أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - قراءة في نتائج الانتخابات المغربية المحلية















المزيد.....

قراءة في نتائج الانتخابات المغربية المحلية


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 01:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قراءة في نتائج الانتخابات المحلية في المغرب
يعد إعلان النتائج الخاصة بالانتخابات المحلية في المغرب ،بمثابة انهاء فصلا مهما من فصول الديمقراطية الرثة الواجهاتية .ففي جميع مراحلها ، تصرخ تجاعيد وبشاعة التخلف والاستبداد ،رغم محاولات وضع مساحيق التجميل الديمقراطي بكل جدية واجتهاد. فطبيعة النظام السياسي في المغرب و المتمثل في مركزية شديدة و مركزة السلط من جهة ، وإزدواجيته بين عمق تقليداني وواجهة وشكل حداثي من جهة اخرى ، يعيق كل مشروع تحول ديمقراطي ، ويجعل منه "مسخا" مقيدا بأغلال صدئة ،وينتج مشهدا مقرفا من اللاعلم السياسي ونخبا مشوهة تتقن خطاب الشعودة والدجل السياسي .
أولا: واقع الاحزاب في المغرب:
إن دور الحزب كماهو متعارف عليه في الدول الديمقراطية هو" تأطير المواطنين حول مشروع مجتمعي متبنى للدفاع عن فئات معينة في المجتمع في أفق ممارسة الحكم لتحقيق هذا المشروع " ، والانتخابات هي وسيلة من ضمن وسائل اخرى للتنافس وتقديم البرامج السياسية للاحزاب امام " المواطنين" لإختيار حاكميهم. الاغلبية المطلقة للأحزاب المغربية هي ماكينات إنتخابية لاتحمل مشروعا مجتمعيا واضحا يجيب على حاجيات فئات معينة من المجتمع والاشكاليات الحقيقية للبلاد.وهي تتميزبالتشوه المؤسساتي وشخصنة علاقاتها و بعدم الاستقلال في القرار السياسي و تجمع لافراد يسعون الى تحقيق المصالح الشخصية عن طريق الإستفادة من الريع السياسي والاقتصادي . مما يحول خطابها وممارستها الى مجموعة من المتناقضات لاتخضع لاي منطق سياسي سوى منطق " الافتراس " لاستغلال المقاعد من اجل مصالح شخصية و حزبية ضيقة. هي في حقيقتها وكالات سمسرة سياسية انتخابية وتجمعات لعلاقات ومصالح شخصية لقياداتها في إطار البحث عن الامتيازات التي تفرضها طبيعة السلطة المغربية.
ثانيا : الحملات الانتخابية :
بدل ان تكون الحملات الانتخابية فرصة لاستعراض البرامج الحزبية و محاولة اعطاء الاجابات الدقيقة عن الاشكاليات الحقيقية التي تعاني منها الساكنة ، تحولت هذه الحملات الى مذبح ديمقراطي حيث إستعمال العلاقات التقليدية كالعرق والقبيلة ، وتوزيع المال لشراء الاصوات ،و حلبة للعنف و السب والشتم ، وبوقا للشعارات الفارغة الركيكة والرديئة . كما انها حولت الشوارع والازقة لقاذورات بيئية وملوثات صوتية وبشاعة عينية ، عبر صور و اخراجات للملصقات تفتقد للحد الادنى من الجمالية و التواصلية.كما انه تم إستغلال التموقع داخل اجهزة الدولة في هذه الحملات خاصة من طرف حزب العدالة والتنمية وإستغلال زعيمه بنكيران لوضعيته كرئيس حكومة في مهرجاناته الخطابية، والتي تميزت بخطاب بئيس ورديء لايليق برجل دولة.وعرفت نقاشات فارغة بعيدة عن الهموم الحقيقية للساكنة المحلية، ضمن برامج واضحة محددة ومؤطرة بتصورات وموضوعة في خطط ووسائل لتحقيق اهداف وحاجيات مطروحة بعناية و خاضعة لدراسات علمية .
بالنسبة للقوى الداعية للمقاطعة والتي ووجهت بالقمع و التعتيم الاعلامي العمومي بدون سند قانوني، اكتفت في نضالها بتوزيع المنشورات الداعية لذلك مماحول فعلها الى مجرد عملية ميكانيكية لاتتجاوز الوسيلة الى الهدف السياسي من هذه العملية. حيث لم توضح للمواطنين بشكل بيداغوجي اسباب المقاطعة و لا نوعية المقاطعة ؛ هل هي مقاطعة العملية الانتخابية برمتها اي انطلاقا من عملية التسجيل ؟ ام مقاطعة التصويت فقط ؟ .فالمقاطعة هي وسيلة فقط لانتاج موقف ضمن صراع سياسي مع السلطة وليس هدف في حد ذاته ، كما أن تنزيل موقف المقاطعة في الواقع يخضع لقراءة سياسية لتعامل الدولة مع الانتخابات . فالسلطات من خلال التجارب الانتخابية تهتم برقم مشاركة المصوتين وليس المسجلين في اضفاء الشرعية على العملية الانتخابية ( موقف الدعوة للتسجيل و مقاطعة التصويت في هذه الحالة اكثر برغماتية ونجاعة من موقف المقاطعة الكلية ).
ثالثا : الارقام المعلنة في نتائج هذه الانتخابات:
الارقام تستنطق(تاء مضمومة) وفق مصلحة مستعملها ، وهذا ماطبقه وزير الداخلية في اعلانه للنتائج وفق استراتيجة ما يمكن تسميته المغالطة المنطقية باستعمال"سحابة التعمية " ، والتي تسعى الى خلق "سحابة اعلامية تمويهية " لتغطية الموضوع الرئيسي. فقد انتقى الارقام التي تساهم في صوابية اطروحته مغطيا على الارقام الحقيقية لتقييم العملية الانتخابية : الارقام الخاصة بمن لهم حق التصويت ، الفئات المحددة للمصوتين ( الوضعية العمرية، السوسيولوجية ..)، عدد الاوراق الملغاة وانواعها ( حضرية، قروية، حاملة لرسائل سياسية ، عدم تعبئتها بطريقة صحيحة...) . فالارقام وفق المعطيات تشير ان المشاركة كانت اقل من الربع ( نصف نصف من له حق التصويت) بدون احتساب عدد الاوراق الملغاة ونوعيتها .كما ان تعامل الدولة مع الارقام والمعلومات الخاصة بالانتخابات كانت بعيدة كل البعد عن ثقافة الحق في المعلومة ، حيث اكتفت بالارقام التي تريحها و انتقتها بعناية و لم توفر قاعدة معطيات كافية لقراءة النتائج بموضوعية وعلمية .
رابعا :نتائج الانتخابات:
بروز القوى السياسية في المغرب تخضع لمنطقين :
- تدخل الدولة عبر اجهزتها بطريقة مباشرة او غير مباشرة لانجاح قوى سياسية وافشال اخرى والحفاظ عبر الترسانة التشريعية والقوانين الانتخابية على الخيوط الحقيقية للعبة " الديمقراطية المغربية" ؛
- النجاح الانتخابي عبر عمليات التصويت من طرف "رعايا" المملكة.
لقد افرزت الاستحقاقات قوتين انتخابتين اساسيتن هما : حزب العدالة والتنمية في المدن الكبرى و الاصالة والمعاصرة في البوادي و القرى واحزاب اخرى تلعب اداور توازنية وفق الاهداف المسطرة من طرف السلطة الحقيقية للبلاد كما لاحظنا في نتائج الانتخابات الرئاسية الجماعية والجهوية . المشهد السياسي بهذا الشكل كان هدفا مخزنيا وهاهو يتحول شيء فشيء الى واقع.
لقد قام حزب العدالة والتنمية بافراغ شبه المكتسبات الدستورية على علاتها لصالح المخزن ، و بتنزيل مشاريع لم يكن يحلم المخزن بتحقيقها ولو في اوج قوته و جبروته : القضاء على صندوق المقاصة ،المس بحق الاضراب ،التعاقد والمرونة في التشغيل ، توقيف الزيادة في الاجور، التطبيق الحرفي لتعليمات المؤسسات الدولية ، قمع الحريات ..... مما يبين انه ادواره المخزنية مازالت مطلوبة ضمن الاجندة الليبرالية المتوحشة والتي تتطلب جراة على القوت اليومي للفئات المستضعفة ، و التدبير اليومي للا ستراتيجيات المخطط لها من طرف الفئات المهيمنة في البلاد.ولقد تحول حزب العدالة والتنمية وبفضل موقعه الحكومي و متاجرته بالدين وفي غياب قوى حقيقية بديلة الى ماكينة انتخابية قوية . قلقد تبنى خطابا شعبويا في خرجات قيادييه قريبا من ثقافة الشعب ، فنحن احببنا او كرهنا شعب متخلف يعاني الجهل والفقر والتجهيل: عشرة ملايين امي وفق الارقام الرسمية بالاضافة الى الامية الخطيرة و المتمثلة في تحويل التخلف الى ثقافة بفضل شهادات النمودج التعليمي الفاشل والذي يسلح التلاميذ بالعوائق الابستمولوجية لكل معرفة نقدية وابداعية . كماان رفاق بنكيران يتقنون العزف على الوثر الاخلاقي والديني الحساس و الذي يمس فئة عريضة من المواطنين : تدخلات بنكيران خاصة في ندوة مع الصبار،الاستغلال الاعلامي لمسودة القانون الجنائي ، مواجهة بعض الافلام ، هدية المعارضة البرلمانية الغبية لبنكيران في منع اشهار القمار في القنوات العمومية ..
ان فوز العدالة والتنمية الانتخابي خاصة في المدن الكبرى هو تعبير عن ازمة الطبقات المدينية الوسطى ، والتي عبر مسار طويل من التفقير و التجهيل وعدم تكيفها مع ثورة الاتصال و المعلومات و مجتمع المعرفة ، اصبحت متبنية لافكار المحافظة والفصام و صيدا ثمينا لكل متاجر بالدين.
الاصالة والمعاصرة هو حزب يعاني اشكالية وجودية : ولادته ، منخرطيه ، خطابه، ممارساته..... فهو " فرنكشتاين" سياسي هجين ، ان اراد ان يكون له دور في تحديث الحياة السياسية و مواجهة المد الاصولي ، عليه ان يتخلص من " المسخ" القابع في داخله و يقوم بقتل الاب الذي صنعه بالمنطق الفرويدي واختيار " المعاصرة " بكل قوة . المشكل ان حاول فعل ذلك ، فهل سيبقى موجود ا؟. فوجوده مرتبط كل الارتباط بتواجده كفرنكشتاين ، ولكن بعكس الرواية فهو خادم مطيع " للدكتور الذي اوجده " .



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس التلفزة المغربية
- طيور الظلام تحلق في سماء المملكة
- محمد الماغوط : انشودة التسكع
- توحش امتحانات البكالوريا في المغرب
- اعترافات نصف مجنون
- ازمة اصلاح نظام التربية والتكوين بالمغرب
- شطحات مايسة الناجي الشعبوية
- بن كيران : البهلوان المبكي
- العلمانية روح الديمقراطية
- -فقسات - مغربية
- حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي
- تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح
- المغربي الصغير
- قوى اليسار والانتفاضات العربية : الادوار والمهام
- العدالة والتنمية في المغرب :محاولة المخزن لادارة الازمة
- خواطر و أغلال
- بؤس التفكير الأصولي
- مشاهد مغربية بئيسة
- مشاهد مغربية
- وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - قراءة في نتائج الانتخابات المغربية المحلية