أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الرثاثة الاجتماعية في العراق















المزيد.....

الرثاثة الاجتماعية في العراق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 09:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتب الباحث الاستاذ ضياء الشكرجي في مقالته المعنونة :
( الرثاثة المجتمعية في العراق : تعددية المظاهر وجذرية الاسباب ) والمنشورة في كتاب جمع بين مقالاته د .فارس كمال نظمي تحت عنوان ( الرثاثة في العراق ..اطلال دولة .. رماد مجتمع ) نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للاسلام السياسي – ط1 – 2015 – دار ميزوبوتاميا – بغداد – شارع المتنبي .

( فالرثاثة بالمعنى الذي نقصده ليست دائما او بالضرورة من لوازم الفقر وتوابعه ..فالفقير الذواق المدني قد يصنع من واقعه المعيشي السيء جمالا ومدنية , مقترنين بالبساطة والزهد ) .

تتحول الرثاثة عند الاستاذ ضياء الشكرجي من حالات فردية الى ظاهرة عامة على المستوى المجتمعي . اذ نشهد اليوم في حقبة الاسلام السياسي بعد 2003 رثاثة واسعة ومتعددة المظاهر تشمل رثاثة السلوك ورثاثة الخطاب ورثاثة السياسة ورثاثة المدن ورثاثة الفن .

1 –رثاثة المدن :تحدث الاستاذ ضياء الشكرجي عن تحول مدينة بغداد الى مكب للنفايات . اما على مستوى البناء والمعمار والشوارع العامة فنقف امام مدينة خربة خرجت للتو من حروب طاحنة . ان بغداد تحتل الموقع الاخير من بين المدن الاسوا في النظافة والخدمات في العالم , بحسب التقرير السنوي لمؤسسة ميرسر .

2- رثاثة السلوك العام :اصبح المواطن يضفي قيمة عليا على مظاهر اجتماعية لاتمتلك قيمة حقيقية مثل ظاهرة الطعام وتوزيعه بمناسبة وبدونها . حيث تحولت المدينة وعاداتها الى تقاليد واعراف عشائرية تقوم على استقبال الضيوف في اي وقت عن طريق تقديم الطعام اليهم ,وتقديم الطعام في المناسبات الاجتماعية والدينية ونحر الذبائح وتقديم الطعام الباذخ .

3 –رثاثة الذائقة : ونجد ذلك في تردي واجهات المباني اذ شاع التغليف بالمواد البلاستيكية الملونة والتي تخدش المنظور البصري السليم وتتعارض مع المعمار البغدادي والعراقي . وينطبق الامر على السياسيين ,حيث يظهرون على شاشات التلفاز الى جانب اواني مزدحمة بكميات كبيرة من الفواكه والزهور الصناعية في دلالة لاتخطئها العين عن حداثة النعمة ,كمن لايصدق نفسه فراح يحيط نفسه برمزيات رثة يرى فيها تفخيما لنفسه يداري به انكشاف نقصه .

4- رثاثة اللغة:حيث هبطت اللغة اليومية الى درجة الابتذال . ونشاهد ذلك على صفحات الفيسبوك حيث اصبحت الشتائم تطال الجميع .وفي دوائر الدولة بتنا نسمع استخدام مفردات (شيخ ) او (حجي ) او ( عمي ) او (خالي )بدلا من كلمة ( سيد )او ( استاذ ) وتستخدم كلمة ( حجية ) او ( علوية) بدلا من كلمة استاذة او دكتورة .
من العوامل التي ساعدت على انتاج الرثاثة :

1 – ادارة المجتمع من قبل اصحاب الثقافة الرثة.
2 – تفشي ظاهرة الكذب والنفاق والغش والاحتيال . ان الكذب اخذ يستخدم كتبرير لانتاج سلوك رث اخر ( فالكذب بهذا المعنى امسى قيمة اجتماعية متداولة لها سياقاتها ومنافعها ورموزها ولغتها , بل وتلقائيتها في الحياة اليومية. وهذا بدوره قوض قيمة الثقة في التفاعلات الاجتماعية وجعل كل التعاملات الجدية تصطبغ بهاجس الشك وعدم اليقين واللاجدوى . وبالتالي اكتست برداء مهلهل اسمه الرثاثة ).

3 – ازدياد التعصب الديني والمذهبي والمناطقي والعداوة والبغضاء والعنف والذي يكون مقدمة للارهاب .هذا التعصب قاد الى اختلال في الاولويات .فالمتعصبون باتوا غالبا مايقدسون مالاتراه عقيدتهم مقدسا . او يقدمون ماهو اقل قدسية على ماهو اعلى قدسية في ضوء عقيدتهم . فيكون النبي اقدس من الله ويكون المرجع اقدس من قديسي تلك العقيدة .

ومن مظاهر الرثاثة انعدام التعليم وشيوع الامية وانعدام الدقة حيث يجري الحديث في العراق اليوم والتعامل مع كل الاشياء بصورةتقريبية . حتى الموازنة السنوية للدولة العراقية .

من مظاهر الرثاثة المجتمعية انعدام الشعور بالمسؤولية . اذ بات المواطن لايشعر بان المدينة مدينته ولا بان المحلة محلته . وبتنا نرى التساهل في رمي النفايات خارج اماكنها المخصصة لها . اذ بتنا نرى السياسي التنفيذي لايبالي بتحول مدينة بكاملها الى مكب كبير للنفايات . كما تتجسد اللامبالاة برفع صوت مالاينبغي رفعه او احداث ضوضاء . ومن ذلك رفع الاذان وصوت مكبرات الصوت للمساجد والحسينيات , حتى لو قيل لهم ان دينكم لايجيز لكم ان تسببوا اضرارا او ازعاجا للاخرين حسب قاعدة (لاضرر ولا ضرار ).

من مظاهر الرثاثة ترييف المدينة ونقل العادات العشائرية الى المدينة وغلق الشوارع لنصب السرادقات للفواتح ونحر الذبائح في المناسبات الدينية وفي الاعياد بشكل مبالغ فيه .

يختتم د.ضياء الشكرجي مقالته باهمية وجود نظام ديمقراطي يقوم على الكفاءة في تولي المناصب وسيادة مرجعية العقل وثقافة الحداثة بدلا من مسلمات التراث , واهمية ظهور طبقة سياسية مثقفة تتحلى بالذوق الرفيع في المظهر والاداء مبتعدة عن المحاصصة .

ترثيث نقابات العمال في مصانع ومؤسسات الدولة العراقية

وجهة نظر كاتب المقال :

من مظاهر الرثاثة ايام النظام البعثي الصدامي السابق هو ترثيث نقابات العمال في مصانع ودوائر الدولة العراقية وتحويلهم الى موظفين .لقد نتج عن هذا القرار مصادرة حقوق العمال في الضمان الاجتماعي وفي مخصصاتهم والتي تختلف عن مخصصات الموظفين . وفي انعدام التنظيم النقابي والذي يدافع عن حقوقهم .

وبعد سقوط النظام الشمولي البعثي الصدامي في عام 2003 تم الحفاظ على القرارات المتعلقة بتحويل عمال الدولة الى موظفين . فالعامل – الموظف وعامل الاجور اليومية وعامل العقود ليس لديه نقابات تدافع عن حقوقه . ان غياب النقابات في مؤسسات الدولة يتنافى مع ابسط مباديء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومع قيم الحداثة .

ان السكوت عن هذا الترثيث هو مشاركة فيه وفي اضفاء السمة القانونية لقرار لاقانوني اصلا . ان المحاصصة الاثنية الطائفية قد شملت نقابات العمال ايضا خلافا للشعار الشيوعي الشهير :
( ياعمال العالم اتحدوا )..
ان موضوع نقابات العمال من المواضيع المسكوت عنها في السياسة العراقية . لذا نتمنى على الباحثين والاساتذة الافاضل من اصحاب الاختصاص الكتابة في هذا المحور من امثال الدكتور فارس كمال نظمي والدكتور عبد جاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع والاخرين .

من مقالة الدكتور فارس كمال نظمي المعنونة :

( سيكولوجيا انتاج الرثاثة في المدينة العراقية )جاء فيها :

( فاذا كان مفهوما ان للمشروع الامريكي اهدافه الستراتيجية المتمثلة بسياسة (محو او انهاء الدول )في منطقة الشرق الاوسط ومنها دولة العراق لغايات اقتصادية عولمية بعيدة المدى , فان المشروع الطائفاني الذي شرعت به احزاب الاسلام السياسي بتدبير امريكي ابتداء من سنة 2003 قد تعدى في مداه مسالة الاستحواذ الاناني على السلطة , الى قصدية غدت اكثر وضوحا بمرور السنين , تلك هي تخدير الوعي الاجتماع العقلاني , وصرفه عن تبني غايات تقدمية للحياة الى حد ممارسة سياسة يومية منظمة لتشويه المدينة العراقية وترثيثها بادوات اساطيرية تعمل على تسطيح الاداء البشري وتجريده من حقه الطبيعي في ادراك الجمال وانتاجه . بمعنى اختزال النوع البشري الى حاجتين فقط لاثالث لهما : الاشباع البيولوجي الفج , والتقرب النفعي من السماء !
(اصبحت المدينة العراقية مختزنة بسلوكين او علامتين جمعيتين فقط تنتج احداهما الاخرى في متوالية سقيمة : الهضم المعدي والتدين الزائف . واعادة انتاج كل المدن العراقية جمعيا بمظهر لاهوتي او قبائلي موحد يلغي التعددية والتمظهر الرمزاني المتمايز . ويختم الجميع بختم القطيع التائه في صحراء العبث الوجودي المر ..

ان انتاج الرثاثة بحسب د . فارس كمال نظمي يعني :
( تجريد المدينة من ذاكرتها الجمالية المحببة لسكانها مكانيا وبصريا وعاطفيا ,عبر محو كل الشواخص المادية الدالة على تلك الذاكرة :ابنية فولكلورية وشوارع تراثية ومقاه ومتنزهات وحانات ومسارح ودور سينما ومكتبات ,وحرية ملبس وتجول آمن وامسيات ثقافية وسهرات اجتماعية , هدما او اهمالا او تناسيا او اخفاءاو تشويها اوحتى نزع الشرعية عنها عبر آليات التكفير العلنية والضمنية . وكل ذلك يترافق مع افراغ المدينة من وظيفتها الوطنياتية الانسانوية المعهودة , والحاقها بماض تناحري غيبوي واغراقها بطوفان من الفضلات والقمامة المتناسلة ).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرثاثة والاستبداد الشرقي في العراق
- بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس
- اشكالات في كتابة الابحاث والمقالات
- الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الرثاثة الاجتماعية في العراق