أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية















المزيد.....

صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 15:24
المحور: الادب والفن
    


صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية
قراءة : داود سلمان الشويلي
نشر الشاعر رياض عباس العصمي على صفحته في الفيسبوك قصيدة اهداها الى صديقة نوفل ذيبان يقول فيها :
(( ... " نوفل الشعر والقصيدة
أنت مستعمرة حب "
ثمة اضطراب غريب يحوم حول أسمك
وهذه هي فرصتي الأخيرة لاقتناص حبك
ايهذا المستوطن نبتة الكأس
روحي مزتّك
أين ماحللت
في الجريدة العاطلة عن العمل
في بيت شيطاننا الأكبر سهيل
أو في البراري
أو في أعماق الظلمة المدفونة في الثلج
ظلمة العشب او ظلمة الشجر
وحيث يفرّ الهواء من الزوايا
أنا أتنشقك !!
الغربان التي مازالت تنعب
والنبلاء
الذين يعرضون وثيقة أسمي
على رئيس تحرير
تلك الجريدة
العاطلة عن الأمل!!
جميعهم يسقطون كما القمح
في افواه المطاحن
ووحدك تبقى
وتبقى
وتبقى
وتبقى
وتبقى
سنبلة حب
خارج
قانون المراعي !!)).
شعر الاخوانيات من الالوان الشعرية القديمة والاصيلة في آداب الشعوب ، وقد تحدث عنه ارسطو في كتابيه الشعر والخطابة وذكره كذلك هوراس في فن الشعر ، و الشعر العربي قد حفل بهذا اللون الشعري.
و مع تقدم الزمن نتساءل : هل مثل هذا اللون ما زال موجودا أم هل اختفى او تراجع بعض الشيء ، او انه اخذ له لبوسا جيدا ، خاصة بتطور الشعر حتى وصوله الى قصيدة النثر التي يكتبها جل شعراءنا بروحية جيدة .
واذا كان البعض يرى في الشعر الحديث ( قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر خاصة ) على انه غير مستعد لان يقدم مثل هذه القصائد ، فهذا اعتقاد خاطيء ، ذلك لانها - القصيدة العمودية - كانت تقدمه عبر تاريخها الطويل .
في هذا اللون الشعري ( قصيدة التفعيلة ، وقصيدة النثر خاصة ) قد تغير وتبدل واصبح الشعر يتناول الموضوع ويعبر عنه برؤى و افكار ، و بصيغ ووجوه جديدة ، فاصبحت اللغة التي يكتب بها هذا اللون الشعري غير انفعالية ، والشاعر يصدر من حالة نفسية غير مزاجية او انفعالية .
واذا كان الشعراء في سنوات ماضية يقدمون في هذا اللون الشعري صورا فيها المواساة والألم والشكوى وطلب الحاجة ، والمدح وبعض الموعظة ، فهي اليوم اخذت لها طابعا ينضح بما يعرض صورة للصداقة الدائمة في شيء جميل ، كأن يكون تصوير حالة جميلة للصديق ، كما يظهر في القصائد النثرية التي كتبها الشاعر كريم الزيدي لجل اصدقائه ومحبيه، اذ صور حالة ما من الحالات المشهور بها ذلك الصديق فيها الصدق والمحبة .
كتب الشاعر رياض عباس العصمي قصيدته تلك واهداها الى صديقه الاستاذ نوفل ذيبان ، حيث بدأها بمقدمة قصيرة قال فيها (نوفل الشعر والقصيدة ... أنت مستعمرة حب ).
ونوفل ذيبان مصور فوتغرافي ، صديق لكل الادباء في الناصرية ، دمث الاخلاق ، لهذا يصفة بانه (مستعمرة حب ) ورث اخلاقه من والده المصور الفوتغراقي المرحوم ذيبان وهو يعمل في ستوديو فينوس العائدة له والتي يجتمع فيها جل اصدقاءة ، واصدقاء نوفل.
والنَّوْفَل : البَحْرُ ، رَجُلٌ نَوْفَلٌ : كَرِيمٌ ، مِعْطَاءٌ ، وَلَدٌ نَوْفَلٌ : جَمِيلٌ ، لهذا يخاطبه الشاعر ويقول :
(( ثمة اضطراب غريب يحوم حول أسمك
وهذه هي فرصتي الأخيرة لاقتناص حبك
ايهذا المستوطن نبتة الكأس)).
فبين ان يكون نوفل كالبحر ، كريما معطاء ، وبين ان يكون جميلا في الروح والاخلاق ، فقد كان نديم الجميع لما يحمله من اخلاق رائعة في الصحبة والصداقة الاخوية.
يرد في القصيدة اسم ( سهيل عبد الله الياسري) وهذا " السهيل " هو الصديق والنديم الاخر لكل الجالسين في مقهى الادباء في الناصرية .
هذا النديم يسميه الشاعر ( شيطاننا الأكبر ) ، وهو اسم مستعار بهدف الايجاب في الصفة لا السلبية فيها ، لانه قد نجح في جمعهم في داره يتسامرون ، و يتبادلون الحديث والسهر الجميل ، حيث تصل ذواتهم الى الحالة التي وصفها الشاعر ابو نواس عندما قال :
ومجلس فتيةٍ طابوا وطابت مجالسهُم وطاب بها النعمُ
تدارُ عليهمُ فيها عقارٌ مُعتّقةٌ بها يصبوالحليمُ
‎كؤوس كالكواكب دائراتُ مَطالِعُها على الفلك الأديمُ
فيما يخاطب الشاعر كريم الزيدي ، وهو من نفس المجموعة التي يضمها مجلسهم ، هذا ( الشيطان الاكبر ) "سهيل " بهذه الابيات :
(( الى سهيل عبدالله
لاتدع الريش في جناحك يطول
اخشى
ان تحلق في السماء
ويدي لاتطول
كيما ارجعك الى الارض)).
فيما يكتب د.فيصل عودة – الشخص الرابع في المجموعة - موصيا ( الهلال الخصيب ) رياض العصمي ، او " ابا احمد " بـ " سهيل " هذا ، فيقول:
((الى : الهلال الخصيب ابا احمد
عندما تسقي الخمرَ ماءاً
تذكّر عطش سهيل !!!!!!!)).
والبيت الاخير هو من الموروثات الاجتماعية لمأساة مضت عليها اكثر من 1400 سنة ، فينقل الشاعر مفردة العطش ومحمولها الاجتماعي من تلك المأساة الى مأساة "سهيل" .
و " سهيل " هذا ، يخاطبه مرة اخرى الشاعر رياض عباس العصمي ، قائلا :
(( سهيل
أتسلق
آخر مراقي سلمّك
وأرآك ترتجف
قلّ لي
جاوبني
متى ينتهي
تساكب روحك في كل كأس !!)).
وقد توزعت " روح " " سهيل " بين الكؤوس ، كما توزع جسم الشاعر الصعلوك عروة بن الورد في جسوم كثيرة ، دلالة على الكرم ، على الرغم من اختلاف مادة هذا الكرم :
أوزع جسمي في جسوم كثيرة....... واحسو قراح الماء والماء بارد
ان الاخوانيات الجديدة في الشعر العربي تؤكد على الروح الطيبة والجميلة للصحبة والصداقة ، ومن موارد هذه الصداقة هو الجلسة الاخوانية حول الكأس ، اذ اصبحت في الكثير من الاحيان تتكون هذه المجالس لتكون طريقا للهروب من الهم ، والغم ، والتعب اليومي ، حيث يتداول الجالسون فيها همومهم ، ومشاكلهم ، وفيض امنياتهم واحلامهم ، ان كانت هناك احلام عندهم لم يبددها الوضع السياسي ، و الامني في العراق.
يقول الشاعرالصوفي الشهير الذي ، الحلاج:
"نديمي غير منســوب إلى شيء من الحيـــف
سقاني مثلما يشـــرب كفعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكـــــأس دعا بالنطع والسيـــف
كذا من يشرب الـراح مع التنين في الصيـــف"



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الشعري الذكري والنص الانثوي
- ذكرى واقعة الطف ومفهوم الشعائر الحسينية
- مقدمة كتابي - الطبيعة في شعر ابي تمام -
- اربع قصائد قصيرة من الشعر العامي العراقي
- الذهاب الى المكير
- - ام كلثوم - الصوت العذب الذي اطرب العرب فخدرهم
- نصوص غير مجنسة
- رأي : اصدقاء على الفيس بوك
- - حسين نعمة- الفنان الذي ياخذ بيدك الى عالم التطريب
- ذكريات : الادب
- المظاهرات العراقية ،و ساحة الحبوبي كعبة المتظاهرين في ذي قار
- الهايكو شعر عامي ياباني
- سلمان المنكوب صوت يحمل هموم الناس
- مجموعة -سر الالوان- الشعرية والاسرار الاخرى
- سينما الخيام ، والافلام الهندية ، والواقع السياسي العراقي
- البغدادية وبرامجها المهنية الموثقة
- الشاعرعقيل علي البوهيمي المتمرد
- غواية العزلة ... رواية انتقادية لواقعنا
- الثقل الابداعي في القصيدة العربية ( نماذج ابداعية)
- القصيدة النبوءة قراءة في قصيدة لبقية الشعراء العرب الكبار في ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - صورة من الاخوانيات في الشعر العربي في مدينة الناصرية