أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات المتحدة تحتاج مساعدة إيران فى الشرق الأوسط - ( الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) )















المزيد.....



الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات المتحدة تحتاج مساعدة إيران فى الشرق الأوسط - ( الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) )


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 02:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/398/awtwns-u-s-iran-nuclear-deal-en.html

فيما يلى مقتطفات من مقال نُشر فى العدد 72 من " حقبقات " جريدة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ).

ما من شكّ فى أنّ الإتفاق النووي بين ستّ قوى عالميّة و إيران حدث هام فى تاريخ الدبلوماسيّة الإمبريالية . فكلا الجانبان إعتبراه " إنتصارا دبلوماسيّا " لأنّهما قد توصّلا إلى أهدافهما فى السياسة الخارجية من خلال المفاوضات و دون حرب . لكن لهذه " الدبلوماسيّة " تاريخها الدموي و العنيف فى المنطقة .
لقد تمكّنوا من ذلك من خلال أكثر من عقد من الحروب العدوانيّة للولايات المتّحدة و حلفائها الغربيين فى الشرق الأوسط و إطلاق حرب اهليّة فى أفغانستان و العراق و سوريا ، و توسّع الولايات المتحدة إلى مناطق جديدة ، بحروب جديدة و مجازر فظيعة ، بعضها إقترفت بمساهمة جمهوريّة إيران الإسلاميّة . وتنطوى النتائج على هجرة ملايين الناس و تحطيم الأنظمة البيئيّة و الإقتصاديّات المحلّية ، و ظهور أمراء الحرب الإسلاميين ، و تفاقم التجارة فى البشر و جرائم بأتمّ معنى الكلمة لا عدّ لها و لا حصر ...
و قد أضحى هذا الإتفاق الدبلوماسي ممكنا بفعل العقوبات الإقتصاديّة التى دفع ثمنها الشعب الإيراني و ليس المراكز السياسيّة و الماليّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة الذين أصبحوا أغنى فأغنى بفضل هذه العقوبات . و طبعا ، ليس بوسع هذا الإتفاق و ليس يبحث عن وضع حدّ لهذه الفظائع . إنّه لا يعدو أن يكون فصلا جديدا من جرائم قوى الإممبريالية و جمهوريّة إيران الإسلاميّة فى المنطقة .
فىالواقع ، قد تخلّت الإمبريالية عن هدف إداث " تغيير فى النظام " فى إيران عن ريق الحرب و محت إيران من قائمة " أعدائها " و " منافسيها " . و قد شبّه أوباما هذا التغيّر فى المقاربة بزيارة نكسون سنة 1972 للصين و بمفاوضات ريغن مع الإتحاد السوفياتي سنة 1986. لقد أقدمت جمهوريّة إيران الإسلاميّة على خطوة إلى الوراء فى حملتها العالمية و الداخليّة ضد الولايات المتّحدة و بالتالى تخلّت عن أحد أعمدة هويّتها الإيديولوجيّة . فقد أمسى الهدف البعيد المدى للنظام مع هذا التحوّل أن يصبح قوّة فى المنقة بمساندة الولايات المتّحدة و قوى عظمى أخرى . وتحاول الإمبريالية الأمريكيّة أن توجد نظاما نسبيّا للفوضى فى الشرق الأوسط ن وهي تأمل أن تساعدها جمهوريّة إيران الإسلاميّة فى ذلك .

الضرورات و التناقضات التى دفعت بإيران إلى تطبيع علاقاتها مع الولايات المتّحدة :
كلّ هذه المفاوضات و هذا الإتفاق النووي و عامة الفصل الجديد فى العلاقات بين الجمهوريّة الإسلامية والقوى الإمبريالية ، خاصة الولايات المتحدة هي إجابة على التناقضات و الضرورات التى يواجهها قادة جمهورية إيران الإسلامية و خدم النظام . لكن ب‘تبار أنّها نابعة من الضرورات لا يعنى أنّها ستلقى النجاح بالضرورة . و إمكانيّة تداعيها إمكانية ملموسة بعدُ . و كان يمكن لكامل سيرورة بلوغ الإتفاق أن تصل إلى طريق مسدود تحت ضغط المعارضة فى الولايات المتحدة و إسرائيل و العربيّة السعودية . و مع هذه المقدّمة يمكن أن نتفحّص الضرورات التى قد دفعت كلا الجانبان و خاصّة إيران إلى تبنّى هذه السياسة .
أوّلا ، فى ظلّ جمهوريّة إيران الإسلامية ، قد تعطّل الإقتصاد الرأسمالي الإيراني مفرزا عددا هائلا من الشباب العاطل عن العمل و عددا كبيرا من العمّال الوقتيّين و إنقباض فى الطبقة الوسطى . و لم تفعل العقوبات الإقتصاديّة سوى مفاقمة هذا الوضع ما يمثّل أخر مشكل سياسي محلّى . و قد نجمت عن ظهور هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل و الشباب المتعلّم و دخول النساء المجال الإقتصادي و المجالات الإجتماعية و التعليمية ، نجمت عن ذلك طاقة كبرى ليس بوسع جمهورية إيران الإسلامية التحكّم فيها . لقد ردّ النظام الفعل تجاه هذه المخاطر و التناقضات بالقمع الدموي للشرائح الدنيا من المجتمع . و يمكن ملاحظة هذا فى النسب العالية من تنفيذ حكم الإعدام فى الشباب الفقير ، و إضطهاد المثقّفين و النساء و نشر الرعب فى صفوف الطبقات الوسطى . لكن ليس بوسع أيّة دولة أن تحكم و تبقى مجتمعا فى ظلّ حكمها بمجرّد غسل الدماغ الإيديولوجي و القمع .
و من ثمّة ، تحتاج إيران إلى معالجة هذا التناق و بما أنّ سير النظام الإقتصادي الإيراني مرتبط بالرأسمالية العالمية ، فإنّ الحلّ الوحيد للنظام هو ضخّ المزيد من الرأسمال العالمي فى الإقتصاد الإيراني . و بالفعل ، هدف العقوبات الإقتصادية للقوى الإمبريالية التى تهيمن على أفقتصاد العالمي و مؤسساته كان تركيع جمهورية إيران الإسلامية فى المجال السياسي .
ثانيا ، تغيّر تكوين الطبقة الرأسماليّة فى إيران نتيجة نموّ العلاقات الرأسماليّة حتّى مقارنة بقبل 20 سنة. لقد تطوّرت شرائح مختلفة و مراكز إقتصاديّة قويّة ذات تفرّعات متنوّعة فى الإنتاج والعلاقات العالمية . و مع إندماج أكثر فى الرأسمالي العالمية ، تشكّلت شرائح مختلفة من البرجوازية الإيرانية محورها المراكمة الرأسمالية ليس داخل إيران فحسب بل لها بعدٌ عالمي .
و فضلا عن مراكز السلطة مثل سباه بزدران ( الحرس الثوري ) ، عديد الوزارات و الفئات و أسس متنوّعة للنظام وغيرهم أضحوا أقوياء بفعل علاقاتهم العالمية و تعاونهم مع المستثمرين الإيرانيين فى شمال أمريكا و أوروبا . و كلّ هذا يمارس التأثير السياسي على مستويات و فوائدمختلفة عن نوع من الريع السياسي الذى يسمح لهم بأن يصبحوا أكبر . لكن الحصول على ريع ليس كافيا لهذا النوع من البرجوازية الإيرانيّة للتطوير و المنافسة فى السوق العالمية . إنّهم يبحثون عن أن يصبحوا مستثمرين " طبيعيين " و مرتبطين بالسوق العالميةقانونيّا و صراحة . و جزء هام جدّا لمصالحهم يرتهن بالإتفاق النووى و رفع العقوبات الماليّة و النفطيّة و البنكيّة .
راهنا ، تمثّل السياسات الإقتصاديّة الأجنبيّة و المحلّية للرئيس روحاني وتكنوقراطيي دولته المصالح المشاتركة لشتى فئات المستثمرين الكبار . و جزء من الرأسماليين لكبار( والتكنوقراطيين مرتهنين بهم ) لا يرغب فى النظام التكنوقراطي الحاكم لإيران لكن هذا لا يعنى أنّهم ضد قائد إيران ن على خاميني أو ضد الحرس الثوري و القوى الأمنيّة و العسكريّة الإيرانية الأخرى . إنّهم يخشون التغيّرات الديمغرافيّة الجدّية فى المجتمع الإيراني و هم واعون للحاجة إلى تكريس قراءة " معتدلة " لقوانين الشريعة لا سيما فى ما يتّصل بالمرأة و الشباب .
و نظرا لكون الظروف التى ينتجها الإقتصاد اللبيرالي الجديد المعولم تفاقم من القوى المتباعدة عن المركز التى تتسبّب فى الإنحلال افجتماعي ، يعتبرون الشريعة و الأسلمة ضروريين للإستقرار الإجتماعي اللازم للعمليّات المربحة لرأس المال و لخلق قوّة عمل مطيعة . و هم فى حاجة إلى " القائد " لتوحيد الحكومة / الدولة و مختلف أجنحة النظام . و قد أشار وزير الخارجية محمد جواد ظريف بإستمرار إلى القائد و مارس بعناية طقوس شهر رمضان خلال إقامة فريقه فى فينّا . و لم يكن هذا فقط لتخفيف غضب و تذمّر القوى " الأصوليّة " بشان المفاوضات مع " الشيطان الأكبر " و ما إعتبروه تخلّيا عن أحد الأعمدة الإيديولوجي لجمهورية إيران الإسلاميّة بل كذلك لأنّ ظريف و البقيّة عمليّا يعتقدون بعمق فى قيم النظام و نواميسه و إيديولوجيته .
ثالثا ، كان إنعدام الأمن فى الشرق الأوسط المضطرب ضرورة أخرى أقنعت مختلف أجنحة جمهوريّة إيران الإسلاميّ بأنّ لبناء منطقة آمنة " من الأساسي إرساء علاقات رسميّة و تعاون مع الإمبريالية الأمريكية . و قد عبّر روحاني عن هذا الأمر عندما تحدّث عن الإجتماع العام للأمم المتحدة عقب الإنتخابات الرئاسيّة فى إيران .
وفى ظروف اليوم ، و هيمنة الإمبريالية الأمريكيّة قد تراجعت و لا قوّة عظمى أخرى مستعدّة لتعويضها فى حماية النظام العالمي ، على جمهورية إيران الإسلامية أن تقبل بقيادة الولايات المتحدة فى توفير الأمن فى المنطقة . لا تشعر جمهورية إيران الإسلامية بأنّها مهدّدة من قبل داعش وحدها لأنّ بلدانا أخرى فى المنطقة على غرار تركيا و العربيّة السعودية و مصر تطيع الولايات المتحدة و ليس بوسع النظام الإيراني ان يواجههم بمفرده ، عليه أن يعوّل على الولايات المتّحدة . و لا ترغب جمهوريّة إيران الإسلامية فى بقاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط فقط بل تعتقد أيضا أنّ أمنها فى المنطقة يرتهن بقدرة الولايات المتحدة على فرض بعض النظام فى خضمّ الفوضى المتصاعدة .
و حلفاء النظام الإستراتيجيين فى المنطقة، مثل سوريا و حزب الله فى لبنان والقوى الشيعيّة فى العراق ، يتعرّضون للضغط و يواجهون مخاطرا جمّة . و الأعداد المتزايدة من القتلى ضمن قوات القدس ( وحدة قوات خاصة من الحرس الثوري مسؤولة عن العمليّات خارج التراب الإيراني ) ، و حزب الله و مساندون آخرون لجمهورية إيران الإسلامية ، و ظهور داعش و قوى سلفيّة أخرى يهدّد موقع إيران كذلك . فى هذا الوضع ، تحتاج جمهوريّة إيران الإسلامية أنتجد حلاّ حتّى و إن كان الحلّ يعنى الوحدة المفتوحة مع " الشيطان الأكبر " .
هل ستقدر جمهورية إيران الإسلامية على مواجهة حاجياتها الأمنية الداخلية و الخارجية بهذا الحلّ ؟
يواجه النظام الإيراني ثلاثة عراقيل عالمية هامة أمام تطبيع العلاقات مع الغرب.
أوّلا ، جزء هام من الطبقة الحاكمة فى الولايات المتّحدة و منها غالبيّة الجمهوريين ، يرفض الإعتراف الرسمي بجمهورية إيران الإسلامية و يواصل رؤيتها على أنّها قوّة هامة مناهضة للولايات المتحدة . و إسرائيل متحالفة وثيق التحالف مع الجمهوريين فى معارضة الإتّفاق و تعتبر وجود جمهوريّة إيران الإسلاميّة تهديدا يمزّق أمنها . و تشير إلى عشرات آلاف الصواريخ التى قدّمتها إيران إلى الجيش الثوري و حزب الله فى لبنان و حماس فى قطاع غزّة .
ثانيا ، تعتبر بعض بلدان الخليج مثل السعودية أنّ إيران عدوّا يهدّد أمنها . وهي تحاجج بأنّ الجيش الإيراني و النشاطات السياسيّة و الدعائيّة فى العراق و سوريا و البحرين و اليمن ضد مصالحها. و راهنا تسلّح الحملات العسكريّة للولايات المتّحدة إسرائيل و العربيّة السعودية لتعزيز دفاعهما إزاء أي تهديد إيراني . و قد وعد البيت ألبيض العربية الشعودية بانّه سيوطّد قدراتها و يضغط على إيران كي لا تخلق فوضى فى المنطقة ( أي دعم إيران لحزب الله و لسوريا بشّار الأسد و للحكومة العراقيّة و للحوثيّين فى اليمن ) .
ثالثا ، كانت إيران قريبة جدّا من روسيا ن من منظور الولايات المتّحدة . و فى الواقع ، إلى الفترة الأخيرة من رئاسة أحمدى نجاد ، كانت إيران تسمّى نفسها جزءا من " محور المقاومة " – الذى يشمل إيران و سوريا و حزب الله و حماس و فينيزويلا – المناهض لمصالح الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط و نواحى أخرى من العالم . لذا تعتبر الولايات المتحدة أنّه من المهمّ كسر الصلة بين إيران وروسيا .
و على الأرجح أنّ أوباما سينجح فى تجاوز ط اللوبي " الإسرائيلي و السعودي و جهود المشرّعين الأمريكيين الساعية لتخريب الإتفاق . ثمّ سيضغط على إيران لتصبح عضوا " مقبولا " و " مشرّفا " فى هيكلة الأمن فى الشرق الأوسط فى ظلّ هيمنة الولايات المتّحدة ، و بالتعاون مع العربيّة السعودية و تركيا و حتّى إسرائيل . و لا شكّ فى أنّ فى هذه السيرورة ستوجد نزاعات متصاعدة داخل الطبقة الحاكمة لجمهورية إيران الإسلامية . و ستشتدّ المنافسة مع القوى الإمبريالية الأخرى كالصين و روسيا و أوروبا مع بحثها عن تأثيرها الخاص فى الشرق الأوس و إيران . و على أي حال ، ستنتشر الحروب فى الشرق الأوسط – حروب تلعب فيها القوّات المسلّحة افيرانية دورا هاما .
و لا ظلّ للشكّ فى أنّ الإفراج عن العملة الصعبة الإيرانية المجمّدة فى الخارج و رفع العقوبات الإقتصاديّة سيجلب بعض النموّ فى التجارة الأجنبيّة ( التوريد و التصدير ) و مشاريع البنية التحتيّة ، و تعزيز سوق التبادل التجاري و إعادة حتّى تركيز مصانع السيّارات الأجنبيّة و شركات تكرير النفط ، لكن عامة لن يُنتج إقتصاد إيران مواطن شغل كثيفة . على جمهورية إيران افسلامية أن تصرف جزءا كبيرا من عائدات نفطها على توسيع قوّتها العسكريّة لأنّ النطقة ستغدو أكثر عسكرة . و بما أنّ إنعدام الأمن سيستمرّ فى المنطقة ، فإنّ رأس المال الأجنبي سيجلب إلى إيران لكن الإستثمارات تنزع إلى أن تكون مؤقّتة و متركّزة فى المجالات الماليّة و قطاعات مربحة على المدى القصير . و سيوفّر التطوّر الإقتصادي المستقبلي على الأرجح بعض مواطن الشغل للغالبيّة العظمى من الشباب العاطل عن العمل مبقيا على الوجود الهامشي و الأحياء القصديرية دون مساس . و القوّة الكامنة الأكبر للتطوّرات الإقتصاديّة هي ملايين الشباب و الكهول العاملين فى المجتمع . و بالعقوبات أو دونها ، سير النظام الإقتصادي فى ظلّ جمهوريّة إيران الإسلاميّة قد أضاع هذه الإمكانيّات . و رفع العقوبات لن يُغيّر من منطق النظام الإقتصادي : بالأحرى سيكون سيره أشدّ عنفا .
والمحافظة على التناغم والوحدة الداخليّة من أكثر التحدّيات الجدّية التى تواجه الطبقة الحاكمة الإيرانيّة . و التناقضات و النزاعات الكبرى فى صفوف الحكومة تنبع من هذا المر – كيف تحافظ على وحدة نخبتها و على شرعيّة النظام و الإستقرار الداخلي أهمّ من الإتفاق فى حدّ ذاته. حتّى و إن حاول النظام إقناع مسانديه داخليّا بأنّه لا يقيم علاقات رسميّة مع الولايات المتحدة من موقع ضعف و بأنّ الإتفاق يلبّى مصالح النظام فى مواجهة داعش و العربيّة السعودية ، فإنّ التناقضات المتنوّعة الداخلية و الخارجية يمكن أن تجعل فوائد الإتفاق تعمّر لفة وجيزة . يمكن أن تجد جمهورية إيران الإسلامية نفسها غارقة فى الرمال المتحرّكة لحروب الشرق الأوسط و مواجهة أزمة شرعيّة و يأس و إحباط فى صفوف مسانديها و حزب الله ، ونزاعات متنامية فى صفوف الطبقة الحاكمة ذاتها .
الضرورات التى دفعت بالولايات المتحدة إلى إقامة علاقات مع جمهورية إيران الإسلامية :
مشروع " تغيير النظام " فى إيران الذى سطّر له الرئيس جورج بوش وضعه أوباما جانبا لمّا بات رئيسا لكن الهجوم العسكري ظلّ " على جدول الأعمال " كخيار من الخيارات . و قد إرتبط هذا التغيّر فى سياسة الولايات المتحدة حيال إيران بالوضع الإمبريالي العالمي . ففى 2013 حذّر زبغنييف بريجنسكى ، قائد من الحزب الديمقراطي و منظّر للسياسة الخارجيّة طوال العقود الماضية ، حذّر من أنّ الولايات المتحدة لن تقدر على أن تستمرّ فى لعب دور شرطي العالم و أنّ لا قوّة أخرى يمكن أن تحلّ محلّها . لقد حلّل أنّ خسارة الولايات المتحدة للقوّة ستؤثّر سلبا على القوى العالميّة و على الأرجح أن نتاج ذلك لن يكون حدثا كصعود الصين بل فترة مديدة من الفوضى و سباق لصياغة تحالفات بين القوى العالمية و القوى فى المناطق . " و من المرجّح أكثر أنّ مرحلة ويلة من بالأحرى إعادة إستقطاب غير منتج و نوعا ما فوضوي لكل من القوى العالمية و فى المناطق ، مع عدم وجود منتصرين كبار و وجود العديد من الخاسيرن أكثلار " . ( زبغنييف برجينسكي ، " رؤية إستراتيجية : أمريكا و أزمة السلطة العالميّة " ، الكتب الأساسيّة ، 2013 ) .
و قد أشار برجنسكي إلى عدّة عوامل تكمن وراء تداعى سلة الولايات المتحدة العالمية : مشالك إقتصادية و مشاكل سياسيّة و سياسة خارجيّة خاطئة فى الإنطلاق فى حروب غير ضروريّة و مكلفة فى العراق . و أضاف أنّ الأزمة صارت بارزة أكثر مع " بروز ظاهرة قابلة للإنفجار : الإستفاقة السياسيّة العالمية للشعوب التى كانت إلى المدّة الأخيرة سلبيّة و مقموعة . وفى هذا السياق ، إقترح هو و زملاء له آخرون على أوباما أو توقف الدولة محاولة إحداث " تغيير النظام " فى إيران و بدلا من ذلك أن تفتح الأبواب الإيرانيّة بواسطة الدبلوماسيّة . و الوضع الذى شرحه برجنسكي حينها غدا أكثر جدّية . و قد وصف سيناتور ديمقراطي وضع الولايات المتّحدة فى العراق بهذه الكلمات : " إذا لم يقدر مائة ألف جندي أمريكي لفترة سنوات عشر على تدريب جيش لا يلوذ بالفرار أمام داعش ، ما الذى ننتظره من بضعة آلاف ؟ ليست لدينا أيّة قوّة فعّالة فضلا عن الحلفاء الأكراد " . ( نقاش بروكينغس ، " المسألة موضوع النقاش : هل يجب على الولايات المتحدة أن ترسل بجيشها الأرضي لمحاربة داعش ؟ " ، 24 جوان 2015 ) .
و وفق خبير فى السياسة الخارجيّة الأمريكية كتب عن الإتفاق النووي مع إيران ، " حتّى هنا ، المسائل الحقيقيّة ليست المسائل المتّصلة بالإنتشار فى المنطقة التى سادت نقاش هذا الموضوع إلى اليوم لكن المسال المتصّلة بالحروب الأهليّة و الحروب بالوكالة الدائرة الآن فى الشرق الأوسط و الدور المرجّح للولايات المتحدة فى المنطقة بعد الإتفاق النووي مع إيران . هذه المسائلهي التى ستحدّد على الأرجح ما إذا كان الإتفاق النووي مع إيران سيؤدّى إلى إستقرار أكبر أم إلى عدم إستقرار أكبر فى الشرق الأوسط و هكذا إذا كان فى النهاية سيفيد أم يقوّض الأمن القومي الأمريكي " ( كانه . م . بولاك ، " إنعكاسات الإتفاق النووي مع إيران على المنطقة " ، معهد بروكنغس، 9 جويلية 2015).
الضرورات التى دفعت قوى عالمية أخرى إلى هذا الإتفاق :
أثناء حوار صحفي مع توماس فريدمان ، عبّر أوباما عن أن " الدور افيجابي " الذى نهضت به روسيا فى المحادثات النووية قد أذهله . ( النيويورك تايمز ، 5 أفريل 2015 ). لكن فى الواقع ، ليس مفاجأ أنّ روسيا و قوى عالميّة أخرى أيضا عليها التعاطى مع الفوضى المتنامية فى الشرق الأوسط و الحاجة إلى إرساء نظام نسبيّ. إنّ القفزة فى الفوضى العالميّة قد أخذت روسيا على حين غرّة و فى هذا الإطار ، صار ضعفها كقوّة إمبريالية كبرى أوضح . و بوجه خاص ، تداعى مخطّطها الإستراتيجي لإقامة تحالفات مع القوى الأوروبيّة خلال الحرب فى أوكرانيا . عند تحليله لوضع روسيا ، كتب مؤلّف " روسيا و النظام العالمي المتغيّر " : " لقد رأينا إنهيار ليس فقط الولايات المتحدة بالمعنى النسبي بل سأحاجج بأنّنا رأينا إنهيارالكافة القوى العظمى عدا الصين جزئيّا . و قد تقلّصت قدرة القوى العظمى على القيادة فحتّى أضعف الدول لديها حرّية غير مسبوقة على المناورة ... يتحدّث الناس عن نهاية القيادة أو إنهيار قيادة الولايات المتحدة لكن بمعنى ما المشكل أوسع من ذلك . إنّنا نشاهد نهاية التبعيّة ؛ لا أحد يرغب فى الطاعة ، لا أحد يرغب فى أن يكون تابعا ، كلّ فرد يريد القيام بشؤونه الخاصة ... الآن ننزع نحو التفكير طبيعيّا بأنّ هذا يعنى نهاية الفكر العالمي الليبرالي الغربي. و لهذا تبعات قويّة على روسيا ". ( بونو لو ، " روسيا و النظام المتغيّر " ، شاثام هاوس ، 8 جويلية 2015 ).
هذا هو وضع القوى العالمية . و بالرغم من المنافسة الجدّية بين هؤلاء المستغِلين للسبع مليارات من البشر عبر العالم و فى ظروف لا تستطيع فيها قوّة أن تعوّض الولايات المتحدة كشرطي العالم ، كلّ القوى قد قدّمت هذه المكانة مجدّدا إلى الولايات المتّحدة . و يدلّل بحث القوى العظمى العالمية الآن عن حليف فى جمهورية إيران الإسلامية لإيجاد هيكلة أمن جديدة فى الشرق الأوسط على مدى عمق الأزمة التى يوجدفيها النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي .
إنّ القوى العالمية تظر إلى الإتّفاق النووي كخوة نحو إرساء نظام جديد فى المنطقة الأكثر تفجّرا فى العالم . لكن ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه ، تجرى المياه بما لا يشتهى السفن . خريطة جورج بوش ل " الشرق الأوسط الكبير " المرسومة أثناء الورطة الدمويّة الناجمة عن حروب الولايات المتحدة و الآن من هذا المستنقع ظهرت أنواع داعش و الحروب بالوكالة . و ستوسّع " عقيدة أوباما " هذا المستنقع - سيكون الوضع نفسه حتّى و إن وُجد لاعبون جدد. هذه هي الصورة الكبرى المؤطّرة للأهداف الأساسيّة للإتّفاق النووي .
يتعرّض النظام الأوتوقراطي الإيراني للهجوم من كلّ صوب و نحب . و القى التى ستساعد هذا النظام هي ذاتها واقعة فى أزمة و تشهد صفوفها فوضى . و هذه الأزمة الشاملة للأعداء فرصة للمضطهَدين ليقوموا بالثورة . الإاحة بجمهورية إيران الإسلامية و تعويضها بصنف دولة و مجتمع مختلفين نوعيّا ليس أمرا ضروريّا فحسب بل أيضا ممكنا . علينا أن نطلق حركة من أجل الثورة فى صفوف العمّال و العاطلين عن العمل فى البلاد و منهم الأفغانيين و الأكراد و الأتراك و الفرس و البالوش و العرب و التركمان . ينبغى أن نقاتل متّحدين تحت راية الأممية البروليتارية لتحرير ليس فقط الشعب فى إيران و إنّما كذلك البروليتاريا و الشعوب فى الشرق الأوسط و الإنسانيّة جمعاء من براثن الإستغلال و الإضطهاد الرأسماليين .
===========================================================================================

الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران :
حركة كبرى لقوى رجعيّة ... لا شيء جيّد بالنسبة للإنسانيّة
لاري أفراست
جريدة " الثورة " عدد 396 ، 20 جويلية 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/396/u-s-iran-nuclear-deal-en.html
يدّعى أوباما أنّ الإتفاق النووي مع إيران إتّفاق يخصّ السلام . وهو ليس كذلك . من الجانبين ، الإتفاق دفعت إليه الحاجيات و الفرص المرتآت لقوّة عظمى غضطهاديّة عالميّة ( الولايات المتّحدة ) و لقوّة إضطهادية إقليميّة ( إيران ). و ترى الولايات المتّحدة إدماج إيران كقوّة إستقرار فى منطقة حيث تواجه إمبراطوريّة الولايات المتّحدة تهديدات أكيدة ( مثل داعش ) فى وقت تواجه فيه أيضا تحدّيات متصاعدة من منافسين حول العالم هما روسيا و الصين . و بالنسبة لحكّام جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، يتعلّق الأمر بكسب إعتراف الولايات المتّحدة و جعل النظام الإيراني مستقرّا إزاء سخط داخلي و توسيع دورها كمضطهِد فى المنطقة . لا وجود لشيء فى الإتفاق من الجانبين أو فى حجج المعارضين للإتفاق دعاة الحرب فى الولايات المتحدة أو فى إيران ، يخدم مصلحة الغالبيّة العظمى من الإنسانيّة .
يوم 14 جويلية ، أنهت الولايات المتّحدة و قوى عالميّة أخرى إتفاقا نوويّا شاملا مع جمهوريّة إيران الإسلاميّة .
و هذا حدث جلل . إستغرق التوصّل إلى صياغة الإتفاق أشهر عدّة فى خضمّ مفاوضات عسيرة و حادة . و محور الإتفاق هو برنامج إيران النووي إلاّ أنّه يمثّل أضا حركة إستراتيجية كبرى – و مخاطرة كبرى – من قبل الولايات المتحدة و إيران لمعالجة التحدّيات المتصاعدة التى يواجهها كلّ منهما على عديد الأصعدة فى منطقة و عالم متغيّرين بسرعة . ( و القوّة العالميّة الأخرى التى كانت جزءا من المفاوضات – الصين و روسيا و ألمانيا و فرنسا و بريطانيا – لكلّ منها دوافعه الخاصة فى مساندة الإتفاق ). و كيفيّة تطبيق هذا الإتفاق بعيدة عن أن تكون يقينيّة ، بما فى ذلك كيف سيكون ردّ فعل قوى دوليّة و قوى سياسيّة أخرى عليه لكن يبدو أنّ تبعاته ستكون بعيدة المدى و من الممكن أن تكون غير متوقّعة فى منطقة الشرق الأوسط وعالميّا .
جوهر الإتفاق هو التالي :
= ستقوم إيران حسب ما يقال بتحديدات و تغييرات كبرى فى برنامجها النووي . و تشمل هذه التغييرات تعهّد تخصيب الأورانيوم أعلى من 3,97 بالمائة نقاوة ، وتقليص مخزونها الحالى من الأورانيوم القليل التخصيب 98 بالمائة و تقليص مراكز تخصيب الأورانيون بثلثين و إعادة هيكلة المحرّكات المفاتيح . و تخضع إيران أيضا إلى مراقبة و توصيات و تفتيش مستمرّ لمواقعها النوويّة و من المحتمل لمواقع أخرى عسكريّة و بحثيّة لسنوات قادمة ( عمليّات التفتيش لا يمكن أن تقبل بها أيّة وجوه سياسيّة أمريكيّة أبدا إنّ طبّقت على البرنامج النووي للولايات المتّحدة الأمريكيّة ! ) .
= و بالمقابل إتفقت الولايات المتّحدة و ألمانيا و بريطانيا وفرنسا و روسيا و الصين على رفع العقوباتالإقتصاديّة و الماليّة المتّصلة بالطاقة النوويّة و المفروضة منقبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي ضد إيران إذا طبّقت بنود الإتفاق . ( قال أوباما إنّه يمكن " إعادة فرض العقوبات " متى قرّرت الولايات المتحدة و حلفاؤها أنّ إيران خرقت الإتفاق ). و لأوّل مرّة ، قبلت الولايات المتّحدة والقوى العالميّة الأخرى ، شكليّا ، حقّ إيران فى برنامج غير عسكري لتخصيب الورنيوم للحصول على الطاقة و إنتاج الأدوية إلخ ). و يوفّر الإتفاق لجمهوريّة إيران الإسلامية مستوى من الإعتراف من قبل الولايات المتّحدة بشرعيّتها وهو أمر رفضا الولايات المتّحدة القيام ه لعقود ،ويفتح المجال لإمكانيّة مزيد الإتفاقيّات مع الإمبريالية الأمريكيّة و لاعبين عالميين آخرين فى المستقبل .
تفكيك هراء أوباما التضليلي :
عندما أعلن عن الإتّفاق ، زعم الرئيس أوباما أنّه سيمنع إيران من " الحصول على السلاح النووي " و أنّه " قد أوقف إنتشار الأسلحة النوويّة فى المنطقة " و أنّه قد خفّف بشكل كبير " فرصة إندلاع المزيد من الحرب فى الشرق الأوسط ". و قال إنّ هذا كان ممكنا " لأنّ أمريكا كانت تفاوض من موقع قوّة و موقع مبدئي و " إنّ ذلك يبيّن أنّ " الدبلوماسيّة الأمريكيّة بوسعها أن تحدث تغييرا حقيقيّا و ذا مغزى- تغييرا يجعل بلادنا والعالم أكثر أمنا و سلاما " .
أوّلا ، لنفكّك هرا أوباما التضليلي إعتمادا على بعض الحقائق الأساسيّة ثمّ نتعمّق أكثر :
= لا يتعلّق الإتفاق بإنهاء خطر الأسلحة النوويّة أو النزاع النووي و لن يفعل ذلك . فإيران لا تملك أسلحة نوويّة . لكن الإمبرياليين الأمريكان يملكون – الآلاف من الأسلحة النوويّة – و بحوزة حليفها القريب ، إسرائيل ، المئات . هل تخّلت الإمبرياليّة الأمريكيّة و إسرائيل عن رأس نوويّة واحدة ؟ لا . هل يخضع كلاهما لعمليّات تفتيش و مراقبة و توصيات ؟ لا . فى الواقع ، على خلاف إيران ، رفضت إسرائيل أن تُمضي معاهدة الحدّ من الإنتشار النووي أو الخضوع لأيّ تفايش او مراقبة دوليين , كلّ من الولايات المتحدة و إسرائيل قد صرّحا مرارا و تكرارا بأنّ لهما الحق فى إستخدام القوّة العسكريّة فى أي مكان يرونه مناسبا . و فى الواقع ، إثر إعلان الإتفاق ، وضّح أوباما نقطة هي تهديد إيران بإستعمال القوّة العسكريّة فى حال قرّرت الولايات المتّحدة أنّها تخرق الإتفاق .
= هذا الإتفاق يمكن أن يكون خفّف من إمكانيّة المواجة العسكريّة بين الولايات لمتحدة و إيران ، على الأقلّ الآن بيد أنّ الولايات المتحدة لا تزال تخوض الحرب و تدعمها – فى سوريا و العراق و اليمن و أفغانستان و فلسطين و الصومال – و أشكال أخرى من العنف المسؤول عن الموت و العذاب على نطاق واسع فى الشرق الأوسط و آسيا الوسطى . و تخطّط الولايات المتّحدة للرفع فى دعمها العسكري لإسرائيل و العربيّة السعوديّة – و كلاهما نظامان رجعيّأن و دعاة حرب – غداة الإتفاق النووي .
= و الأهمّ هو أنّ الإتفاق لا يبيّن أنّ " الدبلوماسيّة الأمريكيّة يمكن أنتحدث تغييرا حقيقيّا و ذا مغزى " أو أن تجعل جماهير الشعب أكثر " أمنا و سلاما " . لا وجود لشيء جيّد بالنسبة للإنسانيّة فى أي سطر من أسطر هذا الإتفاق . إنّه إتّفاق بين الإمبريالية الرجعيّة و القوى العالميّة من جهة و قوّة رجعيّة إقليميّة من الجهة الأخرى . و هما تحاولان الحفاظ على النظام الإقتصادي – السياسي الراهن الذى يواجه كافة أنواع التحدّيات ، نظام يتسبّب فى البؤس و العنف و الحروب الكارثيّة التى يغرق فيها الآن الملايين من شمال أفريقيا عبر الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى : الرأسمالية العالمية و كذلك الأصوليّة الإسلاميّة الرجعيّة كما تتجسّد فى الأوتوقراطية الإسلاميّة الإيرانيّة .
= و يتفاخر أوباما بأنّ هذا الإتفاق حصل لأنّ الولايات المتحدة تفاوض " من موقع قوّة و موقع مبدأ " . " القوّة "التى يحيل عليها أوباما هي هيمنة الولايات المتّحدة الإمبريالية العالمية الإقتصادية و العسكريّة ، التى سمحت لها و لقوى كبرى رجعيّة بخنق إقتصاد إيران بعقوبات و بتهديدها بصفة متكرّرة بالهجوم عليها . و " المبدأ " المعني هنا ليس أكثر من " القوّة تولّد الحقّ " . العقوبات الإقتصاديّة التى سلّطتها الولايات المتّحدة و الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي على إيران لم تكن أبدا ببساطة تهدف إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني بل كانت تهدف لتعذيب و إغضاب الشعب الإيراني قصد إضعاف النظام الإيراني و إيجاد إطار للمفاوضات . و الكتل فى صفوف الطبقة الحاكمة الإيرانيّة كانت هي الأخرى تتبع أكثر مصالحها الخاصة .
و قد عرقلت هذه العقوبات الإقتصاد الإيراني منتجة بطالة متفشّية و قاطعة واردات حيويّة منها الغذاء و الأدوية . و جرّاء ذلك لحق الضرر الشديد بملايين الإيرانيين و قد لاقى المئات و الآلاف حتفهم و لم يعلن عليهم . يمثّل إستهداف المدنيّين عقابا جماعيّا وهو جريمة ضد الإنسانيّة . هكذا تبدو" الدبلوماسيّة " الإمبريالية .
= و كانت الولايات المتحدة تفاوض أيضا لأنّها تواجه تحدّيات عميقة جديدة – نقاط ضعف – منها منافسين عالميين أكثر هجوميّة و إنقسامات عميقة صلب نظام الولايات المتحدة و شرق أوسط يشهد غليانا و إخفاق فى جهود تواصلت لعقود لعزل جمهوريّة إيران الإسلاميّة و الإطاحة بها . وقد أفرز ما تسمّيه الولايات المتحدة " الحرب على الإرهاب " ( فى الحقيقة حرب من أجل الإمبراطوريّة ) وغايته إعادة تشكيل كامل المنطقة بالعنف ، كلّ انواع المشاكل الجديدة بالنسبة للإمبريالية الأمريكية . و بالرغم من كونها قوّة أصغر بكثير و قوّة إقليميّة أضعف أتت جمهوريّة إيران الإسلاميّة إلى طاولة المفاوضات بجملة من " أوراقها " الخاصة ( إنسجامها النسبي داخليّا ، نقاط قوّة فى المنطقة و علاقات دولية ) ، و كذلك تحدّيات جدّية منها إقتصاد عرقلته العقوبات و حملات مغلّفة و تهديدات عسكريّية من الويلاات المتّحدة و إسرائيل و العربيّة السعوديّة و سخط داخلي عميق حيال حكمها التيوقراطي الإضهادي .
ما الذى يحاول الجانبان القيام به هنا ؟
ذودلالة هو هذا الإتفاق النووي فى حدّ ذاته بالنسبة للولايات المتحدة . فلا أحد يحاجج بأنّ إيران تملك أيّة أسلحة نوويّة . و تدّعى الولايات المتحدة و حلفاؤها أنّ إيران كانت تبحث عن أن تصنع أسلة نوويّة إلاّ أنّه لم يقع التدليل على ذلك أبدا . الأكيد هو أنّ تحدّى إيران لمطالب الولايات المتحدة بأن توقف برنامج تخصيبها للأورانيوم و إمكانية أن تتمكّن إيران من تطوير القدرة على البناء العملي لسلاح نووي ، كانا يهدّدان بعمق نظام الولايات المتحدة المهيمن على المنطقة حتّى عسكريّا . لذا هذا الإتفاق يحد هذا الإتّفاق بشكل كبير من قدرة إيران على مزيد تطوير برنامجها النووي فما بالك بصناعة قنبلة ( إن كانت أصلا تنوى صناعتها )، بموجب تخفيضات شديدة فى برنامج إيران لعلى الأقلّ سنوات عشر و عمليّا تفتيش أخرى قد تصل إلى أكثر من 25 سنة وهي من العمليّات ألكثر تدخّلا التى شوهدت أبدا .
لكن الأهمّ من ذلك هو أنّ فريق أوباما يرى أنّ هذا الإتفاق النووي بداية عهد جلب إيران إلى " مجمع الأمم " كما عبّر هو نفسه عن ذلك ، و بكلمات أخرى ، إدماجها أكثر فى النظام العالمي و افقليمي اللذين تهيمن عليهما الولايات المتحدة . و إن تمّ لها ذلك ، و ثّمة شكّ فى ذلك ، ستتحوّل إيران من واحد من أكبر مشاكل الولايات المتحدة لفترة زمنيّة طويلة إلى بلد هام عالميّا ، يساعد أجندا الولايات المتحدة عوض أن يلحق بها الضرر.
و بعد عقود من الشيطنة و العزل الدبلوماسي و السياسي ، يتمّ فعلا الإعتراف بإيران كدولة شرعيّة يقع التفاوض معها ، و يتمّ الإعتراف بحقّها الأساسي فى تخصيب الأورانيوم و برفع العقوبات ستسترجع إيران حوالي 100 مليار دولار من أموالها الخاصة المجمّدة ويُفتح أمامها واسعا الإقتصاد العالمي و لأسواق الماليّة . لهذا ، يصرّح حكّام إيران بأ،ّ الإتفاق إنتصار و قبول بموقفهم .
لكن الإتفاق يعدّ بالنسبة للولايات المتحدة و حلفائها أيضا رافعة هامة فى محاولتها جلب إيران إلى دائرتها . اوّلا ، يسمح لها بإرساء جهاز حصول على معلومات إستخباراتيّة حول البنية التحتيّة الإيرانيّة و القدرات العسكريّة و هو أمر فى حدّ ذاته يشبه السيف المسلّط على رقبة إيران ( لأنّه يمكن أن يمكّن الولايات المتّحدة من ميزات عسكريّة هامة فى حال نشوب حرب ). و قد تقوّض التوصيات و التفتيش المذلّ أوراق إعتماد شرعيّة النظام كحصن من المقاومة للإمبريالية الأمريكية .
لقد ورد فى جريدة " السياسة الخارجية " أنّ " نظرة أوباما كانت أنّ الإتفاق سيضعف قوّة طهران ليس بإستبعاد خيارها النووي و حسب بل كذلك بتقويض أوراق إعتمادها كقاعدة للكتلة المناهضة للغرب . بتخفيف العداوة مع طهران ، تستطيع الولايات المتّحدة كذلك أن تغيّر وضعها العسكري فى الخليج الفارسي ، الذى كان جزئيّا مدفوعا بالتهديد الإيراني منذ 1979 " ( 15 جويلية 2015 ).
من أهمّ أهداف أوباما دفع إيران نحو دائرة الولايات المتّحدة و منع المنافسين كالصين و روسيا من القيام بغارات أخرى ( كانت الصين أبرز المثتثمرين فى مجال الطاقة الإيرانيّة ) ، و إدماج إيران كقّة إستقرار فى المنطقة ، فى زمن تعدّ فيه الولايات المتّحدة من أهمّ مشاكلها فى المنطقة التفكّك . و التعويل على قوى فى المنطقة عوض نشر القوّات الأرضيّة الأمريكيّة ،و إلحاق الهزيمة بالتهديدات الأكثر إلحاحا ( على غرار داعش ) ؛ و الأهمّ من كلّ هذا و ذاك القدرة على تمكين الولايات المتحدة من مرونة أكبر لمواجهة تحدّيات عالمية أكبر حتّى . ( مثلا ، قدّم الجنرال جوزين ف. دونفورد الإبن ، مرشّح أوباما لأن يكون الرئيس القادم للقيادات المشتركة لهيئة الأركان ، شهادة فى الكنغرس فى المدّة الخيرة بأنّ " السلوك الهجومي لروسيا و ذخيرتها النوويّة يجعلان منها التهديد الأكبر للأمن القومي الذى تواجهه الولايات المتّحدة " – " نيويورك تايمز" ، 9 جويلية 2015 ).
" هذا المكسب ليس نهائيّا . إنّه قابل للذوبان بما أنّ القوى المناهضة له قوى ضخمة " :
من السهل قول كلّ هذا و لكن منالصعب فعله و كيف ستسير أموراللإتفاق أمر بعيد عن أن يكون يقينيّا . لقد كتبت مجموعة السياسة الإمبرياليّة ، مجموعة الأزمة العالميّة ، بأنّ " مكسب الإتفاق النووي " ليس نهائيّا . إنّه قابل للذوبان بما أنّ القوى المعارضة له قوى ضخمة " ( 14 جويلية 2015 ).
بداية ، يحاجج معارضو الإتفاق – فى الولايات التحدة و إسرائيل و العربيّة السعوديّة – بأنّ الشرعيّة و الموارد اللذين ستحصل عليهما الجمهوريّة الإسلاميّة بفضل الإتفاق قد يجعلانها تمثّل تحدّيا أكبر للنظام التقليدي فى المنطقة . و بذلك ، يقرّ هؤلاء المعارضين بالواقع غير المتحدّث عنه ألا وهو أنّ مجرّد تحديد برنامج إيران النووي لم يكن قطعا المسألة المحوريّة – هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة و إستقرار حلفاء لها مفاتيح مثل إسرائيل و العربيّة السعوديّة و إيران تشكّل لهما تحدّيا جدّيا هما المسألة المحوريّة . و التحذير بأنّ أيّة محاولات لإصلاح النظام فى المنطقة أو تشجيع إيران فى وقت إضطراب هائل قد يكون كارثيّا .
و يردّ أوباما بأنّه ببساطة يحاول الحفاظ على الوضع السائد فى المنطقة من الدعم غير المحدود للولايات المتحدة للأعمدة التقليديّة لهيمنتها – إسرائيل و العربيّة السعوديّة و مصر – و سلوك عدواني لا نهاية له تجاه إيران ( مع إمكانيّة حرب تخيّم فى الأفق ) من غير الممكن تواصله ، نظرا لإخفاق التدخّلات الكبرى للويلاات المتّحدة لفرض الإستقرار فى العراق أو أفغانستان ، و التمرّدات الجارية فى المنطقة ، و القوّة النامية لداعش و جهاديين سنّيين آخرين ، و الأهمّ حاجة الولايات المتحدة للتعاطى مع المنافسين العالميين ،و بوجه الخصوص روسيا و الصين . و فى نفس الوقت ، قد بيّنت إيران أنّها مستقرّة نسبيّا و تملك نظاما منسجما ( و قد تحدّث أوباما بقلب مفتوح عن إنشغاله بالإستقرار الويل المدى لبلدان مثل العربيّة السعوديّة و مصر ) و معها تتقاسم الولايات المتحدة مصالحا مشتركة فى المنطقة منها سحق داعش و الجهاديّين السنّيين و فرض الإستقرار فى العراق و معالجة الحرب الأهليّة فى سوريا .
و فى نفس الوقت ، الوضع برمّته الذى لادّى إلى هذا الإتفاق غير مستقرّ جدّا و هناك و ستوجد نزعات و ضغو شديدة قد تفجّر الإتفاق . لجمهوريّة إيران الإسلاميّة حاجياتها و موحاتها الخاصة و رفع العقوبات قد يوفّر لها مجالا أوسع لجعل حكمها مستقرّا و للمناورة على النطاق العالمي نو ممارسة التأثير فى المنطقة . ( بعدُ تتحدث روسيا عن القدرة على إستئناف الإتفاقيّات مع إيران بشأن التقنية النوويّة والتجهيز العسكري ).
هناك أخطار فى الإتفاق بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية أيضا . فالجمهوريّة الإسلامية التيوقراية وصلت إلى السلطة مدّعية أنّها معادية للولايات المتّحدة و مناهضة للإمبريالية و أنّ الإسلام يوفّر " طريقا ثالثا " لا هو بارأسمالي و لا بالشيوعي . و كانت هذه الإدّعاءات خطابا ديماغوجيّا . لقد بيّنت الثورة الإسلاميّة فى إيران عدم قدرتها على إنجاز قطيعة مع النظام الرأسمالي العالمي – بما فى ذلك تبعيّة إيران لإنتاج النفط و مبيعاته . إنّ برنامج ورؤية ثورتهم الإسلاميّة لم يتجاوزا قط إيران شبه الإقطاعيّة التى تهيمن عليها الإمبرياليّة ،و إعادة التفاوض مع الولايات المتّحدة و قوى أخرى ، و فرض شكل ديني من الحكم و القوانين الإجتماعيّة . وهذا ضمن أشياء أخرى ، قد أملى إعادة هيكلة العلاقات السياسيّة / الثقافيّة مع الغرب ، و كذلك سياسات فى المنطقة تعارض مع أهداف الولايات المتحدة . و الآن و جمهوريّة إيران الإسلاميّة تنوى الإتفاق و التعاون مع الإمبرياليين الأمريكان الذين سبق و أن نعتتهم ب " الشيطان الأكبر " أمر فاضح و على مستوى جديد تماما ، هناك إنقسامات جدّية صلب الطبقةالحاكمة الإيرانيّة حول إنعكاسات الإتفاق النووي على الوضع الإيراني وعلى الحكم الإسلامي . فالبعض يخشى أنّه سيقوّض قوانين النظام و شرعيّته المنسجمين . و يشعر آخرون بمن فيهم الرئيس روحاني بأنّ الطريق الوحيد الذى يخوّل للجمهوريّة الإسلاميّة البقاء على قيد الحياة هو طريق كسر عزلتها الديلوماسيّة و الإقتصاديّة و مها تلك المتّصلة بالولايات المتحدة .
وبينما تحاول إدارة أوباما أن تبقى حلفاءها على نفس الخطّ و تحافظ على الضغوطات على إيران بالرفع من الدعم العسكري لإسرائيل و العربيّة السعوديّة و التهديد بعقاب إيران لدعمها " الإرهاب " فى المنطقة ( أي دعم قوى مثل حزب الله فى لبنان الذى هو فى نزاع مع الولايات المتحدة و إسرائيل ). و بينما هناك تقارير تفيد أنّ الإسرائيليين و مسانديهم فى الولايات المتحدة سيشنّون حملة كاملة ضد الإتّفاق فى الولايات المتّحدة ، و تقارير تفيد بأنّ السعوديين يردّون الفعل بالتصعيد من حملتهم فى المنطقة ، عادة مخاضة عبر وساطات ( تشمل بعض القوى الجهاديّة السنّية التى يمكن فى النهاية أن تهاجم السعوديين أنفسهم ) ، ضد إيران . و هذا مثال آخر عن كيف أنّ كافة " الأجوبة " التى تقدّمها القوى افضطهاديّة فى مواجهة الصعوبات تخلّف بدورها بؤسا و فظائعا جديدين للشعوب ، و تطلق العنان لتناقضات جديدة فى صفوفهم أيضا .
داخل الولايات المتحدة ، أدان الجمهوريّون الإتفاق بخطابات ذات نبرة فى منتهى العدائيّة و وعدوا بجلسات إستماع فى الكنغرس و من الممكن أن يسعوا إلى التصويت ضد الإتّفاق . و تعكس النبرة اللاذعة لهذه الإعتراضات من قبل قوى الطبقة الحاكمة ، خلافات حول السياسة الخارجيّة و كذلك تتداخل مع نزاعات أساسيّة و لمدّة طويلة فى صفوف الحكّام حول مجموعة كاملة من المسائل . ( من أجل تحليل دقيق للنزاعات صلب الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة فى هذه الفترة و كيفّية التصرّف على الركح من أجل القيام بثورة تحريريّة حقيقيّة ، أنظروا بوب أفاكيان ، " الحرب الأهليّة القادمة و إعادة الإستقطاب من أجل الثورة فى العصر الحالي " ).
و الصراعات الجارية بين الولايات المتحدة و إيران ، بين الولايات المتّحدة و القوى العالميّة الأخرى المعنيّة بالمفاوضات و تواصل الإضطراب فى المنطقة ، و أعمال معارضي الإتفاق النووي ، مجتمعة تجعل الأمر فى غاية الخورة على الجانبين – و ينعكس هذا فى الصراع الشديد الحقيقي فى صفوف كلّ طبقة حاكمة . و هذا الصراع الشديد يزيد بدوره من إمكانيّة عدم الإستقرار و عامة يشير إلى واقع أنّ هذا الإتّفاق لن يؤشّر لإستقرار لمدّة طويلة فى الشرق الأوسط و فى العالم .
و يؤكّد كلّ هذا واقع أنّ الذين يترأسون هذا العالم من الفظائع – فى الولايات المتحدة و إيران و البلدان الأخرى ، ليسوا شديدي القوّة . إنّهم يواجهون تناقضات صعبة المراس و ليست لديهم حلول جوهريّة للفظائع التى تسبّبوا فيها . و الثورة الشيوعية هي السبيل الوحيد للخروج من هذا الجنون و القيام بالثورة و فى أقرب وقت ممكن أمر ملحّ و كذلك هو القتال من أجل الثورة فى كلّ مكان بنشر الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان فى كافة أنحاء العالم ، و هذه الخلاصة الجديدة مكثّفة فى " الشيوعية : بداية مرحلة جديدة – بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " ( متوفّر بلغات سبع ) و على موقع
revcom.us
و ذلك قصد إيجاد قطب تحرّري آخر للإنسانيّة . وهناك حزبان طليعيّان فى كلّ من الولايات المتّحدة و إيران و هما يعملان من أجل الثورة الحقيقيّة : الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية و و الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) .
القيام بالثورة تحدّى جدّي و صعب لكن ممكن وهو الطريق الحقيقي الوحيد للتخلّص من " البدائل " التى يقدّمها حكّام الولايات المتّحدة أو حكّام جمهوريّة إيران الإسلاميّة .
===============================================================================================================================
و لا يسعنى إلاّ أن أدعو القرّاء إلى أن يعقدوا مقارنة بين هذه التحاليل و المواقف و تحاليل و مواقف أحزاب و منظّمات و أشخاص يعدّون أنفسهم شيوعيين لعلّ ذلك يساعفنا فى إستخلاص الدروس و العبر .( المترجم )



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو ...
- مدافعون عن الحكم الإستعماري الجديد - صحيفة - جينمينجباو - و ...
- تقرير الأمم المتّحدة يكشف جرائم حرب الهجوم الإسرائيلي على غز ...
- الحرب الأهليّة فى اليمن و مستقبل الخليج
- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشي ...
- عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
- الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط ...
- لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ ...
- نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا ...
- مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن ...
- دون عمل نظري ، لا طليعة شيوعية يمكن أن تظلّ طليعة - الحزب ال ...
- قتل فركهوندا جريمة فظيعة ( أفغانستان )
- مقالات تحليلية لأحداث مصر و ليبيا و سوريا من جريدة - الثورة ...
- الإنتخابات الإسرائيليّة البشعة - نزاعات محتدّة و تحدّيات جدي ...
- 12 سنة من غزو الولايات المتحدة للعراق خلّفت القتل و التعذيب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) :حرب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : لل ...
- بوب أفاكيان و ريموند لوتا يحلّلان إنتفاضات 2011 ( الفصل الأو ...
- مقدمة كتاب - نصوص عن الإنتفاضات فى بلدان عربية من منظور الخل ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات المتحدة تحتاج مساعدة إيران فى الشرق الأوسط - ( الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) )