أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - * ألله والشيطان في المتخيل البشري.!















المزيد.....



* ألله والشيطان في المتخيل البشري.!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 02:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* ألله والشيطان في المتخيل البشري.
* الشيطان والله نتاج عقل بشري قائم على معرفة بدائية .
* العقل البشري لم يتوصل بعد إلى حقيقة الوجود والغاية منه .
* حين يرجم الإنسان الشيطان المتوهم يرجم نفسه وخطاياه، لأنه يرجم ما هو نتاج عقله !
شاهينيت 1114
حين بدأ الإنسان يعي وجوده منذ آلاف السنين بدا ألخوف من المجهول يبعث القلق في نفسه ، فراح يفكرفي الوجود ، فأوجد العبادات المختلفة من عبادة الحيوانات والنباتات ( العبادة الطوطمية ) إلى عبادة الكواكب ومختلف مظاهر الطبيعة / إلى العبادة متعددة الآلهة . ثم إلى الإله الواحد الذي انتهى إليه الفكر الإسلامي كأرقى أشكال الألوهة وهو امتداد للإله في مفهومه اليهودي والمسيحي وحتى الزرادشتي . غير أن المسيحية حاولت أن تدمج التعدد في التوحد بأن جعلت الأب والإبن والروح القدس أقنوما واحدا لإله واحد ، وحين فلسفة هذا المفهوم جعلته إلها واحدا منذ الأزل وإلى الأبد "وهو غير مدرك ومنزه عن الزمان والمكان وهو خالق الكون والمحافظ عليه وهو إله واحد، منذ الأزل وإلى الأبد، ، كلي القدرة وكلّي العلم، " ( 1) وهو بهذا يلتقي مع الفلسفة الإسلامية ، التي اختلف فقهاؤها حول المسألة ، بين تنزيه الذات الإلهية عن الوجود ، وبين وجودها في كل مكان وزمان .
وجود الزلازل والبراكين والعواصف والأمراض ومختلف الكوارث التي تحل بالطبيعة وبالإنسان جعل الوعي البشري ينحو في اتجاه إيجاد آلهة للخير وآلهة للشر . فالإله موت في الميثولوجيا الكنعانية إله الموت والدمار كما يدل عليه اسمه ، هو الخصم اللدود ليس للإنسان فحسب بل لأخيه الإله بعل إله الخصب ،والحال نفسها نجدها مع الإله ست الذي قتل أخاه أوزيريس وقطع جسده إلى أربع عشرة قطعة وزعها على أنحاء مختلفة في مصر . ويمكن القول أننا قد لا نجد دينا قديما يخلو من إله شراني مقابل إله خيراني . ويمكن القول أن تحول ممثلو الشر من آلهة إلى جن حسب المعتقدات السماوية الأخيرة هو امتداد للآلهة الشرانية السابقة . وأنا أرى أن قابيل قاتل أخيه هابيل هو النموذج الإنساني للشرانية ، أي الذي يحمل الشيطان في دخيلته . كما أرى أن يهوة ( الإله اليهودي ) هو الذي تسبب في المشكلة حين رفض تقدمة قابيل من ثمار الأرض وبارك تقدمة هابيل التي من الغنم . والمسألة لا ترمز إلى الصراع بين الراعي والفلاح فحسب ، بل تشير إلى الإله البدوي اللاحم الذي صوره عقل البدوي الصحراوي !
يقسم فراس سواح المفهوم الشيطاني إلى أربعة نماذج في العقائد السماوية التوحيدية :
النموذج الأول التوراتي : يستبعد فراس وجود قوة شرانية في المفهوم التوراتي غير قوة يهوة نفسه الذي يتمثل في شخصه الخير والشر ،وهذا ما سنأتي إليه لا حقا في سفر أيوب . غير أن المشكلة في سفر أيوب هي وجود شيطان قادر على فعل معجزات إذا ما سمح له الله وهو كما في سفر أيوب ملاك ، إذ يحضر أمام الله مع الملائكة .
ويستشهد فراس بقول لإشعيا على لسان الله يؤكد فيه أنه "مصور النور وخالق الظلمة ، صانع السلام وخالق الشر ، أنا الرب صانع كل هذا "( إشعيا 45/ 6/7/) (2)
ويشير فراس سواح إلى أن التوحيد التوراتي " لم يصل مرتبة التوحيد العالمي الشمولي " كون يهوة ظل معبودا قوميا يخص اليهود وحدهم دون انكار وجود آلهة للشعوب والأمم الأخرى . (3) وهذا ما أشرنا إليه بدورنا في قراءتنا للتوراة في عشرة أجزاء.
النموذج الثاني هو زرادشتي :
إله واحد يسمو فوق الخير والشر ،لكن ورغم سموه " يقف إلى جانب الخير ويدعمه في مواجهة الشر " ولقد ظهر الخير والشر إلى الوجود نتيجة خيار بدئي حر ، عندما صدر عن الواحد الأزلي ، روحان توأمان اختار أحدهما الخير واختار الآخر الشر ، ودخلا في تنافس وصراع "(4) يقصد أهورامزدا وأهريمان .
النموذج الثالث : المانوي :
" تصور وجود أصلين أزليين لا أصل واحد ، الله والمادة ، فالله روح بحت ونور صرف ،والمادة كثافة مطبقة وظلمة دامسة ،ولشدة كثافة الظلمة في أسفل طبقاتها ، فقد تحولت إلى مادة . يتجاور عالم الظلمة وعالم النور منذ الأزل ويواجه كل منهما الآخر بصفحته " ويشير فراس إلى أنه لا حدود للنور ولا حدود للظلمة في هذا المعتقد ، وهذا يعني أنهما كونيان . ومن الظلمة هذه تولد الشيطان ومن الله تولد الملائكة (5)
ثمة تأثر واضح للمانوية بالزرادشتية . التي أثرت في الإسلام أيضا .
النموذج الرابع " مسيحي اسلامي !
التأكيد " على الأصل الواحد للوجود وعلى وحدانية الله وخيره وعدله ، إلا أنه يعزو الشر إلى شخصية ما ورائية ذات أصل سماوي تنشط في استقلال عن الله . وهذه الشخصية ليست أزلية بل مخلوقة من قبل الله الذي أعطاها الحرية منذ البدء " (6)
ويكمل فراس بما قد لا أتفق معه حول بعضه :
" فقامت ( الشخصية ) وبكل وعي وحرية برفض التبعية لخالقها والإستقلال عنه . ولما كانت غير قادرة على ممارسة دور الإله نفسه ، فقد قررت أن تلعب دور المعارض والمناقض لإرادته ،وتعمل على افساد خلق الله وخصوصا الإنسان الذي هومركز الخليقة وسيد الأرض. وهكذا ظهر الشيطان وظهر الشر إلى الوجود ،وتأصل فيه منذ الأيام الأولى للتكوين . وهذا هو حل المعتقدين : الإسلامي والمسيحي " (7)
تكمن مشكلة العقل البشري في أنه لا يعرف أنه هو من أوجد الله ومن أوجد الشيطان . باجتهاد عقلي بدائي رأى العقل اللاحق الأكثر تطورا أنه " أساطير الأولين " دون أن يرى هذا العقل اللاحق المتطور عما سبقه ،أنه لم يخرج عما اعتبره أساطير الأولين إلا بالقليل جدا من التطوير ،وظل يدور في الفلك نفسه إلى يومنا الحاضر . مصرا على جهله بأن الله هو المتكلم بالحقيقة خيرها وشرها . آلهتها وشياطينها . دون أن يدرك أن الخطأ يكمن في في عقله بالذات .
في قصة الخلق التوراتية رأينا أن الله لم يكن يريد معرفة ولا خلودا للإنسان . وأن الأفعى ( الشيطان حسب التفسير الكنسي ) قام بدور خيراني وليس شرانيا حين هدى حواء وآدم على الأكل من شجرة المعرفة ، ليعرفا الخير من الشر ، وليكتسبا المعرفة لاحقا التي لم يكن الله يريدها . وهنا نجد أن الشيطان قام بفعل خيراني يتناقض مع مفهومه الشراني ! وبذلك يكون الشيطان يحمل صفات خيرانية . ومرد هذا الإلتباس راجع إلى تخبط العقل البشري . ثم إن العقاب يقع على آدم وحواء وليس على الشيطان المحرض ، فيتم طردهما من الجنة .
وفي "فاوست " جوته نجد الشيطان يحقق لفاوست كل ما يريده حتى باستحضار هيلين الطروادية رمز الجمال الأوروبي ،ونجد إلها جميلا لا يحاسب ولا يراقب وليس لديه جهنم . مما يتناقض مع مفاهيم الله والشيطان .(8)
وفي النص القرآني يرفض الشيطان السجود لآدم لأنه خير منه ولأنه خلق من نار ، ولا نرى الله يحتج على قول الشيطان بكونه خيرا من آدم ، فالإحتجاج كان على عدم السجود . وفي النص يتبين مدى محبة الشيطان لله وإخلاصه له بل ومعزته له حين يحلف بعزته أنه سيغوي الناس أجمعين :
) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)ص)
ونجد هنا أن الشيطان يعرف الغيب ، ويتنبا بمستقبل البشر الذين سيأتون فيما بعد( المخلصين وغير المخلصين ) . فالمخلوق هنا آدم وحده .
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ-;- أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ-;- خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ-;- يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ-;- يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ-;- يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) (ص)
وهنا يظهر أن عدم السجود لآدم بحد ذاته . كفر . مع أنه ليس كذلك / فهو استكبار وعلو ( رفعة ) وإخلاص لله وحده وهو ما يضمره النص . ثم إن الله يمهل الشيطان ويطلق يده ويديم حياته إلى يوم الدين ( يوم الوقت المعلوم ) ويكتفي بلعنه . فلو كان غضب الله كبيرا لما أبقى على الشيطان سيدا على الحياة الدنيا للبشرية يعبث بها على هواه !
يبقى عزاؤنا في أننا نناقش تخبط الفكر البشري الذي ليس للطاقة القائمة بالخلق علاقة به . وهو تخبط يكشف لنا أن العقل البشري هو من أوجد الله والشيطان . وأنه أوجد الشيطان لإلقاء تبعات آثامه عليه . ويمكن القول أن الإنسان حين يرجم الشيطان( المتوهم ) في موسم الحج ، أنه يرجم آثامه وخطاياه ،بل يرجم نفسه !!
لقد تجلى التعاون بين الله والشيطان أكثر ما تجلى في سفر أيوب التوراتي . الذي يعد أول تمرد إنساني موثق على الله في الديانات التوحيدية ،وأول رفض للشر في شخص الإله ، وأول نص أدبي غاية في الإبداع للتعبير عن الألم الإنساني أمام الله والشكوى من ظلمه .
فإلى القليل مما جاء في سفر أيوب :
1 كان رجل في أرض عوص اسمه أيوب. وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما، يتقي الله ويحيد عن الشر
2 وولد له سبعة بنين وثلاث بنات
3 وكانت مواشيه سبعة آلاف من الغنم، وثلاثة آلاف جمل، وخمس مئة فدان بقر، وخمس مئة أتان، وخدمه كثيرين جدا. فكان هذا الرجل أعظم كل بني المشرق !!
(التعجب من عندنا )
إذن كان أيوب رجلا تقيا ولديه ثروة غير معقولة في ذلك الزمن ، ولا نعرف ما حاجته إلى خمسمائة أتان ) حمارة) !( ربما كانوا يشربون حليب الأتن ) كانت حياة أيوب رغيدة وهنيئة قبل أن يقع تحت مكيدة الشيطان واختبار الرب ، فقد جاء يوم شاء فيه أبناء الرب أن يمثلوا أمامه وجاء الشيطان معهم :
1 :6 و كان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب و جاء الشيطان ايضا في وسطهم.
ويجري الحوار التالي بين الرب والشيطان :
1 :7 فقال الرب للشيطان من اين جئت فاجاب الشيطان الرب و قال من الجولان في الارض و من التمشي فيها
1 :8 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب لانه ليس مثله في الارض رجل كامل و مستقيم يتقي الله و يحيد عن الشر
1 :9 فاجاب الشيطان الرب و قال هل مجانا يتقي ايوب الله
1 :10 اليس انك سيجت حوله و حول بيته و حول كل ما له من كل ناحية باركت اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض
1 :11 و لكن ابسط يدك الان و مس كل ما له فانه في وجهك يجدف عليك
1 :12 فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك و انما اليه لا تمد يدك ثم خرج الشيطان من امام وجه الرب
يظهر الله في النص باسمه الإلهي ( الله ) (والرب ) وبأسماء أخرى في اللاحق من النص ،ويفترض أن الله هنا هو الإله اليهودي التوراتي يهوه ، الذي يطلق عليه في التوراة أسماء مختلفة .
لا نعرف من النص من هم أبناء الله هل هم من البشر أم من الملائكة . تفاسير الكنيسة تقول أنهم من الملائكة ،ومن المعروف أن الشيطان ملاك جميل كان مكرما عند الله . وكذلك لا نعرف الحال التي ظهر فيها الله ، لكن مثول بنيه أمامه يوحي أنه جالس على العرش !
يتضح من النص العلاقة الحميمة بين الشيطان والله ، فهو ( الله ) يعتبره من بنيه ، ولم يتحدث إلا معه دون الآخرين ، وهذه مكرمة من الله أن لا يتحدث إلا معه، ولو لم يكن كذلك لطرده من بين الملائكة الآخرين ،ولما تحدث إليه بهذه الحميمية ، سائلا إياه من أين جاء ( أي عن أخباره مما يوحي بالإطمئنان عليه ) وإجابة الشيطان بأنه كان يتجول ويتمشى في الأرض ، يوحي بالحرية المتاحة له في الأرض بأن يتجول ويذهب أينما شاء ، بل ويفعل ما يقدر عليه ، فها هو الله يسأله
ويطلب إليه بل ويوصيه بعبده أيوب بأن يجعل قلبه عليه .
نفهم من هذا الكلام أن الشيطان عطوف وصاحب قلب كبير يمكن أن يوظفه في محبة الآخرين ورعايتهم ، حتى أن الله يطلب منه ذلك . غير أن الشيطان يبدو
عارفا بأسرار القلوب حين يجيب بأن الأمر ليس مجانيا عند أيوب كما يعتقد الله ،
فالمسألة تتعلق برعاية الله له ومباركة أعماله ، وإذا ما توقف عن ذلك فإن أيوب سيشتمه علانية ( في وجهك يجدف عليك ) ! وبدلا من أن يجيب الله الشيطان بأنه أدرى بعبده منه ، نراه يتخلى عن أيوب ويطلق يدي الشيطان في ماله وعياله ، في محاولة منه لمعرفة مدى ايمان أيوب به . وهنا يتضح أن قدرة الله على المعرفة ليست مطلقة ، وإلا لعرف مدى إيمان أيوب دون تعريضه لهذا الإختبار الفظيع .
وحسب هذا الفهم الشيطاني فإن جميع الفقراء وخاصة الذين لا يملكون ولو بقرة من مثيلات أبقار أيوب يكفرون بالله ، طالما أن الإيمان مقترن بالثروة الممنوحة من الله !
والتدقيق في الجملة السالفة يشير إلى أن الشيطان غير قادرعلى أن يفعل ذلك وحده ، فهو يأمر الله أن يبسط يده ويمس كل ما لدى أيوب . وهنا يبدو التعاون ( التآمر) بين الله والشيطان لمعرفة مدى إيمان أيوب واضحا . ولا نعرف ما إذا كان الشيطان هو الذي يغوي الله ، أم أن الله ضالع في المؤامرة ، لأنه غير قادر على معرفة مدى إيمان أيوب دون إنزال المصائب به .
يستجيب الله ويلبي الطلب الشيطاني على الفور ، فيرفع بركته عن أيوب ويسلمه إلى الشيطان مشترطا شرطا واهيا أن لا يمد يده إليه ، وهذا الشرط يتخلى عنه الله فيما بعد :
12 فقال الرب للشيطان: هوذا كل ما له في يدك، وإنما إليه لا تمد يدك. ثم خرج الشيطان من أمام وجه الرب .
أول ما فعله الشيطان هو أنه قام بتسخير ( السبئيين ) فنهبوا الأبقار والحمير وقتلوا الغلمان :
13 وكان ذات يوم وأبناؤه وبناته يأكلون ويشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر
14 أن رسولا جاء إلى أيوب وقال: البقر كانت تحرث، والأتن ترعى بجانبها
15 فسقط عليها السبئيون وأخذوها، وضربوا الغلمان بحد السيف، ونجوت أنا وحدي لأخبرك .
(يلاحظ هنا أن الشيطان سخر السبئيين (نسبة إلى سبأ ) وسبأ كانت مدينة في اليمن القديم ، وهذا يعني أن نوحا يمني والأحداث تجري في اليمن كما أشار العديد من الباحثين أن أحداث التوراة تجري في اليمن، وأن التوراة يمنية ، وأحداثها تجري في جنوب شبه الجزيرة العربية . وبعد عودتي إلى المعجم الوسيط ،وجدت أن كلمة سبأ تعني :" اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن . وفي المثل : تفرقوا أيدي سبأ . وأيادي سبأ ضرب بهم المثل في التفرق ، لأنه عندما غرق مكانهم وذهبت جناتهم ( يقصد بعد انهيار سد مأرب ) تبددوا في البلاد ، فأخذت كل طائفة منهم طريقا . (
(الوسيط ص 413)
وقبل أن يكمل الرسول كلامه دخل رسول آخر ليقول :
16 وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: نار الله سقطت من السماء فأحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم، ونجوت أنا وحدي لأخبرك .
( نار سقطت من السماء ) ؟ ! هل أسقطها الله أم الشيطان ؟ يفترض أنه الشيطان بعد أن أطلق الله يده .
ويتكررقدوم الرسل المخبرين عن المصائب :
17 وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: الكلدانيون عينوا ثلاث فرق، فهجموا على الجمال وأخذوها، وضربوا الغلمان بحد السيف، ونجوت أنا وحدي لأخبرك
هل كان الشيطان في حاجة لأن يحضر فرقا كلدانية من العراق أيضا ؟
18 وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: بنوك وبناتك كانوا يأكلون ويشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر
19 وإذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الأربع، فسقط على الغلمان فماتوا ، ونجوت أنا وحدي لأخبرك
وأمام هذه المصائب لم يجد أيوب إلا أن يمزق ثيابه ويقص شعره غضبا وحزنا وحدادا :
20 فقام أيوب ومزق جبته ، وجز شعر رأسه، وخر على الأرض وسجد .
ورغم أن فعل أيوب ينم عن غضب وحزن شديدين رغم سجوده ، إلا أن كتبة التوراة
يصرون على أنه تقبل أمر الرب :
21 وقال: عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا
وبدلا من أن يتقبل الرب هذا الكلام المعبرفعلا عن إيمان أيوب .. نراه يخضع للمشيئة الشيطانية
ثانية ويطلق يد الشيطان في جسد أيوب هذه المرة .
(2) الشيطان يضرب أيوب بفالج.
يتكرر مشهد المثول أمام الرب في الإصحاح الثاني ، ويتكرر مشهد حضور الشيطان ، وتتكرر الأسئلة نفسها والإجابات نفسها بين الله والشيطان .
وحين يرى الله أن أيوبا تمسك بإيمانه أبدى ما يشبه الندم أمام الشيطان :
3 فقال الرب للشيطان: هل جعلت قلبك على عبدي أيوب ؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. وإلى الآن هو متمسك بكماله، وقد هيجتني عليه لأبتلعه بلا سبب !
ألله يعترف أنه ابتلع أيوب بلا سبب ! وأظن أنه ابتلاه ولم يبتلعه ، وقد يكون هنا خطأ مطبعي ، إلا إذا كان تعبيرا مجازيا .
وحين يرى الشيطان أن الأمر ليس أكثر من جلد من أيوب يأمر الله بأن يمس هذه المرة عظم أيوب ولحمه وسيكفر به :
4 فأجاب الشيطان الرب وقال: جلد بجلد، وكل ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه
5 ولكن ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه، فإنه في وجهك يجدف عليك
الشيطان يأمر والله ينفذ ، حتى أنه يطلب إلى الله أن يصبركما صبر أيوب ليخوض الإمتحان إلى نهايته ليبدو التعاون بين الله والشيطان واضحا .
6 فقال الرب للشيطان: ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه!
إذن سيبقي الشيطان على النفس فقط من أيوب وسيسلخ جلده ويتلف عظمه وربما يجعل الديدان والحشرات تنهش لحمه .
نفذ الشيطان مشيئته على الفور وأنزل فالجا بأيوب :
7 فخرج الشيطان من حضرة الرب، وضرب أيوب بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته .
لم يكتف الشيطان بجلطة تشل يد أو رجل أيوب ، بل بجلطات كما يبدو تصيب جسده كله .
ومن الواضح أن الشيطان قادر على فعل الخير والشر كما الرب ، ولا نعرف ما هي غاية الرب حين يستعين به ، كان في مقدور الرب أن يتصرف وينزل مرضا ما أخف وطأة بأيوب ولا يتركه عرضة لأهواء الشيطان .
لا نلمس أي ذكر لحالة أيوب الجسدية بعد أن ضربه الشيطان بالقرح ، سوى أننا نقرأ أنه أخذ يحك جسده بقطعة من خزف وربما من حجر ، وكأنه أصيب بالجرب وليس بفالج :
8 فأخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد.
وحين تطلب امرأة أيوب إليه أن يموت أفضل له من هذه الحال يقول لها
أنه يجب تقبل مشيئة الله خيرا كانت أو شرا :
10 فقال لها: تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات أالخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل ؟1
أيوب يدرك أن الخير والشر من عند الله وأن تقبلهما واجب . والشيطان هنا لا يخطر ببال أيوب
فالفاعل هو الله حسب ما يرى . وهو محق في ذلك دون علمه بما يحاك ضده من قبل الله والشيطان . فلولا سماح الله للشيطان لما تم فعل شيء بأيوب .
ويعلق كتبة التوراة قائلين :
" في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه "
لكن ما سنجده بعد ذلك في أكثر من 35 إصحاحا ( من 42 إصحاحا تشكل سفر أيوب ، مسألة مختلفة تماما . تدفع أيوب إلى التساؤل بعمق حول خيرانية الله وشرانيته :
ندب . مناجاة . مواعظ . آثام . تأملات . محاورات . تجديف على الله من أيوب
مما دفع أحد مفسري الإصحاح من الآباء المسيحيين أن يدافع عن الله:
" يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن بقوله (الغلام الرسول ): "نار الله سقطت من السماء"، أراد العدو(الشيطان ) أن يوحي لأيوب أن ما يحل به ليس بضربات بشرية بل من قبل الله، وموجهة ضده وحده دون بقية المحيطين به. ولعله بهذا أراد تشويه صورة الله في عينيه. فمع عدم ارتكابه خطايا عظمى وعدم إهماله في العبادة لله، إلا أن الله حلّ بغضبه عليه دون غيره، مما يثير فيه الدافع نحو التجديف على الله كظالمٍ. إذ أحرق الله الغنم التي اختار أفضلها ليقدمها محرقات لله، فإن الله يبدو كمن لا يُسر بمحرقاته، ولا يقبل عبادته، أو كأن "عبادة الله باطلة" (مل 3: 14(."
نقلا عن النت . تفسير الكتاب المقدس . سفر أيوب .
لا يرى القديس ما يجري . ولا يرى أن الله هو من أطلق يد الشيطان . دفاع لا يستند إلى أي منطق .
لا علاقة لله بالأمر ! كله من فعل الشيطان والبشر بما في ذلك النار التي سقطت من السماء ؟!
حاولت أن أجد تفسيرا واحدا مقنعا للآباء القديسين ، لكني وللأسف لم أجد . مع أنهم جميعا متفقون على أن المسألة صراع بين الله والشيطان ، وأن الشيطان لا يقدر على فعل شيئ دون إرادة الله ! وهنا بالذات يكمن العجب ، وعجب العجب ، الذي يرى أو لا يرى ( الأمرين معا) علاقة الله بما جرى لأيوب !
يتداول الإصحاحات أيوب وثلاثة من أصحابة إضافة إلى أليهو بن برخئيل
البوزي ، كما يحضر الله نفسه في الإصحاح ال 38 .
تشمل هذه الإصحاحات حزن أيوب وندبه حاله ، وما كان يقوم به من أعمال خيرانية ، إضافة إلى غضبه من الله ولومه ومعاتبته إلى حد نقد عدالته والتجديف عليه ، كما تشمل الكثير من المواعظ في الخلق والخالق والأخلاق والقيم ، وتتطرق إلى أفعال غير محمودة قام بها أيوب ، عكس ما يرى أيوب نفسه أنه انسان فاضل ، وعكس ما يقوله مطلع السفر بأن أيوب كان ( كاملا ومستقيما ويتقي الله ويحيد عن الشر )

الإصحاح الثالث :
1 بعد هذا فتح أيوب فاه وسب يومه
2 وأخذ أيوب يتكلم فقال
3 ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه، والليل الذي قال: قد حبل برجل
4 ليكن ذلك اليوم ظلاما. لا يعتن به الله من فوق، ولا يشرق عليه نهار
5 ليملكه الظلام وظل الموت. ليحل عليه سحاب. لترعبه كاسفات النهار
6 أما ذلك الليل فليمسكه الدجى، ولا يفرح بين أيام السنة، ولا يدخلن في عدد الشهور
7 هوذا ذلك الليل ليكن عاقرا، لا يسمع فيه هتاف
8 ليلعنه لاعنو اليوم المستعدون لإيقاظ التنين
9 لتظلم نجوم عشائه. لينتظر النور ولا يكن، ولا ير هدب الصبح
10 لأنه لم يغلق أبواب بطن أمي، ولم يستر الشقاوة عن عيني
11 لم لم أمت من الرحم ؟ عندما خرجت من البطن، لم لم أسلم الروح
12 لماذا أعانتني الركب ؟ ولم الثدي حتى أرضع
13 لأني قد كنت الآن مضطجعا ساكنا. حينئذ كنت نمت مستريحا
14 مع ملوك ومشيري الأرض، الذين بنوا أهراما لأنفسهم
15 أو مع رؤساء لهم ذهب ، المالئين بيوتهم فضة
16 أو كسقط مطمور فلم أكن، كأجنة لم يروا نورا
17 هناك يكف المنافقون عن الشغب، وهناك يستريح المتعبون
18 الأسرى يطمئنون جميعا، لا يسمعون صوت المسخر
19 الصغير كما الكبير هناك، والعبد حر من سيده
20 لم يعطى لشقي نور، وحياة لمري النفس
21 الذين ينتظرون الموت وليس هو، ويحفرون عليه أكثر من الكنوز
22 المسرورين إلى أن يبتهجوا، الفرحين عندما يجدون قبرا
23 لرجل قد خفي عليه طريقه، وقد سيج الله حوله
24 لأنه مثل خبزي يأتي أنيني، ومثل المياه تنسكب زفرتي
25 لأني ارتعابا ارتعبت فأتاني، والذي فزعت منه جاء علي
26 لم أطمئن ولم أسكن ولم أسترح، وقد جاء الرجز
مقتطفات أخرى من معاناة أيوب:
أيوب مخاطبا يهوه ( ألله ) بعد أن أخذ الدود ينخر لحمه :
16 لو دعوت فاستجاب لي ، لما آمنت بأنه سمع صوتي
17 ذاك الذي يسحقني بالعاصفة، ويكثر جروحي بلا سبب
18 لا يدعني آخذ نفسي، ولكن يشبعني مرائر
******
32 لأنه ليس هو إنسانا مثلي فأجاوبه، فنأتي جميعا إلى المحاكمة
33 ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا
34 ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه
35 إذا أتكلم ولا أخافه ، لأني لست هكذا عند نفسي
*******
( سفر أيوب 10 )
20 عظمي قد لصق بجلدي ولحمي، ونجوت بجلد أسناني
21 تراءفوا، تراءفوا أنتم علي يا أصحابي، لأن يد الله قد مستني
22 لماذا تطاردونني كما الله، ولا تشبعون من لحمي
23 ليت كلماتي الآن تكتب. يا ليتها رسمت في سفر
24 ونقرت إلى الأبد في الصخر بقلم حديد وبرصاص
******
(8) ألله متحديا أيوب ( المحتضر المحطم ( أن يشد حقويه وأن يكون رجلا لمواجهته !!!
لقداختفى الشيطان ولم يعد يظهر بعد أن ضرب أيوب بالقرح . يفترض أن الأمور قد توضحت (لله ) وللشيطان بعد أن قال أيوب بحق الله ما قاله من تجديف إلى حد الكفر .
والظاهر أن الشيطان قد انتصر وكسب الرهان ، ولم يجد الله ( أو كتبة النص ) سوى صب جام الغضب على أيوب .فالله لم يكتف بمرافعة المرافعين عنه واعتبر أنهم لم ينجحوا في الدفاع عنه أمام أيوب ، الذي وكما يبدو بدا واثقا من نفسه ،مؤمنا بما يقوله ، منتصرا بمنطقه على المرافعين وعلى الله معا . ولا أعرف ما إذاكان الكاتب أو الكتبة التوراتيون يدركون أنهم قزموا الله إلى حد فظيع حين أنزلوه من علياء سمائه ليتحدى أيوب المحطم والدود ينخر جسده !!
فها هو يظهر فجأة ليخاطب أيوب من العاصفة ويبدو أنه لم يكتف بمرافعات أليهو وجليسي أيوب الثلاثة عنه ، فقرر أن يتصدى هو شخصيا لأيوب (الذي يظلم قضاءه ويتكلم دون معرفة ) ويتحداه أن يشد حقوية وأن يكون رجلا ليواجهة وليعلمه أين كان هو حين أسس الأرض وأرسى قواعدها ،وكأن أيوب لا يعرف ذلك :
1 فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال
2 من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة
3 اشدد الآن حقويك كرجل، فإني أسألك فتعلمني
4 أين كنت حين أسست الأرض ؟ أخبر إن كان عندك فهم
5 من وضع قياسها ؟ لأنك تعلم أو من مد عليها مطمارا
6 على أي شيء قرت قواعدها ؟ أو من وضع حجر زاويتها
هل يعقل أن يكون هذا كلام إله ؟! الإله خالق السموات والأرض والخلق يتحدى انسانا محطما ! ولا يعرف مدى ثقافة ومعرفة هذا الإنسان المحطم الذي أثبت في مرافعاته وشكاوية أنه على درجة عالية من الثقافة والنبل والأخلاق ، عكس ما هو عليه هذا الإله الذي بدا وكأنه دون حد أدنى حتى من الأخلاق ! ولا يعقل أن يكون هذا الإله هو الإله المحب لأيوب والذي يرى فيه عبدا صالحا تقيا .
لقد تجاهل النص القرآني كل هذه التفاصيل في قصة أيوب . ولم يتطرق إليها إلى في بضع آيات عابرة .
يضطر أيوب إلى الإعتذار والإعتراف بخطئه أمام تهديدات الله له . فيعيد له صحته وثروته .
. آمل أن أكون قد وضحت القليل من جوانب شخصية الشيطان في علاقته مع الله . وأثبت قدر الإمكان أن النصوص العقائدية هي نتاج عقل بشري وليست فكرا إلهيا أو نصوصا إلهية .
وأن الحقيقة الإلهية إن وجدت لم يتوصل إلى معرفتها العقل البشري بعد ، الذي ما زال يتخبط في تأويل نصوص مضى عليها قرون بل آلاف الأعوام .
إن التفسير الممكن والمقبول لعملية الخلق هو أنه طاقة سارية في الكون يتم بوساطتها الخلق . ولقد تطرقنا إلى ذلك في مقالات كثيرة .
مراجع :
(1) الموسوعة الحرة .
(2) فراس السواح : الرحمن والشيطان .
(3) المصدر نفسه .
(4) المصدر نفسه .
(5) راجع فراس السواح المصدر نفسه .
(6) المصدر نفسه .
(7) المصدر نفسه .
(8) راجع كتابنا في مكتبة الحوار المتمدن ( أيوب التوراتي وفاوست جوته )



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترقبوا الزلزال القادم : الله والشيطان !
- * الولدان المخلدون والجنة المتخيلة في الإسلام !
- الزلزال الأكبر عن الولدان المخلدين!!
- ترقبوا أحاديث المؤمنين عن الولدان المخلدين (أحلى الحلوين ) ! ...
- عودة إلى حور العين وحظ النساء مقارنة بالرجال في الجنة ! شاهي ...
- شاهينيات ما بعد سقوط رافعة الكعبة ! :
- أسفار التوراة (9) : قراءة نقد وتعليق : حجي .زكريا. ملاخي.مكا ...
- * يهوذا ينكل بجثة قائد يوناني بقطع رأسه ولسانه وطرح أوصاله ل ...
- شاهينيات من 1093 - 1101 دماغ انسان المستقبل سيزود بشريحة ألك ...
- *تعليق أطفال بأثداء النساء ويهوة يرسل ملائكته لنصرة اليهود ! ...
- * تقطيع أجساد الكفرة وحز رؤسهم وقذفها إلى من هم خارج الهيكل ...
- ماذا لو كان للمرأة 72 رجلا ينكحونها في الجنة كما يفعل الرجل ...
- *بطلماوس السلجوقي يقتل الكاهن الأعظم سمعان وولدية في وليمة غ ...
- * الرب يهوه لم يعد يظهر بين اليهود و في حروبهم !
- *يهوذا المكابي يهزم اليونانيين ويحرق المدن .
- * الأشرار سيكونون رمادا تحت أقدام بني اسرائيل !
- شاهينيات: في الخلق والخالق!1086
- شفاعة البشرية لن تأتي دون أن يتمسك عشرة رجال من كل أمة بذيل ...
- الفلسطيني. (شعرمترجم عن الإسبانية )
- * يهوة سيزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة وكل الأمم .


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - * ألله والشيطان في المتخيل البشري.!