علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 20:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب يسأل (من أين لك هذا؟) .. أجب !
هذا السؤال هو الأهم الآن في العراق،مع أنه متأخر، لكنه المركزي والعمود في احتجاجات الشعب ضد منظومة الفساد الأكبر في تأريخ الشعب العراقي،والاجابة علية هي الكفيلة بالتغيير المنشود، وهي التي تعيد القطار الى سكته الموصلة لأحلام العراقيين الى مبتغاها بعد سقوط الدكتاتورية البغيضة .
الاحتجاجات متصاعدة والفاسدين يشحذون همهم البائسة لاحتوائها، والمشهد ينذر بالكثير من التداعيات الخطيرة،وبالخصوص الواقع الأمني الهش في المدن والمواجهة الشرسة مع الارهاب، وهؤلاء المستهدفين بهذا السؤال الكبير، لايوفرون سلوكاً ونشاطاً للالتفاف على محتواه ،حتى لو انتظموا مع فلول الارهاب في (اللعب) بأمن الشارع لتحجيم مطلب الشعب بتطبيقه، وقد اعدوا لذلك برامج ومخططات ليس أولها خطب وتصريحات رموزهم الفاسدة التي يستهدفها القانون .
رؤوس الفساد في العراق هم قادة سياسيون كبار،أعتمدوا اساليب ومخططات لتوزيع المسؤوليات على هياكل ساندة من المنتفعين ليوهموا الشعب بـ(نزاهتهم) ، لكن تراكم الثروات الكبيرة لهم ولشبكاتهم خرجت عن القياسات الطبيعية وتجاوزت محددات القانون، وكانت استمارات (كشف الذمة) التي حددها الدستور ملعباً مفتوحاً للتزوير والتلاعب بالارقام والتواريخ ،ناهيك عن امتناع بعضهم عن تقديمها منذ سنوات دون رادع قانوني ولاضمير(لاأرغب في تسميته وطنياً !)!.
الشعارالأهم والمركزي الذي يجب تعميمه في ساحات الاحتجاج في المدن العراقية وفي ساحة التحرير تحديداً،الشعب يريد قانون ( من أين لك هذا؟) ، لأنه الكفيل باسقاط مافيات سرقة المال العام الممولين لأحزاب السلطة منذ سقوط الدكتاتورية .
والأهم الآن دعوة مفتوحة لاساتذة القانون والمختصين لصياغة قانون (من أين لك هذا) بعيداً عن مؤسسات السلطة، ومناقشته في ندوات جماهيرية منقولة بالمباشر على القنوات الفضائية ، لاستكمال مواده والتصويت عليها علناً في ساحات الاحتجاج، قبل تقديمه مكتوباً وموثقاً ببصمات مئات الآلاف من المحتجين الى رئاسة مجلس الوزراء،ليكون مستوفياً لشروط تخويل رئيس مجلس الوزراء لتقديمه للبرلمان، للتصويت عليه في جلسة علنية،ليعرف الشعب تفاصيل الاداء في المجلس ويحاسب المعرقلين اقراره .
كل الشعارات المرفوعة في ميادين الاحتجاج مقبولة وهي من رحم معانات الشعب خلال الاعوام الماضية ومازالت،لكن قانون (من أين لك هذا) هو الأهم في مواجهة الفاسدين،وبدون اقراره لن تكون هناك نتائج ايجابيةتستحق العناءلجهود المحتجين،لان مراكز السلطة متأهبة للدفاع عن مغانمهاالمكتسبة، وجاهزة للدفاع عنها حتى بالوسائل غير المشروعة بالدستور .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟