أن أكثّف من كتابتها في الفترة القادمة وأنشر بعض ما يمكن نشرها.
إذن، لنبدأ من هذا الصّباح.
نستيقظُ من النّوم صباحا فلا نعرف ماذا ينتظرنا في النهار، وهل سيلازمنا نفس مزاجنا كما بالأمس، أم يتغيّر شيءٌ ما؟
حين قمتُ من فراشي هذا الصباح واقتربتُ من رفوف كتبي، وجدتُ وريقة من وريقاتي الكثيرات منسيّة على الرّف، كنتُ قد كتبتُ فيها خاطرة من خواطري منذ فترة. أخذتُ الوريقة وقرأتُ فيها:
«صباحات عبد المنعم أهمّ بكثير من مساءاته...»
كتبتُ ذلك منذ شهور، خلال مشاهدتي مقابلة تلفزيونية مع الممثل السوري الذي أحبّ عبد المنعم عمايري، إذ سمعته يقول إنه يبتدئ نهاره كل يوم بجلسة تأمّل على فنجان قهوة، ينسى كل ما كان يزعجه بالأمس، يملأ نفسه بالأمل والفرح والتفاؤل.
قرّرتُ أن أفعل مثله، ليس بشأن فنجان القهوة، ولكن بشأن التأمّل وشحن النفس بالطاقة الإيجابية.
فتحتُ باب البيت لتأمّل الخارج، وهذا ما خطر:
صباحٌ هادئ.
توقّف المطر الذي كان ينهمر بالأمس.
هي بدايةٌ لنهار جديد، صفحةٌ جديدةٌ من كتاب الأيام. هو التّوقُ لرمي كل شيءٍ كان يزعجنا بالأمس رمية لا رجعة فيها.
صباح يدعو إلى التّأمل.
صباح الأمل... الأمل الذي ينهمرُ مع نور الصباح.
صباح الجمال... جمال قطرات المطر العالقة على صفحات الورود.
صباح الفرح... فرح العصافير المزقزقة على أغصان الشّجر.
صباح الدفء... دفء السّماء على عشّاق الصّباح، والنور والجمال.
يبدو أننا، رغم كل شيء، نستطيع، أحيانا، أن نختار مزاجنا الذي يلزمنا طوال النهار.
* * *
أحيانا، نحن النساء نضع الرجال الذين نحبّ في مواقف صعبة جدا، خاصة عندما نحسّ أنهم مشغولون جدا عنا، فتختلج في دواخلنا المشاعر، وتعترينا الهواجس، ويصيبنا الضّيق إلى حد الاختناق، إذ تفيض روحنا بلحظات من الحنين، تغمرنا... ونتنهّد مرة أخرى، ويشقّنا أن يطلب منا الآخر أن نشعر به، دون أن ينتبه أننا نطلب منه أن يفعل تجاهنا ذات الشيء، نحسّ بالإهانة أن نسأل: كيف ولماذا؟ فنتوق أن نرمي كل مشاعرنا بالبحر. ذلك ما خطر لي وأنا أتذكّر قبل أيام مشهدا من مسلسل إيلفيس بريسلي، الذي شاهدته منذ سنوات طويلة ولا أنساه. حين جاءت زوجة إيلفيس إليه، عندما كان في طريقه لاعتلاء المسرح، وطلبتْ محادثته، وذلك بعد ليلة اشتكت له فيها غيابه الطويل عنها واشتياقَها إليه، فاغتصبها.
اعترضها من معه من رجال، ولكنه قال لهم إنه سيلحقُ بهم في الحال وانفرد بها.
فقالت له: «أنا راحلة.»
نظر نحوها قليلا، وقال لها: «لقد اخترتِ وقتا رائعا لترمي ذلك عليّ.»
«وأنت اخترتَ وقتا رائعا لتغتصبني.»
«أليس ذلك ما اشتكيتِ منه؟ أليس ذلك ما أردتِ؟»
«ليس هكذا، إيلفيس. ليس بهذه الطريقة.»
دخل عليهم أحد الرجال يستعجله.
«أنا قادم.» قال له إيلفيس.
ثم قال لها: «لديّ عرض سيبدأ الآن. يمكننا التحدّث عن هذا بعد انتهاء العرض.»
«لن أكون هنا بعد انتهاء العرض.»
نظر إليها طويلا يفكّر في كلامها... ثم خرج إلى المسرح... وهي رحلتْ عنه.
ولكن، رغم كل شيء، أتساءل في نفسي: أليس ضعفُنا بالأمس هو قوّتنا اليوم؟؟
* * *
وأخيرا، عودة إلى عالم الفيسبوك.
ألاحظ أن كثيرين يحبون أن «يفشّوا خلقهم» على الفيسبوك، خاصة على الناس الذين لا يروقون لهم. كلنا نتعرض أحيانا لمواقف صعبة مع الناس، نحسّ بالجرح حينا، بالذّل والإهانة أحيانا أخرى، وكثيرا ما نعصّب ونغضب. ولكن، كيف تبدو صورتنا حين نخبر الجميع بذلك؟؟ لديّ صديق على الفيسبوك 99% من منشوراته هي فشة خلق. أنا لا أعرفه، ولكن يبدو لي أنه تعرّض للكثير من الأذى من قبل الناس، وواضح لي أنه متشائمٌ جدا، وبصراحة، بتّ مستاءة من قراءة ستاتوساته! هو احنا ناقصين؟؟ (طبعا لو كان هنا لدافع عن نفسه وقال: هو حدا جبرك تقري؟ والجواب واضحٌ طبعا).
المهم، بعد أن انتبهتُ أن «فشّة الخلق» هذه تكشف عن كاتبها أكثر مما تكشفُ عمّن تتحدّث عنهم، بتُّ حذرة جدا أن لا أفعلها، والحقيقة، أن بعض أصدقائي المقرّبين الذين أثق بهم نبّهوني (لمحبتهم لي) إلى بعض منشوراتي التي لا تليق بي ككاتبة يقرأها كثيرون. وهكذا، منذ ذلك الحين، لم أعُد أفشّ خلقي كثيرا على الفيسبوك، قدر الإمكان. ولكني أفعلها أحيانا على كل حال (مش أنا حرة على صفحتي... مملكتي؟!)، فكتبتُ قبل فترة:
عادة، لا أردّ على الرسائل الشخصية التي تأتيني على الفيسبوك، إلا إذا تضمّنت سؤالا أو موضوعا ما. ولكن، أحيانا يستفزّني فضولي لمعرفة ما سيأتي بعد التحية والسلام، وغالبا ما يأتي هو: ممكن نتعرف؟؟حقا لا أعرف سؤالا أكثر غباءً من هذا. فيكون جوابي: صفحتي تعرّف عني.
وهذه حقيقة. لا أظنّ أن شيئا يعرّف عني أكثر من صفحتي وكتاباتي. فمن أراد التعرّف حقا على أحد يقرأ صفحته (ولا شيء يُهينني أكثر من أن لا تقرأ صفحتي المليئة بكتاباتي وتطلب مني التعرّف)، أما من أراد غير التعرّف الحقيقي يسأل: ممكن نتعرف! وأما أن يعقب ذلك سؤالٌ حقيرٌ مثل: هل أنت متزوجة؟! فلا رد عندي إلا الحظر... وبلا أسف!
وجدتُ أن الستاتوس أعجب الكثيرين من أصدقائي (جدا)، وبعضهم قالوا لي ذلك على الخاص، مما يؤكد إعجابهم الشديد. فقلتُ لأحدهم إنني في العادة لا أفشّ خلقي على الفيسبوك، ولكنني أسمح لنفسي فعل ذلك مرّة في السنة!
فرد قائلا: لا، خلّيها شي 3-4 مرات!!
(كفر كما 19.12.15)



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوج المثالي
- خواطر عن العنصرية، العلمانية والتعاطف الإنساني
- أنا شركسي... أنا شركسية
- اختفاء رباب ماردين 28 (الأخيرة)
- شوق مؤجل
- الضمبازا
- اختفاء رباب ماردين 27
- اختفاء رباب ماردين 26
- اختفاء رباب ماردين 25
- اختفاء رباب ماردين 24
- العائد
- انفجار السكوت
- انما للصبر حدود
- مفاجآت على الطريق
- حبيبتي الفيسبوكية
- اختفاء رباب ماردين 23
- اختفاء رباب ماردين 22
- فرحة الولد
- اختيار السعادة
- ممنوع اللمس


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - مزاج، رجال وفشة خلق