أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الرجل الذي يحتضر














المزيد.....

الرجل الذي يحتضر


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما وقعت الإمبراطورية العثمانية في فخ يهود بحر الخزر- الذين إستضافتهم وأكرمتهم ومنحتهم الأمن والأمان ، بعد أن هربوا بجلودهم من نار ملك إسبانيا وما عرف بمحاكم التفتيش، قررت الحركة لصهيونية مصيرها وأوقعتها في مشاكل لا حصر لها ، إنتهت بإشعال حرب عالمية أولى بطبيعة الحال، وجدت الإمبراطوية نفسها في موقف لا يحسد عليه ، خاصة وان حلفاء الصهيونية أجهزوا على الإمبراطورية وتورثوها - أطلق عليها لقب "الرجل المريض " وهكذا إنتظروا حتى وفاته وربما أخذ ذلك وقتا.
كان ذلك عقابا لأن السلطان عبد الحميد الثاني ، رحمه الله ، رفض السماح ليهود بالتسلل إلى فلسطين كما فعل البعض لاحقا ، وقد طرد ثيودور هيرتزل مؤسس الصهيوينة من مكتبه ، رغم ان الأخير قدم عروضا مغريه للسلطان عبد الحميد ، منها تأمين النصر له على الحلفاء ، وتعبئة خزائن الإمبراطورية الخاوية بالذهب ، ومع ذلك قال السلطان عبد الحميد مخاطبا هيرتزل :" عليك أن تعلم أن القدس يعني فلسطين ملك للمسلمين وليس للسلطان عبد الحميد "وقبل خروجه من الباب إلتفت هيرتزل إلى السلطان وقال له :سأعود إليك بعد عام وستندم لأنك طردتني!
وكما هو معروف فإن هيرتزل وبجهود المخابرات البريطانية حصل لاحقا على صك يخول يهود بالإقامة في القدس وليس الصلاة فيها فقط ، وبالتالي فتحت لهم أبواب فلسطين ، وهكذا بدأت الهجرة اليهودية بعد ذلك ، وإنهارت الإمبراطوية العثمانية ، وإنكفأت على نفسها في تركيا دولة عادية ، بعد ان كانت إمبراطورية إسلامية تقوم بالفتوحات وتوسع الحدود.
نحن العرب هذه الأيام نستحق أن يطلق علينا لقب "الرجل الذي يحتضر "،لأن المرض دب في أوصالنا منذ بدايات القرن المنصرم ، عندما تشظينا حارات وأزقة ، وعدنا طواعية لحكم الممالك والطوائف ، وأصبحنا ندفع للفرنجة كي يقوموا بمقاولات قتل أو إحتلال أو تدمير لبعضنا ، حيث إستفحلت الخلافات العربية –العربية ووصلنا إلى ما نحن عليه وفيه ، وبأيدينا وبأموالنا.
وهذا يعني أن ملك الموت لن يمهلنا كما أمهل الإمبراطورية العثمانية ، وها هو يحوم فوقنا وبيننا وقد بدأ مهمته ، ونشعر أن الروح تحاول الخروج من الجسد ، وحقت علينا كلمة الإحتضار.
قلنا آنفا أن الإمبراطورية العثمانية دفعت ثمن رفض تنازلها عن القدس وفلسطين ليهود بحر الخزر ، لكننا نحن العرب ندفع ثمن صمتنا وتفريطنا بالقدس وفلسطين ، وتحالفنا مع مستدمرة إسرائيل ، ووضع كل مقدراتنا تحت إمرتها ..ألم نجنح للسلم معها بطريقة إنسحاقية وقدمنا لها مبادرة عربية للسلام تقضي بتمليكها فلسطين وتطويع العالمين العربي والإسلامي للتصالح والتطبيع معها؟ والمخزي أن شارون رفض هذه المبادرة ، رغم أن قمة بيروت العربية عام 2002 أقرتها ، وكان الرئيس اللبناني المقاوم فخامة الرئيس إميل لحود قد رفضها وقامر بعلاقات لبنان مع أصحابها ، ولكن حجته كانت سليمة جدا وهي أن هذه المبادرة تشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، وأنه كرئيس للبنان الذي يستضيف بلده لاجئين فلسطينيين لا يوافق على هكذا مقامرة ، ومع ذلك فإن شارون رد على المبادرة وأصحابها ، بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية وحاصر حتى المقاطعة في رام الله والتي إتخذها الزعيم الفلسطيني الراحل بالسم مقرا له، وإقتحمها وإنتهى عرفات بالسم .
لا أستثني أحدا فمن كانوا يسمون التقدميين ، أسهموا بإذلالنا قبل الرجعيين ، لأن التقدميين والثوريين والقومجيين أشبعونا جعجعة فارغة ولم نر طحنا ، ولهذا خسرنا كل معاركنا لأننا أصلا لم ندخل مع مستدمرة إسرائيل معركة بالمعنى العسكري ، بل كنا نتفق معها على مسرحية إخراجها سيء ، ونسلمها المساحات الشاسعة ، ونقول بعد ذلك أننا إنتصرنا ، وآه لو نفتح ملف الأغاني والأناشيد القومية ، التي كنا نجترحها بعد الهزائم ، في محاولة لتعويض النقص المركب الذي نعاني منه ، لأننا عودنا أنفسنا وشعوبنا على الهزيمة ، وحرمنا أنفسنا من التمتع بالنصر ونحن قادرين على تحقيقه لو كان أمرنا بيدنا .
ها هي دولنا الوطنية المنبثقة من رحم سايكس – بيكو ، تلفظ أنفاسها وتتحول إلى كانتونات إثنية عرقية طائفية مربوطة في وتد بتل أبيب ، وسوف ينتقل المحراث الداعشي وربما بتسمية أخرى "خراسان"، للعبث في العالم الإسلامي ، لأنه أيضا صمت وأسهم في ضياع فلسطين والقدس والأقصى ، وإن غدا لناظره لقريب.




#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
- العرب يجوبون العالم ..لاجئين
- حماس .... إبدأ بنفسك اولا
- ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة ...
- حذار من الإنتفاضة الثالثة
- الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
- جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما ...
- إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم ...
- معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
- الأردن الجديد ..أحلى
- تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان ...
- باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط ...
- شيخ الصحافيين الأردنيين يتحدث عن الزمن العربي الجميل
- وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة
- -السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا ...
- لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق ...
- اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
- الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر ...
- شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا ...
- الإتفاق النووي الإيراني يغير قواعد اللعبة في المنطقة


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الرجل الذي يحتضر