أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان تدعو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في بيانها المؤرخ في 2/10/2005 "رفاق الحزب واصدقاءه وجماهيره" التصويت للدستور بـ"نعم" هو امر يستطيع المرء ان يفهمه ويدركه. ذلك ان الحزب الشيوعي العراقي قد كان وعلى طول الخط طرفاُ، والحق يقال طرفاً هامشياً عديم الوزن والقيمة السياسية، في مجمل مسلسل امريكا وحربها في العراق، وماتلى هذا المسلسل الدموي من تطورات اشد ايلاماً ومصائباً وويلات: الاحتلال الامريكي للعراق، اقامة مجلس الحكم، الحكومة المؤقتة، والمشاركة في الانتخابات والحكومة بحصة ودور هزيلين.
ولكن الامر الذي لن يتمكن احد، اللهم الا اللجنة المركزية لهذا الحزب، ان يفسره هو التصويت بنعم للدستور والعمل "على ترسيخ طابعه المدني-الديمقراطي"!!!. لا يعرف المرء كيف يمكن ان يتم ذلك. هل لهذه المسودة أي صلة اوربط بالمدنية ناهيك عن ترسيخها؟!!
ان هذا الدستور، وبدءاً من ديباجته لا الاسلامية فحسب، بل الطائفية بكل معنى الكلمة، يقطر مناهضة ومخالفة للمدنية ولكل ماهو هصري ومرتبط بالحضارة والتقدم الانساني. اين تكمن مدنيته؟! اهي في فقراته الاولى التي تتحدث عن "اسلامية المجتمع" والقوانين و"الدين الرسمي للدولة"، والوقوف الصريح بوجه أي تعارض لاي قانون او فقرة دستورية او قرار للاسلام والقيم الاسلامية؟! اين تكمن مدنيته؟! أ في ايلاء دورا مهما للعشائر والقيم العشائرية واعطاء مكانة لشيوخ العشائر؟!! اين هي مدنية دستور يضع قانون للاحوال الشخصية للمجتمع استادا الى الطوائف والنعرات الدينية والطائفية (أي القانون 137) الذي اعيد بنص وحلة دستورية بعد ان تعرض الى هزيمة ماحقة على يد العلمانية والتحرر والحركة النسوية منذ سنتين تقريباً؟! أ مدنية المجتمع الموجودة في الفقرة التي تتحدث عن احالة مسئولية الاباء عند الكبر والعوز الى الابناء، والتي، اذا ما وضعنا العبارات المرائية عن الرحمة جانباً، هدفها تنصل الدولة من الان عن التزاماتها تجاه الانسان عند الكبر والعوز؟! أ مدنية المجتمع في الابقاء على جريمة الاعدام؟! أ تكمن في التطاول على الحريات السياسية والحقوق المدنية بحجة ومبررات واخية وبالية مثل "الاداب العامة" و"الصالح العام" الكاذب و"احترام تقاليد المجتمع"؟! أ تكمن في تقسيم المجتمع استنادا الى الدين، القومية، الطائفة والعشيرة؟! أ في فيدراليته؟! أ في حقوق المراة؟!!! اين؟! ام تلك العبارات العامة والفضفاضة حول الحريات والحقوق التي تجدها في دساتير اكثر الديكتاتوريات في العالم والتي اما ان يفرغوها من محتواها عبر اشكال عدة منها تنظيمها بقوانين تنسف كل نفس ايجابي فيها او لا يسيروا وفقها بل يدوسوا عليها من الاساس.
انه دستور سحق المدنية. دستور اعادة المجتمع الى ماقبل المدنية، أي الى مرحلة الاقطاعة والقبيلة وسائر العصبيات وقيمهم البالية. انهم يبغون وأد ماتبقى من المدنية التي دمرها نظام البعث جراء الحملات الايمانية والعشائرية التي اشاعها في المجتمع. انهم يكملون المهمة التي بدء بها النظام البعثي الفاشي القومي. ان كان نظام صدام مجبر على سلوك ذلك السبيل من اجل لملمة اركان نظامه المهتريء من الانهيار، فهؤلاء القوميون والطائفيون والعشائريون بحاجة الى ذلك من اجل ان يرسخوا لانفسهم مكاناُ في السلطة السياسية. الهدفان واحد باشكال متباينة وفي اوضاع متباينة. لا اكثر. ان مدنية المجتمع في خطر جدي ان تم الاقرار على هذا الدستور البغيض والذي لا يشرف أي امرء عاش المدنية والقرن الحادي والعشرين ان يصوت عليه بنعم. بل وثمة مشكوكية في مدنية أي امرء يصوت عليه بنعم. ليس الانسان بمجبر على التصويت له. ان فكر امرء ما بالحفاظ على مدنيته وحريته ومساواته، يجب ان يقلب هذه المهزلة على رؤوس اصحابها لا ان يصوت لها بنعم ويعمل من اجل ترسيخ طابعها المدني غير الموجود اساسا!!!
ولكن سؤال يطرح نفسه هنا لماذا هذا الموقف؟! لماذا لا يناضل من اجل دستور مدني من الان. لماذا يصوت، وبعدها يسعى لتغييره؟! في الحقيقة اننا لم نسمع يوما ما من الحزب الشيوعي انه قد دافع عن مسالة ما لصالح حرية الناس. العكس من هذا، لقد كان من اول المصوتين على القانون البغيض المرقم بـ(137). ان الحزب الشيوعي العراقي ليس اهل تغيير. انها ليست من شيمه السياسية. ان لم يناضل اليوم ضده ويعمل على حشد الناس حوله، لن يسعى غدا لتغييره. ان هدفه من هذا هو ان يخلص رقبته اليوم من النقد او الاحتجاج و"غداً الله كريم!!!"
ان عبارات في البيان مثل عدم وجوب النظر الى الدستور كوثيقة نهائية وانها "تحتوي اليات وضوابط تتيح تغيير ما نعتبره مخلا بالطابع المدني.." مثل "حقوق المراة" ليست سوى ايهام اعضاءه ومناصريه. كما ان الحديث المرائي عن ضرورة التصويت الان وتبديد الغموض الذي تنطوي عليه بعض مواده حمالة الاوجه" (!!!) لهي اقبح من الاستناد لها كحجة ومبرر. ليست مواده بحمالة الاوجه. انه دستور صريح طائفي، اسلامي، قومي وعشائري مناهض تماماً لكل اشكال الحرية والرفاه والانسانية والسعادة. انه دستور غلاة الرجعيين، انه، وبوضوح ما بعده وضوح، دستور عصور الظلام. لماذا لا ترى الاطراف التي تقف وراء اعداده اية "حمالة اوجه" في فقراته وبنوده؟! لماذا يعرف البرزاني، الحكيم، الجلبي، واجمالا كل المهتم بالشان السياسي لا في العراق فحسب، بل العالم كله اين وماهي صلة هذا الطرف في هذا البند، واين مصلحة ذاك في ذاك البند وما سر اختلافاتهما وتناقضاتهما والخ و فقط الحزب الشيوعي العراقي من يتحدث بلهجة ديماغوجية كاذبة ومرائية عن "حمالة الاوجة". اللجنة المركزية التي لا تستطيع ان تفسر لحزبها ولقواعدها مجمل تلافيف موضوعة الدستور، لا تستحق ان تكون قيادة لحركتها قط. بيد ان المسالة ليست معرفية ومعلوماتية. انهم يعرفون جيداً. انها مسالة سياسية.
الادهى من هذا انه يعد الجماهير خيراً ان صوتت. اذ يذكر ان التصويت بـ"نعم" "سيشكل خطوة كبيرة نحو اعادة الامن والاستقرار وتطبيع الاوضاع واطلاق عملية البناء والاعمار وانعاش الاقتصاد الوطني وبناء دولة القانون". هل سينطلي هذا على احد؟! لقد وعد الحزب الشيوعي، وكعادته كمتفائل ساذج، ترديداً وراء الجوق الامريكي والملتفين حوله، بان سقوط صدام سيجلب الرفاه والحرية، ووهموا الجماهير بان تشكيل مجلس الحكم سيجلب القانون والنظام، وان الانتخابات ستسلم السلطة والسيادة بيد العراقيين وتعطي الشرعية للحكومة وسينتهي الاحتلال والارهاب. ولكن لم يحصل أي من هذا. وقلنا مراراً ان هذا كذب محض. اليوم يسعى هذا الحزب لخداع من؟!!! ان من تنطلي عليه هذه الدعاية (واولهم اعضاء حزبهم ومناصريهم) ان يفكروا جديا بسلامة عقولهم!
انه ذر الرماد في العيون والدعوة للانخراط في هذه العملية. ان عينه على العملية السياسية ونيل مكانة في ديمقراطية العشائر والطائفيين والقوميين والحصول على كرسي ومقر والرضا بذلك نظراً لـ"الظروف استثنائية وغير الطبيعية" و"موازين القوى السائدة" الان!!، وبالطبع مع الكثير من طأطاة الراس ومسخ النفس.
كالعادة، انها سياسية الجلوس مابين كرسيين التي اعتدنا عليها من هذا الحزب. مع الاسلاميين يرفع لافتات اهداء التعازي بمقتل الحسين وفاطمة والمهدي، وقومي مع القوميين الكرد والعرب وماركسي مع الشيوعيين الراديكاليين. ليست حريات الجماهير، مساواتها ورفاهها لها أي مكان في سياسة ومجمل الممارسة السياسية لهذا الحزب.
لن تقول الجماهير كلمتها يوم 15 اكتوبر كما يتحدث البيان. انها ستعطي بصمات اصابعها واعينها مقفلة ومسلوبة الارادة. ان الجماهير غائبة عن هذا التصويت حتى لو حضرت صناديق الاقتراع 100% من الذي لهم حق التصويت. ولانها مغيبة، يحث الذي لهم مصلحة في هذا المسلسل الخطى ركضاً نحو دفع الجماهير نحو اعطاء ابهام يدها. ان القوميون والاسلاميين والعشائريين يعرفون جيدا ذلك. يعرفون ان مجتمعاً يتمتع باقل درجات الامان، الرفاه، والحرية لن يقبل بان ينخرط في مثل هكذا مهزلة تضع المجتمع على فوهة بركان على شفا الانفجار وتدمير كل شيء معه.
ليس بوسع المرء سوى ان يقول للسادة هؤلاء: ARE YOU KIDDING!!! ، أي هل انت تمزح؟‍!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها مهزلة اشد قباحة وخطورة من سابقتها!
- لوحات من مهزلتي الدستور والانتخابات!
- نداء للوقوف ضد جريمة الاعتداء على العاطلين عن العمل في السما ...
- البرزاني والاهداف الواقعية لمسألة - تغيير العلم العراقي-!
- الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين
- عاش الاول من ايار، يوم التضامن العمالي العالمي
- بيان لحفظ ماء وجه من لا ماء لوجهه! رد على بيان ما يسمى بمكتب ...
- إنتصار آخر لحميد تقوائي!
- يجب تصعيد نضالنا!!
- ان حبل -تشويه الحقائق- قصير!!! رد على مقابلة الحوار المتمدن ...
- اين تكمن منجزات اكتوبر!
- لا لتسليم صدام وقادة البعث الى حكومة غير شرعية! يجب تسليم صد ...
- دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلام ...
- مكانة منصور حكمت في الماركسية!
- أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي