أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - سلمان المنكوب صوت يحمل هموم الناس














المزيد.....

سلمان المنكوب صوت يحمل هموم الناس


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 17:23
المحور: الادب والفن
    



يحمل الانسان الجنوبي في العراق هم تاريخي كبير ، ومتوارث منذ الاف السنين، مداف مع دمه ، يعيش في عروقه ، يسكن اعصابه ،يحرك مشاعره واحاسيسه ، وهذا الهم التاريخي الكبير هو هم متعرش منذ ان بدأ السومريون يبنون زقوراتهم حسب مدونات التاريخ الى عام 2003 حيث غزانا واحتلنا الامريكان، مرورا بالمآسي العظام ، كواقعة ذي قار ، وواقعة الطف ، وفي عصرنا جريمة سبايكر ، ومن خلال هذا الهم تسربت مشاعر واحاسيس الحزن في كل ما نبدع ، ان كان ذلك ابداع شخصي ، او كان ابداعا جماعيا يعتمد الذاكرة الجمعية لابناء الجنوب العراقي.
وعندما يروي لك والدك رواية ما وانت صبي صغير عليك ان تصدقه ، ليس لانه ابوك فحسب ، بل لانه رجل اكبر منك سنا ، وذو تجارب عديدة، وعلى الصغار ان يصدقوا بما يقوله الكبار.
حدثني والدي و نحن نتكلم عن مطرب ملأ محلات الصفا ( السوق القديم ) صوته الشجي الحزين ، وشغلت ناس الناصرية اخباره ، اذ قال عن المطرب سلمان المنكوب : هو اسطة "لباخ ، وبياض دور" ، ولان والدي اسطة بناء فقدقص عليّ حكايته التي سمعها من احد عماله.
عندما كان يعمل في ( لبخ = تغطية الطابوق بالاسمنت والجص ) في احد دور مدينة الحي ، ويغني في الوقت نفسه بصوته العذب ، والشجي ، مرت عليه صبية ذاهبه الى المدرسة ، فاعجبت بصوته ، ووقفت مأخوذة بهذا الصوت العذب ، وكان سلمان وهو فوق ( سكلة ) اللبخ منهمكا في العمل والغناء ، وهي تنظر له من خلال شباك الغرفة المطل على الشارع ، فلاحت منه التفاتة ولمحها ، عندها فرت الصبية هاربة الى مدرستها .
وتكررت عملية التنصت عند العودة من المدرسة ، وفي اليوم الثاني كذلك ، وفي ثالث يوم دخلت عليه البيت ،ووقفت بالقرب منه وهو يعمل ويغني ، وعندما رآها سكت ، والتقت القلوب و " توالفت ".
بعد انتهاء عمله في البيت ، التقى سلمان بفتاته وقررا الهرب معا الى بغداد ، والزواج ، لان عائلة الفتاة الغنية سوف لن تقبل به زوجا لابنتهم .
هربا الى بغداد وسكنا في منطقة خلف السدة بعد ان تزوجا .
اما اهل الفتاة فاخذوا يبحثون عنها حتى عرفوا انها تسكن خلف السدة ، وعندما اطمأن اخوتها ان سلمان خارج البيت دخلا عليها وذبحاها ، وقصوا احد اصابع كفها ، وعادوا الى الحي .
عندما عاد سلمان الى بيته وجدها مقتولة ،واصبع كفها مقطوعة ،فعرف ان اهلها قتلوها غسلا للعار ، واخذوا الاصبع دليلا على ذلك ، فحرك ذلك الموقف المحزن في قلبه كل شجن الدنيا المتراكم، فاخذ يغني بحرقة ما بعدها حرقة ،وسمى نفسه سلمان المنكوب، الذي نكب بزوجته وحبيبته ، ودخل السجن.
انتهى سرد والدي – الراحة الابدية له - للحكاية.
هذه الحكاية تختلف عن حكايات اخرى تروى عن سبب تسمية الفنان سلمان المنكوب بهذا اللقب ، واظن ان ساردها لابي اراد ان يوهم الاخرين بمعرفته بسلمان المنكوب ، فاستخدم هذه الحكاية المشهورة عن ( النهيبة ) بنكبة سلمان التي لا يعرف عنها شيئا ، كما جاء بيوكيبيديا اذ تقول : ((يذكر العوام أنه سُمى بالمنكوب لنكبة حلت به كما يذكر يحيى الجابري في أوراقه أطوار الغناء الريفي العراقي بينمايذكر سلمان المنكوب في مقابلة معه أن فيضانا نزل على منطقة الوشاش فتم اعلان هذه المنطقة منطقة منكوبة. وينفي أى شيء آخر له علاقة بهذه التسمية. ويُضيف ضاحكا:ماأكثر المنكوبين الآن.)).
الا ان قصة والدي تبقى هي الاقرب الى الصواب وذلك من خلال ما قاله المنكوب في مقابلة معه اجراها سامر المشعل وعلي حمود بتاريخ 23 – 2 -2007 ،نشرت في جريدة الصباح، عن سبب سجنه ، إذ قال : ((- سجنت لقضية شخصية)) فما هي القضية الشخصية تلك؟
واخر يقول ان سبب التسمية هو نكبته بوفاة شقيقه المبكر ، ولم يذكر سلمان ذلك عند المقابلة المذكورة.
الا ان الفنان سلمان المنكوب يبقى صوته الشجي والعذب يتردد باعذب الالحان في اذان محبيه الذين سمعوه من المسجلات الكبيرة ( ابو البكرة ) في المقاهي المحيطة في الصفا، فقد خرج بصوته عن الغناء الريفي المألوف ، وقد كانت احدى اغانيه تقطر شجى وعذوبة وحزن اصيل:
أمرّن بالمنازل منـــازلـهم خــليّة ... أگلها وين أهلنا تگول اگطعوا بيّه
راحوا بعد منّي و آنا انگطع ظنّي .,..زاد و كثر ونّي من شـحّوا عــليّه
الرحمة والراحة الابدية والذكر الطيب للفنان سلمان المنكوب الذي اطربنا كثيرا بصوته العذب .



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة -سر الالوان- الشعرية والاسرار الاخرى
- سينما الخيام ، والافلام الهندية ، والواقع السياسي العراقي
- البغدادية وبرامجها المهنية الموثقة
- الشاعرعقيل علي البوهيمي المتمرد
- غواية العزلة ... رواية انتقادية لواقعنا
- الثقل الابداعي في القصيدة العربية ( نماذج ابداعية)
- القصيدة النبوءة قراءة في قصيدة لبقية الشعراء العرب الكبار في ...
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل17والاخير
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل 15،14 ،16
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل 10، 11 ، 12 ، 13
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل الثامن والتاسع
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل السادس والسابع
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل الرابع والخامس
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة - الفصل الثاني والثالث
- اوراق المجهول - رواية متسلسلة
- ورقتي التي قرأتها في الحفل التأبيني للأديب الراحل (( محسن ال ...
- حرق سعدي يوسف
- القصة في ذي قار - مقترب تاريخي ... عبد الرحمن الربيعي انموجا
- التحول المجاني - رحلة الشيخ من مرجع الى علامة-
- فليحة حسن والقصيدة ألايروتيكية !


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - سلمان المنكوب صوت يحمل هموم الناس