أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - سؤال الثورة أم الفوضى؟














المزيد.....

سؤال الثورة أم الفوضى؟


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن، هل هو انتفاضة وثورة شعوب ترفض الواقع سعياً لما هو أفضل، ودخلت في معرض ذلك حالة صراع اجتماعي سياسي ثقافي، لابد وأن ينتهي بانتصار الشعوب التواقة للحرية والحداثة، على غرار ما حدث مثلاً بالثورة الفرنسية؟
مع الأسف لا نرى وجهاً لأن نجاوب بنعم على هذا السؤال، لكننا لا ننكر على الإجابة بنعم أي قدر من الصحة، إذ نرى لها من الصحة قدراً، وإن كان ضئيلاً نسبياً، بحيث لا يعد مؤثراً في تشكيل الملامح الميدانية العامة للحالة الشرق أوسطية.
يبدو لنا ما يحدث أقرب لتصدعات وانهيارات أنظمة اجتماعية وسياسية وثقافية، تحت تأثيرات فشلها الذاتي، الذي وصل إلى مداه الأقصى، وآن أوان سقوطه الدراماتيكي المروع. يحدث هذا تحت تأثير عوامل الفشل والتفسخ الداخلي، وأيضاً بتأثير ضغوط العالم والعصر، ذلك العالم الذي غيرت ملامحه بما لا يقاس، ثورات التكنولوجيا والمعلومات ووسائل المواصلات والاتصالات، بحيث تساقطت الأسوار والحدود بين ما هو داخلي بشع التخلف، وما هو خارجي فائق التطور، ويشكل صدمة حضارية وجودية، لشعوب طال بها الركود والعجز وغيبوبة الدوجما.
في كافة البقع المشتعلة الآن بالصراع، في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وبدرجة أقل حدة في مصر وتونس، ونظن أن الدور سيأتي قريباً على السعودية وسائر دول الخليج (ربما باستثناء الإمارات)، يحدث الصراع بين مكونات وعناصر ذات النظم التي كانت أو مازالت قائمة، وبين المكونات الشعبية التي عاشت وتعايشت، ويصح أن نقول أنتجت تلك النظم. أنظمة حكم ديكتاتورية بوليسية، وتيارات إسلامية بمختلف أطيافها، بدءاً بالمدرسة الأم جماعة الإخوان المسلمين، مروراً بالسلفيين والجهاديين بتنظيم القاعدة وحتى دولة الخلافة الإسلامية داعش، وعلى الهامش نخب عروبجية ويسارجية، تتعلق بأذيال التيارات الإسلامية، لمجرد البقاء طافية على سطح الأحداث، دونما وزن حقيقي لها وفق أي مقياس أو معيار لموازين القوى. هذا بخلاف الأقليات العرقية، التي عاشت طوال الوقت تحت نير الأنظمة السياسية الشمولية وقهرها، ونير المجتمعات التي شاعت فيها النزعات العنصرية العرقية والمذهبية الوهابية. هي بالإجمال مكونات عتيقة فقدت صلاحيتها، هذا بافتراض أن ثمة صلاحية كانت لها في أي عصر مضى، تقتتل فيما بينها، في غياب أي مكونات يمكن وصفها بالحداثية والمتوافقة مع العصر. لذا لا يحق لنا التطلع لأن ينتج لنا الصراع الدائر الآن في النهاية، ولو بعد عدة عقود، تلك النهاية السعيدة التي يأملها البعض، من عالم جديد، ورؤى قادرة على الحياة، متناغمة مع الحضارة العالمية المعاصرة. إن صح ما ذهبنا إليه، فلن يخلف الصراع الدائر الآن سوى الرماد والخراب. هو في الأغلب الأعم ليس سؤال الثورة والحداثة، وإنما سؤال الفشل والانهيار والفوضى.
لقطة واحدة لحظية لا تحدد حالة أي أمر أو قضية محل بحث، مهما كانت اللقطة دقيقة وشاملة، إذ لابد من لقطات سابقة ولاحقة، تحدد مسار منحنى تغير الحالة. وكلما تعددت وتباعدت مسافات اللقطات السابقة للحظة الراهنة، كلما استطعنا رسم منحى أكثر دقة، نستعين به على تخمين مسار المنحى المستقبلي.
كمثال الحالة المصرية الراهنة، نستطيع تقييمها بأكثر دقة، لو رجعنا إلى المسار المصري منذ أوائل القرن التاسع عشر، لنجد ارتقاء في مستوى التحضر المصري على يد أسرة محمد علي، ليصل أقصى مدى المنحنى صعوداً إبان ثورة 1919. بعدها يبدأ المنحنى في الهبوط مع بدء تشكيل حركة الإخوان المسلمين مع بداية ثلاثينات القرن العشرين. ويتفاقم انكسار المنحى انحداراً من بداية خمسينات القرن، على أيدي مغامري يوليو. ومحاولات الارتقاء منذ ثمانينات القرن العشرين وحتى سقوط نظام مبارك، لم تعدل إلا قليلاً في اتجاه المنحنى المصري نحو السقوط، حتى جاء 25 يناير 2011، ليتجه المنحنى مستقيماً إلى أسفل. نحن إذن الآن لسنا في مخاض ثورة يتلوها بالحتم نهضة، وإنما في طور سقوط، أقصى الأمل ينحصر في تدراكه.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وإيران غير النووية
- الليبرالية في زمن الغوغائية
- الإرهاب والضباب
- الليبرالية ومأزق المثلية
- البحث عن معادلة جديدة
- المسيحي الملحد
- القاعدة وداعش وأمريكا
- هو الخيار الداعشي
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - سؤال الثورة أم الفوضى؟