أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - يوم أن توجت ملكا !! شاهينيات ذكرى يوم مولدي !30/10/1946- 2015















المزيد.....

يوم أن توجت ملكا !! شاهينيات ذكرى يوم مولدي !30/10/1946- 2015


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 29 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


* 1125- لا أعرف مدى صدق قصة مولدي إن كانت مخيلة أمي قد نسجتها أو أنها حدثت كما روتها فعلا وأنني بدوري أضفت إليها شيئا من خيالي حين قررت أن أوثقها في ملحمة (الملك لقمان ) وملخصها أنها وضعتني في حقل الحصاد وأرضعتني ثم عملت لي خصا من الخيش يظللني من الشمس واستأنفت الحصاد مع الحاصدين ،وحين عادت لتطمئن علي وجدت أفعى تستلقي معي في الخص ممدة جزءا من جسدها على صدري واضعة رأسها على عنقي . فسمت بالله والأنبياء موسى وعيسى وإبراهيم الخليل أن تبتعد عني ، فانسابت الأفعى بين حقول الحصاد . وحين رآها الحاصدون هاجموها بالحجارة فدخلت تحت غمر من الزرع وهرعت أمي وارتمت فوق الغمر لتحمي الأفعى التي لم تلدغني ،ومدت يديها لتأخذ الأفعى وتضمها إلى حضنها وتسير بها إلى أطراف الحقل وتطلقها إلى حال سبيلها ، وحينها انتصبت الأفعى واقفة على عقبها وخاطبت أمي قائلة " مباركة أنت ومبارك ابنك الذي سيغدو ملكا ويحكم على الأكوان ) !!
وبما أنني لم أصبح ملكا ولم أحكم أحدا على الإطلاق إلا على قطيع أغنام أبي الذي رعيته في طفولتي رحت أتخيل أنني ملك على الإنس والجن في ملحمة (الملك لقمان) لأحقق نبوءة الأفعى، وإليكم القليل من المقاطع من حفل تتويجي في السماء :
مقطع (1)
" أقام ملك الملوك الدّنيا وأقعدها، فقد نصب روضاً في السماء تقدّر مساحته بآلاف الأميال المربّعة. وأرساه على قواعد صلبة شامخة، وقد أقامه فوق منطقة شبه صحراوية وخالية من السكان كي لا تحجب الشمس عن أبناء الكوكب، فيما لو أرادوا أن يبقوه بعد انتهاء الحفل، وقد أنزلت منه آلاف آلاف المصاعد والسلالم المتحركة للصعود والنزول، ووزعت في ممراته آلاف أنواع الورود والزّهور ونباتات الزينة والأشجار المثمرة وغير المثمرة، وسط آلاف النوافير الملونة التي كانت ترذّ الماء في كل الاتجاهات لتتغيّر ألوانه مرة كل ثانية من الزمن، ليظهر في أكثر من عشرين لوناً متتابعاً، وكان ثمّة العديد من شلالات المياه الذهبيّة التي تنحدر إلى العرش من الجهات الأربع، وتتجمّع في بركة من حول المنصّة الرئيسة وتندفع من نوافير موزّعة حول منصّة العرش التي أقيمت في منتصف الرّوض وأُحيط بها مسرح هائل فرشت أرضيته بخشب الأبنوس الهندي!
وقد مُدّت في الروض آلاف آلاف الموائد على أرضية من بلاط المرمر تخللتها آلاف المسارح المعدّة للرقص، وقد حفلت الموائد بكل ما لذّ وطاب وكلّ ما يمكن أن يشتهيه المرء من طعام وشراب، ونصب عليها بعض المناظير المقرّبة لكي يتاح للذين يجلسون بعيدين عن منطقة العرش عشرات الأميال أن يرقبوا ما يجري عبرها، إذا لم يكتفوا بمشاهدة ما يجري على شاشات النّقل والبث الكبيرة التي بُثّت في مختلف أنحاء الرّوض لتنقل كُلّ ما يجري ضمن الرّوض كُلّه بالصوت والصورة.
وكانت الأرضيّة ترتفع تدريجياً كُلّما ابتعدت المسافة عن العرش كي يتاح للجميع الرؤية المباشرة إذا ما أرادوا.
وقد انتصب العرش على قاعدة مربّعة من حجر المرمر مجللة بالديباج وتوسّطه كرسيان من العاج المرصّع بالجواهر النفيسة والمجلل بمخمل أخضر اللون،! وسط سماء مكشوفة لم يعلوها إلا آلات التصوير والآلاف من الثريّات الملوّنة التي كانت تتلألأ في سماء الرّوض.
وقد انتشرت في كل مكان بين الموائد وحول منصّة العرش وبين الورود والزّهور مئات الآلاف من حوريّات الجن الفاتنات اللواتي ارتدين الملابس الحريريّة الطويلة الشّفافة، وعرّين أيديهن وصدورهن وظهورهن، وكنّ يتخطّمن هُنا وهناك وهن يعددن الموائد ويفردن أنواع الطعام والشراب، أو يضفين عليها لمساتهن السحرية لتبدو في أجمل شكل.
بُعيد الغروب، أوعز ملك الملوك إلى مئات الآلاف من بنات الجن وشبابهم أن يقفوا على أبواب المصاعد والسّلالم ومداخل الرّوض ليستقبلوا المدعويين، ويدلّوهم على أماكن جلوسهم، ومن كان مكانُه بعيداً أُعدّت له عربة سحريّة على شكل حمامة بيضاء ذات جناحين أخضرين لتقلّه إليه"
مقطع (2)
"وقد اقترح ملك الملوك على الأديب لقمان ألا يشارك في استقبال كبار الضيوف، لأن الأمر سيكون مُرهقاً له، وتولّى هو والملك حامينار والد الأميرة نور السماء والعشرة الكبار من أتباعهما استقبال كبار الضيوف من كوكب الزّهرة ومن ملوك الجن، بمن فيهم الملك دامرداس ملك ملوك الجن الصّفر الجبّار، وطالب يد الأميرة نور السماء من أبيها.
في المركبة، أقدمت الأميرة نور السماء وأربع من أميرات الجن الحوريّات، على تشذيب شعر رأس الأديب لقمان وذقنه وشاربيه وأدخلنه الحمّام وحمّمنه ثمّ ضمَّخنه بأطايب المسك والعنبر وألبسنهُ حُلّة ملكيّة بيضاء من حرائر السماء، ووشّحنه بوشاح أخضر زُيّن بالزمرّد والياقوت.
وقد ارتدت الأميرة نور السماء حلّة بيضاء أيضاً وتوشّحت بوشاح أحمر زُيّن بالجواهر ذاتها، وزادت على ذلك بأن زيّنت أصابع يديها ومعصميها وزنديها وعضديها وجيدها بأثمن الجواهر، وعلّقت في أذنيها قرطين على شكل ثريّتين من الماس النّقي، الذي لا تشوبه أية شائبة، وتطيّبت بعطور نفّاذة تضوّعت رائحتها الزكيّة في المركبة كلّها وما حولها!!"
مقطع (3)
دخلت فتاتان تحملان تاجين مرصّعين بالجواهر، هتف الأديب لقمان:
«ما هذا هل ستتوجنا منذ الآن أيها الملك؟»
«هذان تاجان عاديّان يا مولاي، ستظهران بهما أمام المليارات من المدعوين، إذ ليس من اللائق أن نترك رأسيكما حاسرين على حالهما!!»
أخذ الأديب لقمان تاج الأميرة نور السماء ووضعه على رأسها، فأضفى على جمالها جمالاً آخر، تأمّلها الأديب لقمان للحظات وهتف:
«آه ما أجملك، لا أظن أن الملوكيّة وجدت إلا من أجلك، فهي لا تليق إلا بك! ليتني حاولت الانتحار وأنا في عنفوان الشّباب ولم أنتظر حتّى خريف العُمر، كي أكون جديراً بك!!»
فهتفت الأميرة نور السماء:
«وهل يهون عليك أن تدعني أنتظر قرابة ثلاثين عاماً لأرى جمال شيبك ووقار صَلعك ورزانة حضورك ورجاحة عقلك يا مولاي؟»
«وما جمال الشّيب ووقار الصّلع ورزانة الحضور ورجاحة العقل أمام عنفوان الشّباب أيّتها الأميرة، لو عرفتني وأنا أسير في شوارع دمشق، ممشوق القوام، مفتول العضلات، بارز «النهدين» طويل الشَّعر، مفتوح الطّوق دارع الصدر، أُعلّق بلدي مصلوباً على صدري في سنسال يلتف حول عنقي وأتأبط بعض الكتب والحسناوات يلاحقنني ينشدن قربي وودّي، لغيّرت رأيك!»
«لا أظن أنني كنت سأغيّر رأيي يا مولاي!»
وقطع حوارهما ملك الملوك بصوته الفظ:
«أعطني رأسك الآن أيها الملك فقد أدركنا الوقت»
واستدار الأديب لقمان هاتفاً:
«هاك رأسي أيها الملك، فمن الأجدى له أن يغدو رأس ملك على أن يظلّ رأس أديب يُحاصِر ما يدور فيه الرُّقباء والمخبرون وسدنة السّلاطين!!»
نظر الأديب لقمان إلى نفسه في المرآة فرأى التاج يتلألأ على رأسه فأيقن أنّه غدا حقاً ملكاً، رغم هذا الهُتاف اليقظ في قرارة نفسه، الذي يذكّره دائماً أنّه قطعاً في حُلم لن تكون له نهاية كما يبدو، فهتف مخاطباً رأسه:
«آمل ألا تؤول إلى الخُواء والغرور، وتجنح إلى التسلّط والتكبّر والاستبداد، أيّها الرأس الذي طالما تصارعت فيك الهواجس، وأثقلتك نُبل الأفكار!»
فسارعت الأميرة نور السماء إلى القول:
«لن يؤول رأس مولاي إلا إلى الكمال، ولن تأخذه يوماً أبّهة الملوك، مع أنّي لم أرَ من هو أبهى وأكثر مهابة من مولاي بالزّي الملكي»
«هذا ما يبدو لك أيتها الأميرة.. هل ننطلق إلى الحفل الملكي؟»
«أجل يا مولاي.. كي لا نتأخر!»
«هيّا إذن إلى العرش الطائر أيّتها الملكة!»
مقطع (4)
تتويج في السماء
انطلق الموكب من المركبة على عرش طائر مكشوف إضاءته كنور النّهار. وقف الملك لقمان والملكة نور السماء في وسطه فيما أحاطته ثماني من حوريات الجن بينهن الأميرة ظل القمر، وقد جلسن واضعات أيمانهن على خدودهن، وحلّق إلى جوانبه الأربعة في أسراب منتظمة أربعمائة جنّي يمتطون الخيول المجنّحة، وقد طار ملك الملوك وبعض مرافقيه ليسبقوهم إلى روض الجنان.
وما أن أطلّ العرش الطائر على سماء الرّوض حتّى ضجّت السماوات العُليا بقرع الطّبول وإطلاق الأسهم النارية الملوّنة بالملايين، وصدحت الموسيقى من كافة أرجاء الكون وضجّ كُلّ من في الرّوض بالنهوض والتصفيق الحاد وزغردت حوريّات الجن فيما لوّح الملك لقمان بيده وكذلك فعلت الملكة نور السماء.
راح العرش يحلّق في سماء الروض مارّاً فوق المدعوين، الذين ناف عددهم على عشرة مليارات مدعو من الجن والإنس، وكُلّما كان العرش يقترب من مكان، كان تصفيق الموجودين فيه يزداد حدّة.
وحين شاهد الملك «دامرداس» ملك ملوك الجن الصُّفر الأميرة نور السماء، طار صوابه وامتلأ قلبه بالغضب وأحسّ أنّه سيتفجّر غيظاً وقهراً، فانتفض في مجلسه وراح يهزّ رأسه بشدّة حتى أحسّ من كانوا يحيطون به بهول ما ألمّ به دون أن يعرفوا السبب، ماعدا بعض ملوك الجن الذين كانوا يعرفون قصّته، ولم تمر سوى برهة من الزمن حتى اندلعت عواصف ناريّة أحاطت سماء كوكب الزهرة من كل النّواحي، على مسافة لا تبعد أكثر من خمسين ألف ميل عنه، فانتفض ملك الملوك شمنهور الجبّار بدوره، وقد دبّ في رأسه الجنون، فأمر جيوشه بأن تُهبّ الأعاصير الملتهبة في مواجهتها، فكان على بُعد حوالي ثلاثين ألف ميل من كوكب الزّهرة أن هدرت الأعاصير الشمنهورية الملتهبة في مواجهة العواصف الدامرداسيّة الناريّة وراحتا تنطلقان بسرعات جنونية هائلة لمواجهة بعضهما. وحين نظر الملك دامرداس إلى الملك شمنهور ورآه ينظر إليه هو والملك حامينار والد الأميرة نور السّماء، أيقن أنّهما عرفا أنّه هو من يقف خلف هذه العواصف الناريّة الجبارة، فأشاح وجهه عنهما ليبعد الشكّ عن نفسه، فظلّ ملك الملوك يحدّق إليه ويبتسم بخبث.
كلّ هذا والناس ومعظم الجن لا يدرون بما يجري، والملك لقمان والملكة نور السماء يحلّقان في سماء الرّوض، لكن ما أن التقت الأعاصير بالعواصف على بُعد حوالي أربعين ألف ميل من الكوكب حتّى ارتجّت السماء وأرض الزهرة وهدرت الرّعود وهوت الصواعق وتناثرت الشّهب والنيازك. والتمعت البروق الهائلة، فنظر الناس والجن وإذا بالآفاق البعيدة من حول الكوكب تلتهب بنار كونيّة هائلة، فارتعب كثيرون، وأدرك الملك لقمان أنّ ثمّة أمراً خطيراً يجري، فتساءل موجّهاً كلامه إلى الملكة نور السماء وهما يحلّقان في سماء الرّوض، فحاولت الملكة نور السّماء أن تقلل من شأن ما يجري مع أنّها كانت متخوّفة من أن يتحوّل ليل الحفل إلى حرب ضروس تحرق الأخضر واليابس:
«ليس ثمة ما يستوجب أن يشغل بال مولاي، إنهم بعض ملوك الجن يستعرضون قواهم يا مولاي!»
مقطع (5)
أخذ الملك لقمان بيد الملكة نور السماء وصعدا بضع درجات تتبعهما الحوريّات الثماني، ليقفا على العرش الروضي الذي كان يدور ببطء شديد كي يراه الحضور من كل الجهات، فيما جلست الحوريات على أطرافه وأعدن وضع أيديهن على خدودهن.
صعد ملك الملوك والملك حامينار تتبعهما حوريّتان تحملان تاجين ذهبيين مرصّعين بالماس على طبقين ذهبيين.
عرّف الملك شمنهور الملك لقمان على الملك «حامينار» فتصافحا بحرارة والملك لقمان يهتف:
«إنه ليشرّفني ويسعدني هذا التقرّب إلى أسرة جلالتكم أيها الملك»
«إنه لفخر لنا ولأسرتنا ولملوك وأمم الجن الحمر قاطبة يا مولاي»
رفع ملك الملوك التاج العادي عن رأس الملك لقمان ليتوجّه بالتاج الملكي ويلبّسه القلادة السحريّة، فيما توّج الملك حامينار الملكة نور السماء وسط وقوف الجميع وتصفيقهم.
جلس الملك لقمان والملكة نور السماء على كرسيّي العرش، وكان بريق الجواهر يشعُّ من رأسيهما من جرّاء انعكاس الأضواء عليه، فيما العرش يدور بهما ببطء ليتسنّى للجميع مشاهدتهما. وقد وقف ملك الملوك والملك حامينار خلفهما.
ما أن أنهى العرش دورته حتّى نهض الملك لقمان وشرع في إلقاء كلمة قصيرة بمناسبة التتويج:
«صاحبات الجلالة الملكات، أصحاب الجلالة الملوك..
صاحبات النّيافة السيّدات، صاحب المهابة الرّاعي الأكبر..
صاحبات المعالي العالمات، أصحاب النّاموس العُلماء والأدباء ورجال المعرفة..
أيتها الحوريات الفاتنات، أيها الشباب الأعزاء:
من القلب أقول لكم أهلاً ومرحباً، وعميق شكرنا لتشريفنا بحضوركم، واسمحوا لي أن أُحيي صاحب المهابة الراعي الأكبر، وأبناء كوكب الزهرة العظماء، الذين حقّقوا على كوكبهم معجزات حقيقية لم يرق إليها بشر معروفون حتى الآن، وليستميحونا عذراً لاستغلال الحفل المقام على شرفهم لإقامة حفليّ التتويج والزّفاف.
ضجّ الروض بتصفيق حار استمرّ لأكثر من دقيقتين على إيقاع الموسيقى..
واسمحوا لي أيّها الأعزاء من أبناء الزُّهرة، أن أهنّئ أبناء الأمم الجنيّة، وملوك الأمم الجنيّة، ونساء وفتيات وحوريّات وشباب الأمم الجنيّة، بإطلاق سراح ملك الملوك شمنهور الجبّار بعد ثلاثة آلاف عام من القهر والحرمان في سجون الطاغية سُليمان!!!
وراح الجن يصفّقون بأيديهم ويدقّون الأرض بأرجلهم فرحاً، فيما ملك الملوك يلوّح بيديه.
وإنّي أيّها الأحبّة من أبناء الجن لأعاهدكم، ألا يبقى جنيّ في قمقم إذا ما استطعنا الوصول إليه ومعرفة مكانه! وإني لأعاهدكم أيها الأحبة بأن ينتهي عهد القماقم والسجون إلى الأبد وألا يعود ثانية، وأن يولّي عهد السُّجود والرّكوع إلى غير رجعة».
جُنّت الجماهير الجنيّة والإنسيّة وراحت تصفق بأيديها وتدق الأرض بأرجلها، وتطلق المفرقعات في الفضاء، فيما الأفق البعيد يلتهب باحتدام الصراع بين العواصف والأعاصير، وجعل الملك لقمان الحناجر تبحّ من الهتاف حين صرخ طالباً إلى الجماهير الجنيّة أن تهتف بعده:
«فليسقط سليمان! وعهد سُليمان، إلى الأبد!!»
انطلقت مئات الزغاريد من أفواه الحوريّات لتصاحب الهُتاف، فيما اندفع الإنسيّون من أبناء الزهرة إلى الهُتاف مع الجن.. وما أن هدأ الهُتاف حتى تابع الملك لقمان:
«وإنّي أيّها الأحبّة، يا من أوليتموني ثقة أنا عاجز عن حملها، وتخالج نفسي الريبة بأن كاهلي سينوء بها، لأعاهدكم على أن أعمل على تغيير الصورة التي رسمت لكم في أذهان أبناء الإنس وبعض الجن في كل الكواكب، لتحل محلّها صورتكم النّبيلة وأعمالكم الخيّرة».
اهترأت الأكفّ من التصفيق، وبحّت الحناجر من الهتاف، وهمس ملك الملوك من خلف الملك لقمان:
«وتقول أنك لا تعرف مشاكل أبناء الجن يا مولاي؟»
«وإني قبل أن أودّعكم أيّها الأحبّة لأدعوكم لأن تحيطوني علماً بما لا أعرفه من مشاكلكم لعلّنا نستطيع معاً وسوياً أن نجد الحلول لها، وإنّا على ذلك لقادرون.

وإني أيها الأحبة، لأدعوكم منذ اليوم إلى أن ترفعوا هاماتكم وألا تحنوا رؤوسكم لكائن أبداً، وألا تسجدوا أو تركعوا لكائن أبداً، بشراً كان أم إلهاً، جناً أو ملاكاً!»
وتوقّف الملك لقمان للحظات يرقب هيجان جماهير الجن والإنس، التي راحت تهتف بملء حناجرها:
«عاش ملك الملوك لقمان العظيم»
فرفع الأديب لقمان يده، فتوقّفت الجماهير:
«بل قولوا عاش لقمان رسول الحرية، عاش لقمان رسول الخلاص، لأني سأدعوكم أيضاً إلى نبذ تعظيم الزّعماء، فلا عظيم بعد اليوم إلا أنتم، ولا مولى بعد اليوم غيركم»
هاجت الجماهير وماجت كالبحار متلاطمة الأمواج.
**********



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان ثمة ضرورة لوجودي؟ * كنت أحلم بأن أكون ملكا !!!* على ك ...
- *إذا كانت حور العين زبيبا أبيض فالولدان المخلدون عصير عنب !! ...
- الأحمق العالم !
- بين السريانية والعربية ومحاولة تضييع الحقيقة بين حور العين و ...
- مشكلة العقل العربي بين العلم والدين !
- هيكل سليمان بين الحقيقة التاريخية والخيال الأدبي !*
- جهنم في المتخيل الإسلامي
- في انتظار فجر أمم يرسم بالقبل والسنابل !!
- شاهينيات : الجنة في المتخيل الإسلامي المطلق!
- المجرم الفظيع الذي لا يحاسب بعد الموت !!
- * ألله والشيطان في المتخيل البشري.!
- ترقبوا الزلزال القادم : الله والشيطان !
- * الولدان المخلدون والجنة المتخيلة في الإسلام !
- الزلزال الأكبر عن الولدان المخلدين!!
- ترقبوا أحاديث المؤمنين عن الولدان المخلدين (أحلى الحلوين ) ! ...
- عودة إلى حور العين وحظ النساء مقارنة بالرجال في الجنة ! شاهي ...
- شاهينيات ما بعد سقوط رافعة الكعبة ! :
- أسفار التوراة (9) : قراءة نقد وتعليق : حجي .زكريا. ملاخي.مكا ...
- * يهوذا ينكل بجثة قائد يوناني بقطع رأسه ولسانه وطرح أوصاله ل ...
- شاهينيات من 1093 - 1101 دماغ انسان المستقبل سيزود بشريحة ألك ...


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - يوم أن توجت ملكا !! شاهينيات ذكرى يوم مولدي !30/10/1946- 2015