أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.














المزيد.....

الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 16:45
المحور: المجتمع المدني
    


إننا اليوم ونحن _للمرة العاشرة ربما_ نشاهد (مسرحية الزعيم) لزعيم وسيد المسرح العربي الفنان عادل إمام أردنا أن ندخل إلى عمق هذه الشخصية الكاريزمية في الثقافة الشرقية وجذورها الفكرية والتاريخية ونحن نشاهد ويلات وكوارث حقيقية من جراء أعمال ترتبط بهذه الكاريزما في حياة شعوبنا الشرقية والتي تتأرجح _أي تلك الأعمال_ بين الوحشية البدائية والعبثية اللامعقولة.. ذلك ونحن ندخل القرن الحادي والعشرون والعالم مشغول بالسكن في الفضاء وبعض المجرات الأخرى وتعميرها وبعث الحياة فيها، بينما هذه الشخصيات تصب جام عنفوانها وحقدها وطغيانها المتفجر باروداً وبراميل متفجرة فوق اجساد أبناء شعبها وعمران بلدها؛ فأي مفارقة سريالية عبثية نعيشها في هذا العالم المجنون بأن ينتقل رجل السلطة في العالم المتقدم من موقع الرئاسة إلى الشارع وينتهي كاريزما الرئاسة مع انتقاله ويصبح مواطناً، بل وهو في موقعه الرئاسي وخارج أوقات الدوام الرسمي مواطن مثل أي مواطن في بلده.. بينما "فخامة الزعيم" حتى وهو في الحمام أو في سرير الزوجية، لا ينسى أن يخلع "الكرافتة_الزعامة" وبات البعض منا يسأل: هل فخامة "الزعيم" يذهب للحمام ويعمل مثلما نعمل.. "حاشا له ذلك ورفع من مقامه".

إن هذه الشخصية تحتاج _بالتأكيد_ إلى دراسات جادة أكثر، ولكن هنا في مقالنا/ بوستنا هذا، أردنا أن نقف ولو على عجالة على بعض من ملامحه ومعانيه، حيث وحسب المعنى اللفظي لكلمة "الزَّعِيمُ" في قاموس المعاني؛ وهو قاموس عربي_ عربي هو (الرئيس). و (الزَّعِيمُ الكفيل. والجمع: زُعماء).. المعجم الوسيط وهو أيضاً أي الزعيم هو الرئيس والسيد ورتبة عسكرية تعادل رتبة « الكولونيل » تقريباً.. حسب القاموس المذكور نفسه وكذلك فإنه يعرفنا على خاصية ما للزَعيمٌ الوَطَنِيٌّ بأنه: ((قائِدُ القَوْمِ وَسَيِّدُهُمْ وَرَئِيسُهُمْ وَهُوَ لَقَبٌ يُطْلَقُ عَلَى القادَةِ السِّياسِيِّينَ الَّذِينَ يَلْعَبونَ دَوْراً مُهِمّاً في حَياةِ وَطَنِهِمْ)). كأن يقال "كانَ مِنْ زُعَماءِ الحَرَكَةِ الوَطَنِيَّةِ". وهؤلاء نعرفهم جيداً من خلال الحركات والأحزاب السياسية وخاصة أيام الاحتلال الغربي للمنطقة العربية وتزعم بعض الشخصيات الوطنية (الرموز) لفصائل المقاومة الوطنية كسعد زغلول وأحمد العرابي في مصر وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش في سوريا.. وعلى المستوى الكوردي فهناك عبد الرحمن قاسملو وملا مصطفى بارزاني.. وغيره العديد والذين يعتبرون رموز وطنية في عيون شعوبهم وحتى في نظر أغلب الأعداء أيضاً.

ولكن الزعيم الذي نعرفه ونشاهده اليوم _إن كان مسرحياً أو واقعياً_ فهو زعيم مختلف؛ يجمع بين الأب والطاغية، بين الجبروت والسلطة المطلقة والاستبداد، بل والوحشية البدائية والهمجية والتفرد بالرأي من جهة ومن الجهة الأخرى بالديبلوماسية والوجه الحضاري المدني في مؤسسات حكومية تحوي من المستشارين والوزراء "الكومبارس" ما يجعل كاهل الأمة تعاني من سرقاتهم العلنية والمخفية؛ زعيم يحمل المتناقضات: هو القوي الضعيف، الشديد الرحيم، العلماني الجاهل، المدني المتوحش.. الزعيم والعبد، هو زعيم ومتجبر ومتكبر وطاغوت على شعبه ويمارس كل ساديته على أبناء بلده بل حتى على وزراء الكومبارس والمجالس البرلمانية القشمرة والمسخّرة له ولأوامره حيث وصل الأمر بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أن طلب من وزراءه أن يخضعوا لدورة في إحدى معسكرات تدريب الجيش للياقة البدنية، ناهيك عن المسخرة عليهم كالزعيم في مسرحية الفنان عادل إمام وهو يطلب من وزراءه التأكيد على "الطهارة الثورية" بخلع بناطيلهم.. ولكن وفي نفس الوقت نجد بأن هؤلاء "الزعماء" ليسوا إلا أدوات وبيادق في يد دول و"زعماء" أقوى منهم وهم ينفذون أجنداتهم ومشاريعهم بخنوع وذل يندى لها جبين العبد الجبان.. أفليس هي إحدى مفارقات الشرق العظيم بأن يجمع الإله والإبليس في كتابٍ وكونٍ واحد يتناوبان على الشخصية الكاريزمية.

ولكن وإن عدنا إلى تراثنا الشرقي؛ الأسطوري والديني لوجدنا الجذر في ذاك التراث حيث وبالعودة إلى أسماء "الله الحسنى" والتي تجمع كل الصفات في الذات الإلهية فهو (السّلامُ القدُّوسُ والملكُ والرحمن الرحيم والله. المتكبّرُ. الجبّارُ. العزِيزُ. المُهيمنُ. المؤمنُ. القهّارُ. الغفَّارُ. المُصوَّرُ. البارئُ. الخالقُ. القابضُ الباسطُ. العليمُ. الفتّاحُ. الرّزّاق..) وإلى آخر الصفات بحيث أن هذه الذات الإلهية كـ(كاريزما) ومثال يأخذ به من قبل كل من جعل من نفسه رباً على قوم وجماعةً ما؛ إبتداءً من ربوبية البيت في معنى الأب (رب الأسرة) ومروراً بزعماء العشائر والقبائل والأحزاب وإنتهاءً بـ"زعيم الأمة المفدى" حيث الكل يريد أن يجمع في ذاته تلك الصفات الربانية وبالتالي تجد الواحد منهم يجعل لنفسه كل الصلاحيات والحقوق وما على الشعب والأمة و"الجماهير والرعاع" إلى الطاعة العمياء لسياسات وأوامر وفرمانات وعبثية قرقوشية وجنون "الزعيم" حيث تلبسته الشخصية الكاريزمية تلك بكل تاريخها وصفاتها وملامحها وجعلت منه الذات الربانية في واقع يعاني من الجهل والتخلف والتابو والمحرمات والمقدسات.. وأخيراً كان الواجب الوطني والقومي، مما يدفع الواحد من ليقول: بأس تلك الثقافة والتراث إن جعل منا عبيداً ومن بعضنا الآخر قادةً و"زعماء" أقرب إلى الطاغوت والديكتاتور منها إلى الرموز الوطنية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
- ثقافة الخوف .. وإمبراطورية الدم. (الحلقة الأولى).
- المغترب والتطرف الديني.؟!!
- إبراهيم محمود.. يستحق أكثر من (راتب تافه)!!.
- تركيا .. والمنطقة العازلة!!
- حل المسألة الكوردية ..يعني إستقرار منطقة الشرق الأوسط!!.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثانية عشر والأخيرة: إكتمال دائر ...
- مفاهيم وقضايا (5) الإسلام .. والمرأة.
- مفاهيم وقضايا (4) الإسلام .. والإرهاب.
- نهاية حقبة الديكتاتوريات
- مفاهيم وقضايا (3) الإسلام.. والمقدس!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الحادية عشر: تتمة الدخول إلى مرحل ...
- مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!
- الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السابعة: بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السادسة _ تتمة مرحلة الجسر أو الإ ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.