أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كان ثمة ضرورة لوجودي؟ * كنت أحلم بأن أكون ملكا !!!* على كل إنسان أن يكون على قدر الألوهة في دخيلته !














المزيد.....

هل كان ثمة ضرورة لوجودي؟ * كنت أحلم بأن أكون ملكا !!!* على كل إنسان أن يكون على قدر الألوهة في دخيلته !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 00:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أول ما خطر في بالي أن أقوله وأنا أجر خطاي المتعبة نحو ولوج عقد السبعينيات من عمري هو تساؤلي " عما إذا كان ثمة ضرورة لوجودي رغم اجتهادي أن يكون لوجودي ضرورة "
كنت في طفولتي المبكرة أحلم بأن أكون ملكا ، ونظرا لأنني لم أكن أسمع إلا بالملك حسين ، فقد جعلته مثلي الأعلى وعقدت صداقة عظيمة معه بأفعالي الخارقة ( كأن نركب فرسين طائرتين من صنع خيالي ) وتزوجنا من أختين من فتيات بلدتنا كنت مولها بهما ، وعرض علي جلالته أن يتنازل لي عن عرش المملكة الأردنية ! غير أن شهامتي كانت تأبى ذلك . وحين وقفت أمام جلالته لأول مرة بعد بضعة أعوام لم أصدق أنني أمام الملك الذي كنت أرافقه في أحلام طفولتي التي انتهت إلى غير رجعة بعد أن أصبحت شابا يحلم أحلاما واقعية !
أجل لقد اجتهدت منذ البداية وكان علي أولا أن أواجه القدر الذي رسم لي بأن أكون راعيا وأن أتابع ثقافتي قدر الإمكان وقد انتصرت على هذا القدر ، لكني لم أفكر في أنني سأكون صحافيا وأديبا وناقدا ورساما ، كما لم أفكر على الإطلاق أنني سأكون فيلسوفا ! أول شيء تعلمته في طفولتي هو العزف على الناي ، ودون أن أفكرأيضا في أنني سأكون موسيقيا ذات يوم ، وحين وجدت نفسي ألج عالم الفلسفة بوله ، لم أفكر أيضا أنه سيكون لي فلسفتي التي قد تضيف ولو لبنة في صرح الفكر الإنساني وقد لا تضيف ! .. أجل كل الأشياء حدثت دون تخطيط ، وفي الإمكان القول أن هروبي من رعي القطيع حدث دون تخطيط أيضا !
كان علي أن أنطلق من فهم جوهر الخالق ، و نظرا لأن قراءاتي العلمية أثبتت لي أن الوجود مكون من مادة وطاقة ولا شيء غيرهما ، رحت أضع الخالق ضمنهما ، ونظرا لأن الخالق لا بد أن يعرف بنفسه ليكون شيئا فقد راح يجهد مليارات السنين إلى أن خلق الخلق الذي توجه بخلق الإنسان ككائن أرقى . لذلك قلت " الكائنات تخلق نفسها بنفسها بفعل الطاقة الناجمة عن العناصر المادية التي توفرت لها وتفاعلها مع طاقة الخلق الكلية السارية في الكون "
إذن الخالق خلق الخلق ليري نفسه وليعرفه الناس من خلقه . ورحت أفكر في غاية أخرى للخلق فلم أجد إلا أن الغاية من وجودنا والتي أرادها لنا الخالق (كونه موجود بطاقته في كل منا وفي كل كائن ) هي أن نكون خالقين بدورنا لنساعده في عملية الخلق ونبني الحضارة بتحقيق قيم الخير والعدل والحق والمحبة والجمال . توصلت إلى هذا من كون الخلق الذي خلقه الخالق جميلا ، وبما أن الخلق جميل فلا شك أن غاياته جمالية وإنسانية وتنشد قيم الخيروالحق والمحبة والجمال . وبناء عليه فعملية الخلق عندي تكاملية بين الخالق والمخلوق ،أي بين الطاقة والمادة . فلاطاقة دون مادة ولا مادة دون طاقة ،وبالتالي لا خلق دون خالق ولا خالق دون خلق ،وانتفاء أحد الطرفين انتفاء للآخر. وفناء الوجود (لو تم) هو فناء للخالق وبالتالي العودة إلى العدم ( أللاشيء ) وهذا أمر لم ولن يكون.
وعلى ضوء هذه القاعدة رحت أفكر في الحياة والموت وما بعد الموت ، فإذا كانت غاية الحياة في الإنسان هي العمل والإبداع لتحقيق القيم الأرقى والأجمل والأفضل ، فإن غاية الموت هي تجديد الحياة . تماما كما عرف أجدادنا الأوائل في سومر وأكاد أن موت الإله تموز لم يكن إلا لتجديد الحياة والخصب . فدون موت لن يكون هناك مكان يتسع للبشر وسينضب مخزون الأرض من عناصر الثروة المادية التي تغذي النباتات والأشجار التي تعيش الكائنات الحية بما فيها الإنسان على تناول ثمارها وأعشابها ،وهذا يعني انتهاء الحياة أيضا . إذن فالموت ضرورة لاستمرار الحياة . وما الموت إلا توقف مؤقت للطاقة الحيوية السارية في جسد الكائن
وليكن الإنسان ! والتي ستتجدد بتحلل وتفاعل جسد الإنسان مع المادة الكائنة في التربة بفعل الطاقة الكلية السارية في الكون لينتج عنها طاقة جديدة تتفاعل مع الطاقة السارية الكلية . لذلك طالبت بدفن الإنسان مباشرة في التراب ،أي دون تابوت ، للسرعة في التحلل والإنتاج ! وقد ضربت مثلا بحبة القمح التي نسحقها ( نطحنها ) ثم نحرقها بتعريضها للحرارة ، وهذا يعني أننا نميتها ، لكن وحين نأكلها مع الخبز أو غيره تمنح جسدنا بتفاعلها مع العناصرالمادية الأخرى التي نأكلها طاقة حيوية لتستمر حياتنا .. إذن فحبة القمح تحولت رغم كل ما تعرضت له من حياة جزئية محدودة إلى حياة أخرى أكبر فطاقة حيوية سارية في أجسادنا .
أما إذا لم نسحق حبة القمح ولم نأكلها بل زرعناها في تربة مناسبة لها ، فإنها تمنحنا سنبلة من قرابة ستين حبة ، بتفاعلها من العناصرالمادية التي توفرت لها والطاقة الناجمة عن هذه العناصر .
نخلص إلى نتيجة أن أجسادنا تتحول بعد الموت إلى مادة وطاقة . فإذا كانت المادة تختلط بالتربة لإخصابها، فأين يذهب فائض الطاقة الزائد عن حاجة المادة للتحول . ليس هناك إلا الطاقة الكلية السارية في الكون . أي الطاقة الخالقة . وهكذا نرى أنه إذا كان الإنسان مساهما في عملية الخلق بوجوده الحي ،فإنه مساهم في عملية الخلق ذاتها بوجوده المادي الطاقوي ،ولن أقول الميت ،لأن الحياة لا تموت والألوهة لا تموت . والمادة والطاقة لن تموتا لأنهما جوهر الألوهة . والحياة مستمرة ومتجددة . وما على على كل إنسان في الوجود إلا أن يدرك أنه يحمل ألوهة في دخيلته وفي نفسه ،وأنه ينبغي عليه أن يكون على قدر هذه الألوهة ، وأن يساهم بشكل فعال في إقامة المحبة بين البشر ،وصنع الحضارة بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال . ودون ذلك فإنه لا يستحق الحياة ومن الأفضل له أن يموت ليكون سمادا لإخصاب تربة الأرض !
آمل بعد هذا الكلام المختصر أن يكون لوجودي ضرورة ،وأنني لم أعش عبئا على المجتمع والبشرية كلها .
محمود شاهين . 25/10/ 2015 ( قبل أربعة أيام من الذكرى السبعين لمولدي 30/10/1946)



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *إذا كانت حور العين زبيبا أبيض فالولدان المخلدون عصير عنب !! ...
- الأحمق العالم !
- بين السريانية والعربية ومحاولة تضييع الحقيقة بين حور العين و ...
- مشكلة العقل العربي بين العلم والدين !
- هيكل سليمان بين الحقيقة التاريخية والخيال الأدبي !*
- جهنم في المتخيل الإسلامي
- في انتظار فجر أمم يرسم بالقبل والسنابل !!
- شاهينيات : الجنة في المتخيل الإسلامي المطلق!
- المجرم الفظيع الذي لا يحاسب بعد الموت !!
- * ألله والشيطان في المتخيل البشري.!
- ترقبوا الزلزال القادم : الله والشيطان !
- * الولدان المخلدون والجنة المتخيلة في الإسلام !
- الزلزال الأكبر عن الولدان المخلدين!!
- ترقبوا أحاديث المؤمنين عن الولدان المخلدين (أحلى الحلوين ) ! ...
- عودة إلى حور العين وحظ النساء مقارنة بالرجال في الجنة ! شاهي ...
- شاهينيات ما بعد سقوط رافعة الكعبة ! :
- أسفار التوراة (9) : قراءة نقد وتعليق : حجي .زكريا. ملاخي.مكا ...
- * يهوذا ينكل بجثة قائد يوناني بقطع رأسه ولسانه وطرح أوصاله ل ...
- شاهينيات من 1093 - 1101 دماغ انسان المستقبل سيزود بشريحة ألك ...
- *تعليق أطفال بأثداء النساء ويهوة يرسل ملائكته لنصرة اليهود ! ...


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل كان ثمة ضرورة لوجودي؟ * كنت أحلم بأن أكون ملكا !!!* على كل إنسان أن يكون على قدر الألوهة في دخيلته !