أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما بين الكبت و المواضبة في الحياة















المزيد.....

ما بين الكبت و المواضبة في الحياة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 21:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت طالبا مواضبا و مجتهدا و لم انحرف طوال سنوات الدراسة ولو بقيد انملة عن مسار المدرسة و العلم و المعرفة، و ما تعلمته من خلال المناهج العلمية وا لادبية المعروف عنها في مراكزنا التعليمية و طرق تدريسنا بالاملاء و التلقين الذي هو المعتمد لحد الان في سلك التدريس فقط دون الالمام بالفهم و الفقه للاسف، و لم استفد منه شيئا يُذكر في حياتي للاسف بعد تخرجي كما هو حال الاخرين .
ما اكتسبناه هو معلومات و ثقافة عامة غير عميقة، ليس بسبب المنهج و محتوياته بقدر كيفية التدريس و تلقينا له . و ان حصلت على الشهادة، و لكني وضعتها على الرف و لم استفد منه عمليا و نظريا، لانني شغفت باختصاص اخر غير ما وضعني اياه معدلي في السادس الاعدادي كما هو مصير غيري ايضا، و الممت بشيء من تلقاء ذاتي بعيدا جدا عن البايولوجي التي كملته سواء لنيل الشهادة او خوفا من جبهات القتال في حينه، و من ثم التواصل السري مع التنظيم الاضبط و الاهم في تاريخ كوردستان العراق، و هو عصبة الكادحين في كوردستان، و ما قدمه هذا التنظيم للمنتمين اليه من العلم والمعرفة و الثقافة العامة في حينه خلال مدة قصيرة اكثر من ما قدمته الدراسة من الناحية الثقافة لاعامة لنا طوال اثنتا عشرة سنة، لا يمكن ان ياخذه اي منتمي الى حزب اخربهذا القدر و الاهمية، وكانت ايديولوجيته تفرض ما لم تفرضه لدى الاخرين نتيجة التدقيق و التنظيم العالي و الاتقان، والاهم هو المتطلبات التي فرضت نفسها على اي منتمي في هذا التنظيم قبل قبول انتمائه، لم توازيها في اي حزب او حركة اخرى . يفرض عليك القراة و التعليم و الفقه بما تقرا و تستدل ما يدلك و يسترشدك عليه، انه كان يسارا تقدميا بكل معنى الكلمة .
من جانب اخر، و في المقابل من ما استفدنا منه فكريا وفلسفيا من خلال هذا التنظيم، بينما كنت منكفئا و منغلقا على نفسي شخصيا في المدرسة، و لم اكن منفتحا نتيجة لتربية ذاتية عائلية خاصة بنا، و من الوضع الاقتصادي البائس من الفقر المدقع الذي عشناه من جهة و عدم الاطلاع على جوانب الحياة الكثيرة في بداية حياتنا اي في طفولتنا . و هذا مافرض الكبت المطبق علينا من حيث التعامل مع الاخر و الغرق في التفكير و الابتعاد عن الترفيه كما هو من جوانب اراحة النفس و التغيير المطلوب للعيش السليم و الاستمتاع بالحياة .
ان ابناء جيلنا بشكل عام، كانوا على حال لا يمكن ان يجمعوا بين الفرح و السعادة والمواضبة و الاجتهاد في المدرسة بما المسه و اقارنه مع ما فيه الجيل الجديد، اي ان اكثر من كانوا يعيشون مرحا و يقضون اوقاتهم كما تفرضه مستوجبات المرح و السعادة، كانوا دون مستوى التعليم، او بالاحرى غيرملمين بالدراسة، و كانت الدراسة كما فرضه المدربون و المدرسون كما القنونا اياه، هي الدراسة بعيدا عن الامور الجانبية، و هي التعليم و المواضبة و الضبط و الربط و النشاط الدراسي و الشطارة، مما دفع باكثريتنا و بالاخص المعروفين باشطار ان نكون معقدين في حياتنا الخاصة . و هذا ما ابعد عنا ان نعيش يومنا كثيرا كما يفترض ان يعيشه الانسان و يعطي لكل امر حقه، و لا يجب ان يتلزم فقط بوجه اوناحية منها فقط و يترك الاخرى .
اما اليوم ما اراه في حياة الجيل الجديد وكيفية تعاملهم مع الحياة و ما فيها افضل بكثير مما كنا نعيشه، انني اراه ايجابية بشكل مقنع، عدا حالات يمكن ان تؤثر سلبيا على الطالب و في عمر معين نتيجة الانفتاح غير المحدود الذي فرض نفسه على الجميع نتيجة التقدم والتطور في الاتصالات و التواصل الاجتماعي . فانني ارى طلاب يجتهدون و يدرسون و يعيشون حياتهم كما يفضلون،وهذا المطلوب في حياة لانسان الطبيعي، و لي دليل على ذلك، ان ابني و بنتي لم يبخلوا في حياتهم بما كانوا يعتقدون من الواجب عيشها كما هي، وفضلوا ان يعيشوها كما يحبون من الترف وا لجد و الهزل و السفر و التمتع من جانب، و لم يهتموا بجانب واحد فيها بحيث نشطوا و اجتهدوا في الدراسة ايضا اعتمادا على التعليم الوطني فقط دون اي درس خصوصي، وابني في الهنسة المعمارية وا لبنت في الطبية مع انهما لم يتركا لحظة في حياتهم و لم يستغلوها في الترفيه عن نفسهم و المشاركة في امور الحياة كافة وفق عمرهما، بحيث البنت و هي في السن السابعة عشرة و اشتركت في دورة اكثر من شهر و نيف في امريكا، بعد ادائها مقابلات و امور من خلال الانترنيت دون ان تصرف من جيبي فلسا واحدا، والذي لم يكن في زمننا في الجامعة و ليس في السن السابع عشرو اللخامس الاعدادي، و انما حتى في الجامعة كنا مقيدين و كان من الواجب علينا ان ناخذ بنظر الاعتبار من ان هناك امورا يجب ان نهتم بها دون غيرها .
ما اريد الافصاح عنه هنا و في صلب مقصدي، ان هناك تغييرا واضحا بين حياة الجيل الجديد و القديم من حيث تمتعهم و تفهمهم للحياة و كيفية اداء دورهم في مسار حياتهم دون الانعزال و الانكفاء او الاهتمام بالدرس فقط دون اي جانب اخر. فانني كما اصدقائي عشنا في كبت قاتل نتيجة خوفنا الدائم من الحياة، بينما الجيل الجديد اكثر جرأة و لم يلتفتوا الى الصعوبات، و هذا من ايجابيات التطور و التفاعل مع مستوجبات الحياة .
نعم كانت لدينا طموحات و كنا لا نعرف الا دراستنا و ما نهتم به و لا نميل لاي شيء خارج محيطنا، نعم رغم ان كنا مجتهدين في دراستنا و تعليمنا و لكن لم نكن اذكياء وفق قياسات اليوم . فانني اعتقد بان الذكاء الموجود نتيجة التطور التقني و الالكتروني اكثر تفاعلا مع حياة الانسان من الاملائات التي كنا اذكياء فيها و ما نحفظها عن الصدر، و حتى دون ان نعرف فحوى اكثريتها، كما هو حال الايات القرانية .
اما ما تغير المجتمع و كنا فيه لا يمكن ان نعتبره تغييرا ايجابيا بشكل مطلق . نعم كان زمن التعاون و المحبة و المشاركة في العسر و اليسر، زمن البساطة و الصداقة الجميلة، زمن التمتع بالجيرة و القرابة . اما اليوم، فان التغيرات التي حدثت فان الكثير من المباديء و الاساسيات الاجتماعية و العادات والتقاليد تغيرت، بحيث لا يمكن ان يلتزم الجيل الجديد في الواقع المتغير الجديد بما هو القديم .اي كما كان هناك ايجابيات و سلبيات قديما فهناك ايجابيات و سلبيات جديدا و لكن النسبة لا يمكن ان نتفق عليها، فانني اعتقد بان ايجابيات الواقع و المرحلة الجديدة اكثر من سلبياتها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
- استمرار تركيا في استفزازاتها !
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...
- تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
- ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
- عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
- لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
- حادثة البعشيقة و ما وراءها
- الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
- البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
- هل تنجح انقرة في فرض المنطقة العازلة في سوريا ؟
- شهر سيفه و لم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده !!
- هل اردوغان ينقذ تركيا و نفسه من المطبات التي وقع فيها ؟
- اصرار العراق على خروج القوات التركية لاول مرة !!
- يزيدون الحطب الجزل لنيران تفرقهم و تشتتهم
- ما البرلمان العراقي من مجلس العموم البريطاني ؟
- العقلانية في التوجه يمنع التخبط
- لماذا يتحمل الشعب مغامرات القادة ؟
- ما الهدف من دخول القوة التركية الى الموصل ؟
- مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما بين الكبت و المواضبة في الحياة